المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في الزحــــــــــــــــــــــــــــام ... قصة قصيرة .. بقلم:مهند الياس


مهند الياس
26-09-2009, 05:16 PM
في الزحـــــــــــــــــــــــــــام .. قصة قصيرة .. بقلم : مهند الياس

حين دفعت الزجاجة قليلا بطرف سبابتها ، ومن حافتها السفلى ، لفحتها نسمات باردة رطبة ، اندفعت من الفتحة الصغيرة ، ولما شعرت بوخز البرودة اكثر ، مدت يدها العارية الغضة ذي السحنة البرونزية ثانية ،واغلقتها دون ان تكترث للعيون التي تراقبها ، وبفضول ،، بينما بقيت هي تنظر الى شمالها ،، اذ راحت تمرق امامها هياكل البنايات العالية ، والارصفة الخالية من الناس والاشجار المنزوعة الااوراق ، وبعض المحلات التجارية والتي لم ترفع ابوابها بعد وكذلك الحافلات المحملة بالاجساد كعلب مضغوطة تتدحرج مسرعة عبر الطريق الاسفلتي الممتد وهي تبعث ادخنتها الرمادية ، وتطلق اصواتها الممجوجة ..!
همس الرجل البدين باذن صاحبه ، وهو يغير تجاعيد وجهه الاسمر الداكن :
_ انها .. موظفة ..؟!
قال صاحبه الشاب :
_ لاتيدو .. ذلك ..؟!
همس ثانية ..
_ جميــلة ..؟!
.. وحركت الفتاة ، جسدها الممشوق القوام المكتنز بحركة عفوية ، مما توسعت فتحة قميصها الوردي الشفاف المطرز بفراشات ملونة جذابة قليلا والذي يضغط على صدرها البارز ،، مما اثارت حفيظة الرجل البدين اكثر ، حيث انصبت نظراته الحادة الجائعة الى نقطة ما من جسد الفتاة ، كما لو انه وجد بين عينيه المدحوستين ثمرة تاضجة توخز رائحتها الطازجة اعماقه المتيبسة ، والعطشى ..!!
قال في سره :
_ ياترى .. اي جمال تحمله هذه الانثى الصغيرة ..!؟
توقفت السيارة فجأة ، فتمايل جسد الفتاة ، وتهض الشاب الذي كان يجلس بجانبها مستوضحة على وجهه ارباكة طفيفة ، حيث يقي مكانه شاغرا ، مما جعل الفتاة ان تعدل من وضعها بارتياح ، وتحاول ان تسحب طرف فستانها من الاعلى ليغطي تكويرة ركبيتيها الطريتين التاعمتين ، كما لو انها للحظة احست باظطراب الرجل البدين امامها وعيناه تلوذان بذات النظرات ..!
قال في سره .. ثانية :
_ ملآك ..!
.. وقتها كان المذياع تنداح منه موسقى هادئة والفتاة لازالت تنظر من وراء الزجاجة ، حيث رفعت يدها لتلقي بخصلات شعرها الفاحم الى الخلف بهدوء ، مما استفزت الرجل البدين اكثر ،
حتى لكأنه شعر باوصاله يحركها احساس سري ودون وعي منه ، ولما شعر بحراجة الموقف احرق سيكارته وراح ينفث الدخان بمزاج سخيف ، لكنه فوجيء بصوت من داخل السيارة :
_ اطفيء السكارة يارجل ..!
وسعل الرجل صاحب الصوت بقوة مرتين ..!
قذف الرجل البدين سيكارته تحت حذائه وسحقها ، حينذاك احس بضجر ينتابه ويمرغه باحساس ثقيل ..!
وصاحت الفتاة بصوت خافت :
_ نــازل ..!
نهضت من مكانها، حيث غطت وجهها خصلات شعرها الفاحم المنسدل ، ورمقت الرجل البدين بنظرة مزرية مبتئسة ، لكن الرجل لاذ ببؤسه ، وصعد الدم الى وجهه بخجل وقح ودفين، ولما غاب وجه الفتاة عنه احس انه في حرج تماما .. !!

عبدالله العمري
27-10-2009, 11:07 AM
جميل

شكرا للإنتقاء

اسماعيل البلوشي
11-11-2011, 08:03 PM
الاديب مهند الياس ..

شكرا على تلك القصة الجميلة في تراكيب حكايتها القصيرة جداا

رغم وجود الطابع الوصفي الدقيق لبعض الاشياء التيترامت لي ككتابات

نجيب محفوظ عندما يسرد النساء في قصصه..

لك كل الود مني

...

نبيلة مهدي
06-12-2011, 04:41 PM
قصة رسمت ملامحها أمامي..
سلمت يداك أخي الكريم مهند الياس..
تقبل هذا المرور..