المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصامت ...بقلمي


جاردينيا
24-08-2009, 01:21 PM
الصامت


لماذا الصمت لماذا الهروب فنحن في عالم يجعلنا النهوض من أنفسنا لنرى ما يضرنا وما ينفعنا..... فها هو نديم يشق طريقه نحو مستقبل غامض لا يعرف ما هو مصيره فيه مثل أي شاب آخر يفكر في حياته نعم نديم هو ذلك الشاب المكافح يتيم الأبوين تركاه وهو في بداية مشواره للحياة أما الأن فهو يعيش مع عمته العجوز التي تعتبره مثل ابنها تحبه حبا شديدا وهو أيضا يحبها.........
حياته عاديه حيث ينهض في الصباح الباكر الى عمله الحبيب الى قلبه حيث يجد فيه كل ما يسعده ويجعله يرحل الى حلمه الرومانسي الجميل أنها الكتب ويجد فيها كل حبه للحياة ويكتشف أيضا عالم آخر من الناس ويتعرف على ثقافة الشعوب فهو يعمل في مكتبة لبيع الكتب صاحبها رجل طيب يحب نديم كثيرا ويعتبره مثل ولده.... نديم هذا الشاب الهارب نحو أحلامه وخياله الواسع الرومانسي الجميل الذي يجعل الناس يحبونه من أول لقاء .. وعندما يمسك بالكتاب ينسى كل شي حوله حيث يترك مشاعره وأحاسيسه تحمله الى دنيا غير هذي الدنيا.. نديم قليل الكلام يسكن في صمت عميق مع نفسه ومع الآخرين نادرا اذا تكلم يفضل كتابة كل ما يجول في تفكيره في ديوانه الشعري الرومانسي يكتب كل مشاعره فهو غير كل الشباب اللذين يحبون اللعب واللهو والضحك والمظاهر الزائفة التي لا تزيدهم الإ كذب وخداع... نديم كعادته يجلس في مقعده بالمكتبة ينتظر الزبائن يحب أن يقوم بعمله بكل جد ونشاط ويقوم بقراءة الكتب في وقت الاستراحة حيث يستغل كل فرصة للعلم .. وبينما هو جالسا اذا بفتاة جميلة يزينها خجلها الرائع ويبدو عليها من الوهلة الأولى أنها انسانة ذات علم وأخلاق ومن عائلة محترمة هكذا كان يراها نديم لكنه أخفى إعجابه وراء صمته الغريب اما هي فكانت تحس بشي نحوه في تلك اللحظة لكنها اقتربت منه وقالت: هل يوجد هذا الكتاب عندكم..؟ نعم يوجد تفضلي .. شكرته .. فذهبت وهو يتمنى لو كذب عليها بعدم وجود الكتاب لتأتي مرة أخرى لكنه لم يتجرأ على هذا لعلمه بأنه شئ مشين مضت أيام وكل واحد منهما في حياته الخاصة به تركا مشاعرهما للقدر والظروف كل منهما رحل في صمت جميل نحو حلم رومانسي يجمعهما معا هو في عمله ومع عمته يحاولان التغلب على الحياة وكيفية الاستمرار فيها... وجاردينيا هكذا كان اسمها اسم من اسماء زهور الزينة المتسلقة تعيش في هدوء رقيق وطيبة نحو من حولها محبة للحياة تركت دراستها بسبب مرضها في الصغر لتعيش في ظل والديها في حياة مليئة بالحب والسعادة والعلم فأبوها دكتور .. وأمها مدرسة لغة عربية ولديها أخ أكبر منها يدرس الحقوق في الجامعة... هنا نتساءل لماذا الصمت والهدوء لماذا نترك السعادة من بين أيدينا لماذا نجعل الظروف تحكمنا وتحكم كلامنا نعم هكذا فعل نديم جعل كل شئ للظروف وها هو بعد مضي أسابيع على لقاءهما يراها مثل نجمة الصباح الجميل يراها مع أمها في السوق لم يجعلها تلاحظه حرمها من الفرصة الأخيرة لتلتقي عيناهما وتتكلم وتحكي مدى أشواقهما أخذ يراقبها من بعيد حتى غابت عن الأنظار ودون أن ينتبه كان غارقا في بحره العذب يجدف نحوها نحو حلمه الأبيض الجميل سقط وأغلق عيناه وبات في سبات عميق نحو قدر محتوم ومكتوب لقد صدمته عجلات الزمن المر... عجلات تلك العربة المشؤومة أخذته من حلمه الجميل وهو في تفكيره أن يكتب هذي اللحظة في ديوانه.. حمله الأعزاء الى المستشفى لكنه كان قد فارق الحياة عند وصوله بكت العمة وبكى صاحب المكتبة حتى الدكتور تألم لموته كان يراه مثل النائم الذي سوف يصحو في أي لحظة كان مبتسم الوجه لقد رحل عن الدنيا رحل مع صمته مع كل مشاعره وأحاسيسه... بات كل شي مظلم بعده فقد ترك عمته تقاسي فراقه وكل الناس حوله حتى صاحب المكتبة أغلق مكتبته لفترة من الوقت حيث لم يقدر أن يعمل من دونه... والدكتور تأثر لموت الشاب كان أبوها حتى أنه حكى لزوجته عنه وعرف من هو ودون ان يلاحظا سمعتهم جاردينيا لم تحس الا وقد فتحت الباب للخارج وأخذت تركض وتركض حتى وصلت المكتبة ووجدتها مغلقة أرادت أن تتأكد فسألت أحد المارة أين صاحب المكتبة...؟ أنه في بيته... هلا أخذتني إليه ووصلت وكانت تحس بشئ لكنها أرادت أن تعرف ما هو دخلت ووجدته عابس الوجه عرفها عرف انها من سكنت قلب ذلك الشاعر الرومانسي الصامت الذي داس على حبه ورحل معه سألته أين هو....... لقد رحل تاركا لكي حبه الصامت المكتوب على ديوانه الخاص بكي وحدك فيه تجدين كل شئ يخصك ويخص حبه لكي.... سكتت كأن شئ شل لسانها لم تبكي كانت قوية بحبه حملت ذلك الديوان وذهبت... وهي تحمل الديوان وتريد أن تعرف ما به ومن هو ذلك الصامت الهارب الذي سكن قلبها أيضا ودون أن تلاحظ هي الأخرى وقعت وتناثرت الأوراق وإختلطت دمائهااا بكلماته الرائعة رحلت دون ان تعرف من هو..........؟!!





25/1/2005

إيلاف وطن
19-09-2009, 03:21 PM
شكرا جاردينيا

سلمت يداك

عبدالله العمري
05-11-2009, 11:17 PM
جميل هذا القلم

دمتي بالقرب

ودي

سالم الريسي
07-11-2009, 10:44 PM
جاردينا

المكافح يعلمنا والحياه ترهقنا وكان الله في عون الجميع

قصه جميله

بكل أحترام سالم الريسي

هيثم العيسائي
07-11-2009, 11:16 PM
متابع لهذه القلم الجميل

لكم الود

سالم الوشاحي
18-12-2009, 04:41 PM
قلم جميل

هنا أسجل

مروررررررري

((أبوسامي))

عُلا الشكيلي
19-12-2009, 10:29 PM
جاردينا ...
حتما سأعود لقراءتها بهدوء ...
البداية أغرتني لذلك ...
ولكن تمنيتُ لو أنكِ كبرتِ الخط قليلا ..

ودي يا رائعة