فاطمه القمشوعيه
29-08-2011, 03:47 AM
ضمن مشروع (البرنامج الوطني لدعم الكتاب) صدر حديثا عن النادي الثقافي:
\
كتاب "مدينة نزوى في عهد الإمامة الإباضية الثانية" لمؤلفه عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله السليماني. الكتاب يقع في 398 صفحة من القطع المتوسط.
الإصدار يدرس تاريخ مدينة نزوى في عهد الإمامة الإباضية الثانية (177 ـ 280هـ/793 ـ 893م)، وذلك بالتركيز على دراسة الأوضاع السياسية والحضارية، وتكمن أهميته كونه يتناول مدينة تعد من أشهر المدن العمانية على مر الفترات التاريخية لعمان، إذ ظلت عاصمة لدولة الإمامة لفترة طويلة، مما جعلها تسهم في رسم ملامح التاريخ العماني بصورة واضحة، كما أثّرت في مختلف النواحي السياسية والحضارية.
يذكر المؤلف في مقدمة الكتاب، في سياق تعرضه لأسباب تحديد فترة الدراسة بالإمامة الإباضية الثانية، بالقول: لأنها فترة مهمة في تاريخ عمان، إذ تمكن الإباضية من إقامة كيان سياسي قوي بعد انهيار الإمامة الإباضية الأولى، واستمر هذا الكيان ما يزيد على قرن من الزمن، شهدت عمان في عهده ازدهارا طال مختلف جوانب الحياة، فضلا عن أنه تزامن مع قيام الإمامة الإباضية الثانية انتقال عاصمة الدولة من صحار إلى نزوى، مما جعلها في بؤرة الأحداث العمانية.
ويشير إلى إنه مع أهمية مدينة نزوى والدور الذي قامت به في عهد الإمامة الإباضية الثانية، إلا أن الكتابات التاريخية التي تناولتها جعلتها في عداد المدن المغمورة، إذ لا يكاد يجد الباحث فرقا بين مدينة نزوى عاصمة الإمامة وبين غيرها من المدن من حيث توفر المعلومات التاريخية عنها، وهذه تعد من أبرز الصعوبات التي واجهته، موضحا إن الكتابات التاريخية المحلية تركز أكثر ما يكون على الأوضاع السياسية للإمامة، لكنها تكاد تسكت عن المعلومات التي تتعلق بالأوضاع الحضارية وإن وجدت فهي لا تفي لغرض الدراسة، أما مصادر التاريخ الإسلامي العام وكتب الجغرافيين والرحالة فهي وإن كان البعض منها يذكر نبذا عن مدينة نزوى وسيما فيما يتعلق ببعض الجوانب الحضارية إلا أنها لا تغطي الموضوع بأكمله، ولا تكفي للدراسات المتخصصة.
ويوضح المؤلف، إنه للخروج من هذه الإشكاليات لجأ إلى مصادر الفقه الإباضي العمانية التي أُلفت في فترة الدراسة أو بعدها بقليل، وهي في الحقيقة تعد موردا غزيرا بالمعلومات التاريخية والحضارية، ولا غنى للباحث الذي يدرس الجوانب الحضارية لعمان من الرجوع إليها، ولكن هذه المعلومات في غالب الأحيان معلومات مشتتة هنا وهناك، مما تطلب من المؤلف تجميعها والربط بينها حتى تخرج في صورة متناسقة متجانسة، كما لجأ المؤلف إلى الاستفادة من بعض المصادر المخطوطة التي لها علاقة بموضوع الإصدار وتضمها المكتبات العمانية، وهي تعد مصدرا مهما لدراسة التاريخ العماني.
يحتوي الكتاب على أربعة فصول، تناول الفصل الأول الأوضاع السياسية المتعلقة بالإمامة الإباضية الثانية من خلال مناقشة ظروف قيامها باجتماع العلماء لتقرير وضع الإمامة بعد انتصارهم في معركة المجازة سنة 177هـ/ 793م، كذلك انتقال العاصمة إلى نزوى، والأسباب التي دفعت العلماء والزعماء العمانيين إلى اتخاذ قرار نقل العاصمة، كما شمل هذا الفصل دراسة المؤسسات السياسية والإدارية والعسكرية للإمامة الإباضية الثانية.
وفي الفصل الثاني ركز الكتاب على الأوضاع الاجتماعية في مدينة نزوى في فترة الدراسة، وخاصة مناقشة التوزيع القبلي والطبقي والفئوي للسكان، والعادات والتقاليد حيث تم التركيز على مناقشة مركز المرأة ودورها في المجتمع النزوي، وكذلك الملابس وأدوات الزينة ومستلزمات البيت والأطعمة، كما تناول هذا الفصل دراسة أهم الملامح العمرانية بنوعيها المدني والعسكري بالمدينة.
وناقش الفصل الثالث الحياة الاقتصادية خاصة ما يتعلق بالزراعة وأهميتها والموارد المائية بها، إلى جانب أهم الحرف والصناعات اليدوية وارتباطها بحاجة المجتمع إليها، وكذلك التجارة والتي تشمل التجارة الداخلية والخارجية والأسواق وتنظيمها ودراسة الموازيين والمكاييل والمقاييس والعملات.
أما الفصل الرابع فتم التركيز فيه على الحياة الثقافية والفكرية، والتي تعد نتاجا للازدهار في الجوانب السابقة، وتناول هذا الفصل دراسة أهم المؤسسات التعليمية في مدينة نزوى في فترة الدراسة، كذلك أشهر العلماء وإنتاجهم الفكري والدور السياسي الذي قاموا به، إلى جانب دراسة العلاقات الثقافية والفكرية التي كانت قائمة بين أئمة وعلماء نزوى وبين أهم مناطق تركز الإباضية في العالم الإسلامي وهي البصرة وبلاد المغرب وحضرموت.
\
\
كتاب "مدينة نزوى في عهد الإمامة الإباضية الثانية" لمؤلفه عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله السليماني. الكتاب يقع في 398 صفحة من القطع المتوسط.
الإصدار يدرس تاريخ مدينة نزوى في عهد الإمامة الإباضية الثانية (177 ـ 280هـ/793 ـ 893م)، وذلك بالتركيز على دراسة الأوضاع السياسية والحضارية، وتكمن أهميته كونه يتناول مدينة تعد من أشهر المدن العمانية على مر الفترات التاريخية لعمان، إذ ظلت عاصمة لدولة الإمامة لفترة طويلة، مما جعلها تسهم في رسم ملامح التاريخ العماني بصورة واضحة، كما أثّرت في مختلف النواحي السياسية والحضارية.
يذكر المؤلف في مقدمة الكتاب، في سياق تعرضه لأسباب تحديد فترة الدراسة بالإمامة الإباضية الثانية، بالقول: لأنها فترة مهمة في تاريخ عمان، إذ تمكن الإباضية من إقامة كيان سياسي قوي بعد انهيار الإمامة الإباضية الأولى، واستمر هذا الكيان ما يزيد على قرن من الزمن، شهدت عمان في عهده ازدهارا طال مختلف جوانب الحياة، فضلا عن أنه تزامن مع قيام الإمامة الإباضية الثانية انتقال عاصمة الدولة من صحار إلى نزوى، مما جعلها في بؤرة الأحداث العمانية.
ويشير إلى إنه مع أهمية مدينة نزوى والدور الذي قامت به في عهد الإمامة الإباضية الثانية، إلا أن الكتابات التاريخية التي تناولتها جعلتها في عداد المدن المغمورة، إذ لا يكاد يجد الباحث فرقا بين مدينة نزوى عاصمة الإمامة وبين غيرها من المدن من حيث توفر المعلومات التاريخية عنها، وهذه تعد من أبرز الصعوبات التي واجهته، موضحا إن الكتابات التاريخية المحلية تركز أكثر ما يكون على الأوضاع السياسية للإمامة، لكنها تكاد تسكت عن المعلومات التي تتعلق بالأوضاع الحضارية وإن وجدت فهي لا تفي لغرض الدراسة، أما مصادر التاريخ الإسلامي العام وكتب الجغرافيين والرحالة فهي وإن كان البعض منها يذكر نبذا عن مدينة نزوى وسيما فيما يتعلق ببعض الجوانب الحضارية إلا أنها لا تغطي الموضوع بأكمله، ولا تكفي للدراسات المتخصصة.
ويوضح المؤلف، إنه للخروج من هذه الإشكاليات لجأ إلى مصادر الفقه الإباضي العمانية التي أُلفت في فترة الدراسة أو بعدها بقليل، وهي في الحقيقة تعد موردا غزيرا بالمعلومات التاريخية والحضارية، ولا غنى للباحث الذي يدرس الجوانب الحضارية لعمان من الرجوع إليها، ولكن هذه المعلومات في غالب الأحيان معلومات مشتتة هنا وهناك، مما تطلب من المؤلف تجميعها والربط بينها حتى تخرج في صورة متناسقة متجانسة، كما لجأ المؤلف إلى الاستفادة من بعض المصادر المخطوطة التي لها علاقة بموضوع الإصدار وتضمها المكتبات العمانية، وهي تعد مصدرا مهما لدراسة التاريخ العماني.
يحتوي الكتاب على أربعة فصول، تناول الفصل الأول الأوضاع السياسية المتعلقة بالإمامة الإباضية الثانية من خلال مناقشة ظروف قيامها باجتماع العلماء لتقرير وضع الإمامة بعد انتصارهم في معركة المجازة سنة 177هـ/ 793م، كذلك انتقال العاصمة إلى نزوى، والأسباب التي دفعت العلماء والزعماء العمانيين إلى اتخاذ قرار نقل العاصمة، كما شمل هذا الفصل دراسة المؤسسات السياسية والإدارية والعسكرية للإمامة الإباضية الثانية.
وفي الفصل الثاني ركز الكتاب على الأوضاع الاجتماعية في مدينة نزوى في فترة الدراسة، وخاصة مناقشة التوزيع القبلي والطبقي والفئوي للسكان، والعادات والتقاليد حيث تم التركيز على مناقشة مركز المرأة ودورها في المجتمع النزوي، وكذلك الملابس وأدوات الزينة ومستلزمات البيت والأطعمة، كما تناول هذا الفصل دراسة أهم الملامح العمرانية بنوعيها المدني والعسكري بالمدينة.
وناقش الفصل الثالث الحياة الاقتصادية خاصة ما يتعلق بالزراعة وأهميتها والموارد المائية بها، إلى جانب أهم الحرف والصناعات اليدوية وارتباطها بحاجة المجتمع إليها، وكذلك التجارة والتي تشمل التجارة الداخلية والخارجية والأسواق وتنظيمها ودراسة الموازيين والمكاييل والمقاييس والعملات.
أما الفصل الرابع فتم التركيز فيه على الحياة الثقافية والفكرية، والتي تعد نتاجا للازدهار في الجوانب السابقة، وتناول هذا الفصل دراسة أهم المؤسسات التعليمية في مدينة نزوى في فترة الدراسة، كذلك أشهر العلماء وإنتاجهم الفكري والدور السياسي الذي قاموا به، إلى جانب دراسة العلاقات الثقافية والفكرية التي كانت قائمة بين أئمة وعلماء نزوى وبين أهم مناطق تركز الإباضية في العالم الإسلامي وهي البصرة وبلاد المغرب وحضرموت.
\