المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة أولية لنص الشاعر يعقوب الحوسني


صالح السنيدي
12-02-2011, 08:44 PM
أشتاق عــينك


أشـتـاق عـيـنـك ولـك بالـشـوق انـقـاد .........................
.........................قـلـبـي مـقــرّك وانـا مـحـتـــاج حـنـيـّه

لجلـك نـسـجـت الهَـدب بالحـب سـجـاد.........................
.........................يللي الـغـلا فـيـك دايـم صــافي الـنـيّـه

حـبـي وطـن/ فـرحـة الأعـيـاد تـنـعــاد.........................
.........................يحـضن صباحك خيوط الماس فضـيّـه

عصـفـور يـحـلـم إذا مـا طـار أو عـاد.........................
.........................يلـفى السـعـاده زهـر وعـطور مكـيّـه

جيـتـك سـحـابـة وفـا والـشـوق ميعاد.........................
.........................أهـديـك حـبـي قـمـح لسنـيـن شـتـويّه

جيتك صبح أو مسـا أو ليل وش عـاد.........................
.........................ما هـو أنـا إنـت وانـته روح بي حيّـه

يعـنـي طبـيـعـي إذا أسـكــن بـك بـلاد .........................
.........................مـ انـته هـنا ساكـنٍ وهـناك وهـنـيـّه

أتـنـفـسـك أكـسـجـيـن الـدم / لي زاد.........................
.........................واعـيـش حـبـك عـوالم غـيـر عاديّه

حـتـى ولـو صـيـّروا هـالـحـب بغـداد.........................
.........................بـغـداد عــنـــدي بـإذن الله مـحـمـيـّه

بـغــداد عـنــدي مديـنة حـب واعيـاد.........................
.........................ما هي بساحة قـتـل وحـروب دوليّه

بغـداد قـبـله/ مـديـنـة حـب / أمـجـاد.........................
.........................بـغــداد إنـته وحـبـك دوله عصـريّه

أهـواك واهـواك ثم أهـواك ووكـاد.........................
.........................عيـشي بقربك فـرح واعياد رسميّه
________________

أهمية النص //

أن القراءة الغير متفحصة لهذا النص أي النظرة التقليدة لهذا النص لا تعطيه شيء من ابسط حقوقه . فلهذا النص دواخل وعوالم وأوطان ظاهره وخفيه .
ولقد حاول الشاعر من خلاله الترحال بين رموش الاوطان ومتانة عوالمه وأسوار مدن الحب ..
وخلال ذلك تارة تراه ينشد الأعياد والافراح واخرى يعرج إلى حال المدينة الواقعي وما يقترن به ويخبر عن ما يتمناه هو لها ,.. وكنه يتحدث عن حبه الأبدي الذي لم يتحول يوما .. مهما تغيرت الأحداث .. فمدينة الحب في قلبه ما زالت مدينة السلام والحب لا تغيرها أيدي العابثين
ولا أحداث الزمن .. ويجدد الولاء لهذا الحب كل عام ويجعله عيد رسمياً يجدد فيه العهد ويخلد هذا الحب .

بنية النص //

القارئ الجيد للنص يلاحظ أن النص أستند على ألفاظ وكلمات متينة أعتمدة على لغة رمزية سلسة ممزوجة بأسلوب سهل ممتنع تتيح لهذا القارئ أن يصل إلى بعض عوالم النص وكذالك تتيح لمن أراد أن يبحر في الزوايا البعيدة ويسبر أغوار الشعر في مثل هذا النص المترامي الأطراف .
وقد بدأت هذي اللغة تسري في جسد النص من أول وهلة وأنا أظن أن القارئ العادي لا ينتبه لهذا جيدا لكن لا ظنها تفوت على العالم بالشعر وخاصة المتبحر بلغته ..

وقد ظهرت لها ملامحه وسوف أسوق بعض الأمثلة على ذلك على سبيل التوضيح للحصر ..
وإلا فإن هذة اللغة كان النص بها غني من أول هامته حتى أخمص قدمه .

1- لبداء من أول القصيدة .. ( لغة المقارنة والإندماج )

أشـتـاق عـيـنـك ولـك بالـشـوق انـقـاد .........................
.........................قـلـبـي مـقــرّك وانـا مـحـتـــاج حـنـيـّه

لجلـك نـسـجـت الهَـدب بالحـب سـجـاد.........................
.........................يللي الـغـلا فـيـك دايـم صــافي الـنـيّـه


حيث الشوق وللشوق .. أنا وانت لغة المقارنة ..

1- أنا = أشتاق .. أنقاد .. قلبي .. أحتاج حنيه ... نسجت الهدب

2- أنت = عينك .. لك بالشوق .. مقرك .. لجلك ..ياللي الغلا فيك ..

ولاحظ معي لو عكست الصورة وجعلت أنت .. مكان أنا .. لخلصت إلى نفس المعنى ..

ما أريد أن أوضحه أن الاندماج في المعنى الخفي والظاهر بين أنا وأنت وصل بنا المقام وكاننا شخص واحد وهذا هو قمة مصداقية الحب أين كان هذا الحب وبأنواعه المختلفة .

وفي كلية القصيدة ما يدل على ذلك .. ولكن أوردة هذا للإضاح فقط .

2- لغة الأوطان والمكان و مسمياتها ..( المادية والمعنوية )

إن ما عمد إليه الشاعر في ترحاله و تجواله المشاعري والحسي في نص يمتلئ بالنظرات البعيدة من زوايا الحب والأوطان الحاملة لهذا الحب وقد عبر عنها بأسماء عدة

فمن المواطن المشاعريه // القلب وطن .... الحب سجاد ... الهدب نسيج ( فراش .. أو لحاف أو لباس ) للمحبوب .. وخيوط الماس ... أحلام العصافير الطاهرة ... سحابة وفاء ...
حبي قمح ...وإلى آخرة من بلدان الحب القلبيه والقبلية ..

- الاوطان الحسية والزمنية // أعطور مكية .. أسنين شتوية ... الصباح .. المسا .. الليل في أي وقت منه أوله اخرة منتصفة .. أبلاد .. ساكن .. أهنيه .. أهناك ... بغداد .. مدينة حب . دولة عصرية ..

.. هذا التعبير المشاعري الحسي الصارخ .. يجمع النص كل اطراف وزوايا الحب الصادق المعبر بكل الطرق عن شمولية النص للفكرة التي أراد الشاعر التعبير عنها ... وقد نجح الشاعر يعقوب الحوسني في مد هذا النص إلى ابد الزوايا الذي يفتقر إلية الكثير من الشعراء ويقعون في خلخلت التكرار.

3- زوايا أنبثة من النص وابعادها


الشوق

نسجت

فرحة

خيوط

زهر وعطور

قمح انقاد

سجاد

تنعاد

فضية

مكية


أسنين شتوية

1-.. عندما انبثق الشوق من أول النص وانقاد به الحب أي أن كل تلك العواطف كا يقودها الشوق .. والشوق هو الميعاد ..حتى يصل فالنهاية على الاعياد على متن الشوق .

2- نسجت.... سجاد

لجلـك نـسـجـت الهَـدب بالحـب سـجـاد.........................
.........................يللي الـغـلا فـيـك دايـم صــافي الـنـيّـه

أن تنسج الهدب سجاد .. يمشي عليه المحبوب .. أو تنسجة ليلبسة المحبوب ... أو تنسجة ليلتحفه المحبوب غشاه أو شيله أو غطاء عن البرد أو الحر ..
وانا نسجت هذا الهدب ليستر كل ما في هذا المحبوب من حلا ..

3- فرحة ينعاد .. أنبثق عن هذا الفرح الذي ينعاد ..
عيدا رسمياً أيكون احتفاله دايم لا ينقطع بمرور الأيام حيث قال فالنهاية ما يؤكد علية في مجمل النص

أهـواك واهـواك ثم أهـواك ووكـاد.........................
.........................عيـشي بقربك فـرح واعياد رسميّه

4- خيوط فضية ...
أنبثق عن هذة الخيوط الطهر ونقاء هذا الحب فهو فضي ابيض

دايـم صــافي الـنـيّـه

وفي طيات القصيدة ما يدل دائما على بياض النوايا ونصوعها .. هذا ما نبثق عن فضية خيوط الحب والوفاء .

5- زهور وعطور مكية ..
وهذا يدل على جمال وقدسية ها الحب حيث أن زهور وعطور مكة لا تأتي إلا بخير وهي اطيب وأقدس الزهزر من ناحيتين لقدسيتها الدينية في النفوس ومن ناحية وناحية آخرة أحتفاء البشر بكل ما ياتي من مكة وفرحهم به .

6- قمح أسنين شتوية ..
يعني في اشد الحاجة للقمح يكون الناس في فصل الشتاء وحيث يكون قليل ولا يزرعه أحد فالبرد .. كانت الهدية اثمن ..
فنبثق عنها قمة التضحية في هذا الوقت العصيب .

- هذي الزوايا العابرة في نص يعقوب . أضفت أبعاد كبيرة لمن أراد ان يكتب بحرفية وإتقان .



المستوى الفني للنص ...

كان مستوى راقي جدا الاسترسال التسلسل الإسقاطات المكانية لغة النص طريقة العلاج للجمل الشعرية المفردة كان متفرة وذات طابع حديث ..

النص في عمومة كان رائد ..

خلاصة القول الشاعر يعقوب الحوسني قدم لنا نص غني بكل معاني الشعر ..


أتمنى اني قد استطعت أن اقدم جانب من هذا النص لأن ما في هذا النص من إثراء كبير وما قدمته عنه قليل من كثير فاليعذرني القارئ على أي تقصير بداء مني ...


ولكم تحياتي // صالح السنيدي

فهد مبارك
12-02-2011, 09:28 PM
هلا صالح
شكرا على تواجدك هنا

السفير العماني
13-02-2011, 10:54 PM
رائع وفي غاية الروعة

فاطمه القمشوعيه
14-02-2011, 10:33 PM
نص جميل
وقراءة توصل المتلقي الى جماليات الصور في النص


شكرا السنيدي

صالح السنيدي
20-02-2011, 08:17 AM
هلا صالح
شكرا على تواجدك هنا
.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الراقي الفهد لك الشكر


اسعدني جهدك

تحية

صالح السنيدي
20-02-2011, 08:21 AM
رائع وفي غاية الروعة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سعادة السفير


لك الجمال لحضورك المشرق


تحية / صالح

عبدالله العمري
25-02-2011, 03:07 AM
نص جميل بتفسير خباياه صار أجمل

النبيل صالح السنيدي

تحية لقلبك/ لفكرك

سالم الوشاحي
17-03-2011, 10:27 AM
الأستاذ صالح السنيدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أستوقفتني قراءتك الجميله

لمالها من تحليل نقدي ذكي ..

تحيه عطريه لك ولقلمك الذي أثرى النص

دمت على خير أيها الفذ