إبراهيم الرواحي
17-07-2011, 04:24 PM
http://alsultanah.com/up/up_down/1692SDC16177.JPG
***نتحدث أولا عن الملتقى الأدبي ، وما الفرق بين السنوات السابقة كما كنت تعهده وبين هذا العام الذي تشارك فيه محكما للشعر الشعبي؟
حسبما أرى أن الملتقيات لم يحدث بها تغييرا جذريا ، فشكل الملتقى كمسابقة وتجمع وقراءات وفعاليات هو نفسه لم يتغير، فقط هناك بعض الإضافات الطفيفة جدا ، ولكن لو جئنا لنقارن بين الملتقيات خلال السنوات الماضية وخلال هذه الأعوام أظن أن الملتقيات سابقا كانت أكثر حميمية ، وأكثر التقاء ، وأكثر تفاهما وجلوسا مع بعضهم البعض ، كانت الحركة كبيرة ، والسهر مع الأدب والنقد والنقاشات المتواصلة. أظن أن الشعراء خلال تلك الفترة كانوا متعطشين أكثر لمثل هذه الملتقيات، ربما حاليا أصبحت شيئا روتينيا أو يمكن أن نسميه تشبعا بالفعاليات والملتقيات والمسابقات، وربما الحماس والشغف تجده موجودا أكثر لدى الشباب المشاركين للمرة الأولى.
***هل تعتقد أن هذه النصوص الموجودة لديكم اليوم في المسابقة تمثل حالة وصورة الشعر الشعبي العماني الحقيقي اليوم بشكل عام؟
في الواقع هناك نصان أو ثلاثة فقط هي من تمثل الحاجة للتجديد في الشعر الشعبي العماني ، فكما هو معروف عن الشاعر العماني على مستوى الخليج العربي أنه يميل كثيرا للتجديد، ولذلك نجد التجديد في الساحة الشعبية العمانية كبيرا ، لدرجة أن هناك شعراء أصبحوا يكتبون قصيدة نثر عامية، وهذا شيء لم يحصل في أي دولة خليجية أخرى، أعتقد أنه جنون بالتجديد فعلا. فكما قلت لك هناك بعض النصوص التي تسير على هذا المنوال وهي تجارب جيدة وجميلة.
وبشكل عام فإن بقية النصوص وإن كانت لا تسير كثيرا على هذا الطريق لكنها أيضا جيدة وبها حس شعري يبشر بالخير.
***تحدثت كثيرا عن التجديد في القصيدة الشعبية العمانية، برأيك: ما دواعي رغبة التجديد هذه؟
هذا الأمر من ضمن الأمور التي حاولنا التركيز عليها في لقاءاتنا مع الشباب المشاركين ، فالتجديد دون وعي يمكن أن يدخل النص لمزالق خطيرة، لكن التجديد للضرورة الفنية فهذا هو المطلوب، مثلا عندما يحاول البعض مزج قصيدة التفعيلة مع القصيدة العمودية في نص واحد، لا بد أن نعرف هل هناك مسوغ فني لذلك، أم أن العملية فقط هي تجربة شكل جديد للكتابة؟
وقد يكون أمر التجديد والتحديث مرتبطا بالثقافة العامة للشاعر ، فالواضح فعلا من خلال قراءاتنا واطّلاعنا وتجاربنا إن الشعراء العمانيين أكثر انفتاحا وقراءة من غيرهم ، فنحن نلاحظ فعلا أنهم يقرأون الفلسفة وعلم النفس والروايات والتاريخ وعلم الأديان ، وهذا المخزون المعرفي هو ما يولد لديهم حب التجديد والرغبة فيه، فتجد النصوص مشبعة بالأساطير ومستفيدة من بعض الفنون الأخرى.
ومع تشجيعنا للتجديد والتطوير ، إلا أن هناك إشكالية أرى أنها جاءت نتيجة أخطاء سابقة من بعض لجان التحكيم أو المنظمين لبعض المسابقات الشعرية بالسلطنة، وهي اهتمامهم المركّز على القصيدة التجديدية وتهميش أو تناسي النصوص الأخرى، وبالتالي فإن هذا الأمر يدفع الشعراء للاتجاه للكتابة بهذا الأسلوب بوعي أو غير وعي بحجة ألجنة التحكيم تريد هذا الأسلوب، نصيحتي للشباب أن يكونوا أنفسهم ، ولا يحاولون التقليد أو الكتابة حسب مزاج لجنة تحكيم أو مسابقة معينة، ولا يفتعل نصا معينا أو أسلوبا معينا للكتابة، لا بد للشاعر أن يكون مقتنعا بما يكتب لكي يرضي ذائقته الشخصية في المقام الأول.
***برأيك من المسؤول عن ذلك؟
ينبغي أن نلقي باللوم في هذه المسألة على الإعلام أولا ، وعلى عدم وجود حركة نقدية واعية ثانيا ، وأركّز هنا على الحركة النقدية، فلو كان لدينا نقد واعٍ يبصّر الشعراء الشباب ويوضح لهم أوجه التجديد في الشعر لأصبح الأمر مختلفا، المشكلة هنا أن منظمي هذه المسابقات الشعرية ركزوا لفترات طويلة على لجان تحكيم ثايتة لا تتغير ، وتحمل هذا التوجّه، وبالتالي أصبح الشعراء يكتبون من اجل الفوز وإرضاء لجنة التحكيم، لأنه من الطبيعي أن كل شاعر يدخل مسابقة معينة لا بد أن يبحث عن الفوز والمركز ولا يحب العودة من المسابقة خالي الوفاض.
وهنا لا بد أن أنوّه انه ينبغي على المحكّمين أن يفصلوا بين توجههم الشعري وما بين طريقة تقييم النصوص في المسابقة ، فالشعر الجيد يفرض نفسه بغض النظر عن شكل وسمات هذا النص، الأهم أن يكون جميلا مترابطا يحمل فكرة جيدة ، وهذا ما حاولنا من خلال هذا الملتقى أن نقوم به عند تقييمنا، فلم ننظر للنصوص حسب توجهها وشكلها ، إنما حسب شاعريتها وفكرتها وترابطها ولغتها الشعرية الراقية وخلوها من العيوب الفنية للقصيدة.
***نتحدث أولا عن الملتقى الأدبي ، وما الفرق بين السنوات السابقة كما كنت تعهده وبين هذا العام الذي تشارك فيه محكما للشعر الشعبي؟
حسبما أرى أن الملتقيات لم يحدث بها تغييرا جذريا ، فشكل الملتقى كمسابقة وتجمع وقراءات وفعاليات هو نفسه لم يتغير، فقط هناك بعض الإضافات الطفيفة جدا ، ولكن لو جئنا لنقارن بين الملتقيات خلال السنوات الماضية وخلال هذه الأعوام أظن أن الملتقيات سابقا كانت أكثر حميمية ، وأكثر التقاء ، وأكثر تفاهما وجلوسا مع بعضهم البعض ، كانت الحركة كبيرة ، والسهر مع الأدب والنقد والنقاشات المتواصلة. أظن أن الشعراء خلال تلك الفترة كانوا متعطشين أكثر لمثل هذه الملتقيات، ربما حاليا أصبحت شيئا روتينيا أو يمكن أن نسميه تشبعا بالفعاليات والملتقيات والمسابقات، وربما الحماس والشغف تجده موجودا أكثر لدى الشباب المشاركين للمرة الأولى.
***هل تعتقد أن هذه النصوص الموجودة لديكم اليوم في المسابقة تمثل حالة وصورة الشعر الشعبي العماني الحقيقي اليوم بشكل عام؟
في الواقع هناك نصان أو ثلاثة فقط هي من تمثل الحاجة للتجديد في الشعر الشعبي العماني ، فكما هو معروف عن الشاعر العماني على مستوى الخليج العربي أنه يميل كثيرا للتجديد، ولذلك نجد التجديد في الساحة الشعبية العمانية كبيرا ، لدرجة أن هناك شعراء أصبحوا يكتبون قصيدة نثر عامية، وهذا شيء لم يحصل في أي دولة خليجية أخرى، أعتقد أنه جنون بالتجديد فعلا. فكما قلت لك هناك بعض النصوص التي تسير على هذا المنوال وهي تجارب جيدة وجميلة.
وبشكل عام فإن بقية النصوص وإن كانت لا تسير كثيرا على هذا الطريق لكنها أيضا جيدة وبها حس شعري يبشر بالخير.
***تحدثت كثيرا عن التجديد في القصيدة الشعبية العمانية، برأيك: ما دواعي رغبة التجديد هذه؟
هذا الأمر من ضمن الأمور التي حاولنا التركيز عليها في لقاءاتنا مع الشباب المشاركين ، فالتجديد دون وعي يمكن أن يدخل النص لمزالق خطيرة، لكن التجديد للضرورة الفنية فهذا هو المطلوب، مثلا عندما يحاول البعض مزج قصيدة التفعيلة مع القصيدة العمودية في نص واحد، لا بد أن نعرف هل هناك مسوغ فني لذلك، أم أن العملية فقط هي تجربة شكل جديد للكتابة؟
وقد يكون أمر التجديد والتحديث مرتبطا بالثقافة العامة للشاعر ، فالواضح فعلا من خلال قراءاتنا واطّلاعنا وتجاربنا إن الشعراء العمانيين أكثر انفتاحا وقراءة من غيرهم ، فنحن نلاحظ فعلا أنهم يقرأون الفلسفة وعلم النفس والروايات والتاريخ وعلم الأديان ، وهذا المخزون المعرفي هو ما يولد لديهم حب التجديد والرغبة فيه، فتجد النصوص مشبعة بالأساطير ومستفيدة من بعض الفنون الأخرى.
ومع تشجيعنا للتجديد والتطوير ، إلا أن هناك إشكالية أرى أنها جاءت نتيجة أخطاء سابقة من بعض لجان التحكيم أو المنظمين لبعض المسابقات الشعرية بالسلطنة، وهي اهتمامهم المركّز على القصيدة التجديدية وتهميش أو تناسي النصوص الأخرى، وبالتالي فإن هذا الأمر يدفع الشعراء للاتجاه للكتابة بهذا الأسلوب بوعي أو غير وعي بحجة ألجنة التحكيم تريد هذا الأسلوب، نصيحتي للشباب أن يكونوا أنفسهم ، ولا يحاولون التقليد أو الكتابة حسب مزاج لجنة تحكيم أو مسابقة معينة، ولا يفتعل نصا معينا أو أسلوبا معينا للكتابة، لا بد للشاعر أن يكون مقتنعا بما يكتب لكي يرضي ذائقته الشخصية في المقام الأول.
***برأيك من المسؤول عن ذلك؟
ينبغي أن نلقي باللوم في هذه المسألة على الإعلام أولا ، وعلى عدم وجود حركة نقدية واعية ثانيا ، وأركّز هنا على الحركة النقدية، فلو كان لدينا نقد واعٍ يبصّر الشعراء الشباب ويوضح لهم أوجه التجديد في الشعر لأصبح الأمر مختلفا، المشكلة هنا أن منظمي هذه المسابقات الشعرية ركزوا لفترات طويلة على لجان تحكيم ثايتة لا تتغير ، وتحمل هذا التوجّه، وبالتالي أصبح الشعراء يكتبون من اجل الفوز وإرضاء لجنة التحكيم، لأنه من الطبيعي أن كل شاعر يدخل مسابقة معينة لا بد أن يبحث عن الفوز والمركز ولا يحب العودة من المسابقة خالي الوفاض.
وهنا لا بد أن أنوّه انه ينبغي على المحكّمين أن يفصلوا بين توجههم الشعري وما بين طريقة تقييم النصوص في المسابقة ، فالشعر الجيد يفرض نفسه بغض النظر عن شكل وسمات هذا النص، الأهم أن يكون جميلا مترابطا يحمل فكرة جيدة ، وهذا ما حاولنا من خلال هذا الملتقى أن نقوم به عند تقييمنا، فلم ننظر للنصوص حسب توجهها وشكلها ، إنما حسب شاعريتها وفكرتها وترابطها ولغتها الشعرية الراقية وخلوها من العيوب الفنية للقصيدة.