المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في حارتنا حسنــاءٌ جميلة ..


عمر حامد
28-03-2011, 07:59 AM
(١)

كُنّا لا نــزالُ في الابتــدائيه .. صِغـاراً نحلُمـُ بِكُـلِّ شيءٍ جميلٍ لــهُ الوانٌ برّاقـه .. نحنُ كّنا شِلّةً
مكونةً من أربعةِ أطفالٍ لا نتفارق .. نمشي سويةً ، نُدافِعُ عن بعضنا ، ونتقاتل فيما بيننا! وتجمعُنا
قرابةُ الدم .. ولكن الاكثر قرابة كانت بيني وبين حمدون» فقد كان وللأسف الشديد الذي اعصُرُهُ
الى اليوم (عمي) .. لقد كُنا اطفالا من نوعٍ آخر .. فنحنُ نحلمُ يوما بلوغ قَوسِ قُزَح! لا
لنتزحلَقَ عليهِ ..!! إنما لِنشرب منهُ عصيــرا مُنشعــا!! .. نحنُ كُنا نحلمُ بُلوغَ القمر .. لا للمشـي
عليه! إنما لنأتي من هُناك تُراباً كنّا نؤمن بأنهُ سِحري .. وسيخدمنـا في معاركنـا ضد (ولاد الحـاره
الغربيه)!!!.




كان في حـارتنا بيتٌ طـالما يؤجِرُهُ صاحِبُهُ للمدرســين الوافدين.. في هذا العام استأجرَهُ استاذٌ من
جنسيّةٍ شاميّةٍ.. وكُنتُ انا وحمدون هائِمَينِ على وجوهِنـا في حـرارةِ الشمـس مُستجيرين بِجِدارٍ
جالِسين كقطّينِ شَرِسَين، وكان بأيدينا عودين من قصب السُكر نمتصُّهُما بمزاجٍ عالٍ! مُركزين على
الساكن الجديد وهو يُنزِلُ مع عائِلتَهُ الكريمه من مركَبَتِهِ أغراضا كثيـره .. وقد بـدى عليهُمُ الإعياءُ
من وعثاءِ السفر .. عِندها نظرَ إلينا ربُّ أسرتِهُمُ وأشارَ علينا بأن تعالوا..


قال حمدون : خلى قوم طاشّين ..
فقلتُ لهُ: عن يقوموا يشللونا واجد ما في بارض
رد حمدون: خلى ايه الغبي بيعطونا بسبوسه» .. ذيلا ما مصريين
فطمعتُ ووثبتُ مُسرعا ! ..





كان أثاثُهم غريباً جدًّا علينا انا وحمودن الممحون.. وأكثرُ ما شدّني في بيتهم هو (المكنسه)!! التي
كانت تُشبِهُ التي يستخدمنها الساحِراتُ اللاتي في عالمِ الكرتون للطيران! أما حمدون فأذكُرُ أنَّهُ
سرق كيساً مليئاً بِكُراتٍ مُلونه ذاتُ رائِحةٍ نفّاذه بنكهةِ الفراوله .. ظنًّا مِنهُ انها حلاوَةٌ من نوعٍ ما
ولكن للأسف كانت ليست إلا كُراتاً تُستخدمُ أعزكمُ الله في دورات المياه!!!!!!


إلا انني لم أسرق فلم تكُن من شِيَمي .. ولكِن في الحقيقَةِ سُرِقت!! نعم سرقتني ابنتُهُمُ فجأه..!
وانسلّت الى داخلي كانسِلال إفعى من قِمةِ جبل!






بعد ان انتهينا اعطانا والدهم الكريم كيساً وشكرنا كثيرا بقوله: (ما شاء الله عليكون يعطيكون
العافيه .. يعطيكون العافيه اتفضلوا .. هه .. هاذ الكون.. في حفظ الله زورونا هه .. وسلمو على
بيّاتكون!) .. فخرجنا على استحياءٍ من مُعاملتِهِ اللطيفه التي لم يعودنا عليها كبار السن في
تلك الفتـره بهكذا اسلـوب.. فآخر مرّه ساعـدتُ فيها أُنـاســا.. لم يعـطينـي شايبهم اي شي..
بالعكس تماما .. ففي اليوم الذي بعده .. لاحقني بعصـاهُ الطويلـه .. فقـط لأنني اردتُ كُرتنـا التي
سقطت في بيتهم ونحنُ نلعب الكُره!! ....





بعــدها اخـرجَ حمدون على عجـل ما بداخِلِ الكيس ..
فرأينا شيئا ما اول مره نراه!! .. ما هذا ؟! كُنتُ حَذِرا.. ولكن حمدون كان واثِقا .. بأن هؤلاء الخلق مِن
الناس.. لا يتعايشون الا مع ما هو سُكّر وجميل!! فأخذ حمدون هُبشاً» عُمانيا من القِطَع وزجّها
الى فَمِهِ .. استطعم قليلا .. ثُمَّ .. تغيرَ وجـهُـهُ الى اللونِ الاحمر!! وأخذ يُفرِغُ ما في فمه صارِخا:
أخييييييييه تو مو ذا» وبعدَ عرضِ العيّنه الى من هم اكبر منا سنا اتضح لنا ان اسمه (زيتون)!!.





ولكن الشي الاهم الذي اختُهُ من هُناك هو اسم الفتاة الصغيره .. كان اسمُها هاله» .. وكنتُ
أول مرّه اسمع بهذا الاسم!! كانت جميلةً بِحَق.. عينانِ كبيرتان .. بداخِلهما سوادٌ كحباتِ العِنَبْ!
شعرٌ أسودٌ أبهم.. كأنهُ ماءٌ لا زال يُسكب.. أنفٌ صغيرٌ مُثلثٌ مائلٌ للإحمرار كحبّاتِ الفراوله!! و
ثَغرٌ صغيرٌ رقيقٌ بسّام.. وجهٌ ملائِكيٌّ بِحق.. وبشرةٌ صافيَةٌ تُشعِرُني بالطمأنينه!!،،


وكُلما ما نظرتُ
الى حمدون الأغبر ندبتُ حظي .. وتمنيتُ لو أنَّ أُمَّهُ شاميّه!



مع بدايةِ العام الـدراسي .. قهرني حمدون بِقــولِهِ ان أبو هاله» هو مُربي صفهـم!! .. كـم كُنتُ
اتمنى ان تجمعُنا الصدفة .. لأتقرب الى هاله .. ونـدرُسَ في البيـتِ سويّه.. لأننـي واثـق بأنـهُ لو كان
يُدرسنا لأحبني.. لأنني كنتُ متفوقا في الدراسه ..





كانَ ملعبُنا بجانب منزل هاله.. كُنا نلعب الكُرَه عصرَ كُلِّ يوم.. كـم تمنيتُ لو ان هـاله تصعد الى
السطح.. تُطّلُّ علينا.. اذكُرُ ان كان فتيةٌ من الحاره الغربيه اكبـرُ سِـنًّا مِنـا .. يأتـون بـسياكلهم (
دراجاتهم الهوائيه) .. فيمرون من وسط الملعب .. بكبرياء .. ونقعدُ ننتظِرُهم يمرون .. ولا ييجرؤ أحدٌ
ما بكلمة!.. كم كُنتُ أكرههم .. فجاؤوا .. وقعدوا يبتخترون بسياكلهم .. وانا اشدُّ الحانِقين غضبا



فسمعتُ هاتفا من فوقِنا.. (يالله امشوا الله يرضى عليكون .. خلو الزغار يلعبوا) فنظـرتُ فإذا بِـهِ
صوت أم هاله .. و هاله» بجانبها .. عِندها لمِعَت عيناي.. فأمسكتُ بالكُره .. رميتُ بها عاليا .. وركلتُها
وهي هاويةٌ الى الأرضِ بكل ما أوتيتُ من قوّه!!!! لا ادري من اين اتتني هذه الشجاعه .. او الجنـون!!
فأصبتُ أحدهم فسقط بدراجته على الارض.. فلملمَ نفسهُ وأقبل نحوي حانِقا .. فجريتُ نحـوهُ
بشعار خاربه خاربه» .. ورأيتُ أصحابي كُلهم تحسمو !! كُنا الذين نلعب فوق الاثنى عشـر ولـدا..
بينما الغُزاةُ كانوا لا يتعدّون الخمسه.. فتغلبنا عليهم ..!! او فلنقل قد تغلبت عليهم هاله وأمها




فلولا ان استمديتُ الشجاعةَ منهما لما تجرأت! .. ومن يومها لم يجرؤ ابناء الحارة الغربيه بالزحفِ،
نحونا! على كُلٍّ شعرتُ بأنني فعلاً أصبحتُ بطلا اسطوريا امام هالتي

عمر حامد
28-03-2011, 08:01 AM
(٢)


في إحدى الأيام انفجرت الكره التي نلعبُ بها.. وأدركنا أننا سوف لن نتمكن من اللعب هذا اليوم،
فقررنا ان لعب لُعبة الحرب» .. وهي عباره عن فريقين يكونان عباره عن قبيلتين .. وبخيالنا الواسع
نجعل من زور النخيل» خيولا صافناتٍ من تحتنا !!! وبأيدينا عُصيٍّ طويله بكونها سيوفاً!! المسلي
في الامر اننا نستخدم(سقايات بوب مال 25 بيسه) كقنابل بحيث نفتحها من إحد طرفيها فقط
ونملئها بالرمل .. ومن ثَمَّ نستهدفُ من تشاءُ أنفسنا..!!!! وقِفتُ بِحُصاني بعيدا شامخا .. لا اودُّ
أن أُشارك! إلا عندما تُطلُّ هاله من أعلى السطوح، فالحماسُ قد غاب عني بدونها! وحدثت المعركه
وحمي الوطيس .. و قُح جدا» لا يزالُ ينتظر، اعتلى الغُبار، وبعضهم يُكبر.. الله اكبر» .. وياااااااء..


عِندها صارت جلبة وعلت الاصوات.. فانتبهتُ الى الاعلى فرأيتُ ونظرتُ فإذا بأحلى طلّةٍ من هاله»
.. وأمها .. وكانت هاله قد ارتسمت عليها ابتسامةٌ عريضةٌ..


فإذا بِحصاني يُزمجِر!!
وسيفي يعلو الى السماءِ كأنّهُ يستمدُّ طاقتهُ من أذيالها ..


وحمدون يزعق ُ علي : تعال يالبغام دِش .. بيقتلوني» .. عِندها بدّلتُ سير خيلي اليه .. نعم فكيف
لهُ ان ينعتني بـ(البغام) .. أمام المدام».. انطلقتُ نحوه.. وقد أثرتُ الغُبار من تحتي.. وطعنتُهُ طعنةً
قلبتُهُ بها عن ظهر جواده!!





وانطلقتُ بعدها الى القبيلةِ الأخرى .. وكان القوم قد تعبوا .. اما انا
فقد دخلتُ الى الميدان مُذ قليل فقط.. فأنهيتُ على افرادِ قبيلتُهُمُ فرداً فرداً .. فولّو الادبار وهم ..
لا يُصدِّقونَ بالنجاة!!! عِندها .. كَبّرَ افرادُ قبيلتنا وأنا استرقُ النظر الى الاعلى باستحياءٍ مُبالغٍ فيه...




فجأه تحرك اللئيم حمدون .. ووقف من على الارضِ وزعق قائلا : هذا خاين طعنّي» هجووووووووووم
فإذا بالقوم قد انقلبوا علي .. وأثاروا الأرض نقعاً .. وأنا الوذُ عن نفسي ذاتَ اليمينِ وذات الشمال..
وتعاظم صوت الياءات» .. ياااااااااء.. ويااااااااء .. ،، بدأتُ اتعب.. وخيلي من تحتي تكسّرت!!


فأُصبتُ بضربةٍ طائِشَةٍ من أحدِهِم على جبيني ووقعتُ أرضاً .. فإذا بالدم من جبهتي يسيل!! دم!
دم! .. وأنا استعيد وعيي شيئا فشيئا .. اسمعُ الايامين والقسم .. فلان يقول انه ليس هو .. والاخر
يقول بل انت.. وحمدون يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه.. فأتى بقطعةٍ من شُجيرَةِ الهرم» .. مُدّعيا
انها مُفيدَةٌ لوقف النزيف!! قاتله الله!! عندها اقتربت منّا وبدون ان ندري (ام هاله) .. و وايحَ نفسي
فقد كانت هاله ورائها تُمسكُ بطرف رِدائِها بيد .. واليدُ الأُخرى وضعتها على فمِها .. لا ادري خوفا
ام استحياءا في الحقيقه!!!




فدخلَ الفارِسُ الأُسطوري الى منازلهم .. مُصاباً.. يُلملِمُ جروحه .. قالت ام هاله: انطرني هون..
بجيب لك قِطعة شاش» وبقت هاله الجرىئه بجانبي وحدها وسألتني :
حِلوِه هاللُّعبِه.. مين علمكم إياها خيّوو؟؟»
فتلعثمتُ مرتين قبل ان أُجيبَ شالِـخـاً:
أأأ .أأ .. هذي متوارثينها من الاجداد!!!»
قالت ..: أنا كل يوم ببكي بقول لِبيّي يسمح لي اجي العب معاكون .. بس هو مو راضي»!!!!
فقلتُ في نفسي : الله يقرع ابوش»!!!



جاءت أُمُّها ومعها قِطعتُ الشاش.. و دواء (آي دين).. وعالجتني.. وربطت بِهِ رأسي .. وأسقتني بعض
الماء .. الى ان ارتويت فودعتُها شاكرا .. وعيني على هاله الجميله .. وانا اتسائل:
إلهي .. لماذا لا يوجد في عمان كما هاله..؟ اذكر ان في إحدى المواد كان موضوع الدرس عن عمان
وبداية الموضوع يقول(لقد حبى اللهُ عُمانَ بِخيراتٍ كثيره) .. فأين هذه الخيرات ..؟؟ يا ربّااااه»

استقبلني الصبيةُ .. وأيُّ استقبال! .. كان هَرجاً ومرجاً .. وتصفيقا .. بل وصهيلا .. وأحدهم كان
يصرخ : أحلى هناك مدخلينه داخل .. وااااااااه ههه» .. وأنا احاول ان اجعل الامور طبيعيه .. وان لا أُبيّن
لهم انني أتأثرُ مما يقولون..!! وفي خِضَّمِّ ما كُنتُ أُقاسيه .. برزَ وجه حمدون الممحون في زحمةِ
الوجوه هاتِفا بكل لُئمٍ وسماجةٍ وسنق : أيه.. مو عطيوك ؟؟ .. قاسمني أقولك انا ما عرف»..




ما أن وصلتُ البيت وقتَ صلاةِ المغرب .. إلا وأنالُ علقةً ساخِنَةً من الوالده يحفظها الله كانت
علقةً متوقعةً.. من مبدأ (لماذا آذيتَ نفسك؟).. بعد الصلاه ذهبنا سويًّا الى بيت ام هاله .. لشكرها
على اهتمامها بالفارس المغوار.. وأذكر ان الوالده كانت تحمل معها صحنا من الحلويات .. وقد ابدت
استغرابها مني!! لأنها تعودت ان اسرق من الصحن .. لا أن اهتم به وأضيفُ اليه!!!



وبترتيب الاقدار تعرفت العائلتين الى بعضهما! وصرنا أقرب .. وصارت هاله وأُمها من أهل دارنا لا
من ضيوفه... لكن كُنتُ لا أجرؤ على الجلوسِ معهم.. نظيرَ استحيائي من هاله» ... الى ان جاء
يومٌ نادتني بنفسها وقعدنا نتبادل اطراف الحديث.. وكنا نتكلم مُعضم حديثنا إما عن الكرتون
او الدراسه..أذكر انّها كانت تلعقُ كُرةً من الكشك» (قطعةٌ مُجمدةٌ من الكامي).. كانت تُمسكها
بأصبعيها .. وَتُعطيني كل تركيزها .. ومن كُثر ثرثرتي وأسهابي في الحديث .. كانت المسكينه ..
كُلما حاولت ان تدخل الكشكه في فمها أخرجته حتى لا تُشتت تفكيرها.. وظلت تفعلُ كذا ..
والكشكَةُ تذوبُ شيئا فشيئا من بين اصبعيها .. الى ان سالَ لبنُها ... وتعدى معصمها .. قاطعا
مسافة يدها الى كوعها ... وقعدنا نضحك..


المؤسف أن الاوقاتُ الجميلةُ لا تبقى طويلا .. أما المؤلم .. هو عندما تبقى هذه الايام الجميلة ذكرى
تؤلمك بالشوق .. لا تؤنسك ..!! سبحان الله..

مر الفصلُ الدراسي سريعا.. وآثر والدُها الرحيل الى بلادهم على البقاء .. كان الخبر كالصاعِقَةِ علي .. إذ لم
يُخيّل لي ان لا اراها مرّةً أُخرى !! وكخطوتٍ أولى أخذتُ صندوقَ بَريدهم ..

يوم الرحيل ..
تمالكتُ نفسي.. فتحتُ يدي .. كانت تُمسك بعقدٍ من الفضّه..
نظرتُ اليه.. قبّلتُهُ .. فأمسكتُ به مجــددا بكــل قوّه..
جعلتُ أحومُ حوالي بيتهم.. كنسرٍ ينتظِرُ أرنبا..
أُخرجي بالصدفه ولو مرّه يا هاله .. !!



"إحزموا كل شيء واتركوا هاله"!!
عِندها رأيتُ القوم يحزمون أمتعتهم.. سبحان الله .. استقبلتهم وسأودعهم!!
هذهِ المرّه .. تقدمت لمساعدتهم دون ان يدعوني لذلك .. لقد حزموا كل شيء
وحزمت هاله شيئاً واحِــداً.. وقـد كان لي .. حزمتهُ بدون استأذان.. وكان
حقًّا لها.. غافلتُ والِداها .. تقدمتُ اليها .. امسكتُ يدها .. وغرستُ
قِلادتي في يدها.. وقلت : هذه لكِ .. تذكريني بها» .. فخبأتها
على عجلٍ في ثيابها.. وقالت : (بشتألك كتير.. راح اكتب
لك دايما .. بليز اكتب لي .. وراح تنزل صورتي في مجلة
ماجد .. الاسبوع الجي.. شُكرا ...»


الوداع :
قبّلتني أُمُّ هاله وقالت : دير بالك يا شطّور .. أنت ولد حبّاب .. بس خِف شقاوتك!» ،،
رحلو.. وهاله كانت في الخلف تنظر اليه وتُرَفرِف بيدِها تُحييني .. أما أنا وقفتُ
بلا حِراك .. أندُبُ حظي برجوعي لأيامك يا حمدون .. وفاضت عيناي من الدمع


بريد..:
بعد رحيلهم كفنتُ انتظرُ البريد .. فتأخر سِتةَ أشهُرٍ .. كُنتُ بدأتُ اتعافى من هاله
وأذكر يومها كنتُ وحمدون آتين من المزرعه .. وبأيدينا خليةُ نحلٍ كبيره .. الحسُ
اصابعي منها .. فوجدتُ رساله لي منها .. آه يا هاله .. كم انتي بريئه..


سنونٌ مضت:
بعدها انقطعت رسائلنا.. ومضت سنون.. أصبحتُ ناضِجا .. ومؤكد قد نضجت هي
قبلي .. جائني آخِرُ مكتوبٍ منها .. وكانت فيها كلماتٌ اكتشفتُ لاحِقا انها
لفيروز!!! ولا اعرفُ ما قصدُ هاله بهذه الكلمات ..!! هل كانت مشتاقه؟
أم انه عتاب.. ؟ أم انها شتاتُ مشاعِرَ فيّاضه عن الشوق والذكريات؟
هذه هي الكلمات واحكموا بأنفسكم:

شو بيبقى من الرواية
شو بيبقى من الشجر
شو بيبقى من الشوارع
شو بيبقى من السهر
شو بيبقى من الليل من الحب من الحكي
من الضحك من البكي
شو بيبقى شو بيبقى شو بيبقى يا حبيبي
بيبقى قصص صغيرة عم بتشردها الريح

شو بيبقى من الملاهي من رصيف القمر
من الناس اللي حبوا من اللوعة من الضجر
شو بيبقى من البحر من الصيف من المضى
من الحزن من الرضى
شو بيبقى شو بيبقى شو بيبقى يا حبيبي
بيبقى قصص صغيرة عم بتشردها الريح

مع قصص الريح غرّبني
ع شطوط العمر غرّبني
واكتبني اكتبني عالورق اكتبني
عالحزن وعالزهر عالصيف وعالبحر
عالشجر وعالضجر وعالسفر اكتبني

شو بيبقى من الرواية شو بيبقى من الشجر
شو بيبقى من الشوارع شو بيبقى من السهر
شو بيبقى من الليل من الحب من الحكي
من الضحك من البكي
شو بيبقى شو بيبقى شو بيبقى يا حبيبي
بيبقى قصص صغيرة عم بتشردها الريح

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

أمّا حمدون فغيرتهُ السنون .. صار يمر اليوم بجانبي لا سلام ولا كلام!!
الدنيا .. وما ادراك ما الدنيا

ليلى العامرية
28-03-2011, 11:28 AM
صباح الورد... أخ عمر حامد وأهلا فيك في المنتدى .. أسعدتنا بوجودك..
( في حارتنا حسناء جميلة),,,,,
قصة في قمة الروعة...
واتمنى لك المزيد من الأبام في منتديات السلطنة الأدبية

سالم الوشاحي
28-03-2011, 07:17 PM
أخي العزيز عمر حامد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدية أهلاً بك في منتديات السلطنه الأدبيه

حللت أهلاً ونزلت سهلا,,,,,,,,,,,,

لقد عشت مع القصه وتفاصيلها الجميله

والمضحكه أحياناً وأنا أتجسد كل شخصيه على حدى

من حمدون وحصانه ودوي الحرب التي دارت رحاها

إلى آخر القصه الرائعه والجميله ,,,,,,,,,,,

والأغنيه الرائعه لفيروز شو بيبقى من الرواية

أعتقد أنها كانت عن الذكريات الحلوة التي مرة عليكم

شكراً أخي عمر وننتظرك في قصه أخرى أنته وحمدون

كن على خير أيها الفذ........................

عمر حامد
04-04-2011, 12:08 AM
صباح الورد... أخ عمر حامد وأهلا فيك في المنتدى .. أسعدتنا بوجودك..
( في حارتنا حسناء جميلة),,,,,
قصة في قمة الروعة...
واتمنى لك المزيد من الأبام في منتديات السلطنة الأدبية

لا خلى ولا عدم

شكرا

عمر حامد
04-04-2011, 12:09 AM
أخي العزيز عمر حامد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدية أهلاً بك في منتديات السلطنه الأدبيه

حللت أهلاً ونزلت سهلا,,,,,,,,,,,,

لقد عشت مع القصه وتفاصيلها الجميله

والمضحكه أحياناً وأنا أتجسد كل شخصيه على حدى

من حمدون وحصانه ودوي الحرب التي دارت رحاها

إلى آخر القصه الرائعه والجميله ,,,,,,,,,,,

والأغنيه الرائعه لفيروز شو بيبقى من الرواية

أعتقد أنها كانت عن الذكريات الحلوة التي مرة عليكم

شكراً أخي عمر وننتظرك في قصه أخرى أنته وحمدون

كن على خير أيها الفذ........................

شكرا استاذي وهذا ما بقي من الروايه!

مهره الباديه
05-04-2011, 11:09 AM
قصة جدا رائعه وعنوانها يحمل من الاحساس المرهف ما يحمل
ننتظر مزيدك وإلى الأمام

رحيق الكلمات
13-04-2011, 11:14 AM
قرأتها وعشت تفاصيلها الجميلة لا تحرمنا إبداعك

نبيلة مهدي
23-04-2011, 08:19 PM
أخي العزيز
عمر حامد..
قصة جميلة.. أخذتنا معها بعيدا..
أعجبتني بكل تفاصيلها.. سلمت يمناك أيها الراقي..

كل الاحترام و التقدير

nana
06-05-2011, 08:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
قصة رائعة جداا

ضي
10-05-2011, 10:33 PM
المبدع عمر حامد ...
قصة ولا اروع ...تسلسل الاحداث واسلوبك ف السرد راقي جدا ...
اسلوب الدعابة عاطي القصة جمال ...
ان شاء الله ترجع هالة ...
لك كل التوفيق كاتبنا المبدع ...

أوراق رواية منسية
22-05-2011, 12:46 AM
جميل جدا ياعمر
قرأت القصة بسبلة عمان وهاأنا أقرؤها هنا
تستحق المركز الأول لما حملته من عفوية وإبداع
ومحاكاة جقيقية لواقع الطفولة القديم
مودتي

أمل فكر
12-06-2011, 02:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الكاتب عمر حامد
بجد جد القصة حسناء

اسلوبك رائع الواحد يقرا ما يمل وده يكمل بس للاسف انتهت القصة
والاحلى على رسالة بريديه من هالة وما ندري شو صار عقب
بس حلوة الذكريات ودنا نكمل بس هذا قرارك تكون قصة مفتوحة وتارك لنا نخمن بس مادامها ذكريات بتبقى كذا

والحلو كلها ضحك بس تضبط المشاهد تجي منسقة ومضحكة^^
اخ حامد ودنا نقرا لك اكثر

في انتظار قصص جديدة
موفق
تقديري