المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات من محاضرة الأستاذ سماء عيسى


إبراهيم الرواحي
19-07-2011, 12:22 PM
شهدت قاعة الشهباء بجامعة نزوى يوم الأحد إلقاء محاضرة للشاعر سماء عيسى حملت عنوان (التجربة في الإبداع العماني المعاصر) عرض الشاعر من خلالها التجارب التالية:


http://alsultanah.com/up/up_down/7425SDC16230.JPG
أثناء المحاضرة


أولا: تجربة السجن في رسائل الشيخ ناصر بن راشد المنذري:


أشار المحاضر إلى أن الشاعر المنذري قد دخل السجن في فترتين مختلفتين لأسباب سياسية ما بين الأعوام 1956 – 1984 م ، قضاها في سجني الجلالي والمنومة.
والتوثيق لكتاباته هذه تم خلال الفترة التي قضاها في سجن المنومة لسهولة الحصول على أدوات الكتابة ، وللسماح بتبادل الرسائل مع العالم الخارجي بالنسبة له، وقد تم توثيق 43 رسالة كتبها إلى أهله وذويه وصحبه ، وذلك في الكتاب الصادر عن دار النهضة بمسقط تحت عنوان ( الشيخ ناصر بن راشد المنذري حياته وآثاره ).
أما عن قصائد السجن التي تم توثيقها فهي 8 قصائد تشترك في التضرع والتوبة إلى الله فيما ألم به من مصاب ، وهو هنا يسير على خطى أسلافه الشعراء العمانيين في رفع الشكوى إلى الله.
وتتضح من خلال هذه القصائد روح الألم الدفين الذي كان سببه الهجر والفراق والخوف على أطفاله ونسائه من هول الدنيا ومصائبها إلى درجة انه تمنى الموت في سجنه لولا إحساسه بمسؤوليته تجاه اطفاله في الحياة. وقد ذكر المحاضر إلى أن أهم هذه القصائد القصيدة المعنونة ( الأنفاس الحمراء) والتي تتألف من 41 بيتا.
ويواصل المحاضر: الإضافة الحقيقية لتجربة السجن في هذا النص المتوهج جاءت في النزيف الذاتي عندما يتذكر الشاعر اطفاله وأهله ونساءه وذويه، وهنا يختلف الشاعر في خطابه عن خطابه المتضرع لله ، إذ يقر الشاعر بعدم خوفه من الموت واستعداده لمواجهته لولا تفكيره الدائم في اطفاله ونسائه وذويه.
وقد ذهب المحاضر إلى ان الشاعر من خلال هذه القصائد يتشابه مع شعراء السجون العرب كمظفر النواب وأحمد فؤاد نجم وقاسم حداد وعلي الشرقاوي وغيرهم.

إبراهيم الرواحي
19-07-2011, 12:24 PM
ثانيا: تجربة الإعاقة في نص مذاق الصبر لمحمد عيد العريمي:


ذكر المحاضر في حديثه أن قساوة التجربة هي من خلقت من محمد عيد كاتبا ، بخلاف زملائه الذين هم كانوا كتّابا قبل تجربة الإعاقة.
وما جعل مذاق الصبر متميزة ومنفردة كما قال المحاضر هو التخمر الطويل للتجربة الإبداعية في أعماق محمد ومعايشته لها زمنا تكفل الزمن بتجفيف دم جروحه رويدا رويدا وغطى جسده المنهك بوابل من تراب الروح النقي الذي حمله محمد مذ كان صغيرا في صحراء الشرق العماني.

ويواصل سماء في محاضرته:
أتذكر هنا بيت الشعر العربي: (ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل).

فمع كل سطر من مذاق الصبر تجد أملا جديدا يتجدد في ثانية من العمر. والصراع يغدو من وجهة نظر محمد محسوما لصالح الحياة. الصراع وقد هزم فيه الجسد وانتصرت فيه الروح ، الصراع وقد هزم فيه اليأس وانتصر فيه الأمل بحياة أخرى جديدة.

وأخيرا يقول المحاضر: مذاق الصبر تجربة أعطت لنا هذا المزيج من البكاء الروحي العذب، كتبها محمد عيد بدمه منتصرا للمستقبل الذي لا نعرف ما يحدثه لنا من آلام وأفراح، إلا انه آت حتما ولا مناص من مواجهة احتمالاته مهما بدا مظلما وغامضا.

إبراهيم الرواحي
19-07-2011, 12:26 PM
ثالثا: تجربة العشق والهجر في نص فراق لعبدالله حبيب:

وحول هذا النص يقول سماء في محاضرته:
لن نأخذ بالتحديد الزمني الذي حدده الكاتب من عمر هذه العلاقة العميقة، فالتجربة لا تقاس بطولها الزمني، بل تقاس بعمق علاقاتها وغورها البعيد في الأعماق، وإلا لما قدمت نهايتها نص فراق الشعري المتوهج بالحب والندم والموت.
في نصه يعتمد الشاعر على ثراء المشهد : ثراء الحياة وذكريات كائناتها الراحلة ، حيث يعمد على رفع هذه المحسوسات الدقيقة بتفاصيلها الدافئة إلى المجردات الشعرية البعيدة، مقدما بذلك نصا ثريا متميزا بتدفق الألم من سطوره كتدفق الدم من أوردة مقطوعة ، إذ يفوح منه الأسى ناشرا بذلك حزنا عميقا على فراق حدث ، مدركا عدم عودة الوصال بعده، بل والإشكالية الكبرى التي خلفها وقوف هذا الفراق سدا منيعا أمام أي تجربة وصال أخرى.

ويواصل المحاضر: تحضر في النص التفاصيل الصغيرة لأنها هي التي بقيت من ثراء حب مضى وولى دون رجعة كمشابك شعر المرأة المفقودة، الوسائد، الأوراق ، الملابس الصوفية السوداء، وغيرها.

إبراهيم الرواحي
19-07-2011, 12:27 PM
رابعا: تجربة الموت في نص على الباب طارق لخليفة بن سلطان العبري:


عنوان النص: على الباب طارق ، وهو ما يوحي لنا بأن طارقا ما جاء بغتة ليتكفل بوضع حد ما لحياة مضت ، وأن حياة أخرى هي ما علينا استقبالها أيا كانت، هكذا دون استئذان يدخل فجأة طارق الموت.

ويواصل: على مدى واحد وستين مقطعا يبتعد خليفة عن كشف عواطفه أمام القارئ مباشرة، ومرد ذلك ثقافة الشرق التي تعيب على الرجال البكاء على حبيباتهم وإظهار الحزن على رحيلهن إلا في حالة الأمهات.

إن النص يأخذ شكل اليوميات كما أشار المحاضر ، حيث يتابع فيه الكاتب تسجيل وتوثيق مراحل مرض زوجته منذ بداية اكتشاف المرض حتى موتها بسرطان المرئ، يقدم الكاتب فقرات النص متلاحمة مشهدا ثم آخر.

إبراهيم الرواحي
19-07-2011, 12:28 PM
خامسا:تجربة الموت في مجموعة وحده قلقي لإسحاق الخنجري:

مجموعة وحده قلقي الشعرية لإسحاق الخنجري والصادرة عام 2009 م وضعت التجربة الألمية للشاعر الفاقد أبيه وأخيه في ليلة زفاف الشاعر أثر حادث سير أليم بسيارة الشاعر ، وضعت هذه التجربة أرضية انطلق منها الشاعر مطلقل أناشيده الفجائعية دون أين يقدم رثاء مباشرا لأحبته المفقودين.

ويواصل المحاضر: رغم المأساوية التي ترزح تحت ظلالها نصوص المجموعة ككل وتحاصرها إلا أن الشاعر يجد الملاذ في الصحراء فهي منفاه الأخير ، كما ان المقبرة المجاورة لمنزله والتي ينام بها أحبته فهي منفى الموتى. هكذا تنفجر تجربة الشاعر متخطية أثر الواقع المأساوي العاطفي متجها بتجربته إلى ذرى ميتافيزيقية بعيدة ، تلك الذرى هي المكان الوحيد الذي مازال يحتفظ للشاعر وللموت في آن بعذرية البراءة الأولى التي افتقدها عالم الأسفلت، العالم الذي أودى بحياة أحبته الموتى.

وأخيرا يؤكد الأستاذ سماء أن الإشكالية عند الشاعر إسحاق الخنجري مختلفة عن تجارب الموت عند غيره كمحمود درويش وأمل دنقل ، حيث جاءت تجاربهم في مراحل متقدمة من العمر ، في الوقت الذي حطت المأساة في حياة هذا الشاعر الشاب وهو في بداية الطريق.

الإشكالية أيضا أن الحادث المأساوي هذا خلّف إشكالية مع المكان، المكان الذي هو دوما ما ينضح الشعراء منه ذكريات الطفولة وشروق الحب وبراءة الأرض البعيدة إلى غيرها من ثيمات شروق الحياة. المكان عند إسحاق الخنجري أصبح مصدر ألم دفين، كل شيء في المنزل والحارة والقرية يطارده بتلك الذكرى الأليمة وكأنه لم يعد بمقدوره الانفلات منها.

هيثم العيسائي
19-07-2011, 12:47 PM
شكرا لقلبك أبراهيم هنا


تم النشر في صفحة أخبار موقع السلطنة الأدبية على الفايس بوك


لكم الحب