المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزهايمر


مريم
06-07-2011, 11:22 PM
كانت مصادفة ساقها لي القدر أن أنظر بقليل من التمعن لبطاقة الهوية الشخصية أتصدقون اكتشفت فقط للتو بأنني ولجت لربيعي التاسع والثلاثون، رحمة الله على أمي كانت تصر على أنني في الأربعين من عمري، قالت لي: ولدتك يا كبش في ليلة زفاف خالتك شمسه وبكر خالتك شمسه رشود وعمره خمسة وثلاثون عاما وقبله ولدت خالتك أربعة بطون وماتوا..
ما زالت أحاديث أمي هذه حاضرة في الذاكرة، ولكنني لا أعرف ما دخل هذه القصة الطويلة العريضة بحساب سنوات عمري، كيف أتمكن من إعداد معادلة بسيطة تخبرني عن عمري الحقيقي لا أعرف؟!، عموما أمي لا تؤمن بشهادة تقدير السن التي خطها لي الدكتور مصطفى مرسي عبد المنعم .
أحاديث أمي وشهادة تقدير السن وحتى روايات جدتي زهرة لا تغني عن الحق شيئا، تبقى حقيقة واحدة تلك القابعة للتو على مدخل رأسي الذي حصده الصلع منذ بضع سنوات إنني في عامي الأربعين أو سألج إلى عامي الأربعين عما قريب وكلا الأمرين سيان.
فكرت مليا في ما نثرته الحياة عليّ من زهور وأشواك على طول دربي، فكرت في الوجوه التي أحببتها، كرهتها، أو حتى تلك التي لم أكن تجاهها إي مشاعر.
وماذا بعد أجل في معشوقتي التي ما زلت أقدس سرها، آه يا حبيبتي، يا سيجارتي الغالية، أرأيتِ رغم كل الألسن الحاقدة التي لم تفتأ ترمي عليك شررها إلا أنني أصممت أذنيّ وظللت أنتِ أميرتي على الدوام.
وعن ماذا أستطيع أن أخبركم للتو؟ أجل تذكرت سأخبركم عن الوغد الذي جهزت له العدة كما ينبغي، كوب عصير برتقال كل صباح، حفظ أربعة أرقام هاتف يوميا وقراءة كتاب كل أسبوع، أترونها يا أصدقائي عدة غريبة على مواجهة وغد سافل، هذا لأنكم لم تعرفوا كنهه.
اللعنة عليه يجعلك موجودا ولست بموجود في ذات الوقت، تعيش زمنك وزمن آخر كهل ورحل، يجعلك تدرك ولا تدرك، يجعلك معتوها ولكن من نوع آخر.
د. جورج أخبرني بأن ابتلاع كبسولة كل يوم قد يجعلني في مأمن عن حماقات هذا الدراكولا الذي أترقب قدومه على مضض .
الغريب بأنه ترك عمي حمدان ولم يسقه من شرابه المر شيء، عمي حمدان ليس صغير السن
يا أصدقائي أصبح في عامه الثمانين كما في رواية سلمان بن زايد أما في رواية رويه راعية الجلبة فهو في التسعين، سألته ذات يوم عن سر ما هو فيه، يمر ذلك الشبح ويخطف من يشاء، لا يتوارى عن العربدة بغروره حتى في ساحات الذين ما زالوا يتقافزون لبوابة الخمسين فكيف يمر عليه هو مرور الكرام ؟!
وليتني لم اسأله، كاد أن يبتلعني بلقمة واحدة، لسعني بسياط لسانه بكل ما أعرف معناه ولا أعرف من الشتائم والسباب، قال لي:
بماذا تمنّ عليّ؟! أم إنني أعيش على قمة رأسك ، وماذا بعد أريد أن أقول؟
لم اعد أتذكر، بالضبط بخصوص عمي حمدان، ماذا؟ ماذا؟
عن ماذا كنت أحدثكم؟ أجل عن عمي حمدان ذلك صحيح ولكن عن ماذا بالضبط بخصوص عمي حمدان، ماذا؟ ماذا؟
دعونا من كل هذا، أجل عليّ شرب كوب عصير تفاح، لا كوكتيل، لا أجل تذكرت قهوة وليس عصيرا ما ينبغي عليّ شربه ولكن لماذا ينبغي؟ لا اعرف، آه تبت يدي لماذا أحدثكم هكذا وكأنني أعرفكم منذ مئات السنين، ما هذا، ناديتكم بأصدقائي من قبل ؟
هل أنتم أصدقائي ؟!

بيت حميد
07-07-2011, 12:31 AM
جزيتِ الجنة اختنا مريم، رائعة وجميلة

أحسنت اختيار العنوان

أدعو لكم بالتوفيق في الادارة الجديدة لمجلة نساء عمان

سالم الوشاحي
07-07-2011, 11:00 AM
الأخت الفاضله والكاتبة المتألقة مريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة وسرد رائع ودوماً أنتي فالمقدمة

فقط لي ملاحظه.

أرجوا الرجوع للقصص السابقة والرد على الأعضاء

سنكون لكِ من الشاكرين .

مريم
08-07-2011, 12:35 PM
لمن مرَّ ياسمين شُكر وريحانُ ودّ
.
.
.
تقديري