المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اضــــــــــــــاع الله يـــــــــــــوما ً


هيثم المسلمي
13-07-2009, 11:29 PM
أضاع الله يومــــا ً
هيثم المسلمي

انهُ منتصف الظهيرة اللافح
الشمس تحمرُ خجلاً من أتونها
انها الدقيقة العشرون بعد السبعمائة
منذ أن هاجمت روحي المغول (أفكاري)
فألقت عقلي جثةً هامدة على قارعة الطريق
تبحث عن شاعر ٍ صعلوك يلملم بقاياها
ثم يقيم في شرفها الكسير جنازة ملائكية
كل شيء ٍ حولي صاخب
مستعرٌٌ كأتون الذكريات
كصراع ورقتي وقلمي
كرياح تزيدها الغوغاء جذلا ً
لترقص في مراسم دفن ٍ لجنازة عقل ٍ مسلوب
أماه, ماذا تفعلين هنا في غرفتي؟
دعي كوب الشاي يبرد أكثر
فمن المحزن يا أمي
أن تفصلي عشقا جمع بين برودة الشاي
والشتاء القارص الذي يدمي مشاعري
أرجوكِ لا تربتي على كتفي الصليب
ولا تبعثي الإيمان في كنائس وجهي
وابعدي أصابعكِ الحنونة عن بحر شعري الأسود
فأنا رجلٌ يكره الاعتراف بالضياع
تماما مثلما يفعل بقية الرجال
أماه, إلى أين؟ أتتركين طفلك صريعا ً
تتقاذفه أمواج الشك واليقين بلا رحمة؟
لا, لا تعودي, امسحي دموعكِ طهر السماء
لأنك تعلمين أنني منفيٌ عن طهر السماء
أتوسل لمن بأمره الجنة تحت قدميك, ارحلي
أغلقي باب غرفتي و اتركيني أقارع فضائي
تمر تفاصيل حياتي أمامي بأجزاء الثانية
كالأطياف المترنحة التي وجدت سكيرا تعبث به
صوتٌ في داخلي يأبى السكوت
كقرع الطبول, كهزيم الرعد
كألف إعصار يحكي ألف تمرد وعصيان
ثائرٌ متمردٌ كغزو التتار
ضخمٌ كونيٌ كعطف الأمهات
حاولت الهروب إلى ما يسمى التجاهل
طلبت منه أنه يحتضنني لبرهة من الزمن
كي أنسى هذا الصوت اللعين
لكن ابتسامة الشماتة كانت هناك, تزين شفتي التجاهل
كأنه يسخر من طلب كهذا مستحيل.
وما زال إيقاع الصوت يعلو ويعلو
حمى ملتهبة تفجر شراييني تباعا بتلذذ رهيب
تنافس حمرة الشمس الحارقة
بدأت أفقد وعيي الذي حمل حقائب سفره
وبدا لي كأنه يودعني إلى محطة القطار
في رحلةٍ أبدية
بينما الصوت أصبح بحق لا يطاق
وبكل ما تبقى لي من قوة,, صرخت
صرخت وصرخت و صرخت
ومع كل صرخة يمر أمامي ما اقترفته يداي بالأمس
مع كل صرخة كانت هناك ذكرياتٌ حارقة
زادت من الحمى المستعرة إياها
وبينما صوتي يسابق الزمن نحو الصرخة الأخيرة
لمحت كتاباً تربع على حافة السرير بوقار
وقد فتح على إحدى الصفحات
حاولت عيناي أن تقرأ عبارة ما في الصفحة
وبصعوبةٍ بالغة نجحت عيناي في رسم حروفها
قرأتها في سري بارتياح غامر رغم المعاناة
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم."
ثم أظلمت الدنيا أمام عيني أخيرا....

أمل عبدالرحمن
25-07-2009, 04:47 PM
يعطيك العافية علي ما كتبت قوة العبارات هنا اخذت حيزا اخرا وامتلات الصفحات بتوهج

زادت من الحمى المستعرة إياها
وبينما صوتي يسابق الزمن نحو الصرخة الأخيرة
لمحت كتاباً تربع على حافة السرير بوقار
وقد فتح على إحدى الصفحات
حاولت عيناي أن تقرأ عبارة ما في الصفحة
وبصعوبةٍ بالغة نجحت عيناي في رسم حروفها
قرأتها في سري بارتياح غامر رغم المعاناة
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم."
ثم أظلمت الدنيا أمام عيني أخيرا....


من ضمن ما اعجبني

مودتي

إيلاف وطن
03-08-2009, 11:06 AM
خاطره رائعه

بارك الله فيك اخي الكريم

دمت بخير

هيثم المسلمي
05-08-2009, 04:15 PM
سلمت يادكما اختاي امل وجنى على تعطير خاطرتي المتواضعة بحبركما الاثيري

عبدالله العمري
06-11-2009, 10:22 AM
المسلمي

أين ما كنت بصماتك الإتقان

جزيل الشكر لك

ودي