المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة للاعلام الشعبي الخليجي ( الصفحات العمانية )


هيثم العيسائي
24-09-2009, 10:47 PM
الصحافة الشعبية العمانية .. منذ النشأة ولغاية 2007 م



لم تكن الصحافة العمانية منذ بدء انطلاقتها في اوائل السبعينات تلقي اهتماما بالشعر الشعبي على الرغم من اكتراث اغلب فئات المجتمع آنذاك بالنظم العامي للفنون الشعبية المغناة والتي هي في الأصل ( شعر ) يندرج تحت مسميات مختلفة تتغير بتغير المناطق الجغرافية بالسلطنة . كما ان الجانب الإعلامي آنذاك كان يثير الغرابة لدى فئات المجتمع المختلفة نظرا لحداثة الوسائل التي ظهرت فجأة للناس منذ نهضة 23 يوليو 1970 م والتي تولى فيها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم الحكم في سلطنة عمان. أصبحت الصحف آنذاك تهتم بالحركة التنموية والتعليم في البلد حيث بدأت صحيفة ( الوطن ) صدورها منذ عام 1971 ، وصدرت صحيفة ( عمان ) وهي الصحيفة الحكومية الرسمية للسلطنة في عام 1972م ، كما صدرت بعدها ( الشبيبة ) كمجلة ، وتحولت كصحيفة تهتم بالجانب الرياضي في عام 1990م .

من الملاحظ ان الحركة الصحفية بشكل عام في سلطنة عمان بدأت منذ السبعينات ومن البديهي جدا ان تهتم بجوانب تخص الحركة التنموية والتعليم في البلد آنذاك ، لذا فأن حركة الصحافة الشعبية بدأت متأخرة عقب ذلك نظرا لعدم توافر العناصر المشجعة لبدء انطلاق الحركة الشعرية الشعبية مواكبة وانطلاق الحركة الصحفية سواء من الشعراء او الجمهور .. وربما كانت لدى الشاعر الرغبة في تقديم نفسه ولكن الجمهور وغيره كان شغله الشاغل يبتعد كليا عن الشعر الشعبي على وجه الخصوص. وتشكلّت الحركة الشعرية الشعبية ملامحها مع بدء تثبيت الصفحات الشعرية الشعبية في الصحف المحلية وبرغم المستويات المختلفة للشعراء الذين يكتبون فيها الا ان الصفحات بحد ذاتها لم تتطور الا على المستوى الإخراجي فقط بل ان في بعض الأحيان تشاهد المستوى الفني الإخراجي للصفحة القديمة أفضل بكثير من الصفحات التي عقبت ذلك ، ولكن ما أفرزته تلك الصفحات من أسماء شعرية كثيرة جعلت القارئ يرسخ في ذاكرته تلك الأسماء خاصة وان بعض الصحف كما ذكرنا سابقا وضعت محرري صفحاتها الشعبية من الشعراء الذين يكتبون أنفسهم في الصفحة .



بشكل عام ،،



الشي الذي لا نجادل فيه على ارض الواقع هو بدأية حقبة جديدة مع الشعر الحقيقي الذي بدأ يبث وجوده على ارض الواقع وصل الينا كمتلقي وشعراء حينما تولى المرحوم ربيع بن سالم العلوي بين عام (1986 - 1990) زمام صفحة الأدب النبطي في جريدة ( عمان ) حيث اصبحت هذه الصفحة اكثر رقيا من حيث القصيدة التي تنشر او حتى على المستوى الإخراجي وشكل الصفحة .. وبرز ذلك من خلال عدد النصوص التي كانت تصل للمحرر في اليوم الواحد ، فكان من الصعب جدا ان تنشر القصائد خلال الأسبوع والاسبوعين وتصل ربما اقل مده منذ تاريخ الإرسال حتى النشر حوالي شهر ونصف الشهر إن كانت القصيدة صالحة للنشر ايضا ، وهذا التركيز في نشر الجيد دائما جعل الشعراء يتنافسون في وضع آلية جديدة في نصوصهم يستطيعون من خلالها فرض إبداعهم على المحرر ومن ثم النشر في الفرصة الأقرب دائما .ولم يكن نتاج ذلك وحده تطور النص الشعري فحسب انما ساهم بشكل او بآخر في تطور ثقافة المحرر في صفحات الصحف الأخرى والتي جعلت المنافسة قوية جدا لإظهار الوجه الأجمل للشعر الشعبي .

كان يوم الثلاثاء هو اليوم المنتظر في جريدة عمان وكان يوم الأحد يوما مميزا لصحيفة الوطن حتى أصبح يوم ( السبت ) هو يوم صدور صفحة الأدب الشعبي و يوم الأربعاء في جريدة الشبيبة حتى يومنا هذا .. وضع هذا الترتيب بحسب نسب الإقبال على الصفحات ونسبة القوة في النتاج خلال الفترة من التسعينات حتى نهايته. بينما يكتفي المحرر في الكثير من الأحيان في الصفحة الواحدة حاليا بوضع خمسة او ستة نصوص تقريبا في الصفحة الواحدة ويتخلل فضاءات الصفحة الصور والزخارف من اجل تزيين منظر الصفحة ! وفيقع المحرر في حيرة من امره حينما يقترب وقت تنفيذ الصفحات حيث لا يجد النصوص الخمسة هذه التي ترضي رغبته او حتى تحقق الفائدة للشعراء القراء او القراء العامة فيلجأ بعضهم في كثيرا من الأحيان إلى إعادة نشر نصوص قديمة لإعادة هيبة الصفحة بالاسماء الشعرية الامعة ، او المحاولة في إبراز شعراء جدد للتميز في تقديم الجديد ، او محاولة البحث عن قصائد عبر الوسائل الإلكترونية المتنوعة .. في حين ان الصفحات الشعرية منذ بدايتها وحتى نهاية التسعينات تقريبا كانت تكتض بالنصوص حيث لا تقل الصفحة عن 8 – 10 نصوص ، بينما يكتض ملف الانتظار عند محرر الصفحة بأعداد كبيرة من النصوص بمختلف المستويات .. ولم يكتفي الشعراء في منافستهم على السعي نحو نشر نصوصهم ولكن كانت النصوص التي تنشر في الأعلى هي الافضل دائما من وجهة نظر المحرر وانتشرت وجهة النظر هذه بشكل كبير بين اوساط الشعراء مما دفعهم لمحاولة الوصول لهذا الموضع بعد نشر نصوصهم .. وكانت الصفحة الشعرية في جريدة ( عمان ) وتسمى ( الأدب النبطي ) هي الأصعب بالنسبة للشاعر حيث عرفت بأنها للنخبة وكأن لسان حال محررها يقول ( من ينشر في هذه الصفحة لابد ان يدرك تماما بأنه شاعر ممتاز ) .. بينما لا يجد الشاعر هذه الصعوبة في الصفحات الأخرى في الصحف الثانية ، وذلك لأختلاف التوجهات والأهداف المرسومة لكل صفحة.



نقاط التحول ..



بدأت نقاط الصراع والتحول الذي ربما اضر بالمحررين وأفاد كثيرا الساحة الشعرية كقصيدة هي مع بداية التسعينات وتحديدا الفترة بين 94 – حتى 2000 تقريبا .. ، وهذه الفترة تعد الذهبية في ظهور الكثير من الأسماء الشعرية اللامعة في الوقت الحالي ، حيث تولى الشاعر مسعود الحمداني زمام صفحة الأدب النبطي بعد وفاة المرحوم الشاعر ربيع بن سالم العلوي ، وتولى الشاعر علي الشكيلي صفحة الأدب الشعبي بجريدة الوطن بينما تولى الشاعر محمد البريكي ملحق ( شعبيات ) في جريدة الشبيبة .. ولكلٍ من اولئك الشعراء المحررين الثلاثة توجهات واهداف ورؤى تختلف عن الآخر ، ولكلٍ منهم صراع ذاتي في ابراز الوجه الاسمى للشعر العماني ، وبرغم اختلاف وجهات نظرهم الخاصة وصراعاتهم الشخصية على مستوى الصفحات ظهرت من خلال ذلك اسماء شعرية متميزة تم المراهنة عليها آنذاك كما غيّبت في نفس الوقت اسماء أخرى عن ذاكرة الشعر الشعبي في السلطنة حينما تحوّل الصراع على القصيدة إلى صراع اشخاص لم يدم طويلا. واصبحت الاعمدة الصحفية للمحرر هي شرارة الحرب القائمة بين المحررين وبرغم سلبية المواقف ووجهات النظر الا انها في الحقيقة قامت بدور كبير وغير مباشر في زيادة مبيعات الصحف كلٍ في يومه ، حيث يدفع مقال الاستاذ مسعود الحمداني مثلا لشراء العدد القادم من صفحة برزة الأربعاء لقراءة المقال القادم الآخر للاستاذ محمد البريكي ، ويدفع الاخير ايضا لشراء العدد الآخر من الصحيفة الأخرى التي يكتب فيها الاستاذ علي الشكيلي .. وهذا ما جعل الصفحات وكأنها ترتبط ببعضها في الهم بعيدا كل البعد عما كان يخطط له المحررين ، وخلاصة القول ان هذه الأعمدة كما ساهمت في صناعة الشلليات في الوسط الشعري الا انها ساهمت بشكل او بآخر في تثقيف الشاعر الشعبي في السلطنة بل جعلته اكثر قوة من خلال وجهات النظر المختلفة واكثر تركيزا في كتابته للنص الشعري المنشور .. وهذا ما افاد كثيرا ساحتنا الشعرية الشعبية وجعلها متسيدة الموقف على باقي الاجناس الادبية آنذاك على المستوى المحلي.



المجلات والفشل !



لا تتواجد في سلطنة عمان مجلات متخصصة للشعر الشعبي وكانت مجلات ( فواصل ) و( المختلف ) هي الاكثر شهرة وتداولا خلال فترات سابقة بين الشعراء .. ولم تتواجد المجلات حتى يومنا هذا لخدمة الشعر الشعبي كونه ( ما يأكل عيش .. ) بحسب وجهة نظر اصحاب رؤوس الأموال والمؤسسين القائمين على الإعلام ، واكتفت بعض مجلات مثل ( الأسرة ) و( العقيدة ) و( النهضة ) و( العمانية ) آنذاك بوضع صفحة او صفحتين تتناول فيها قصائد من الشعر الشعبي بشكل مخجل جدا لا يذكر .. وكان حلم إنشاء مجلة شعبية يراود الكثير من مؤسسي الحركة الشعرية في السلطنة وظل هذا الحلم حتى بداية انطلاق مجلة ( الرؤيا ) والتي اسست لتكون صفحة شعرية شعبية بدأت في عددها الأول كاملا ونصف عددها الثاني تقريبا واختفى تماما الأدب الشعبي منها لتتحول المجلة بين شهرين إلى مجلة تعني شؤون المرأة بنسبة أكبر ويتخللها الثقافة والفن وابتعد عنها الشعر الشعبي بشكل كامل على عكس ما خطط له .. وتعد هذه التجربة الفاشلة من وجهة نظري نقطة سوداء في تاريخ الشعر الشعبي لأنها اصبحت مستند واقعي لفشل أي تجربة جديدة لمجلة شعبية في سلطنة عمان خاصة وان الجمهور القارئ على اقل تقدير ليس مهتما بالشعر الشعبي ، لذا اصبح حلم ( مجلة الشعر الشعبي ) حبيس الأدراج حتى يومنا هذا .







المصدر /// وكالة أنباء الشعر

هيثم العيسائي
24-09-2009, 10:48 PM
تابع


http://www.up.6y6y.com/uploads2/5cb86c0a19.gif (http://www.up.6y6y.com)

جريدة عمان



وحول تاريخ الصفحات الشعرية الشعبية في جريدة عمان يحدثنا الشاعر والمحرر الصحفي مسعود الحمداني المشرف على صفحة الأدب النبطي حاليا : الحديث المحض عن الشعر حديث عن الروح , عن تلك الإطلالة الممعنة في الشفافية ، سبرلأغوار ما وراء النفس البشرية , هذه التي تظل حبيسة المساحات المادية الضيقة والشعر الشعبي هو أكثر ألوان الأدب التصاقا بالمجتمع , وهو الذاكرة الشعبية للناس وكونه ( اللغة ) الأقرب للفهم والتفاهم , يلعب في هذا الأمر العديد من العوامل التي لا يجهلها العالمون , ولا يمكن الحديث عن حركة الشعر الشعبي الحديثة في السلطنة دون المرور بصفحة الشعر النبطي في جريدة عمان فهي التي واكبت مسيرة معظم شعراء الساحة الشباب والذين كتبوا القصيدة الشعبية الحديثة , وهم بالتالي المفصل الأهم في مسيرة هذا الشعر منذ منتصف الثمانينات تقريبا , وكان تطور الشعر الشعبي رديفا للتطور على كافة مستويات الثقافة القومية , ولعب دورا محوريا وهاما في التعريف بالنمط الثقافي الجديد في البلد .. فمن لغة بسيطة وعادية في فترة من الفترات إلى مستوى أكثر نضوجا والتصاقا باللغة الأم , واقترابا من الذائقة المثقفة أو الخاصة أو ما يطلق عليها صفة ( النخبة) .

ولم تكن جريدة ( عمان ) بعيدة عن هذه الرؤية يدفعها لإلى ذلك حرصها الشديد على حفظ هذه الذاكرة , وتغذية الجانب الإبداعي لدى الأجيال المتعاقبة للنهل من تراث وإرث لا ينضبان , وهي من جهة أخرى تسعى للمساهمة بشكل أو بآخر للمحافظة على إحدى قلاع التراث والثقافة الشعبيتين , ناهيك عن رفدها للتوجه الرسمي الساعي للحفاظ على هذا الجانب الهام من الذاكرة الجمعية الشعبية , والتي لأجلها أنشئت وزارة خاصة للتراث والثقافة , ولتشكل من ناحية أخرى بعدا إعلاميا ثالثا مضافا إلى جهود الإذاعة والتلفزيون للمساهمة في اكتشاف طاقات إبداعية شبابية من جانب وغوص في تراث شعبي مخزون في ذاكرة الماضي من جانب آخر ..

وقد سعت جريدة عمان في هذا الإطار إلى إفراد صفحة تعنى بهذا النمط التقليدي من الكتابة فكانت ( واحة الأدب النبطي ) هي النافذة الواسعة المفتوحة على عالم الشعر والشعراء الشعبيين بكل إتجاهاتهم وأساليبهم , وانطلقت هذه الصفحة مبدئيا من عباءة ( رسائل القراء ) حيث كان الشعراء يبعثون بقصائدهم لتلاقي النشر هناك , ثم ولكثرة القصائد والشعراء ( استقلت ) هذه الصفحة تحت مسمى ( الشعر الشعبي ) وأسندت مهمة الإشراف عليها إلى الشاعر المرحوم ربيع بن سالم العلوي بين ( 1985 او 1986 – 1989 او 1990 ) تقريبا , فأعطاها من فيض إبداعه , واستطاع أن يبلور كينونتها واستقلاليتها, وأن يجعل منها صفحة مميزة، بل الصفحة الأكثر تميزا على مستوى الصفحات الشعبية في ذلك الوقت , حيث تميزت تلك الفترة التأسيسية بخصوبة في المادة الشعرية , وظهور أسماء شعرية أسست للصفحات الشعبية اللاحقة على مستوى الصحافة ككل , غلى جانب ظهور التباشير الأولى لأسماء نسائية ظلت متواصلة لفترة غير قصيرة وهي تعتبر البواكير التي جلبت أسماء نسائية أخرى وشجعتها على الظهور والتواصل , كما كان من ميزة تلك الفترة كثرة المرادات والحوارات والإخوانيات مدفوعة بروح الحماس الذي كان يذكيه الشاعر المرحوم ربيع العلوي في نفوس الآخرين من خلال علاقاته الجيدة ودبلوماسيته في التعامل مع الشعراء الذين وجدوا أخيرا متنفسهم الذي بحثوا عنه طويلا , ساعد على ذلك عدم وجود صفحات شعبية منافسة . ومن أهم الأصوات الشعرية المؤسسة لتلك الفترة الشعراء : محمد بن علي بهوان و محفوظ الفارسي , محمد بن عبدالله السناني , سعيد بن مهدي الشعشعي , سعيد بن مسلم عامر جيد , سليمان الرواس , محمد البريكي , سالم العلوي , راشد بن عبدالله المسكري و ناصر الحمادي وآخرون .ومن الأسماء النسائية الشاعرات : رونق البادية , هجير, عذاري صور , روعة الشرق و شيخة الجابري , وأخريات .. والملاحظ أن معظم الأسماء التي ظهرت في تلك الفترة المبكرة من صفحة الشعر الشعبي كتبت تحت أسماء مستعارة وذلك يرجع إلى مجموعة عوامل إجتماعية لم تهيئ للمرأة الشاعرة الظهور بشكل واضح تماما , يدفعها إلى ذلك متاريس إسمنتية من العادات والتقاليد والمفاهيم الإجتماعية المغلوطة والتي لا تزال الذات الأأنثوية الكاتبة تعاني منها إلى اليوم ..

كما تناول المحرر في تلك الصفحات ( السيرة الهلالية ) على شكل حلقات أسبوعية وبني هلال كما هو معروف القبيلة العربية التي هاجرت إلى تونس وإليها ينسب نشأة الشعر الشعبي , وكان القارئ يقبل على هذه الحلقات بنهم شديد .

وبعد وفاة الشاعر المرحوم ربيع العلوي تولّى الاشراف على الصفحة لفترة قصيرة الشاعر محمد بن سليمان الحضرمي، وبعد سنة تقريبا أو أقل توليتُ الاشراف على الصفحة، وكان أول ما قمتُ به، هو محاولة الخروج من التقليدية البحتة التي غلّفت الشعر العماني لفترة طويلة، وذلك بدفع الشباب الشعراء للكتابة والتجديد على مستوى الشكل والمضمون، والارتقاء بالذائقة المتلّقية، بدلا من النزول إليها، وهذا ما حدث بالفعل، فمن خلال عمود اطلقتُ عليه اسم (مرحبا) بدأت الشرارة الأولى لـ(حدثنة) الشعر النبطي العماني، ولاقت الدعوة للتجديد حماسا كبيرا من الشعراء في ذلك الوقت، وبدأت المفردة الشعرية تتغيّر بشكل كبير، وأصبحت القصائد أكثر عمقا، وانتقائية، وظهر شعراء مهمون حملوا على عاتقهم مبدأ التجديد فإلى جانب الشاعر محفوظ الفارسي كان هناك: صالح الرئيسي، وأحمد السعدي، واحمد مسلّط، ومحمد الصالحي، وعلي الحارثي، وعلوي باعمر، وأحمد الجحفلي، حمود الحجري، وعبدالحميد الدوحاني، وغيرهم الكثير، ثم ظهر جيل آخر من الشعراء لم يفرّطوا في التجديد، وتحديث الصورة الشعرية، من بينهم: خميس المقيمي، وعبد الرحمن الخزيمي، وخميس الوشاحي، وفيصل العلوي، وطاهر العميري، وصالح السنيدي، وخالد العلوي، وكثيرون آخرون..حيث وضعت صفحة الشعر بجريدة عمان اللبنة الأولى للتجديد، والتي لا تزال شعلتها متصلة إلى اليوم..ويعتبر عمود (مرحبا) الذي تغيّر مسمّاه فيما بعد إلى (سماوات) أو (زاوية حادة) والذي أكتبه في جريدة عمان من أقدم، وأثبت، والأكثر استمرارية من بين الأعمدة الصحفية في صحافة الأعمدة العمانية، والذي بدأ أول حروفه منذ عام 1990 تقريبا، وإلى يومنا هذا.. لقد قامت اصفحات الشعر النبطي في فترة من الفترات بدور الموصّل، بين الشاعر والجمهور، وعن طريق هذه الصفحات تم إنجاز الكثير على المستوى الرسمي، والعملي، والذي ينعم به شعراء السلطنة اليوم، وكانت ولا تزال واحدا من أهم المتنفّسات الإعلامية للشاعر العماني، وهي شاهد عيان على تطور مستواه، واستمرارية ألقه..



جريدة الشبيبة



أن الأهتمام بالشعر النبطي من لدن القائمين على جريدة الشبيبة العمانية جاء منذ فترة بدء صدورها وذلك في عام 1990م حيث خصصت لهذا الجانب صفحة مختصة يشرف عليها في تلك الفترة الشاعر عوض درويش العلوي وبرزت على مستوى الساحة العمانية بصورة مشرفة رغم وجود العراقيل التي تمر بها جميع صفحات الشعر منذ بدء صدورها وذلك من خلال الأهتمام بالشاعر العماني وإيجاد مساحة له للظهور من خلال الصحافة المقروءة. تميزت صحفة الشعر الشعبي في هذه الفترة بالعديد من المميزات أهمها المنافسة الإيجابية مع الصفحات الشعرية الأخرى في السلطنة وإظهار عدد من الأسماء الشعرية في تلك الفترة. الا انها لم تشكل النقلة النوعية في إظهار الوجه الحسن للشعر والشاعر العماني ، ومع بداية عام 1998 انتقلت الصفحة ليشرف عليها الشاعر محمد بن عبدالله البريكي تحت عنوان (شعبيات) كانت تبرز أهم القصائد المنشورة في تلك الفترة مع المتابعة الحثيثة لأهم القضايا الشعرية في تلك الفترة حتى مايو عام 2002 م ، أصدرت خلاله جريدة الشبيبة محلق بعنوان (شعبيات) من 8 صفحات قدم أوجه عدة في مسار الشعر الشعبي العماني من خلال طرح دراسات أدبية في هذا المجال وعمل قراءات موسعة للعديد من النصوص الفائزة في مسابقات محلية على مستوى السلطنة كما أن هناك أهتماما واسعا بالموروث الشعبي في منطقة البادية وهذا الملحق أعطى مساحة واسعة للكثير من الشعراء للتواصل مع الساحة العمانية.وأسماء شعرية من الخليج كان لها الحضور المشرف ايضا. ومع منتصف 2002م أنتقل الملحق ( شعبيات ) ليكون صفحتين فقط ضمن ملحق ( إبداع ) الثقافي والذي كانت تصدره جريدة الشبيبة كل اربعاء واشرف عليها الشاعر فيصل العلوي آنذاك حتى منتصف 2004 م ، وتميزت الصفحتين بخليط من الأطياف الشعرية ومزيجا من الشعر والحوارات والقراءات النقدية في القصائد .وقد احدثت هذه الفترة نقلة نوعية في صفحة الشعر النبطي في جريدة الشبيبة من خلال الأسماء التي برزت في تلك الفترة ومدى جودة القصائد المنشورة كما أن في هذه الفترة مرحلة انتقالية شكلا ومضمونا ، أضف إلى ذلك المقال الأسبوعي للمحرر تحت عنوان (في الحدث) والتي بدأ يأخذ منحنى الجرأة في الطرح وفتحت هذه الفترة آفاقا أخرى لعدد من الأسماء من خارج السلطنة لتسجل وجود أدبي على مستوى النشر في السلطنة.

وفي المنتصف الثاني من عام 2004م أنتقلت صحفة الشعر الشعبي إلى المحرر الحالي خميس السلطي الذي قال : ان صفحة الشعر الشعبي في هذه الفترة كانت مغايرة لجميع الفترات السابقة من خلال الشكل والمضمون فقد طرحت هذه الصفحة خلال هذه الفترة العديد من الأهداف أهمها الأهتمام بالشعراء المبتدئين وإعطاء فرصة واضحة لهم مع الحفاظ على أهم الأسماء الموجودة سابقا في الفترات السابقة مرت هذه الصفحة بمراحل إنتقالية أهمها نشر قصائد لأسماء ومهمة في الشعر النبطي في السلطنة كما أتاحت فرصة نشر مقالات صحفية للعديد من الكتاب والشعراء حول الشعر الشعبي مع عمل لقاءات صحفية لأكبر شريحة من شعراء السلطنة تعكس التجارب الشعرية لهم وتعرف القارئ والمتابع بمدى ماهية الشاعر العماني من خلال طرح آراء متابينة لهم. كما تميزت هذه الفترة بضخ أسماء جديدة أثبت قدراتها الشعرية من خلال التواصل مع الصفة الشعرية مع والاحتفاء بالأسماء الشعرية التي تتحصل على مراكز متقدمة في المسابقات المحلية والخليجية ، وكان للصحفة الشعرية وجه آخر من خلال (ف ..ضاء) العمود الصحفي الأسبوعي والذي قمت خلاله بطرح العديد من القضايا التي تهم الساحة العمانية بشكل خاص والخليجية بشكل عام مسايرا لجميع الفعاليات والمناشط عاكسا أهم النظرات الشعرية التي يراها المحرر والمسايرة لظروف الشعر في المنطقة.

ليلى الزدجالي
25-09-2009, 12:55 AM
مشكووووووووووووووور ياهيثم على كل ماكتبت

لك ودي يا فارس المنتدى

عبدالله الفزاري
25-09-2009, 03:50 PM
ليس الشعر فقط الذي أصبح مجهول وصار يخرج من أفواه الناس بطريقتهم ليس بطرقة الشعر

بل أصبح تراث شبه الجزيره العربيه هو المجهول بعد وجود العماله الوافده وإختلاط اللهجات ونسيان المفردات
الخليجيه

وصارت بعض المجلات والصحف تعرض ما يساعدها في زيادة ثقل جيوبها وأصبح الناس لا يعرفون شيئًا عن التراث كثيرًا مثلي

فيجب أن يدرس التراث في المدارس حتا لايضيع

من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل ( الشيخ زايد بن سلطان آلنهيان الله يرحمه)

هيثم العيسائي
25-09-2009, 11:25 PM
مشكووووووووووووووور ياهيثم على كل ماكتبت

لك ودي يا فارس المنتدى




لك الود يا ليلى وشكراااااااااا لكرم تواجدك ف صفحاتي

هيثم العيسائي
25-09-2009, 11:26 PM
ليس الشعر فقط الذي أصبح مجهول وصار يخرج من أفواه الناس بطريقتهم ليس بطرقة الشعر

بل أصبح تراث شبه الجزيره العربيه هو المجهول بعد وجود العماله الوافده وإختلاط اللهجات ونسيان المفردات
الخليجيه

وصارت بعض المجلات والصحف تعرض ما يساعدها في زيادة ثقل جيوبها وأصبح الناس لا يعرفون شيئًا عن التراث كثيرًا مثلي

فيجب أن يدرس التراث في المدارس حتا لايضيع

من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل ( الشيخ زايد بن سلطان آلنهيان الله يرحمه)





مرورك عطر يعطر به كل صفحاتي

إبراهيم الرواحي
26-09-2009, 03:03 PM
هيثم


شكرا لك على هذه الأسطر


فعلا: الصفحات الشعبية في الصحف لعبت دورا كبيرا في تنمية الساحة الشعرية العمانية..


الآن: هناك الزمن أيضا بصفحة جيدة ومتطورة


ومجلة وهج المتوهجة بالإبداع الشعري


شكرا

هيثم العيسائي
27-09-2009, 05:06 PM
هيثم


شكرا لك على هذه الأسطر


فعلا: الصفحات الشعبية في الصحف لعبت دورا كبيرا في تنمية الساحة الشعرية العمانية..


الآن: هناك الزمن أيضا بصفحة جيدة ومتطورة


ومجلة وهج المتوهجة بالإبداع الشعري


شكرا




لك الود يا إبراهيم

فهد مبارك
24-09-2010, 08:09 PM
جميل يا هيثم موضوع يستحق المتابعة
لي عودة للمشاركة

أمل فكر
25-09-2010, 08:43 PM
مساء شعري
شعبي ..عطر.

موضوع مهم لإثراء ثقافتنا المتعلقة برأس الموضوع ذاته.

شكراً

عبدالله العمري
03-10-2010, 04:38 AM
موضوع مثري جدا

نحن حتاج إلى فضاء رحب من كافة وسائل الإعلام لإثراء هذا التراث..

ولا ننسى هؤلاء المبدعون والشعراء أمثال الإستاذ الشاعر
عبد الحميد الدوحاني والإستاذ الشاعر القدير: مسعود
الحمداني الذين يقومون بالحفاظ على الشعر الشعبي

بكافة ألوانه ..

فشكرا لقلوبهم

وشكرا لقلبك أيها النبيل

أنور البلال
27-10-2010, 04:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بادي ذي بدأ أشكر أخي الكريم

( هيثم العيسائي )

على الدراسة التي قدمها للإعلام الشعبي " النبطي " الخليجي والذي تمثل في " الصفحات العمانية " مؤكداً ومؤيداً له بأن الفترة من العام 1986 وحتى العام 2000 كانت بالفعل الحقبة الزمنية الأرقى أن جاز لي التعبير وهي " الفترة الذهبية " التي كانت منعطفاً في تاريخ الشعر العماني لأسماء كانت في تلك الفترة الأفضل إن لم تكن أفضل الأفضل مقارنة بالأسماء التي ظهرت على الساحة الآن مع أحترامي لهذة الأسماء بلا شك .

صحيح أن تلك الأسماء الرنّانة كانت متميزة في تلك الحقبة الزمنية لها ولكنها صنعت تاريخاً نتحدث عنه نحن حتى يومنا هذا ولكن السؤال أخي الحبيب .. ماذا صنعنا نحن ..؟ وهل ستخلد أسماؤنا كما فعلوا هم ..؟؟ لولا تلك الأسماء أخي الكريم لما أستمرت هذة الصفحة الشعرية حتى يومنا هذا والشاهد بأن الصفحات الشعرية قد فقدت رونقها للأسف الشديد اليوم وأضحت الصحف المتبقية تعاد مع ذات المركبة التي أحضرتها في اليوم السابق ,علما بأننا كنّا نتهافت على صحيفة الثلاثاء في " عُمان " على سبيل المثال وليس الحصر ,بل إننا كنّا نتناقل الصحيفة ونتناقش في هذة المفردة وتلك ونسأل القاصي والداني أن كنّا لا نفهم معناها .. أيام كانت بحق جميلة ومغايره لما هو حال اليوم التي أصبحت فيه الصحيفة تفرش للأسف من اجل الطعام ..!! عذراً أخي الحبيب لصراحتي ولكن هذا واقع الحياة المتغير والذي غيّر
حتى في أساليب الكتابة أو حتى في نصوصنا الشعرية " الحداثية " .. اللامفهومة أو لنطلق عليها مسمى (المبهمة) التي لايعي حتى كاتبها أحياناً معناها بينما مفردات الأمس القريب كانت متداوله بين أهالينا فتفهمها ( أمي ) و يفهمها ( أخي ) في النقيض نجدهما حائران في " أغلب" النصوص الشعرية المنتشرة في الساحة الشعرية حائران لمفردات دخيلة علينا .. ولكني لا أعزو ذلك عليهما , بل
" أحاسيسنا التي كانت تكتب بلغة الكلام فأصبحت تكتب بلغة الغلام العّلام "
أعتذر مرة أخرى لوجهة نظري الشخصية وبداخلي سؤال : أين زاوية على ضفاف الواحة ..؟؟ التي كانت واحة ننشد الراحة فيها في غربتنا .. وأشكركم لسعة صدوركم ورحابتها لتقبل وجهة نظري المتواضعة مؤكداً كالعادة بأن ( النقاش لا يفسد للود قضية ) .. ودمتم في حفظ الله ورعايتة .

.. مودتي وصفو ودادي ..

أخوكم

صالح السنيدي
30-10-2010, 06:05 AM
تحية لك أخي

طرح مثري .. وجهد تشكر عليه ..

اخي هيثم ..

لك التقدير

علي بن خزام المعمري
02-11-2010, 10:44 AM
شكرا للجميع على النقاش والمداخلات الرائعة لاسيما مداخلة البلال
ولكن لماذا توقف الاستعراض عند جريدة الشبيبة ولم يستمر فنحن ننتظر تجربة جريدة الوطن في موضوع الأدب الشعبي فكما أن كاتب الموضوع تحدث بإيجاز عن الصفحات الثلاث في عمان والوطن والشبيبة، ثم أسهب بالتفصيل عن صفحتي عمان والشبيبة، ما نريده الآن هو الحديث المسهب كذلك عن صفحة الأدب الشعبي في جريدة الوطن، ونحن في انتظار تغطية هذه الصفحة.

هيثم العيسائي
02-11-2010, 02:02 PM
جريدة الوطن



في جريدة الوطن ومع بداية الثمانينات كان الطابع الرياضي يغلب على الصفحات وهي رغبة الجمهور ومتعته آنذاك وتم إصدار ملاحق أسبوعية يخصص كل أسبوع لجانب رياضي ثم ثقافي فني ثم اقتصادي وهكذا ، وكان الملحق يضم 4 صفحات فقط . تتنوع خلاها المادة الثقافية ومنها الخواطر والقصص والمساهمات التقريرية تتنوع على الملحق وكان الشعر الشعبي هو الغالب في الصفحات نظرا لتناوله في فئات المجتمع المختلفة ، وكانت القصائد الشعبية آنذاك تتميز بالمناسباتية وتناول القضايا الاجتماعية والمشاكاة .. وكثيرا ما يتناول الفن الشعبي الدارج البحت فيها ، كما كانت تنشر النصوص الشعرية تشجيعا للكاتب بعيدا عن اهلية نشر النص من عدمه فالكثير من القصائد التي اطلعت عليها خلال رحلة البحث تفتقد لأهم عناصر النص الشعري الوزن والقافية ، وربما كانت الصفحات آنذاك تدار من قبل محريين من دول عربية ( الجنسيات المصرية ) و يصعب عليهم فهم اللهجات المحكية في البلد.

في عام 85 م احتفلت السلطنة باحد الأعياد الوطنية وتم نشر صفحة كاملة للقصائد النبطية الوطنية وكانت هذه الصفحة هي الشرارة الأولى لتكوين صفحة متخصصة نظرا لإقبال الجماهير الكبير عليها ، وتم اسناد مهمة الأشراف عليها علي الفارسي وهو احد شعراء التجربة آنذاك ، حيث بدأ في 2 مارس 1986 وكانت القصائد الشعبية تغطي الجزء العلوي للصفحة ويتضمن النصف السفلي لها إعلان لجهة معينة لا تمت للأدب والثقافة بشي ، وتواصلت هذه الصفحة بهذا الشكل حتى اصبح الوعي لدى الشاعر العماني يزداد شيئا فشيئا ، كما ان ثقة القائمين على جريدة الوطن بدأت تزداد في الشعر الشعبي وفتحت المجال لصفحة كاملة متخصصة للشعر الشعبي في السلطنة في 20 يوليو 1986 مع احتفالات السلطنة بيوم النهضة الذي يوافق 23 يوليو وتم تخصيص هذه الصفحة ايضا للقصائد الوطنية ولكنها كانت بشكل كامل ، وتولى إشراف تلك الصفحة احد الشعراء الذين كانوا متواصلين في النشر بشكل مستمر ويدعى (ناصر الهادي ) الذي استمر حتى 20 من نوفمبر 1988 م .

ومن الملاحظ ان الصفحات الكاملة ارتبطت كليا بالمناسبات الوطنية حتى ان إشهار الصفحة يتضح لنا انه مقصودا ليوم مميز تحتفل به السلطنة سنويا حتى يومنا هذا ، ولم تتوقف بعدها الصفحة الا لظروف فنية في اوقات متفرقة لم تطول كثيرا . وفي تاريخ 4 ديسمبر عام 1988 تولى احد المشاركين من الشعراء اعداد الصفحة ويدعى حديد بن نصيب الراسبي واستمر حتى 28 يونيو عام 1992م ، وكانت هذه التجربة بداية النضج لشعراء التجربة آنذاك وبداية الإنطلاقة نحو تأسيس قصيدة نبطية عمانية جديدة ، ولكن ظروف استبدال المحررين بشكل مستمر ولم ندرك سببه تحديدا هو ما جعل الصفحات متوقفه عند حدود معينة وتختلف بإختلاف فكر المحرر في كل مرة . وكان ذلك ايضا حينما تولى احد مراسلي جريدة الوطن يعقوب الندابي الصفحة بعد فترة حديد الراسبي ستة اشهر تقريبا وتحديدا من 5 يوليو 1992 وحتى 6 ديسمبر 1992 ، وقد تحدث يعقوب الندابي عن تجربته وقال ( كانت صفحة الأدب الشعبي في تلك الفترة متنفساً جيداً للشعراء والأدباء ويمكن القول بأنه المتنفس الوحيد لتلك الإرهاصات الفنية حيث لم تدخل الطفرة النوعية في وسائل المعلومات والفضائيات للسلطنة فلم يكن أمام تلك الكوكبة من الشعراء الأ أن يفرغوا ما عصرته أفكارهم في صفحات الأدب الشعبي وبحق كانت القصائد التي ترد للصفحة تعبر عن تلك الفترة فالتماسك النصي للقصيدة الشعبية يميز تلك القصائد التي تسبح معانيها ودلالتها في حب الوطن بالإضافة مايؤرق هواجس الشعراء من هموم سواء كانت إجتماعية أو نفسية فالسباق الحميم للوصول بتلك الكلمات إلى صفحات الأدب الشعبي كان ديدن شعراء النبط ومقصدهم الأول وصفحة الأدب الشعبي والتي تصدر مرة واحدة في الأسبوع محط انتظار الكثير من متابعي ومحبي الأدب الشعبي ولعل عدم إتساع رقعة شعراء القصيدة الحرة أو الإتجاه الحداثي للقصيدة كان سببا كافياً بأن تحظى القصيدة الشعبية بهدا العمق الأدبي الراقي ).

ومن 6 ديسمبر 1992 شهدت الصفحة توقفا المتتبع يلاحظ انها فترة البحث عن محرر جديد للصفحة وكان قد باشرت الصفحة مرة اخرى في الصدور في 13 ديسمبر 1992 م تحت اشراف احمد السناني ، ولم أتمكن شخصيا من الوصول لمعرفة تفاصيل اكثر عن هذا المحرر حاله حال بعض الأسماء التي لا نعرف بتاتا أي صلة لها بالشعر في الوقت الحالي ولم نستطيع التوصل لهم بعلاقات الأقرباء على اقل تقدير ومعرفة هل هم احياء ام غادروا الحياة الدنيا . وتجربة احمد السناني هي الأخرى لم تدم طويلا حيث منذ بداية العام 93 م حتى نهاية 94 م بدأت تجربة جديدة اشد حرصا من سابقاتها في تقديم الجديد دائما ، وهذا ما نلاحظة في محرري جريدة الوطن المشرفين على الصفحات الشعبية حيث برغم التبديلات المستمرة لمحرر الصفحة الا انها تتصاعد فنيا على المستوى الإبداعي نظرا لتطور الشاعر وزيادة مخزونة الثقافي من خلال الإطلاع والانفتاح على ثقافات الغير. حيث في هذه الفترة واعني بداية العام 93 م حتى نهاية 94 م يقول سعادة الشيخ طلال بن سيف بن محمد الحوسني وهو احد الشعراء الذين اشرفوا على الصفحة خلال هذه الفترة : (ان المتأمل للشعر النبطي في سلطنة عمان ربما قد يجده حديث الولادة ولم يكن واضحا بذلك الوضوح والنقاء او بالاحرى لم يكن بارزا او ظاهرا للعيان ، وانما وبخلاف ذلك كله كانت هنالك انامل تداعب الفكر والخواطر تحيك بين الحين والآخر لتصل إلى قصيدة من قصائد الغزل أو المدح أو الرثاء ، فقد كان للصحافة دور كبير في إبراز المواهب وإظهار الحس الشعري لدى معظم الأفراد الذين تمرسوا على كتابة القصائد النبطية .قمت بإعداد صفحة الأدب الشعبي بجريدة الوطن خلال الفترة من 1993 ولغاية عام 1994 م ، تلك الفترة الجميلة والتي ساهمت وبشكل كبير على إطلاعي وفتح مداركي أمام هذا المجال الواسع والشامل الذي تميز في تلك الفترة بالازدهار المبكر بحسب وجهة نظري ، كانت الصفحة تعتبر للعامة وللأفراد المتمرسين للشعر النبطي في السلطنة فرصة سانحة لنشر قصائدهم وتجاربهم في كتابة الشعر فقد كان معظم الشعراء يترقبون ومع صدور الجريدة وبالتحديد صفحة الشعر الشعبي والتي حدد لها يوم معين وصفحة معينة كان هذا اليوم بالنسبة لشعراء السلطنة موعدا مميزا بأعتبارها الوسيلة الوحيدة في تلك الفترة للقراءة والنشر بعد المجلات غير المتخصصة والإصدارات الثانوية الأخرى والتي كانت محدودة على الساحة الإعلامية العمانية في ذلك الوقت.. ولو جئنا للدور الكبير الذي قامت به الصحافة لصناعة الشعر والشعراء والمتمثل في جريدة الوطن لوجدنا مدى التطور الكبير الذي شهده الشعر والشعراء في إبراز وظهور أقلام شابه واعدة صقلت موهبتها الشعرية من خلال تجارب نشرت عبر تلك الصفحة وبالرغم من ان معظم التجارب بدأت كمحاولات شعرية ذات قيمة متواضعة من حيث المادة الشعرية أو ما يعرف بالنص الشعري ذو القافية والوزن ، الشي الذي كان يسجل ويحسب لتلك الأقلام الشعرية انها كانت تتقبل النقد والرأي والرأي الآخر بحيث كانت الصفحة تخاطب الشعراء أو الموهوبين بشكل عفوي وصريح وتبادلهم الرأي والتقييم الواضح والسريع الذي من خلاله كانت الصفحة مزدهرة بالقصائد التي تصل عن طريق بريد الجريدة ، ومن ضمن الإيجابيات التي ساهمت بالارتقاء بالشعر النبطي عن طريق الصحافة وخاصة جريدة الوطن فقد كانت هنالك اقلام شعرية رائدة نراها اليوم تتربع الساحة الشعرية في سلطنة عمان اسماء لها سيط وانتشار واسع في الكلمة والحس الشعري وكانت تلك الاسماء مجرد محاولات شعرية متواضعة حتى ارتقت ووصلت الى المستوى الرفيع الذي وصلت اليه الآن وبدون ذكر أسماء فهناك شعراء كانت بدايتهم الشعرية من خلال الصحافة وهنا يجب ان نذكر ان المساحة التي خصصت في جريدة الوطن كانت تخاطب الشعراء وتحاور افكارهمواناملهم الت أبدعت وصالت وجالت في سماء الشعر النبطي الواسع والذي حظي في السنوات الأخيرة على اهتمام منقط النظير وطبيعي ان الكل يدرك ذلك ويؤكد عليه فبفضل الأعلام المتنوع وان كنا قد اشرنا سلفا بأن الصحافة كانت مرآه عاكسة مقرؤة للشعر والشعراء الا ان القنوات الفضائية أصبحت مرآه عاكسة حقيقية لأزدهار هذا الشعر النبطي في تلك الفترة كانت الكتابات في الشعر النبطي مجرد محاولات كما ذكرنا سلفا مع وجود بعض الأقلام الجادة التي ابدعت وبالفعل كان لها مكانة كبيرة لدى العديد من القراء والدليل على ذلك بأن معظم الشعراء المبدعين كانت تصل قصائدهم وتنشر دون اية تغيريات قد تطرأ على النص الشعري لأكتمال عناصره الوزن والقافية او حتى الموضوع المطروح. كانت تجربة الصحافة في الشعر الشعبي ( النبطي ) تجربة رائدة وفريدة ساهمت وبشكل واضح في الارتقاء بالحركة الشعرية النبطية وقد كانت لها شعبية كبيرة لدى المهتمين في الشعر والشعراء وحقيقة تجربتي شخصيا مع صفحة ( الادب الشعبي ) بجريدة الوطن قدمت لي براهين على الدور الكبير والملموس الذي ساهم ويساهم في ازدهار الشعر النبطي . كانت تلك الفترة لها وقع خاص لدى الشعراء انفسهم من حيث تجاوبهم وتقبلهم للاشتراطات التي تصل احيانا لعدم نشر قصائدهم الركيكة والغير ناضجة ، ومن هذا الحديث فأن عام 1994 م شهد تطور كبير في صفحة الشعراء بجريدة الوطن حيث تم تخصيص جائزة لأفضل قصيدة يتم تكريم صاحبها ، كما ان الصفحة كان بها زاوية ثابتة تخاطب الشعراء والمهتمين بالشعر وتحاورهم ومن ضمنها كانت عدة لقاءات مع شعراء ومواهب شعرية كمحاولة للاهتمام بتلك الأقلام الشابة وهذا ايضا رصيدا آخر يضاف على دور الأعلام والصحافة للاهتمام بالشعراء في سلطنة عمان . ولله الحمد بأن الصفحة لا تزال حتى يومنا الحاضر تظهر وبثوب متجدد دائما ، ويحظى بأهتمام الشعراء وهذا دليل على ان الصحافة العمانية ساهمت وبشكل كبير في إبراز هذا المجال الشعري الذي أخذ المكانة الصحيحة في المجتمع وأصبح الكل يتابعه وبكل أهتمام . وهذا ما كنت نشهده في الفترة الماضية ونراه يتحقق واقعا ولنا عظيم الشرف ان نكون اليوم بينهم كقراء ونسأل الله لكم التوفيق .)

منذ 95 م تقريبا بدأت الصفحة تتجه نحو الألوان وكان ذلك تحت اشراف الشاعر علي الشكيلي وهذه التجربة بداـ اكثر تألقا من سابقاتها واسست لجيل جديد من الشعراء الذين هم يساهمون حاليا في إبراز الساحة كمؤسسين للحركة الشعرية الشعبية في السلطنة ، حيث مع بداية اشراف علي الشكيلي تغير يوم الصفحة إلى السبت حيث كانت الصفحة تنشر يوم الأحد اسبوعيا ، وبدأت الصفحة تتجه اتجاه آخر قدم للشعراء منافسة نحو تقديم افضل النصوص حيث تم تمييز القصيدة المتميزة في إطار مميز وتسميتها ( قصيدة العدد او إبداع شاعر ) ، كما ان المقال الأسبوعي للمحرر بدأ ينطلق بشكل رسمي خلال هذه الفترة ، وكان هذا المقال اكثر جرأة في الطرح مما ساهم في تنوير الشعراء نحو مزيدا من التألق وتقديم افضل المستويات ، ونستطيع ان نقول ان هذه الفترة كانت المنحنى الجديد بين التقليدية والحداثة في القصيدة الشعبية ، حيث لا تجد النص التقليدي منشورا فيها لذا فأن الكل من الشعراء دخل عوالم التحديث خاصة واشتداد المنافسة بين الصفحات الأخرى في الصحف الأخرى كما اتاحت الصفحة في هذه الفترة فضاءات واسعة للشاعر لكي يكتب مقال او وجهة نظره حول موضوع مما اثرى الساحة حراك ثقافي من نوع آخر لتبادل التجارب والخبرات ، واستمرت هذه المرة فترة الإشراف حتى قبل بداية مارس 2001 م ، تولى بعدها الشاعر حسن المطروشي ( شاعر فصيح ) تجربة الإشراف على الصفحة حتى بداية عام 2004م وخلال تلك الفترة اتجهت الصفحة للتنوع وابتعد بشكل عام عن الأتجاهات المختلفة للصفحات وهنا اعني تحديد الصفحة بنماذج معينة من الأسماء بسبب الصراعات في الافكار التي كانت بين محرري الصفحات الشعرية الثلاثة قبل حسن المطروشي ، وهم في جريدة الوطن علي الشكيلي ، ومسعود الحمداني في جريدة عمان ، ومحمد البريكي في جريدة الشبيبة ، وابتعد محرر الصفحة حسن المطروشي في مقالاته كل البعد عن صراعات المقالات السابقة واتخذ اسلوب هادئ جدا في خصوصيته بالصفحة التي جمعت في صفحاتها حتى قصائد محرري الصفحات الشعبية من الصحف الاخرى لتأسيس نموذج جديد من التعاون الذي تواصل حتى يومنا هذا خلال التجربة الصحفية الشعرية .

ومنذ العام 2004م حتى يومنا هذا يتولى فيصل
فيصل العلوي
العلوي صفحة الأدب الشعبي في جريدة الوطن حيث استقلت بذاتها نحو تأسيس نماذج أخرى ومتميزة للصفحات الشعرية الشعبية ، فأنطلقت الصفحة منذ بدايتها نحو الإبتعاد عن الشللية ومزيدا الرصانة والتشديد في نشر الإبداع المتميز بعيدا كل البعد عن المجاملة والمحاباه ، وكان منذ انطلاقة العدد الأولى لدى تولي فيصل العلوي الصفحة وضع مقاله ( كل سبت ) ليقدم السلبيات ويطرحها على ارض الواقع للنقاش مما اثرى الساحة وقدم الحلول التي آتت ثمارها فيما بعد ، إضافة إلى مساهمة كافة الشعراء بمختلف فئاتهم في تقديم كل النماذج الشعرية الجميلة التي تساهم في إبداع الساحة.

والمفارقة بين الصفحة الأولى والصفحة الأخيرة للشعر الشعبي .. هو عدد النصوص حيث ان كثرة النصوص حتى في فترات قريبة في العدد الواحد كانت تقارب الثمانية او العشر نصوص في الصفحة في بعض الاحيان ، ولكن في الصفحات الحالية وهذه بشكل عام حتى على مستوى الصفحات في الصحف الأخرى قد لا تزيد النصوص عن السته في اقصى الحالات والسبب يعود لأهمية الإخراج الفني للصفحة والصور التي توضع مع القصيدة إضافة لشغل المحرر لحيز من الصفحة لمقاله وهذه كلها عوامل ساهمت ايضا في رفع قيمة القصيدة التي يتقدم بها الشاعر مع تأكيدنا على بدء تناقص الكثير من الشعراء في اهمية نشر نصه واتجاهه للمواقع الإلكترونية او الفضائيات للتحليق هناك لسهولة وسرعة التجاوب بينه وبين الجمهور. وإلى هذا اليوم ترسم الوطن آفاقا جديدة ومتميزة نحو التشجيع لمثل هذه الإبداعات الشعرية حيث اعلنت العام الماضي عن مسابقتها الأدبية والتي خصص للشعر الشعبي مجالا فيها حاز خلاله اربعة شعراء على جوائز متميزة للمساهمة في رفع وتيرة المنافسة في الإبداع وتشريف الشعر العماني على المستويات المحلية والخليجية والعربية .

هذا كما جاء في وكالة أنباء الشعر العربي