المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من نصوص الملتقى (( شعر فصيح ))


إبراهيم الرواحي
19-07-2011, 12:07 PM
قصيدة: هذيانُ حلم
للشاعر: أشرف العاصمي



ليلَ القصيدةِ آذنتْ أفراحي
هل تغسلينَ مدامعي وجراحي

هل تَكسرينَ قيودَ طيفٍ حائرٍ
مازالَ يرقبُ خافقًا لسراحِ

يا آخرَ الصهواتِ شهقاتي عَلَتْ
مُدّيْ يديكِ لآخرِ الأرواحِ

مُدّي .. أنا أسرجتُ حلمي نازفًا
إني القتيلُ ومُديةُ الذّبّاحِ

ضُمّي حنينَكِ غلّفيه وشاهدي
غرقَ الرؤى في ساحلِ الأتراحِ

فهناك ترتسمينَ طوقَ غمامةٍ
لا شيء يطفو غيرها ألواحي

لُوذي بها فلعلّ نوحَكِ قادمٌ
كي يأخذَ الأزواجَ من أشباحِ !

أمضي فيُغرقني السرابُ عشيّةً
والظلُّ يغفو والدّجى مصباحي

في شاهقِ الرؤيا أدسُّ سحابةً
لتقامرَ الأحلامَ بالأقداحِ

قلبي على ساحاتِ نبضي واقفٌ
ودمي طلائي كي أُخضّبَ ساحي

رقصَ الهواةُ على مسارحِها التي
للآن تشكو حلكةَ الإصباحِ

سلبوا بريقَ الضوءِ من أعشاشِهِ
يا ويحَهم لم يمسحوا مصباحي

نورٌ به أم ماردٌ أم يا تُرى
ذابتْ على وجهي فلولُ رياحِ

ذابتْ صلاةً خلفَ أجنحةِ الدّجى
كَبَتَتْ خيولَ الحلمِ رغمَ جِماحِ

للماءِ أغنيةُ الغيابِ تلوتُها
تاه الصدى من جيئةٍ لرَواحِ

مازلتُ أعزفُ للمدى أنشودةً
لكنّ صوتي غارقٌ بِنُواحي

هذا الفضاءُ براحِهِ أسطورةٌ
لكن فجرًا ممطرًا في راحي !

ماذا يريدُ البحرُ من أشلائِنا
الآنَ تصدأُ من طعونِ رِماحِ

الآن طارت فوق أسرابِ المنى
لم تبقَ إلا زهرةٌ بأقاحي

نبتت خيالًا في بنفسجِ طائرٍ
ما ضاقَ من ريشٍ به وجناحِ

ما مَلّ من تَطوافِهِ حولَ النّدى
في جنةٍ مغروسةٍ بملاحِ

ما زال يهذي .. غارقًا في حلمِهِ
نمْ . . رُبّما يقسو عليكَ صباحي !

إبراهيم الرواحي
19-07-2011, 12:16 PM
قصيدة : بعد فصل من الحب
للشاعر : إبراهيم السوطي


وعازف من زمان الحب يعرفني
رأى بحزني له نايا وجيتارا

مضى يدثر وجه الأرض من فمه
ومن يديه رياحينا وأزهارا

يستوقف البدر في قلب السماء له
فبات والليل والنجمات سمارا

يمر بالأرض حقلا مزهرا ألقا
وكنت أنزل في جنبيه أمطارا

ترى الرذاذ إذا ما بل جبهته
تمزق القلب في الأحشاء وانهارا

قد أشعلت ذكريات الحب موسمها
مذ أطفأته سنين العمر أطوارا

تيمم الوتر بالدمع الذي نزفت
عيناه عند افتقار الفرح مدرارا

يا سيدي أنه لولا مدامعنا
ما أخرج الحب فوق الأرض أثمارا

إن الشموع التي عانيت توقدها
لو لم تسل أدمعا ما أشعلت نارا

يتاجر الدهر في أحلامنا عبثا
حتى غدا في ربوع النفس سمسارا

والحب يسأل عن دور به شهقت
طافت عليها بحور الشوق اعصارا

كل المشاوير أنصاف لأمنية
يتيمة ورصيف بات محتارا

لو حاولت قدم تخطو قد انتشلت
شوقا إلى كان أو حقدا على صار

أدركت في آخر التطواف مغفرتي
هل الهوى دائما تلقاه غفارا

وقفت ذات اشتياق فوق هيبته
وكنت أرقب وجه الشوق كبارا

يصب سوطا على قلبي وفي جسدي
إما أظل وإما أنثني عارا

قل لي إذا نسجت كفاك أغنية
خلدت في شفة التاريخ قيثارا؟

أم كلما آنستني نسمة امرأة
شعرتها في دمي قد أشعلت نارا

يا سيدي الصمت ما الأقفال في شفتي؟!
فقد زرعت على كفي أظفارا

ارى المدى أزرقا. أبحر وسوف نرى
من كان أكثر في الآمال إبحارا

أنا كليم الهوى ما دام بين يدي
-المداد والحرف والقرطاس أحرارا

$ الجاحظ $
20-07-2011, 12:47 PM
رااااقت لي كلماتك أخي
أتشكرك
ع الأطرووحة

أحمد الهديفي
20-07-2011, 07:17 PM
بِالعفوِ وصّاني أبِي وعَشِيرتي ،،،

أشتاقُ للرُّطَبِ الجَنِيِّ ونَخْلَةٍ
في مِخدَعِ الجَنّاتِ تلهُو بالحِجَى
شَمُخَتْ ... ومَا ظنّي شُموخَ غُرُورِها
إلا تنَسُّكَ زاهِدٍ يتلُو تَعاويذ المَساْ
لمَحَ السُّنُونَ مريضةً بالشوقِ والهجرِ المُكَدّسِ عُنوةً ... في حَضْرَةِ العِيدِ المُكَحّلِ بالعناْ
موبُوءَةٌ هذي السُّنونَ تَشِيخُ في فَجرٍ
يُشيَّدُ بِارتِعَاشَةِ مُذنِبٍ / مُتَشَرّدٍ / مُتَهجّدٍ / " ثاوٍ عَلى صَخرٍ أصمَّ " وليتَهُ
يُروَى بأطلالِ المسَاء إذا السّواقِي " أنشَبَتْ أظفَارَها "
لم يَدرِ أنَّ بحُلمِهِ يهتزُّ جِذعُ النَّخلِ مثلَ جُنُونهِ !
***
بِئْرٌ مُعطّلةٌ ... وقَصْرٌ سَامِقٌ
تُؤوي الهَوَى لمّا هَوَى
وتَربّعَتْ فِي لحْدِ صَرحِ عُرُوشِهِ قَصَصٌ تمُوتُ بِصَحْوِهَا شَمسُ البقاْ
وحُطامُها ...
يدنُو يُزِيحُ الرِّيحَ عَنْ وَجْهِ الفَنَاْ
يمشِي ليُولِجَ ليلَهُ في صُبحِهَا
ولِثامُ لُغزٍ أثقلَ المَمشى فما
سطَعَ الكمَالُ بأرضِها متألّهاً
يُعلي ذَوِي التّيجَانِ في هَمسٍ عناهُ الشَّيْبُ ..
والغَيْبُ المقطّرُ ما أسرَّ لصحبِهِ عنْ ليلِ ليلى حينمَا اغتِيلَتْ على سَرْجِ الشقاْ ...
طُمِسَتْ ملامِحُها بطَيْفِ مَسِيرَةٍ
أنفاسُهَا شُعَلٌ تُذِيبُ الغَيْمَ في تسبِيحِهِ لمّا بدا وقتُ التمجُّدِ لاهِثاً
ومُنى التألُّهِ في اكتراثٍ عَابِثٍ
تروي نَخِيلَ البُؤسِ مِنْ طَيْشِ الصَّلاةِ إذا تمالَكَها الأسَى
ميمُونةٌ بركاتُ ليلى ، إذ تمادتْ في جَفافِ اللهْوِ والسَّهوِ المُلبّدِ بالخُيُوطِ المَخمَليّةْ
ما يُرتَجَى مِن جِفنِهَا المَوصُودِ غيرَ حِكَايَةٍ ازَليَّةٍ نُقِشَتْ عَلَى جَسَدِ البَرِيَّةْ
أفنتْ شبَابَ المُزنِ ...
والقَلبُ المُعتّقُ لم تنلْهُ شَرارَةٌ مِنْ كفّ أنّاتِ البَليّةْ
لمّا تنازَفَ جُرحُ ليْلَى ،
شطّرَ النفسَ الكَلِيمَةَ في صَحَارٍ قَاحِلَةْ
ينتابُها وجعُ الظّلامِ تأسُّفاً
حتّى تَمَاهَتْ كالدُّجَى مُتسَلّلةْ
كَانتْ هُنا تُفني الوُجُوهَ بِحُرقَةٍ
وتقولُ : " أنّى للحياةِ بَقِيّةٌ ... كُلُّ المَمَالِكِ عَنْ خُطَاكُمْ زائلَةْ " !
ناجَيتُ في أعطافِهَا هَمسَ السُّهَى
حتَّى تلظَّى النبضُ مِنْ حَرّ الهَوى
في غَابَةٍ لِقِبَابِ مَنْ عَشِقُوا ... وحُرّمَ عِشقُهُمْ حتَّى الثَّمَالَةْ !
***
أشفقتُ مِن حِملِ المعاوِلِ في يَدِي
وَدِمَاءُ سُمْرَتِيَ المُجِلّةِ للتعرُّقِ ما تملُّ كِتابِيَ الخَشَبِيَّ واللوْحَ المُحفَّرَ مِنْ شُقُوقِ أصابِعِي ..
تُملِي عَلَى ظَهْرِي وُشُومَ طُفُولَةٍ ... لمْ يمحُهَا وهجُ الرَّمادِ
وما احتواهَا بِي السُّهَادُ
وما استفاقتْ مِنْ لظاهَا أضلُعِي
فَنُبِذتُ أشتمُّ التُّرَابَ ... ومَهْدُ ذاكِرتِي يُذبّحُ بالصُّدُودِ عَلَى دِمَاءِ طُفُولَتِي
وعُيُونُ أزمِنتِي تنَاءَتْ عَنْ سَحَابَةِ مَدمَعِي
فصددتُهَا ... عَلّقتُ فِي أستارِهَا :
" بِالعَفْوِ وصّانِي أبِي وعَشِيرَتي "
والعَفوُ مُرٌّ فِي غَياهِبِ مَسمَعِي
إنْ طافَ يوماً في بَلاطِ قصِيدتي ، فالشَّوقُ يُوبِئُ عَفوُهُ أحشَائِي
جُــرحٌ فضاءُ العَفْوِ ليسَ كَمِثْلِهِ ، للحُرِّ قَتلٌ يكتوِي بِعنـــــاءِ
مَا مسَّدَ الجُرحَ العَقِيمَ مُمَسِّدٌ
وأسِرَّةُ الفَقرِ المُنزَّلِ وسَّدَتْ عَظْمِي
لتَروِي مِنْ دَمِي نَخْلاتِ دارٍ لمْ تطُلْها الرِّيحُ مُذْ نامَ المَلاْ
وحِكَايَتِي كالسَّيْفِ تحتَ جُذُورِهَا
كَالمُهْلِ تَشوِي عُشْبَ أمسِي
في رؤىً هَمَجِيَّةٍ مروِيَّةٍ بالذُّلِّ والهُجرانِ
في صَمتِ غُرفَتِيَ الرَّحِيْمَةِ مُسّحَتْ دَفْقاتُ يومِي
والزَّمانُ مؤثَّثٌ فِي صَفْحَةِ الجدرانِ
مُتأبّطٌ قَدري ... إلى حيثُ انتهاءِ السَّيلِ في وَادِي الضُّحَى

منيرة بنت خميس المعمرية

أحمد الهديفي
20-07-2011, 07:25 PM
رَمْـلْ

" أَمْضِي إِلَى الصَّحْرَاءِ "
أُطْفِئُ شَهْوَةَ الرَّمْلِ المُمَدَّدِ مِنْ ضَفَائِرِهَا
وَأُدْنِي مِنْ تَفَاصِيلِ الحِكَايَاتِ التِي وَطِئَتْ حُدُودَ الغَيْمِ أَجْنِحَتِي
مُرِيدًا فِي سَمَاءِ النَّاسِ
مُنْسَلاَّ مِنَ الأَضْدَادِ
مَسْكُونًا بَأَلْفِ غِوَايَةٍ لِلرِّيحِ .. كَالأَسْلاَفِ
كَالعُشْبِ الذِي مُنْذُ اخْتِلاَفِ المَوْتِ وَالمَوْتَى تَدَارَكَهُ الحَنِينُ إِلَى الأَقَاصِي
' لَيْسَ فِي أَثَرِ المَسَافَةِ مَوْعِدُ لِلْمَاءِ .. بَعْدُ '
يَقُولُ سَاعِي الغَيْبِ
' لَمْ تَحْمِلْ نَخِيلُ الرَّاحِلِينَ سِوَى بُكَاءٍ كَانَ يَعْبُرُ صُدْفَةً
وَبَقِيتَ وَحْدَكَ تَحْمِلُ الأّيَّامَ فِي كِسَرٍ مِنَ الفَخَّارِ
تُدْنِيهَا مِنَ الظِلِّ القَدِيمِ
وَتَحْرُسُ الأَسْمَاءَ عَنْهَا
عُدْ
إِلَى حَيْثُ اصْطِفَافِ البِيدِ
وَاخْتَرْ وِجْهَةً أُخْرَى
وَغَادِرْ
إِنَّمَا الأَوْطَانُ أَشْيَاءٌ تُغَادِرْ '
لاَ زِلْتُ أَجْهَلُ أًحْجِيَاتِ الرَّمْلِ
أَجْهَلُ كَيْفَ تَصُوغُهَا الأَقْدَارُ
وَالبَدَوِيُّ يَحْتَرِفُ المَسَافَةَ
آخِذًا بِيَدِ الرِّمَالِ مِنَ البَعِيدِ إلَى البَعِيدْ
كَمْ أَدْرَكَ البَدَوِيُّ إِيقَاعَ النِّهَايَةِ
كِيْ يُسَاوِمَهَا عَلَى الأَرْضِ التِي تَهَبُ انْطِفَائَتَهُ خُلُودًا مُثْقَلاً بِالمَاءِ
لِلبَدَوِيِّ ظِلٌّ يَسْتَطِيلُ لأَجْلِ حِكْمَتِهِ
وَلِي ظِلٌّ شَرِيدْ
وَهُنَاكَ
قُرْبَ الأَيْلِ
تَنْتَصِفُ الحَرَائِقُ
نِصْفُهَا لِلْمَوتِ
وَالنِّصْفُ المُسَعَّرُ لِي
وَلِي لُغَةٌ بِصَوْتِ رَبَابَةٍ
أَدْرِي
وَقَبْرٌ مُرْهَقُ التَّكْوِينِ
مَنْذُورٌ لأَلْوَاحٍ مُقَدَّسَةٍ
وَأُنْثَى تَسْتَبِيحُ الضَّوْءَ
تُزْهِرُ فِي المَدَى حِينًا
وَتَذْبُلُ فِي المَدَى حِينًا
تُرَاوِغُ لَعْنَةَ الذِّكْرَى
وَتَنْطِقُ
' دَعْكَ مِنْ قَدَرِ المُسَافِرْ '
أَيٌّ تُبَعْثِرُهُ السَّمَاءُ
يَصِيرُ شَيْئًا ..
كَالمَطَرْ !
الرِّيحُ مُوغِلَةٌ
بِلاَدُ الرِّيحِ مُوغِلَةٌ
وَسِيدُورَى
تُرَتِّلُ وِرْدَ مَنْ عَبَرُوا
' فَلاَ تَكْتُبْ عَنِ الأَمْوَاتِ
لاَ تَبْحَثْ عَنِ الخُلْدِ المُخَبَّئِ
لَيْسَ تُدْرِكُهُ الجِهَاتُ
وَعِشْ كَأَنَّكَ مُطْلَقٌ
البَابُ أُشْرِعَ
وَالنَّوَافِذُ
وَالقَمَرْ
كُنْ رَفَّةَ الطَّيرِ المُحَلِّقِ
وَارْتِعَاشَاتٍ تُهَاجِرْ '
آَمَنْتُ بِالرُّوحِ المُقيِمَةِ
وَالجَسَدْ
وَكَفَرْتُ باِلأَسْمَاءِ
لَمْ أَحْفَلْ بِهَا
حَتَّى تَذَكَّرَنِي الغِيَابُ
يَقُولُ مَا اسْمُكَ
-لَسْتُ أَدْرِي
مُنْ تَكُونُ
-أَنَا أَنَا
مَا عُدْتُ غَيْرِي
اِسْتَعَدْتُ دَفَاتِرِي
وَوَجَدْتُنِي فِيهَا
وَأَغْلَقْتُ الدَّفَاتِرْ ..

إبراهيم بن أحمد الهنائي

أحمد الهديفي
21-07-2011, 04:38 PM
النص الفائز المركز الثاني:

طِــــيـــنْ


صمتٌ
ومَدَائِنُ روحي قد شاختْ
تَختَبِرُ الموتَ صباحاتٍ ونشيدْ
وصباحُ الطّينِ يُبعثِرُ خَفنةَ عُمْر
كانت منسيّةْ
كانت وتراً مشدوداً للقبر
كانت أغنية الليل الشاحب
كانت ....
إذ يقف القلبُ على عَتَباتِ صباحِ الطّينْ
إذ يسقطُ مصلوباً كمسيحٍ كَفَرَ بعفّةِ مريمْ
إذ يوقِظُ بوذا مذبحهُ في عين الشمسْ
إذا اغدو لاشيءَ سوى قربان الأمسْ
كانتْ كصباحِ الطّينْ
معلقةً ما بين سماءِ الروحِ .... وقاعِ القلبْ
وضفافُ الفجرٍ تُعَمِّدُ تاريخاً ...
ما شاءَ الربُ بأنْ يُكتَبْ
ما شاء الربْ ....
*******
الخطوةُ أولى
لكنّ قروناً تَجْتَرُّ مئاتِ الخطواتْ
أخشى من موضعِ قدمي أنْ أتَعثّرَ في وجهِهْ
أنْ أَسحقَ خطوة جَدّي
أنْ تمحو خطواتي الآثمةِ طهارةِ هذا الطينْ
أخشى أنَّ صباحَ الطينْ
قد هيَّأَ مقصَلةً
لتُهشِّمَ قَدَمي
ما إنْ أَخطو نَحو العَينْ ...
وَهْمٌ يا كُلّ صباحاتِ الطِّينْ
*****
يا بابَ الخشبِ المنسيّْ ...
ما أتعبكَ وقوفكَ منذ سنينْ ؟
قد رَحَلَتْ كل الأيدي الّلاتي في عُنفٍ ضَرَبَتْ صَدرَكْ
وأنتَ تكابرَ قهرَكْ
وتَئِنُّ بصمتٍ منذ سنينْ
.......
يا بابَ الخشبِ المنسيّْ ....
كمْ تَختضنُ مِن الذّكرى وحكايا الموتى ؟
كيْ تَحتملَ النَسيَ إذا ما غُيّبَ ذكركْ
كي تحكي ..
قصةَ مَن مرُّوا عبرَكْ
.....
مَن شَجَّ جبينَكَ ذا عاصفةٍ في آذارْ؟
مَن أَمطرَكَ شظايا؟
هلْ نَاحَتْ أمُّ الثّائرِ إِذْ دَسُّوهُ بجوفِ النارْ ؟
هلْ نَزَفَ الدّارْ؟
هلْ شَيَّعَ جسدَ البطلِ المُحترقِ عجائزُ وصَبايا؟
......
يا بابَ الخشبِ المنسيّْ ....
يا شاهدَ مقبرة الطينْ
لا زالتْ روحُ الجدِّ تمُرُّ وتَطرُقُ صَدرَكْ
تتلمسُ جبهتَكَ الدّاميةَ وتُشعِلُ ذِكرَكْ
لا تَأْبَهْ بالأحياءْ كثيراً
المَوتى علِموا
أنَّكَ ما أَخْفيتَ وراءَكَ قوَّادينْ
ما أَخْفَيتَ سَماسِرةً لصباحِ الطينْ
لمْ تَخلَعْ أرضَكْ...
*****
جُدرانُ الطِّينِ تُؤَثِّثُ وطناً للنِّسيانْ
وهناكَ الشُّبَّاكُ العلويُّ
تَئنُّ مفاصلُهُ
إذْ تتكِئُ الرِّيحُ على ما نَخَرَ السُّوسُ مِنَ الزَّمنِ الأَغْبرْ
.......
هذا المسجدُ ...
ساقُ أبي الطّينَ إليهْ
كيْ يَعمُرَ أرضَ صباحِ الطينِ الّتقوى
لكِنَّ أبي ما كانَ يُصلِّ
ما صلَّى يوماً كيْ يُرضيْ الرَّبْ
صلَّى .... لينامَ أبوهُ قريرَ العينْ
وتزوجَ أمِّي ... لا كي تُنجبنيْ
كيْ تنجِبَ باروداً ورصاصْ
كي تَحملَ قنبلةً في عَلَفِ الماعزْ
كيْ تَغفو فوقَ الألغامِ لتَستُرها
كي تحيا الصّبرْ
وتَعرِفْ معنى أنْ تتزوجَ ثائرْ
أنْ تَحتضنَ إذا اشتاقتْ ... كفناً ...
أو جُدرانَ القَبرْ ....

طفول زهران الصارمي

أحمد الهديفي
21-07-2011, 04:46 PM
رسالة إلى سيد المـاء

للغيب للسور البيضاء للتين
للمنتهى ، لفوانيس المساكين

للتمر ، للماء ، للصحراء بل لدمي
للجمر تحت دلالي ، للفناجين

للنازحات إلى الأسماء في وله ٍ
من (قل هو الله) حتى قول (يس)

للدمع و هو ينادي مشهدا جللا
آمنت ,,, فارتعدت كل السكاكين

لمن "نسى" و هو يسقي ربه قدحا
بأن يوسف من بين المساجين

لكف موسى إذا ما هم ينزعها
بل للعصى حين تلقى للثعابين

للناصري مسيحا و هو يرفعه
عند الثلاث التي بعد الثلاثين

قد جئت فردا جنوبيا له اشتعلت
كل اللغات فصلت في دواويني

يا ثاني اثنين ، أنت اثنيهما أبدا
يا جملة الخلق ، يا كل الملايين

يا آخر الدهر .. يا من أنت أوله
من قبل أن يخلق الإنسان من طين

يا من دنوت إلى أن صرت أنت أنا
و أنت أرفع من شم العرانين

يا غربة الماء تجري فيّ أنهرها
مستعمراتٍ دمائي و هي تغزوني

تجري فاصرخ سهوا فرط غيبتها
"يا دجلة الخير يا أم البساتين"

تجري تلخص هذا الكون فيّ إلى
أن ينتفي الطين في بعض الأحايين

* * * *
هذا أنا و المدى حرا أطير به
بين المآذن فيه و الطواحين

و أنت تعرج من أفق إلى أفق
حتى بك افتتنت عين الشياطين

تطوف راياتك النجلاء شامخة
فاطـّــوفت حولها كل الميادين

قد كنت في الغار أميا و تقرؤنا
و اليوم عرشك بين الكاف و النون

تمشي المهابة في جنبيك لا بطر
تمشي فتنشق آلاف الدرابين

فإن مررت أمام الجاحدين على
صمتٍ... تجلجل تيجان السلاطين

مثل الفرائس تشظّــى على هلع
ما مر فوق الثرى ظل العقابين

هذا الذي خطت البيداء سيرته
و مكة منه صارت سفر تكوين

في كل شبر له طيف يوطنه
غيب الأماكن بين الحين و الحين

فربما قد تبدى في رؤى قطز
روحا .. و قد كان حتى عند حطين

حتى رأينا به جيلا ملامحه
لا ريب فيها لحدس أو لتخمين

باتوا وقد عرجوا في ألف داجية
حتى استفاقوا على نصل لسكين ِ!!

كانوا يسيرون في سكر و في شغفٍ
بين المطارق كانوا و السنادين

فإن سئلت... يجيبوا : أننا صورٌ.
هو الحقيقة من فوق و من دون

جيلٌ .. تسير علوم الأنبياء به
سير الروافد في جوف الأراضين

و لم يكونوا كقوم كل ما أخذوا
قصَّ السبالِ و إعفاءَ العثانين

* * * *
خذني شهيدا و علّق خافقي نذرا
بين النسور صليبا و الشواهين

قد قيل : أن الهوى درب فمفترق
كليهما في الهوى يفضي لغسلين ِ

حتى تنزل جبريل يقول: ((كفى..
رعبا... فطوبا ستهدى للمجانين

كفى...فإن جميع العاشقين دنوا
و قيس عدّ من الغر الميامين!!

خذ السماوات و اهتك سترها قدما
واخطف من الشمس قداس الشعانين

وانفذ إليك.. و لا تجرئ لتسئلني
"أين البراهين؟" ... يا عين البراهين)) !!

* * * *
يا مجري الريح يدنيها و يصرفها
المسكن .. النار في حلق التنانين

يا ممسكا بنواصي الغيم يأخذها
من ألف أفق و صحراء .. لتسقيني...

كأن وجهك شطآن لذاكرتي
مطرزات بحقل من رياحين

مذ أن ذكرتك بيتا صادقا خجلا
اعشوشبت صحفي البلهاء بالتين ِ

أنت الخريف الذي ما دار دورته
إلا و دارت نواعير الشرايين..

أنت الذي إن جرت عيناك في عجل ٍ
على يباس ٍ ، تلوى بالأفانين

شابت رؤوس و جنت فيك أخيلة
إذ جندت منك أرواح الملايين

حتما فلا أين عنك الآن يفصلني
و لا زمان وموت عنك يقصيني

دع اليقين .. سماويا .. يعلقني
بين "الفتوحات" أو بين "الطواسين"

دعني أسافر صوفيا أصيح بهم:
"ألا لكم دينكم هذا و لي ديني ..."


جمال الملا

أحمد الهديفي
21-07-2011, 04:52 PM
القصيدة الفائزة بالمركز الثالث

وليد


يموت المسدس في داخلي
سيدي سيموت المسدس في داخلي بعد سيف ..
يموت بنا الأصدقاء نموت بهم ..
ونعيشُ على خفقات الخواء
نعدُّ الهواء ..

أهيئ مقصلة للقصائدِ
تحيا الدماء ..
ويحيا الدمُ ..
أراقبُ مقصلتي ضاحكا
أعدُّ الثواني
/يجفُّ الفمُ ..

أهيئ مقصلة للقصائد
أجعل أمنيتي أن أنام على حرفِها هانئا
أهشُّ ذباب السيوف عن الوجهِ
أقسم أني أقول كلاماً سمعتُ
وأقسم أني أقول كلاما أقول
وأقسمُ أقسم أقسم أقسم أقسم
لا شيء يكتبنا غير هذا القصائد يا سيدي
ولا شيء سوف يحملنا للحقيقة غير القصائد يا سيدي ..

سيدي ..
هل رأيت النوافذ؟
من ألمونيومَ في بيتنا القروي؟
النوافذ مغلقةً للأمامِ
نخافُ علينا شرور الظلام ..
نخاف على حبّنا أن يموت
وينجح فينا اللئام ..

سيدي هل رأيت النوافذ؟
من خارصين وزئبقَ
من معجزات الحديد ..
تخافُ على ظلِّنا من ظلالٍ
وتخشى على ظلِّنا من ضلال ..
نحب الحديدَ لأن الحديد اتكال ..

&&&

أراك تراني ..
على مقعدين ..
صغيرين خلف الحديقة
يقتسمان الخطيئة حلماً ..
ولا ينسيان الزمان ...
يحبَّان/ ما الحبُّ إلا نحبُّ ..
يتوهان/ ما التيه إلا نحبُّ ..
يغيبان/ ما الغيب إلى نحبُّ ..
يخافان/ ما الخوف إلا بذور نحبُّ ..
نُحِبُّ نُحبُّ نقولُ نجول نصول نموت نعيش نخاف
نرى كلَّ شيء سراباً ونحيا لكي يكتمل في دواخلنا
كُل ماء الحُطام ..

أقول أحبِّك ثم أخاف
أخاف على حبِّنا من شرور اللئام ..
تقول أحبَّك ثم تخاف على حبِّنا / أن يضيع السلام ..
تقول أحبِّك ثمَّ تخاف/ تخافُّ لأن المحبَّة خوفٌ
لأنَّ الحقيقةَ في داخلِ منهكٍ لا تَنام ..
وحدها / الحقيقة ..
دربكةٌ من شرور النيام ..

نيامٌ نيامٌ سلامٌ سلامٌ
ببيتٍ صغير من شعرةٍ واحدة ..
لها قصة واحدة ..
وعقدتها واحدة ..
وفكرتها واحدة ..
شعرةٌ واحدة ..

تصولُ تجولُ ..
تحاول ألا تميل ..
تقول تميلُ
تحول ألا يعتَّم فيها الأصيل ..
تقاتل تهتف تمسك تقبض تصرخ
تجبذ تجذب تَقمعُ تُقمع ترتعُ في لغةِ الميتين ..

شعرةٌ من أنينٍ / حنين / سكونٍ/ جنون/ شقاءٍ/ سحاب/ غمام/
شعرةٌ
مثل شعر السجين ..
شعرةٌ تجيد سوى أن تقول الحكاية ..
ليست لها عصبةٌ كي ترى المُستحيل ..

&&&

شعرةً شعرةً
قصة قصة
كان يقنطُ منَّا الذين يرون الحقيقة تفاحة زاهرة ..
أو سيقنط منَّا الذين يرون الحقيقة فاجرة داعرة ..
كان يقنط منَّا الذين يرون الحقيقة مشكلة الآخرة ..
يقنطون ويرمون شبَّاكَهم في مكانٍ بعيدٍ ..
بينما في الطريق الطويل ..
نرى الرجل المستحيل ..
ونضحك خوفاً ..
لكي لا يضيع الدليل ..

&&&

بيننا بيننا ..
عالمٌ واسعٌ ليس يدري به غير من دخلوا بيننا ..
بيننا بيننا ..
عالمٌ ليس يقصيه غير المسدس أو لمعةٍ من سماء السنا ...
بيننا بيننا ..
كُل الذين يقولون ماتوا وكل الذين يعيشون ما بيننا ..

بيننا بيننا ...
بعض تاريخ أو لُحمةٍ لم تُرد بيننا ...
بيننا بيننا بينا يا صديقي
بقايا المُنى ..
ومعجزةٍ ستطيلُ الهَنا ..

بيننا بيننا يا صديقي حياةٌ
وما بيننا بيننا ...

&&&

أحبِّكَ .. ما الحبُّ عيبٌ
ولكنَّهم يسرقون الحقيقةِ من أجل معضلةٍ تافهة ..
ما العيب في أن تحبَّ وما العيب في أن تحبَّ؟

ما عيبُ أن يعشقون؟ سوى أنَّهم يعشقون؟
وما العيب ألَّا نقول الحقيقة فيمن نحبُّ
وما العيب فيمن إذا جزِعوا يكذبون؟

ما عيبهم من يريدون أن يصنعوا المستحيل؟
وما عيبهم من يخافون هذا الطريق الطويل؟
وما عيب من لا يخاف ولا يطلبُ المستحيل؟

ما العيب يا سيدي ما الحياة إذا لم نحبَّ ولم نجعلِ الدربِ معتركاً أو سبيل؟

أحبُّك يا سيدي صاحباً ..
سيداً/ رجلاً لم تلده التي وهبتني المُصيبة
أو الرجل المستحيل ...

&&&

إلى رجلٍ مُستحيلٍ ..
سأعرفُ " أن الطريق إلى المُستحيل طويل"
سأعرفُ
أسرقُ من ماءِ شعرٍ قليلا من اللغةِ الهاربة ..
لعلَّ الذين يحبّون حبِّي يعيدون لحظتي الغائبة ..

صديقي ..
صديق القوافي ..
الطريق طويل ..
ولكنني لست ممن يحبَّون هذا الطريق الطويل ..
فدعني أهدِّم هذا السبيل الطويل ...

&&&

دم .. لا تدم ..
بيننا طعم عيش ودَم ..

دم لا تدم ..
بيننا سحرٍ غارٍ ووشم ..

دم لا تدم ..

طبلُ قريتنا في المساء ..
وقصتها عندما تحتلم ..

دم لا تدم ..

ليس فينا سوى من يعيشون فينا ..
وباقٍ لأجلِ القَلم ..

دم / لا تدم ..

لن تعيش طويلاً كما سأحبُّ
ولن أستطيع الحياةَ طويلا
لأنِّي أحبك فعلاً ..
وأقسم بالشعر/ هذا القلم ..


&&&

وقوفُك مع مصحفٍ أزرقٍ في صفاء البحيرة
أو قصة المسلمين الذين على الفيل كانوا يسوقون فيلا ..

قصة / مسلمان / على فيلِ غابٍ
يقولان شيئا غبيا ..
أخاف عليك ..
أخاف عليك من الأغبياء ..
وأخشى بأن ينجحون بإفساد قصتك الرائعة ..
لنا قصة سابعة ..
قصة سابعة ..
" إذا دقَّت الساعة التاسعة" [1]


تدقُّ القصائد في داخلي دقَّة رائعة ..
ولو لي كماكَ ..
كماكَ كما ستقول قريبا
ولو لي كماك ..
بقاياك
دقَّتك الرائعة ..
لقلت القصائد في مَنزل كلَّ ليل ..
وحيداً
أمرر أيامنا الضائعة ..

تدقُّ القصائد
ييأس قائلها من كلام القصائد
ييأس، ييأس، ييأس
يشتمُ في سرِّه علنا صاحبا يقرؤ الشعر سرَّا ..
يراه وييأس ..
ما الشعرُ؟
ما نحن؟
ما قولنا ؟
ما المهم؟
وماذا يريدون كلُّ الذين يموتون؟
ماذا يريد الذين يعيشون؟
ماذا يريدون يا صاحبي ..
كُلما جاء يومٌ تصدى لنا صاحب
قال: هذي الحقيقة؟
ليس لنا أن نكذب
فعلا فكلُّ الحقيقة يعرفها الغرباء
ولا ينطقها الأصدقاء ...

أحبك/ ما العيب؟ في أن أحبَّك؟
ما العيب في أن أراك أخي وأحبك؟

هل سوف نخشى/ نحب قليلا وننسى
لكي لا يمرر خنجره اللولوبي اللعين
المسدس/ الحب / الأصدقاء الذين يخونون
أو أصدقاء كحال يخافون من ظلِّهم
لا يَرون ..

أحبُّ لأني أخاف .
أخاف لأني أحب ..
أحبُّ أخاف ...
وليس بخاف عليك
فأنت الذي لا يخاف ...
أنت الذي لا يخاف ..
أنت الذي لا يخاف ..


&&&

سوف أحيا طويلا ..
ثلاثين عاما ..
ثمُّ أسلم نحو الإجابةِ طيني ..
وأنسى بقايا عجيني ...
أسلم نحو الإجابةِ طيني ..
وأبكي .. وأخجل
كيف يبكي الرجال؟
وكيف يكونون مثل الرجال؟
غلاظ؟ أشداء؟ أخفاف عير؟
أليس الرجال رجال؟
لعبةٌ للرجال
وتسلية للنساء ..
يقولون: ماذا تقولون؟ ماذا تقولون؟ ماذا تقولون؟
نقول: نقول، نقول، نقول، نقول نقول؟
يقولون: هذي الحقيقة/ هذي الحقيقة/ هذي الحقيقة ..
نقول: الحقيقة؟ أين الحقيقة؟ أين الحقيقة؟ أين الحقيقة؟
يقولون: هاتوا الطريقة هاتوا الطريقة هاتوا الطريقة؟
نقول: الحقيقة ليست طريقاً وليست طريقة ..



معاوية بن سالم الرواحي
______________________________​__________
[1] - من قصيدة لخميس قلم.

أحمد الهديفي
21-07-2011, 04:55 PM
مَتَى تَمُرِّيْنْ؟؟

مَتَى تَمُرِّيْنْ؟؟ يُبْكِيْنِيْ الهَوَى البَاقِي
حَرَارَةُ الهَجْرِ تَمْحُو دَمْعَ أَحْدَاقِي

مَتَى تَمُرِّين؟؟ أَغْصَانِي مُغَلَّفَةٌ
بالقَحْطِ ، مِنْ بَعْدِ إِثْمَارٍ وَإِيْرَاقِ

بَلَابِلِي لَمْ تَعُدْ تَشْدُو بِأُغْنِيَتِي
وَضَوءُ نَجْمِيَ خَابٍ بَعْدَ إِشْرَاقِ

لا مَاءَ، لا ضَوءَ، لا شَدوٌ ولا دَعَةٌ
مَاذا تَبقَّى؟؟! لِيَلْوِ المَوت أعنَاقِي

وما عَزائِي سوى طَيفٍ أُنادِمُهُ
هو السَّرابُ , وأنتِ الخَمرُ والسَّاقِي

مَتَى تَمُرِّيْنَ؟؟ طُهْرِي لم يَزلْ نَجِساً
من طُولِ ما سَبحتْ في الوَحْلِ أَشْوَاقِي

كم أَرَّقَتْنِي خُطاً أَصْحَابُها عَبَرُوا
وَجْهِي، إلى حيثُ إِبْلَائِي وَإِخْلَاقِي

أُحِسُّهُمْ يَكْنِسُونَ النُّورَ من جَسَدِي
لم يَعْلَمُوا أَنَّ لِيْ شَمْساً بأعْمَاقِي

شَمْسٌ تُدَلِّي حِبَالَ النُّور مِشْنَقَةً
إلى رِقَابِ أَزَاهِيْرِي وَأَوْرَاقِي

نَعَمْ, لقد رَحَلُوا، لمْ يَبْقَ في أُذُنِي
منهمْ, سِوَى هَمَسَاتٍ بَيْنَ عُشَّاقِ

إلا فَتىً، قَلْبُهُ قَلْبِي، وَأَدْمُعُهُ
دَمْعِي، وَأَشْوَاقُهُ رُوحٌ لِأَشْوَاقِي

يا شَمْسُ, لمْ تَتَكَلَّمْ غَيْرُ أَدْمُعِهِ
ولم تَبُحْ بِسِوَى فَضْلِ وَأَخْلَاقِ

أَرَاهُ في رُكْنِهِ قَساً بِصَومَعَةٍ
مُطَأْطِأَ الرَّأْسِ في حُزْنٍ وَإِطْرَاقِ

ناديته.. كان في أشجانه غَرِقاً
تبدو على وجهه آياتُ إرهاقِ

ناديتُ باسمك... قامَ الشِّبلُ منتشياً
مجففاً كلَّ سيَّال ودفَّاق

قرأتُ في وَجهِهِ شَكْوًى وَأَسْئِلَةً
مَتَى تَمُرِّينَ؟؟ يَكْوينِي الهَوَى البَاقِي


طلال النوتكي

أحمد الهديفي
21-07-2011, 04:59 PM
إلـى شاعِـر لَـمْ يُـولَـدْ بَـعـدْ


صَافحَ النجْمَ نورُه فأذابَهْ
واسْتحَى مِن سَمَائهِ الخلابَةْ

عَبَرَ الكوْنَ شاعِراً وغدا في
كُلِّ أفْقٍ يَهيمُ مِثلَ السَّحَابَةْ

ألِفَ العُمْرَ مُنذُ أن كانَ غيْثاً
تشتهي وَرْدَةُ الجَمَال انسِكابَهْ

كانَ مَاءً رَقى إليهِ سَرَابٌ
فسَقى الدَّهْرَ واسْتعَادَ سَرَابَهْ

كوَّنَ الحُلمَ .. واسْتحَالَ نَبياًّ
وكذا خطَّتْ الحَيَاةُ كِتابَهْ

ودَّعَ الدَّهْرَ سَائِراً للمَنافي
حَيثُ أدَّى بهَا طقوسَ الغرَابَةْ

شاعِرٌ .. كلمَا اسْتقرَّ بأرضٍ
هَيَّأ الكوْنُ للجَمَال خِضَابَهْ

عِشقهُ الصَّمْتُ .. فيهِ ألفُ سُؤالٍ
واكتمَالُ الأحْلامٍ كانَ جَوَابَهْ

مِلْءَ وَحْي يَنامُ كالمُتنبي
تُسْهرُ الخَلقَ رُوحُهُ الجَذابَةْ

ألفُ أعْمَى يَعيشُ بينَ رُؤاهُ
كالمَعَرِّي وقدْ أمَاتَ اغترَابَهْ

صَوتهُ الوَحْيُ .. كلمَا صَارَ يُتلى
سَكتَ الدَّهْرُ مِن خُشوعٍ أصَابَهْ

شاعِرٌ .. سِرُّهُ القصيدَةُ فيهَا
مِن خَيَالاتِهِ رُؤىً مُنسَابَةْ

عِندَ باب التاريخ رَتَّل شِعْراً
مِنهُ صَارَ التاريخُ يَطرُقُ بَابَهْ

مُنتظر المُوسَوي

أحمد الهديفي
21-07-2011, 05:01 PM
النص الفائز بالمركز الرابع

غُرْبة ٌ أخرى

حَسْبي من اليُتْمِ فَجْرٌ غَابَ فيه أبي
وخلّفَ الصّمْتَ في المحرابِ يحْتَرِقُ

فانوسُهُ مُطْفَأُ الإلهامِ في وَجَعٍ
وَكَانَ من قَبْل فِي الأسْحَارِ يأتَلِقُ

لَمْ أُشْعل الحُلْمَ كي أَمْشِي عَلى مَضَضٍ
فَوقَ الرّمادِ وحولي خَيّمَ الغَسَقُ

سَكبْتُ ضَوْء َالأماسي كي أرى أَرَقِي
يَبْتَلّ بالضوءِ لكنْ بُلِّلَ الحَدَقُ

غادَرْتُ عن قِصّة ِالأوْجاعِ منكسراً
أجرّ خَلْفِي النّدى كي يُولَدَ الفَلَقُ

فَتّحْتُ من خافقي جُرْحاً ونافِذَةً
تُطِلّ بالوَرْدِ لّمّا تُقْفِرُ الطُرُقُ

يا نَجْمُ يكْفِي انْعِكَاسُ الصّمْتِ في لُغَتِي
على انْعِكاسِكَ في الآماقِ يَتّفِقُ

يا نَجْمُ يكفي الليالي بُؤْسَهَا فَمَتَى
عَنْ غُرْبَةِ الرُّوحِ للآفاقِ أنْطَلِقُ

حَـلّـقْتُ خَلْفَ الرُّؤَى فِي الصُّبْحِ مُفْتَرِشاً
حَقْلَ الضّياءِ مَعَ النّسْمَاتِ أَسْتَبِقُ

مُحَمّلاً بالحكايا أَرْتَدي شَفَقاً
لطالما بالحكايا أُرِّقَ الشَفَقُ

كَمْ مِنْ شَواطٍ جَفَاها المَوْجُ في مُدُنِي
كَمْ لؤلؤٍ عن حشى الأصْدافِ يَفْتَرِقُ

ظِلّي نَوارِسُ شَوْقٍ فَوْقَ رَمْلِ أسىً
مَرُوعَةٌ إِذْ بِغَيْرِ البَحْرِ لا تَثِقُ

حِكَايَتِي غُرْبَةٌ أثثتُها شَجَناً
كَصَوْتِ نايٍ كئيبٍ , والمَدى نَفَقُ

بَعْثَرْتُنِي فِي زَوايا الأُفْقِ في كَنَفِ
الفَجْرِ الحَزِين ِالذي تَغْتَالُهُ الطُرُقُ

كُلّ البِدَاياتِ إيمانٌ ومُنْطَلَقٌ
لكنْ بِداياتُ عُمْري حَفّها القَلَقُ

حسام الشيخ

أحمد الهديفي
21-07-2011, 05:02 PM
الحُبُّ الكَبِيرْ


(1)
أُلَوِّنُ قَلْبِي بِلَوْنِ المَحَبَّةِ
عَلِّيَ أَشْتَمُّ رِيحَ الزُّهُورِ
وَصَوْتَ الطُيورِ غِناءً
إِذَا مَا انتشَى القَلبُ مثلَ الطُيورِ
سَأفرِشُ رُوحِي
مِهادًا
وِدَادًا
لِتعبُرَ للقلبِ فِي العَابِرينَ
تُطهرَهُ منْ بقايَا السنينْ
وتنضَحَ فيهِ مياهَ الحياةْ
فيورِقَ حُبا بِلونِ المياهْ
تَدَلتْ مصابيحُ قلبِي لَكَا
وَجدتكَ فيهِ فأحببتُكَا
خَرَقْتُ سفينَ النوَى لئَلا أكونَ معَ المغْرقِينْ
لأَني أحبُكَ .. حبَّ الهوَى
****
رميتُ فؤادِي كحبةِ قمحٍ كساهَا الغُبارْ
تناوشَها القحطُ حتى ذَوَتْ
وبَادرَهَا الموتُ حينَ الْتَوَتْ
ولولاكَ
ما بللتْ ريقَهَا وانتشَتْ
رَحِيقًا مِنْ الوُدِّ أهديتَهَا
وخففتَ منْ رعشَةِ القَلْبِ
لما عَرَتْهُ ارتجافَةُ عصفُورةٍ يُبللهَا القَطْرُ ليلَ الشِّتَاءْ
ولا مِنْ رياشٍ ولا مِنْ وقاءْ
سِوَى سكنٍ منكَ أنزَلْتَهُ
تلفعْتُه
يخامِرُني كالصباحِ الرَبِيعِي وَرْدًا
فأَطبعُ في وجهِهِ قُبلَةً
وَأُرْسِلُهَا للفؤادِ الحزِينْ
يُبَاركُ روحِي ويُحْيِي المَواتْ
لِتَزْكُو الصِّفَاتْ
فَأَلْفِظُهُ نفسًا حَانِيًا
أُحِبُّكَ حُبَّ الهَوَى
****
سَرَابٌ هُوَ الحُبُّ عِنْدَ البَشَرْ
وَلَكِنَّ حُبِّي كَصَوْبِ المَطَرْ
إِذَا لامَسَ النَّفْسَ أَوْرَى بِهَا
لَهِيبًا مِنَ الشَّوْقْ
كَالمَاءِ غَنَّى مَعَ السَّاقِيَةْ
فَأَبْكَى بِأَلْحَانِهِ الحَانِيَةْ
زُهَاءَ قُرُونٍ تَعَمَّقْتُ فِي فَلَكِ البَاحِثِينْ
وَجَدْتُكَ فِي كُلِّ شَيْءْ
فَأَطْلَقْتُ أَجْنِحَتِي فِي المَسَاءْ
جُؤارًا إِلَيكْ
فَصِلْنِي أَيَا قِبْلَةَ الوَاصِلِينْ
وَخُذْ بِيَدَيْ تَائِهٍ لِمْ يَزَلْ
يُمَزِّقُهُ الحُزْنُ مِثْلَ الخَرَابْ
وَتَصْفِرُ فِيهِ الرِّيَاحُ
كَأَرْضٍ يَبَابْ
بِقَارِبِهِ المُهْتَرِي الوَاهِنِ
يُصَارِعُ مَوْجَ الحَيَاةْ
فَكَيْفَ تَكُونُ النَّجَاةْ
إِذَا لَمْ يُمَسِّكْ بِأَسْبَابِكَا
وَلَمْ تَرْتَفِعْ مِنْهُ أُغْنِيَةُ الحُبِّ
كَالعَنْدَلِيبِ الحَزِينْ
يُسَرِّحُ نَشْوَةَ شَوْقٍ دَفِينْ
فَيُطْلِقُهَا كَالصَّدَى الفَاتِرِ
أُحِبُّكَ حُبَّ الهَوَى
****
هَنَالِكَ حَيْثُ الْتَقَى العَاشِقُونْ
سَمِعْتُ رَفِيفَ فُؤَادِي
فَأَطْرَقْتُ أُصْغِي إِلَى هَمْسِهِ
لَقَدَ كَانَ يَبْكِي لِفَرْطِ الحَنِينْ
يَحِنُ إِلَيْكَ وَيَشْتَاقُكَا
فَطَارَ مَعَ الرِّيحِ فِي رِحْلَةٍ
يُحَاصِرُهُ الحُبُّ مِنْ كُلِّ بَابْ
فَخَلِّصْهُ مِنْ قَيْدِهِ
إِنَّهُ يَجُودُ بِأَنْفَاسِهِ كُلِّهَا
يُفَجِّرْ مِنْ عَيْنِهِ وَبْلَهَا
وَيَنْشُقُ رِيحَكَ فِي كُلِّ شَيءْ
فَضَمِّخْ حَنَانَيْكَ قَلْبَ المُحِبِّ بِأَلْطَافِكَا
وَقَطِّعْ حِبَالَ النَّوَى
لأَجْلِ حَبِيبٍ...
يُحِبُّكَ حُبَّ الهَوَى
****
(2)
ثَمِلْتُ فَأَحْبَبْتَ ذَاكَ الغِيَابْ
عَنِ الوَعْيِ وَالليْلُ كَانَ الحِجَابْ
لأَنِّي وَجَدْتُكَ
خَيْرَ حَبِيبٍ أُسَامِرُهُ فِي لَيَالِي الشَّرَابْ
أَنِسْتُ بِمَائِدَةٍ مِنْ سُكُونْ
وَبَرْدٍ عَلَى القَلْبِ خَيَّمَ فِيهْ
وَحَطَّ عَلَيْهْ
فَلَمَّا تَغَشَّاهُ جَادَ بِدَمْعٍ هَتُونْ
أَلا فَلْتَدُمْ خَمْرَةُ العَاشِقِينْ
تُزَيِّنُنَا بِلَبُوسِ النَّقَاءْ
وَتُوْجِدُ فِي النَّفْسِ بَرْدَ اليَقِينْ
أَعَرْتُكَ كُلِّي لأَنِّي فِدَاكْ
وَهَبْتُكَ حُبِّي لأَنَّكَ أَهْلٌ لِذَاكْ
***
رَكِبْتُ سَفِيْنَ الحَيَاةْ
إِلَى شَاطِيءِ المَوْتِ
حَيْثُ الأَنِينْ
وَحَيْثُ انْتِشَارُ الضَبَابْ
فَنَادَيْتُ مَنْ مُنْجِدِي
فَرَدَّ الصَدَى كَالنَّدَى
حَبِيبِي يَمُدُّ اليَدَا
هُنَالِكَ خَلَّيْتُ قَلْبِي لَكَا
فُؤَادِي أَحَبَّكَ حَتَى بَكَى
فَخُذْنِي
كَطِفْلٍ تُهَدْهِدُهُ فِي المَسَاءْ
بَكَى حِينَ غَيَّبَ مَحْبُوبَهُ
فَلَمَّا رَآهُ انْتَشَى
كَمَا البُرْعُمِ النَّاضِرِ
تَعُودُ إِلِيْهِ الحَيَاةْ
إِذَا هَلَّ غَيْثُ السَّمَاءْ
فَدَامَتْ هَوَامِي سَمَاكْ
لأَنَّكَ أَهْلٌ لِذَاكْ
***
وَمَهْمَا فَعَلْتُ
وَمَهْمَا بَذَلْتُ
فَلَنْ أَمْلِكَ النَّفْسَ حَتَّى أَرَاهَا
تُعَفِّرُ جَبْهَتَهَا فِي ثَرَاكْ
تَدُلُّ عَلَى حُبِّهَا المُطْلَقِ
وَتَعْرُكُ أَنْفَ التَّكَبُرِ تَحْتَ عُلاكْ
لِتَمْسَحَهَا بِالحَنَانْ
فَتَبْرُدُ ثَوْرَتُهَا العَارِمَةْ
وَتَسْكُنُ حِدَّتُهَا القَائِمَةْ
رَمَيْتَ شِبَاكَكَ فَاصْطَدْتَنِي
وَقَدْ جِئْتُ طَوْعًا لِتَصْطَادَنِي
أُحِبُّ حِبَالَكَ وَالمِصْيَدَةْ
مُحَمَّلَةً بِشَذَى رَاحَتَيْكْ
فَأَلْثُمُهَا بِشِفَاهِ الرِّضَا
لَعَلَّكَ تَرْضَى عَنِ القَاطِعِ
لِيَرْجِعَ عَهْدُ الصَّفَا الوَادِعِ
فَأَرْقُدُ مِلْءَ الجُفُونْ
لأَنِّي أُحِبُكَ أَنْتْ
وَإِنَّكَ أَهْلٌ لِذَاكْ
****
سَقَيْتَ ظَمَايَ القَدِيمْ
وَرَوَّيْتَ جَدْبِي المُقِيمْ
فَأَزْهَرَ فِي النَّفْسِ إِيْمَانُهَا
وَغَنَّتْ بَلابِلُهَا تَصْدَحُ
وَجَمَّلْتَهَا بِالرِّضَا
فَجَاشَتْ مَدَامِعُهَا تَنْضَحُ
فَتِلْكَ دُمُوعُ الحَيَاةْ
سَأَسْقِي بِهَا الظَامِئِينْ
وَأَتْرُكُ للنَّفْسِ مِنْهَا قَلِيلا حِفَاظًا عَلَى حُبِّنَا
سَأُعْلِنُ للعَالمَينْ
بِأَنِي أُحِبُكَ أَنْتْ
أُحِبُّكَ حُبَيْنِ
حُبَّ الهَوَى
وَحُبَّا لأَنَّكَ أَهْلٌ لِذَاكْ


سعيد النوتكي

أحمد الهديفي
21-07-2011, 05:04 PM
" نُـسْـخَـةٌ مِـنْ أَلَــوَاحِ أَبِــي مُــسْـلِـــمْ "



قِـــفْ لا تُــقَــلِّــبْ فــي الــسَّــمَــاءِ ضِــيَــاهَــــا
سَــــأُولِّـــيَـــنَّــكَ قِــــبْـــلَــــةً تَــــرْضَـــــاهَـــــا

عَـــرِّجْـــهُ صَــوْتَـــكَ لِـــلــخُــلُـــودِ تَـــحِـــلَــــةً
لا حَـــيْـــثُ كُـــنْــتَ أو الــتـــي تَــهْـــوَاهَـــــــا

إِذْ وَلِّ وجْــــهَـــكَ شَـــطْـــرَ قِـــبْــلَـةِ أَحْـــــرُفٍ
وانْــفُــثْ عــلـى أَرْضِ الــحُـــرُوفِ سَـــنَـاهَـــا

فَــلَــئِــنْ نَــفَــثْـــتَ عـلى هَــيَـاكِــلِ أَحْــرُفِـــــي
آنَــسْــتَ مِــنْ خَــلْــفِ الــسُّـــتُـــورِ شِــتَــاهَــــا

فَــاصْــدُرْ مَــرَاسِـــيــمَ الــفَــلاحِ وشِــــــرْعَـــةً
هَــــيْــهَـــاتَ فــي لَـــوْحِ الــزَّبُـــورِ تَـــــرَاهَـــا

حَــيْــثُ الــيَــقِـيـنَـاتِ اسْـتَــرَقْــتَ حِــجَـابَــهــــا
وسَــتَــائِـــرِ الــلُّــطْـــفِ اخْــتَــبَـــرْتَ قِــوَاهَـــا

وتَــزَالُ تُـــصْــدِرُهَـــا فَـــمَــا إِنْ أَفْــــلَـــحَــــتْ
حَـــتَّــى نَــــزَلْـــتَ بِـــوادِيـــيـــنِ طُـــــوَاهَــــا

قَــالُــــوا فَـــتَـــىً وهْـــبِــيُّ قُــلْــتُ مُــــوَحِّـــــدٌ
أَلْــــقَــــى لأَلــــوَاحِ الـــقَـــبُـــولِ عَــــصَــاهَــا

مــــا بَــيْــنَ دَفَّـــتِــهَـا تَــــوَارتْ نُــــسْـــخَـــــةٌ
كَــــانَــتْ زَمَــــازِمُ رُوحَـــــهُ تَــــرْعَــــاهَــــا

جَـــاذَبْـــتُـــهَــا مِـــنْ حَــابِــلَــيْــنِ فَــــرَاعَـنِـي
بَــيْــنَ الـــسُّـــطُـــورِ حَـــنِـــيَـــنَـهَـا وبُــكَـاهَــا

رَدَّتْ كَـــقَـــرْنِ الــــشَـــمْـــسِ حِـــيـــنَ تَــهَـــيَّــأتْ
وكَــــأَنَّ يُــــوشَــــعَ رَدَّهَـــــا لِـــــضُـــحَـــاهَــــــــا

لـــولا الــتَّــشَــفِّــي مِـــنْ فُـــيُـــوضِ دَوَاخِــــلِــــي
تَــــاللهِ ذُبْــــتُ عــلــى يَــــــدَيْ تَــــقْــــوَاهَــــــــــا

نَــــادَتْــــكَ يَـــا قُــطْـــبُ ، اسْــتَــدَرْتَ لِـبَــوْحِـهَــا
رَجِّـــــعْ فَــــدَيْـــتُـــكَ لِــلـــنُّــجُــومِ سَـــــمَــاهَـــــا

أَفْــــنَـــتْ مَـــعَــاهِــــدُكَ الـــعُــــصُــــورَ ولا أرى
بَــــعْــــدَ انْــتِــفَـــاضِــكَ لِــلـحُــرُوفِ نِـــــــدَاهَـــا

هَــــلَّا مَـــرَجْـــتَ مَــع الــكُــسُــوفِ قَــصَــائِـــدِي
عَـــــلَّ الْــتِـــقَـــاطَــكَ جَـــوْهَـــراً مَــــغْـــنَــاهَــــا

أَمْ قَـــبْــــضَـــةً لِـــلــــسَّــامِـــرِيِّ قَــــذَفْـــتَــــهَــــا
وقَـــبِــضْــتَ مِــنْ آَثَــــرِ الــــرَّسُــولِ سُــــوَاهَــــا

فَــــإِذا نَـــتَــقْــتَ الــضَّــوءَ كُـــنْــتَ كَـــظُـــلَــــــةٍ
ظَــــنُّــــوا بِــــأَنَّــــــكَ وَاقِــــعٌ بِــــحِــــمَــــاهَـــــا

ومَــتَــى أَفَـــلْــتَ وفــي أُفُـــــولِـــكَ مَــــشْـــهَــــــدٌ
قَـــالُــــوا : تَــــجَـــلَّـــتْ رُوحُــــهُ فَـــتَـــنَـــاهَــــى

ولإِنَّــــكَ الـــضَّـــوْءُ الــــمُــــقَـــــدَّسُ فــي دَمِــــي
بَـــلَــغَــتْ فُـــيُـــوضُــكَ كَــالــسُّـــيُـــولِ زُبَــاهَـــا

أَرَايْــــتَ إِنْ قَـــاضَـــتْ فُـــصُــولُـــكَ أَنْــجُـــمـــاً
هَــــلْ كـنْـــتَ فــي زُبْــــرِ الـــنُّــجُــومِ تُــبَــاهَــى؟

أَمْ حَـــلَّـــقَـــتْ عَـــيْـــنَـــاكَ نَـــحْـــوَ مَـــــفَــــازَةٍ
فـــي رَفْـــــرَفٍ خُـــضْــــرٍ تَــجُـــولُ فَـــضَــاهَـا

فـــاسْــتَــفْــتِــحْ الــشِّــــعْـــرَ الـــمَــرِيــدَ بِــــآيَــــــــــةٍ
قَـــــدْ لا تَـــــرَى عِـــنْـــدَ الــــــنُّـــــزُولِ عَـــــدَاهَـــــا

أَنَّــــى تَــــــرَى الأَمْــــــلاكَ حِـــيــــنَ تَــــرَشَّـــحَـــتْ
لِــلــــحَـــضْـــرَةِ الــعَــــلْـــــيَــــاءِ إِذْ تَــــــلْـــقَــــاهَــــا

ولَـــقَـــدْ رَأَيْــــتُــــكَ عِـــنْــــدَ سِـــــدْرَةِ مُـــنْـــتَـــهَـــى
فـــــي نَــــــزْلَـــــةٍ أُخْـــــرَى عـــلـــــى مَــــــأْوَاهَــــا

يَـــغْـــشَـــاكَ إذ يَــغْــــشَــاكَ نَــــجْــــمٌ لـو هَــــــــوَى
زَاغَ الــــــفُــــــــؤَادُ وعَــــزَّنِـــــي لُــــقْـــــيَــــاهَـــــا

خليل الجابري

أحمد الهديفي
21-07-2011, 05:07 PM
النص الفائز بالجائزة التشجيعيه:

تَمَائِمٌ على أَضْرِحَةِ الْوَرَقْ


عند الضريح الأوَّل

مَرَّت من النَّزفِ أُنثى ثمَّةَ انطَفَأتْ
كُلُّ المَـــداءات والصَّحــراء لم تَعُدِ

كَانت تَزُمُّ شفــــاه الــحُزنِ في يدها
حــتى يــطيرَ ســـحاباً فــي دَمِ الْوَلَدِ

كانت وما كان غير الفقدِ مِن وطنٍ
أنثى من الظل ..هاتِي الروح وابتَعِدِيْ

في التيهِ أسألُ وجهاً كُنتُ أعرفهُ
هَلِ انتهت قصَّة المعراجِ في جسدي ؟؟

أقرئتك الليلِ آمالاً وَيُقرِئني
منكِ اشتياقٌ .. وَصَايا لانْتِظارِ غَدِي

أعطيتِني كلّ ما يرجوه مُنتظِرٌ
أعطيتكِ العجز لم أنقص ولم أَزُدِ

هذِي يمينكِ خلف الضوء مغمدة
للآن تبحثُ عن صُبحٍ وَلم تجدِ

هَذَا الشواطيح أوطانٌ وسادِنُها
كَانَ الدّعاء ، وكان الغيب يا ولدي

لَم أنتظر في شواتي العمرِ مدفأةً
إذ كان كفُّكِ مأوى لارتجافِ يدي

..

عند الضريح الثاني

صَخبٌ يباغتُ مسرعاً
في لُجّة اليمّ اغتراب الماء ، في خدّ الصّدف
وصغيرة كانت تلاعب حلمها
لم تنتبِهْ
أن الحياة كرقصة الموج الأخيرة
لم يُدرك الأطفالُ أنَّ البحرَ أطهر من بياض الملح ،
أعمق من مدى المجداف ،
من تيهِ الشباك !

كنت الذي عبر انكسار الروح
حاسرا للموج ساقي
لعبنا نحن
الأمواج ترقصُ ثم تنكسرُ

ضحكنا فوق دموعها البيضاء
لم تدرك بأنا سوف نتبعها وننكسرُ

بكتنا الريحُ يَا أنتِ
وخان الموج نورسنا
ونادانا من الغارب
خيال لم نعره البال
هنا ابتدأت هزيمتنا
فصار فراقنا فرضُ
.........................

عند الضريح الثالث

وجعي صديقٌ مذنبٌ لا يسأمُ
ما غابَ عني يوم أن غابوا هُمُ

وَجعي بلادٌ والشقا أسمالها
وعطورها النيران فيها تضرمُ

ما أدرك الغرباء عن أوطانهم
أنَّ الحياةَ بلا بلادٍ مَأتمُ

أن البلاد بدون عزٍّ كذبةٌ
أن الكلام عن الحقائق مظلِمُ

كانوا هناك .. قلوبهم مثقوبةٌ
وبلادهم في كل ثقبٍ تُعدمُ

لم يتركوا للريح اسما واحداً
كي تطرق الشرفات فجراً : ها همُ

أفشوا إلى الحناء سر ظلالهم
لكنه أفشاه في الأيدي دمُ

لما دروا الغياب طهارة
حجوا إليه مدلجين وأحرموا

وتزملوا آتين والمنفى لهم
كَبر الصدى والصوت كان يُتمتمُ

محمد القاسمي

إبراهيم الرواحي
30-07-2011, 09:03 AM
شكرا أحمد على هذا الجهد الجبار

بالفعل هناك من القصائد بها الروعة والجمال