مفاهيم مقلوبة وربا ممدوح

[almuhandes]

لست أدري أهو نوع من الهروب الخجل أم هو الجهل الذي يجعلنا لا نسمي الأشياء بمسمياتها
نسمي الربا فائدة والخمور مشروبات روحية وهكذا
بالأمس وعلى مسمع مني جلس عدد من الزملاء في جلسة نقاش لتبادل الآراء والحلول المناسبة لها كان مجمل الحديث يدور عن المال لا أكثر
كيف سأمتلك السيارة الفخمة الفلانية والبيت الفلاني
وفي النهاية كانت تصل الأمور إلى العقدة التي توضع أمام المنشار
عقدة الإمكانيات المادية وقلتها
لكن الحل دائما موجود
البنك الفلاني يمنح فائدة كذا بالمئة
آخر يقول الفائدة في البنك الفلاني أعلى
وهكذا
لتحقيق الأحلام المزخرفة يجب أن نلجأ إلى أحدهم ليساعدنا
حتى لو كان إمتلاك السيارة من قبيل الفخفخة والرفاهية والكشخة والبيت من قبيل الإتجار والإستثمار
المهم أن ُنرضي غرورنا
لذلك نحن نحتاج لممول
والممول بلا شك آكل ربا
لماذا نُدلعها ونزخرفها ونجملها ونقول عنها فائدة ونكون أول المصطفين للصلاة حين ينادي لها المنادي
بل ونزاحم على الصف الأول
أي فائدة هذه التي تحملك معها إلى نار جهنم
أي فائدة هذه والله قد اسماها من فوق سبع سموات ربا
قال تعالى " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "
أي فائدة هذه والله لم يعلن الحرب صراحة على أحد في القرآن الكريم كما أعلنها على آكل الربا
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين(278)فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون (279)
أي فائدة هذه التي توعدها الله بالمحق فقال(يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم)
أي فائدة هذه التي يقول فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم ( عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ قَالَ وَقَالَ مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا إِلَّا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)
عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ
هو الربا لا الفائدة
كما أسماه رب العزة وباء تفشى في أوصال المجتمع بلا هواده فنخر قيمه وطهره
ربا يفتك بالمجتمع فلا نجد أحداً قد برىء منه إلا القلة القليلة
ربا يمزق أواصرنا ويمنع عنا رحمة ربنا وينزل بنا الداء والعقاب
صيحة لكل من له قلب
لكل من القى السمع
لكل من يخاف عذاب الغد
ألا من توبة إلى الله
من ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه
متاع الدنيا زائل والآخرة خير وأبقى

[هُمى الروح]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله مساؤك يا مهندس
تأتي بالحديدِ وهو حامي
يلسعنا ويبكينا على حالنا

قد ابكيتني يا رجل وكأني أهرب عن الحقيقة العظمى
قد أعتصرني الألم من جديد
كأني كنتُ اتناسى كل ما قلته
:
:

موضوعك يا مهندس له أبعاد أخرى في مجمله تعريف الربا
الذي ندري ماهيته وأضراره
أدرك لا أنه مبرر لذلك
وأنا من اشدُّ المعترضين على القروض البنكية كيف ما كانت الأسباب
كنتُ أقول هذا وانا لا أدري أن الدور سوف يأتي عليِّ
وسوف تختلف الأسباب والمسببات والله يرى كل هذا
أن كانت الأسباب من أجل الرفاهية وعدم التدبير الصحيح
وعدم محاولة أكثر الطرق تجنبا لتلك القروض
فأن الشخص يجني على نفسه وروحه ويقبل بدفعِ الربا بكلِّ طواعية

ولكنها قد تختلف الأسباب وتجد نفسك أمام شيئاً لا تقوى عليه
وكل الأبواب قد تغلق في وجهك
ماذا تفعل ؟
هل تسرق ؟
هل تبيع مبادئك ونفسك ؟ أم ماذا ؟
هي الأوضاع التي شكلتنا أن نبقى هكذا مقيدين وان حاولنا الهرب
حينها تعلمتُ شيئاً مهما ،، لا يوجد شخص يعطيك شيئاً دون مقابل
هكذا هو البنك ،، فسلم روحك للبنك (ولا تسلمها لشخص)! واعقد النية بداخلك
بأنك سوف ترجع هذا الدين ،،(هنا ندفع نحن الربا) ووجب علينا أن نكفر عن هذا
بإخراج الصدقات والنية الصادقة بإرجاع هذا الدين
قد يكون تخفيف لنداء الضمير لا أكثر لنحاول التعايش ولكن هذا هو الواقع الذي نصارعه ،،،

نأتي للشق الأخر من الربا ..(بأنك تأكل الربا).. تجمد أموالك وتخرج لك أموال طائلة
هنا تفرح بها وتأكل الربا بكلِّ جشع وطمع
وتظن أن الربا يربي الأموال ولكن لا يربي الأموال سوى الصدقات

حالات كثيرة نعايش والأغلبية من يدفعوا الربا والأغلبية من أختاروا أسهل الطرق
وهو البنك ،، دون تفكير بالعواقب ،، الله يدري بداخلِ كلِّ نفسٍ وبما سعت
فلا نحاول أن نقدم للناس الأعذار ,, الله الأحق أن نقدم له الأعذار
نستخفي من الناس ولا نستخفي من الله
وقت الحساب الله أعلم بما صارعنا وبما قاسمنا وكيف آل حالنا

نأتي للحكومات العربية الاسلامية وهي تفتح هذا المجال وتتاجر بالربا..؟
وتأتي وتضحك علينا بالبنوك الإسلامية (اسما مستعار وأساسه الربا)
قيل يا حجا أين هي أذنك قال هذه (انتقل للأذن الأخرى)
يقولوا أساس البنوك الاسلامية أنك مثلا تريد أن تشتري سيارة قيمتها الأصلية 8000 الآف
يأتي البنك الاسلامي ويبيعها لك ب 12000 ألفا مثلا ..؟
ما تفسير هذا ؟؟ !!

كل شيء موجود يمتصنا
ولكني أنادي أن نستغل كل الفرص الممكنة ولا نفكر بالبنك
فحالنا سوف يسوء من أسوأ إلى أسوأ
نحاول أن نخطط أمورنا المالية بشكل صحيح وان تأخرنا ببناء البيت أو الزواج أو شراء السيارة
فقط يبدأ تخطيطنا مبكرا لنبعد عن مصاص الدماء(البنك)..

المهندس لا أدري ما أقول
غير أنك عالم ملئ بكلِّ ما هو جدير بالمتابعة
أسعد الله قلبك وجميع أوقاتك
كل التقدير

[almuhandes]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله مساؤك يا مهندس
تأتي بالحديدِ وهو حامي
يلسعنا ويبكينا على حالنا

قد ابكيتني يا رجل وكأني أهرب عن الحقيقة العظمى
قد أعتصرني الألم من جديد
كأني كنتُ اتناسى كل ما قلته


الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول
خير الخطائين التوابون
المهم أن لا تأخذنا العزة بالإثم ونقر بما أخطأنا ونعمل
على تصويبه
بالعودة إلى رب غفور رحيم

**
هُمى الروح
نعم كل شيء موجود يمتصنا بل ويحاول ابتلاعنا
الله يغر لمن لا يصر على خطأه
غفر الله لنا ولك ولسائر المسلمين
دمتِ بخير