المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشعر الشعبي ( العامي )


فيصل مفتاح الحداد
23-09-2009, 02:28 AM
:d
قال الشاعر فيصل مفتاح الحداد :
فاجأتني المذيعة القديرة عزيزة عبد المحسن ـ ونحن على الهواء مباشرة ـ بقولها : هل قلت في حياتك الشعر الشعبي ؟
فحاولت التملص من السؤال غير أن ذلك التخلص لم يكن ممكناً ، فقلت في خجل : كان ذلك في فترة شبابي . قالت : لابد أن تسمع المستمعين شيئاً منه . قلت في تردد: كان أحد الجنود في توكة حراسة ، ثم دب إليه النعاس فأخذته سنة من النوم ، فاستسلم دون مقاومة تذكر ، وغط في نومه ، وانفتح أمامه عالم الأحلام والرؤى ، فرأى فيما يرى النائم طيفاً أتاه من أحبابه ، وبينما هو غارق في حلمه الجميل ، ظهر له آمر الحرس ، وانتهره فقفز من نومه ، وانتبه إليه وهو يقول : هذه النومة تعاقب عليها بعشرة أيام سجناً ! ، فقال هذا الجندي :
ليلة حرت وحار دليلي قلنا نرقد ونخليها
لمباكر جاني يوميلي عندك عشر أيام عليها
حط الكيدْ
على اسبيسي وطريف وقيدْ .
خيالي جاب ازويل بعيدْ
بعد ترقيدْ
العقل عنيدْ
قفز يريدْْ
عيون الصيدْ
لقى بطانيته في ليدْ
أي : أخذتني الحيرة في ليلة من الليالي وحار عقلي ، فقلت : أرقد وأترك توكة الحراسة ، وفي الصباح الباكر جاءني الآمر يومئ إليَّ مشيراً بيده أن ستأخذ عقاباً مداه عشرة أيام جزاء استهتارك بواجبك ! . فما بقي أمامي غير أن أحمِّل همومي للسيجارة وعلبة الكبريت ، وطيف الخيال جاء لي بصورة محبوب بعيد عني ، وأنا نائم ، فانتبهت إلى نفسي ، فإذا أنا في السجن واللحاف في يدي! .
فقلت : لما سمعت هذه الأبيات العامية :
خيالي جاب ازويل أسمرْ
بعد خطرْ
على الخاطرْ
قعدت انجرْ
اف ماضي مرْ
أفلام الذكرى ونفكرْ
ليلة حرت وحار دليلي طول الليل انفكر فيها
نبكي ونشاكي في ليلي أمتى يا عين تشوفيها
كفي وأنت امغير تسيلي تصبي وتذري في أميهها
عيب عليك امغير تشيلي ذنوب كثيرة ما تطيقيها
خلي اللي عدا وديريلي عزم وشخصية وانسيها
الدنيا مليانة من جيلي تحبك وحدة وتحبيها
وتوبي لربك مرة وميلي شور الصلاية وخليها
اللي يصبر
يذوق الحلوة بعد المر
خيالي جاب
ازويل اسمرْ
بعد خطرْ
على الخاطر
قعدت انجر
اف ماضي مر
أفلام الذكرى وانفكر
عند ذاك انفجرت المذيعة ضحكاً ، وقالت وهي غارقة في قهقهتها : والله يادكتور ضيَّعتْ الشعراء الشعبيين !