المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حُبْ ولحى مسترسلة


مريم
21-05-2011, 06:57 PM
أحبت هيئة الرجل الملتحي منذُ رأته ، بدا لها أن كل رجل ملتحي جميل ، لم تكن من قبل تتخيل بأنها ستقع في الحب ، لم تؤمن بالحب من قبل ، ولكن بعد أن رأته مصادفة وسمعت عنه الكثير وجدت أنها مقيدة بخيوط حبه المباغتة ، هو كذلك أحبها رغم هيئتها ، لم تكن تبدو كالفتاة التي تمنى ، لم تكن ترتدي حجاباً أسود ، بل كان حجابها ملوناً ، ترتديه بطريقة آخر أمواج الموضة ، وكانت تضع أحمر الشفاه ، الذي كان دائماً يعني له العصيان والفسوق ، لكنهُ أحبها ، ورغم حرصه على أن يكونَ مؤدباً حتى في أحلامه ، وجد نفسه يحلم بها ، يفكر فيها ، يتذكر حجابها الملون ، ونظرتها الخاطفة.
فكر كثيرا بالسبيل إليها ، الزواج كان الحل الأمثل بكل تأكيد ، عندما أخبر أخته بنيته ، ضحكت ، ثم قهقهت واتسعت عينيها : بكل تأكيد أنت مجنون ، ندى بنت ستايل ، يستحيل أن توافق على واحد مثلك معقد ، وملتحي ، شرد به هاجس بغيض ، رأى طُرقاً مسدودة تحول بينهُ وبين الفتاة التي أحب ، رد على أخته بهمس : لستُ معقدا ً ، نظرت إليه بعطف : أعلم ، لكن الناس ، عليهم بالظاهر ، رفع من حدة صوته : وما به مظهري ، تركته للحيرة تقتات من شتاته وغابت في الممر بين الغرفتين.
أصبحت تتحدث بإجلال عن الرجال أصحاب اللحى المسترسلة ، هو أطلق العنان لماكينة الحلاقة ، قال للحلاق بغضب : على الصفر ، نظر إليه الحلاق مستفسراً ، زجره بغضب: على الصفر.
هي استبدلت حجابها الملون بحجاب أسود ، أكبر يشبه حجاب والدتها ، هو هجر محاضرات الشيخ في المسجد ، هي التحقت بمركز العمل التطوعي في المسجد.
ابن عمها ، فكر في الأمر عندما لمحها عند باب البيت بهيئتها الجديدة تحادث أخته ، ابتسم بمكر ، وقرر وهو يمسد على ذقنه بأن يسمح للحيته بالاسترسال هذه الأشهر ، عندما تقدم من أحبتهُ بلحيته المسترسلة ، باغتها المشهد ، شكّت بأن الاسم الذي أخبروها به لم تسمعه جيداً ، ثمة صدى تردد في أعماقها : ليس هو ، كان أجمل ، كانت لحيته وقورة ، ليس هو يا رب ، هو انتفض جسده عندما رآها ، وألف فكرة سقطت على رأسه ، جعلته يشعر بالعجز عن التفكير وبرغبة في القي.
بعد أشهر تقدم ابن عمها بلحيته المسترسلة طالباً يدها ، لم تكن ترى شخصه عندما رددت : موافقة ، كانت ترى اللحية المسترسلة ، الثوب القصير ووجها آخر يظهر ثم يغيب.

ضي
22-05-2011, 11:23 AM
الاخت مريم رائع ما كتبته ...
قصة تناظر الواقع ...
قصص نعيشها من واقع في عصرنا الحاضر ..
لك كل التحية ...

سالم الوشاحي
23-05-2011, 04:13 PM
الأخت الفاضله مريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة رائعه جداً وهي من واقع ملموس

في حياتنا الإجتماعية ..

بارك الرحمن يومك واسعدكِ مدى الدهر

ننتظركِ في قصص أخرى أخيّه

رحيق الكلمات
24-05-2011, 08:34 AM
جميلة القصة مريوم ..........مسكين مستعجل يحلقها

أمل فكر
24-05-2011, 03:50 PM
ووجها آخر يظهر ثم يغيب

مساء القصص الحلوة:)

رااااائع، وأسلوب أروع^^

فيصل الزوايدي
02-06-2011, 06:21 PM
قام السرد على خطين متباينين بين الرجل و الفتاة أديا الى نتيجة منطقية
شكرا لك

نبيلة مهدي
14-06-2011, 11:17 PM
عزيزتي مريم..
قصة جميلة حملت طابع رائع..
سلمت يمناك أيتها العطره..

تقبلي مروري من هنا

كل الاحترام و التقدير