منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   مدونة الأعضاء (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   عروس البحر في قصر التخاطر (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=20513)

خليل عفيفي 31-01-2015 03:21 PM


كان اتجاهي علميا ، كنت أبدي ميلا للمواد العلمية ، وكانت أمي – رحمها الله – تتهمني بالتخريب
كنا نقوم بتصدير الخضار ، والفواكه ، والحبوب للبنان ، وتركيا ، وبعض أسواق الشرق الأوسط ..

قرية صغيرة ، وادعة ، في عمق سهل حوران محاذية للجمهورية العربية السورية،
لكنها في القلب كبيرة ، بتكافل أهلها ، وتماسك أفرادها ..

كانت هوايتي ممارسة اللعب بالخضار، والفواكه .

الغرفة الشرقية - وهي إحدى الغرف التي كانت تجمع أفراد العائلة - كانت مخزنا للحبوب
والمحاصيل .

سكين كتب عليه : صنع اليابان ، لكن مقبض السكين كسرت ، قمت بعمل مقبض من الخشب ،وقمت
بتثبيته بقطعة من المعدن لتصبح أقوى من ذي قبل ..

وفي عام دعفل ، هطلت الأمطار فيه بغزارة ، جرت السيول ، لترتبط من أقصى الشمال حتى تصب في
نهر اليرموك الخالد ، لتكون موسما لهجرة الأسماك إلى وادي الشلالة .

نبدأ بممارسة هواياتنا بصيد الأسماك ، والسباحة ، ونجني من الخيرات الوفيرة ، في الشعـــــــــاب
والسهول :

الفطر ، والزعتر ، والجلتون ، والقصيصة ، والقريص ، والخرفيش ، والعلت ، والعكُّوب ، والقُرّة ،
والجعدة ، والخبيزة ، وغيرها الكثير ، كل ذلك في فصلي الشتاء ، والربيع ، حتى في الخريف ،
والصيف لا تنقطع الخيرات. فالحمد لله دائما ..

أسماء أعشاب كثيرة نسيت أكثرها ، لكنها سبحان الله ! في سهول بلدي متنوعة، وفوائدها كثيرة ..

وتبدأ المعركة بيني ، وبين المحاصيل ، كنت من هواة تقطيع الخضار ، لترى أمي مجزرة من جنى
الحقول (أكواما) ، وأما العقاب ، فقد اعتدت عليه ، لدرجة أنني أصبحت بليدا ، نوعا ما ...

إذاعة (صوت العرب) كانت محظورة من قبل والدي

وكانت أمي تنعتني "بالمخرب "، فتأتيها ابتسامة ، حينما تستمع لنشرة الأخبار ،يتصدر موجز الأنباء فيها عبارة :

قتل مخربان وأصيب آخران بشكل شبه يومي ..
هههههههههههههههههههههههههههه

هذه العبارة ، كانت تبث في قلب أمي السرور ، حينما تسمعها ، لكنني هذه المرة أيقنت أن العقاب كان درسا لن أنساه ..
لست مخربا يا أمي والله ، لكنني ببراءة الأطفال أحب اللعب ، فقلبي طيب لأبعد الحدود ، ولا شك أن
ابتسامتك في وجهي خير دليل على ذلك ..

وفي المدرسة ، حينما كان الجرس يعلن نهاية اليوم الدراسي ، كنت أقضي بعض الوقت للاستماع (للراديو) .

كان حجمه آنذاك بطول 35 سنتمترا تقريبا ـ وارتفاعه ما يقارب 15 سنتمترا .

كنت أفكر ، كيف يتسع مثل هذا الجهاز لمذيع ، وحينما أهم بفتح صندوق المذياع ، أرى قطعة صغيرة

فينتابني الفرح ، لأقول لأمي :

يُمّه.. يُمّه :
هذه أسنان المذيع ، فأين بقية أجزاء جسمه ؟!

خليل عفيفي 01-02-2015 01:13 AM


وأبدا بممارسة اللعب ، وهوايتي في الاختراع ، فأقوم بصيانة المذياع .. وأبدأ بتطويره

ببطاريات حجمها أكبر ..حتى تتناسب مع حجم "الراديو " .

لا أذكر كل شيء ، لكن ذلك أثر على ميولي ، ونمّى رغباتي واتجاهاتي العلمية ، لأبدأ بالتفكير باختراع
جهاز للكشف عن المعادن ..

لكن أين دعم البحث العلمي ، لطالب في المرحلة الابتدائية ،أو لربما في بداية المرحلة الإعدادية؟!

لم يحالفني الحظ لأكون في القسم العلمي ، ربما لعدم تفوقي في الرياضيات !!

وحينما أنهيت المرحلة الثانوية في الثمانينيات ، لم تكن وسائل الإعلام ، كما هو الحال اليوم

فالمدرسة تبعد سبعة كيلو مترات ، ومن الضروري أن أسير على الأقدام ، أو أن أنتظر

باص الحاج هلال – رحمه الله- حيث كان الباص كبير الحجم
شركة مواصلات لواء الرمثا
وللسفر تذاكر ، والأجرة قرش واحد ..


وعلى نوافذ الحافلة : عبارتان لا زلت أذكرهما :

- سترك يا رب

- والثانية : ممنوع إخراج اليد والرأس من الشبابيك .

وصلت إلى بلدة الشجرة الجميلة حيث مقر مدرستي هناك ، ولي الكثير من الأصدقاء ..

كان مدير المدرسة يعرفني جيدا ، ففي أول تعيين له قال لنا في الصف :

إياكم أن يقترب أحد من أرنبة أنفي ، فسينال عقابه الشديد ..


لا أدري إن كان على قيد الحياة ، أم أنه قد فارقها ، كما فارقها الأعزاء

لكنني أدعو له بالعمر ، إن كان على قيد الحياة ، وبالرحمة إن فارقها ..

كان يعلم بأنني من المتفوقين ..

رأيت زملائي ، بعضهم ترتسم على ملامحه الابتسامة ، والبعض الآخر كان حزينا جدا ..

المدير في منزله ، في (البرندة) ،يمسك ورقة بيده ..

إنه كشف بأسماء الناجحين ، وحينما رآني ابتسم ... هههههه : خليل أنت راسب ..

صدمة كبيرة ، فتبادر زوجته الكريمة ، لتقول :

لا يا خالتي : (هذه العبارة تقولها أي امرأة ، للتحبب ، والتلطف ..)

أنت ناجح يا خالتي ، ولكن زوجي يمزح معك ، وكأنه أومأ إليها بأنه سيختبر موقفي ..

ياااااه ، الحمد لله ....................................

وأقول في قلبي : الحين ما وقته يا أستاذ أحمد ؟!! ههههههه
لكن الفرحة جعلتني في حالة ، فكرت فيها بالسير على قدمي لشدة الفرح

فالحاجة : أمي - رحمها الله ، تنتظر ثمرة تعبها وسهرها على فلذة كبدها ..



خليل عفيفي 01-02-2015 01:44 AM


الحزن يحتل مساحة كبيرة من قلبي تعادل خمسة أرباع منه
حيث في لحظات الفرح يطغى الحزن على وجهي
أسير وأتغنى ، والدموع تهمل من عيني فرحا وحزنا ..
هكذا أنا ::

فلا زلت أتذكر الشرط السابع ، والشوق يعصف بي لــ ريم الفلا :

http://www.7ozn.net/do.php?img=1211697

http://www.youtube.com/watch?v=P_wgQYEsBx4




خليل عفيفي 01-02-2015 02:59 PM


بطاقة الدخول لتنفيذ الشرط السابع كانت مليئة بالأحداث

http://www.foxpic.com/V0UfJr7Z.jpg

لا أعلم سببا مباشرا لسردها ، ولكن الأمر ليس بيدي ، فهي تقرأ ما في القلب
وتصف ما اختزله الدماغ من أحداث عصفت بي ..

كانت فرحتي كبيرة ، وكان المعدل يؤهلني للقبول في جامعة اليرموك الأردنية..

وأتقدم بطلب الالتحاق بالجامعة عن طريق مركز البريد ، لتبدأ رحلة الانتظار ..

لم أكن محظوظا هذه المرة ، بأن أكون من المقبولين في الجامعة ، ضمن الدفعة الأولى ، حينها ذهبت
إلى الجمهورية العربية السورية ، لأقوم بتقديم طلب لجامعة دمشق ..
كانت المسافة بين قريتي الوادعة ، والعاصمة الأردنية (عمان)هي نفس المسافة إلى العاصمة السورية (دمشق) ..

أسبوع واحد في دمشق ،كان كفيلا لأن يهزني الشوق من خلاله للعودة مع خبر من الأهل أنني قد قبلت
في الجامعة ذاتها : اليرموك ..

برقية (تليغراف) طبعا استغرق وصولها ثلاثة أيام

أين نحن من عصر التكنولوجيا ، والخلوي والرسائل النصية ، والواتساب ....!!؟


بعثة دراسية من وزارة التربية والتعليم ، للعشرة الأوائل على لواء الرمثا ..هكذا كان الخبر في
الصحيفة .....
الحمد لله .. منحة دراسية ، وراتب شهري مذهل ، وتعيين مباشر في وزارة التربية والتعليم بعد
التخرج ....

وفي شهر حزيران ، من العام 1986 ، قمت بتقديم طلب لوزارة التربية والتعليم ..

ففي شهر أيلول سبتمبر ، من العام ذاته ، كنت قد اتفقت مع أمي - رحمها الله –
أن تجلب لي معها يوميا جريدة الصباح ..

وكعادتها ، تأتي أمي وهي تحمل ( وجبة الفطور) ، وجريدة "صوت الشعب"

على صدرها الحنون ، وعلى قلبها مباشرة ، ولا تعلم أن قلبها الكبير أكبر من علوم الكون
وتقنيته ..إنها تحمل الفرحة لولدها

وقبل أن أبدأ بتناول الفطور الشعبي الأردني ، أتصفح الجريدة ،، لأقرأ الخبر التالي :

على المعلمين التالية أسماؤهم ، مراجعة مديرية التربية والتعليم في محافظة معان ..

ومعان مدينة في أقصى جنوب الأردن ..

لكنني لست معلما ، فكيف أكون معلما ، ولا زلت طالبا حديث التخرج من جامعة اليرموك ؟
لم أفكر حينها بالمسافة ، فأنا أقطن في أقصى شمال الأردن الحبيب ، ومعان في أقصى جنوبه
لا بأس سأكون معلما ، ومن ثم سأكمل دراساتي العليا .. إن شاء الله


.

خليل عفيفي 02-02-2015 02:28 PM


ثلاث سنوات في "لواء الشوبك"

الشوبك لواء يقع في الجزء الشمالي الغربي من محافظة معـــــــان ، تبعد عن المركز حوالي خمســـين
كيلومترا ، وتقع قراهـــــا على سلسلة جبلية يتراوح ارتفاعها ما بين : 1120 - 1651 مترا.

والشوبك ، اسم عريق يدل على تاريـخ مجيد ، تتمتع به المنطقة ، ذات الأشجار المتشابكة ، والكثيفـــة
وذات المناخ المعتدل ، وتقع في الجهة الغربية الجنوبية ، من المملكـــة الأردنية الهاشمــية ، وهي
من أهم المناطق الزراعية في المملكة ، حيث تشتهر بزراعة التفاح بأنواعـــــه بعد أن نجحت زراعته
فيها بشكل تجاري، لذلك استحقت أن تسمى ببلدة التفاح .

ولعل سبب تسميتها بالشوبك ، نظرا لتشابك الأشجار فيها ...

منطقة تكسوها الثلوج ، حيث درجة الحرارة ، دون الخمس ، أو الســــــــت درجات تحت
الصفر ، وأحيانا ، وفي شهر حزيران ، تبقى بقايا الثلوج على المرتفعات لشدة البرد .


حينما كانت الثلوج تغطي المنطقة ، لم نتمكن حينها من الذهاب إلى المدرسة ، لدرجـة يصــــــل ارتفاع
الثلج فيها لأكثر من متر في بعض الأماكن ..

وحينما نهم بفتح الصنبور ، نتفاجأ بتجمد المياه فيها ..

أنبوب من المياه يتفجر وأنا في الطريق إلى السوق في منطقة نجل ، وما تلبث أن تنبعــــــث منه المياه
بشكل قوسي ، ثم ما تلبث أن تتجمد ، لتكوّن قوسا من الثلج ..خلال لحظات قليلة ..

كيف نقوم بإعداد الشاي ، والشوق يزداد فينا لاحتساء كأس من الشاي ، في هذه الأجواء الباردة ؟

اللعب بالثلج كان هوايتي المفضلة ، وبعد الانتهاء من عمل نمـــاذج للقلاع ، والحصون من الثلج أجمع

كميات منه ، لأصنع كأسا من الشاي ، كميات كبيرة من الثلج ، لكنها كافية لعمل كمية لا بأس بهـــــــــا
بنكهة الثلج ، ذلك الزائر الأبيض ..

الطقس شديد البرودة ، والبرد قارس وشديد جدا ، لدرجة أنني لا أشعر بأذني وأخشــى إن لمستهما أن
تتكسرا ..
يسير الناس في الشوارع وكأن كل واحد منهم يحمل غليونا من التمباك ..

تتصاعد منه الأدخنة بشكل كثيف ، هكذا فعلا ، حينما تلامس أنفاســــــنا الساخنة الهواء البارد ليتشكل
البخار ...

ظاهرة يومية في الأجواء الباردة فعلا ..

وتبدأ رحلتنا في الطريق إلى مدرسة الشوبك الثانوية للبنين ، المسافة قريبة بين الســـكن والمدرسة
ولا تتجاوز الأربعمائة متر ، لكن الوصول إليها يحتاج إلى المغامرة ، حيث القابلية للتزلج القسري
وحينما أمشي على الأرض ، فلا بد أن أكون مصفحا ، حيث التزلج اللا إرادي

وما ينجم عنه من كسور وإصابات ، عدا عن تلك الورطة في تشرب البرد القاسي ..


لا بد أن أكون مصفحا بالملابس فعلا ..
قطع كثيرة من الصوف والقطن ، إضافة إلى المعطف الثقيل ، وتحت الجوارب كيس من
البلاستيك ؛ ليشكل طبقة عازلة تمنع وصول البرد القارس للقدمين ..

خليل عفيفي 02-02-2015 05:36 PM


وتنتهي مرحلة قراءة البطاقـــــــــــــة الأولى ، فيسمح لي بمغادرة الحاجز إلى ذلك العالم :
وأبدأ بالمسير .
http://www.7ozn.net/do.php?img=1213588

المسافة بعيدة ، ويشترط الشياطين ، أن تكون رحلتي في ربوع الصحراء سيرا على الأقدام ..

الشمس تعلن المغيب ، وأرى محيا ريم الفلا يظهر من بين الجبال ، كلمح البصر ،لا شك أن قلبها
الحاني يحرسني ..

الساعة الآن ترسل لمعان عقاربها على شاطئ الرحيل ، وعقارب الزمن تسابق العمر ..

ويبدأ الظلام يخيم على المكان ، وأصوات الوحوش المرعبة تملأ المكان .. ..

ففي صالة الانتظار لم تقدم لي أي وجبة من الطعام ، كان اليوم طويلا ، بدأت أشعر بالوحشة
في المكان فعلا ، وصوت نعيب الغربان ، أتشاءم منه ، وهي ترفرف حولي مرحبة بضيف يخترق
الحواجز ..

أشجار صحراوية تنتشر هنا وهناك ، وجيوش من الهواجس تحاصرني ، يمنة ويسرة ، ويحيط بي

الرعب من كل جانب ..

ما ذلك الخيال الأسود هناك ؟

لا أكاد أصدق ما أرى !!

هل هو الجوع الذي جعل أمعائي تعقد اجتماعا لها ، أم أن عصافير قلبي وهي تزقزق ، تمسك ريشة

فنان لترسم هذا المشهد !!

سأقترب منه ، فقد رزقت من السماء ..

إنه خَرُوف صغير من الضأْن ، لا شك أن راعي أغنام كان هنا وبقي هذا الحمل ...

المكان لا يسمح لي أن أقوم بإعداد وجبة العشاء ، ولم أفكر للحظة بكونه حراما ، أو حلالا
أو حتى غنيمة ،لكنه الجوع ، فقد أوشكت على الهلاك ..ولا بد أنه الرزق من رب السماء ..

سأحمله على ظهري إلى مكان آمن ، بعيد عن أنظار الوحوش ، وعن أنوفها ، فهي بلا شك تشم
رائحة الدماء ، وأخشى أن أكون أنا وغنيمتي فريسة لها ..

وزنه خفيف ، فهل يكون كافيا ليسد الجوع ؟

لكن ، الحمد لله ، فهو وجبة ستهدئ غضب معدتي علي قليلا ..

يا الله ! ما هذا ؟
أرى رجلي الخروف تنزلان على ظهري أولا بأول ، فهل سيسقط ؟ أم أن شيئا ما يحدث ؟

لا زالت رجلاه تأخذان بالازدياد طولا ، وهما على وشك أن تصلا الأرض بعد أن كانتا
إلى وسط ظهري ،،،، ..

واصلت المسير ، وإذا بكهف صغير مظلم ، أسمع فيه أصواتا غريبة ..

بسم الله الرحمن الرحيم ...

إنهم يتحدثون عن قصتي بالتفصيل ، وأنني أحمله على ظهري إليهم ..

نظرت إلى الحمل خلسة ، ويا للمفاجأة !!




خليل عفيفي 03-02-2015 01:28 AM


نظرت إليه ، ويا للمفاجأة !! إنه جني تمثل لي بتلك الهيئة لشعوري الشديد بالجوع ....

رجلاه الطويلتان وصلتا إلى الأرض ، ويداه القصيرتان لا زالتا قصيرتين ..
شيء مريب حقا ..

وحينما اقتربت من الكهف ، لكون الطريق ضيقا جدا كـ (سيق) البتراء ، ولا مجال
للعودة أبدا ، نزل الحمل الصغير ، واختفى ، لأرى خياله يدخل الكهف ، وصوت الضحك هناك يذكرني

بطائرة نفاثة لها مليون محرك ، لقد صعقت فعلا ..

ألهذه الدرجة كنت سخيفا ، أم أنها أحلام اليقظة !!

ماذا سأفعل الآن ؟ فقد استهتر بي ذلك الجني ، والشيطان المتمرد لأكون ركوبا له ...

الآن فقدت كل شيء ، وجبة العشاء ، والسخرية من موقف أصابني كهذا ..

سأنتقم منكم أيها الشياطين ...

ولكن لن أجلب الضرر لنفسي ، فهم يمتلكون من القوة ، مالا يمتلك إنسان بسيط مثلي ..

كيف سأجمع هؤلاء الشياطين مرة واحدة لأقضي عليهم ..؟

أظن أنني أتقن المُكاء (الصفير) بالفم والشفتين ، أو بأطراف الأصابع ..
نعم أجيده فعلا ....


خليل عفيفي 07-02-2015 04:31 PM


امتلأت رعبا وخوفا ، وأخذت بالمكاء والصفير ..
إني أرى الشياطين بالعشرات ، يا إلهي !!

كيف يتسع كهف كهذا ، لهذه الأعداد ؟

أفاع ، وكلاب ، وقطط سوداء !

أشاهد هذا الموقف وأستمر بالمكاء ..
ها هم قد بدأوا بالرقص والغناء وأنا مستمر في المكاء ..
يخيل إلي أنني قد سيطرت عليهم ، فهم يحبون الغناء ، والمكاء ، والرقص ..
لقد كنت بارعا في أداء الخطة ..

والآن أيها الشياطين حان وقت الانتقام منكم :


خليل عفيفي 10-02-2015 10:12 PM

ماذا سأفعل الآن ؟
لقد طلب مني والد ريم الفلا

أن أقتل 1000 شيطان ، وقد تكون مسألة يسهل علي تحقيقها
ولكن متى ، وكيف لي أن أقتلهم ؟

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وأقرأ المعـــــــــــــــــــــوذات ..
يا رب يا رب .. إنها قدرتك .

رائحة نتنة تتصاعد مع تلك الأدخنة ، وتشتعل النيران في الشياطين ، بقي كبيرهم

وذلك الشيطان التافه ، الذي سخرني ركوبا له . لقد نجيا بريشهما

ولا زالا متخفيين في الكهف ..ويصعب علي الدخول ..

فأنا كلي ذهول مما حصل .

وأمام إعجاز آيات الله الكريمة.....

العدد مائة وعشرون شيطانا ..
الحمد لله الحمد لله

بقي 880 شيطانا أسأل الله أن يعينني على القضاء عليهم ..
إنها قدرة الله


خليل عفيفي 13-02-2015 03:12 PM


الصوت ينتهي فجأة والكهف يظلم ، وخيالات الشياطين
تنسحب بسرعة لتحلق وتطير بعـــــــــــــــــــــــــيدا
الحمد لله ..
أصبح بإمكاني الآن مواصلة المسير ..
ولكنني لا زلت منهكا من التعب ، والإرهاق ، والجوع .. لم أعد أحتمل ..
ما ذلك الذي يسير ويختفي في جحر ؟
سأتابع مهما كان الأمر ..

يا للهول !!
ثلاثة أرانب حوصرت في هذا المكان .. سأكون حذرا جدا هذه المرة ..

إنها أرانب مسالمة ، لونها أبيض ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..يا رب

لم تبد الأرانب أية مقاومة ، فلا مجال للهرب ، وقد أغلقت الجحر بيدي

لم أحب أكل الأرانب أبدا ، لذلك قد يكون هذا دليلا على أنها أرانب وليست شياطين

والشياطين كما أعتقد لا تتشكل بهذه الصورة ..

الحطب كثير ، وخيرات الله وفيرة ، فلم الخوف والجزع ؟
وأنتهي من تناول العشاء ..

الساعة الآن الثانية عشرة منتصف الليل ..

أشعر بالنعاس ، سأنام حتى يشرق الصباح ..
ولكن لا بد من اختيار مكان آمن .. فالرحلة أمامي طويلة ، والمغامرة خطيرة بلا شك ..
لا بد أن الطريق مليء بالمفاجآت ..
أسأل الله أن ييسر الأمر ، ويسهل الدرب ..

خليل عفيفي 17-02-2015 11:22 PM



أعدك كما قلت مرات ومرات يا مخاوي البيداء
أنني سأفرق بينكما ، بل وسأمطر عليك بشهب من الظروف ، والمشاغل لتبتعد عنك ريمك ... ريم الفلا


كنت أترقب سفينة العائدين إلى أريج عروبتهم ، حاملين معهم ذلك البأس القوي ، والعزم المتين ، وعلى كاهلهم مهمة تزلزل براكين الفرقة ..

http://im88.gulfup.com/a2WXM4.jpg
وفي الطريق يصيبني الذعر ، لا بد أن هناك شأنا ، ها هي تلك الفتاة المجنونة قد أخذت على عاتقها
بث الفرقة بيننا ؛ لتشعل نيران الجفاء ، فتتصاعد رائحة الفراق ..

في قلبي ما لا يعلمه إلا الله ، وكعادتها تقول لي :

أعدك أن تحيا شقيا وسأضع العراقيل في دربك ..

ليست لي القدرة على الانتقام منها ،، فلا أملك إلا قول : يا الله .. بك أستغيث ..

لن أسمح لخيالك المفرط أن يستحضر عروبتك ، تلك التي تتغنى بها ، فدعها تصنع لك شأنا ، وتحقق

لك مراما ..

إنها تلاحقني ، وترشدني كما الغراب إلى طرق لم أعهدها من قبل ، وجبال وعرة لم أحبذ الصعود إليها
عبر سلاسل جبلية شاهقة .

أرى كهوفا لا يقطنها إلا الجن والشياطين ..

لا حيلة لي أمام كيدها ..

إنني أشعر بالعطش حقيقة ، وبين الجبال تتهيأ لي امرأة أراها قريبة لي .. يا للعجب !
ما الذي أتى بها إلى هنا ؟!!

هل أصبحت أعيش في الوهم ، أم أن عاطفتي ، وبراءتي ، وما في النفس من طيبة جعلني أسارع

الخطى إليها ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أهلا حبيبي مخاوي البيداء ،، تقولها بصلة القربى بيننا ..


أنا الآن أعيش في طقوس غريبة ، في بحثي عن المجهول ..
لم أدرك ساعتها أنني رجل بسيط ، قادته العاطفة إلى ذلك النسيج القوي من الخيال !!

ترحب بي ، وتقدم لي القهوة الأردنية ، والشاي ، وصغارها يقبلونني ..
أهلا .. أهلا ..ما هذا الغياب عنا ؟

وأنتهي من احتساء الشاي ، وفي آخر قطرة منه أصاب بالغثيان مرة أخرى ..

شعرت بالعطش الشديد ، وأن مياه نهر الأردن ، وعيون المياه هناك ، لن تروي عطشي أبدا ..

استيقظت على أصوات مفزعة ، وصرخات تعلو من هنا وهناك ..

ما الذي حل بولدي مخاوي البيداء .. ولدي ولدي .. يمه يمه
يا الله ..!!

لكن لمسات يديها الحنونة ،وقراءتها لآيات الله أعادت إلي الهدوء .. الحمد لله

تبدأ الشمس بالمغيب ، والليل الحالك ينشر عباءته علي فلم أعد أبصر شيئا ..

حينما أفقت على صدى كيدها وانتقامها ، كانت أذني تعزف ألحانا وكأنها جهاز تسجيل

أيعقل أن قريبتي تنتقم مني على الرغم من تظاهرها بمحبتي ؟
لم أصنع لها شيئا يجعلها بتلك الصورة من الحقد .لكنها طبيعتها في الكراهية والحقد لعائلتنا ..

مقولة بقيت من أقوالها الحاقدة .. أنت أحبهم إلي ...

لذلك لن أعاقبك بمثل ما سأعاقبهم به ..وستكون عقوبتك بالأحلام المرعبة ؛ لتحيا حزينا مقهورا ما

حييت ..

أحلام الطائرات ..

بشكل دوري أرى طائرة من السماء تسقط ، بين كل فترة وفترة ، فأصاب بالذهول والله ..

إنها حالة تطاردني كثيرا بحيث أنني أصبحت مصابا بحالة من التوتر الشديد ، وشرود في الذهن ..
لم أكمل ابتسامة مرة واحدة في حياتي بعد تلك الحادثة ..
فما العمل ؟
أسأل الله أن يعينني على مواصلة المسير ...

خليل عفيفي 27-02-2015 03:16 PM

وفي غفلة القلب ، أسير بين الجبال ،
والأشجار الكثيفة تظللني ، وحفيف الشجر يبعث في النفس رغبة جامحة للعودة إلى الطبيعة

أشعر بالوحدة والقلق ، وخوف من المجهول ينتظرني ...

أصوات تملأ المكان رعبا ..

ريم الفلا لن تكون لك ..
لن تكون لك ..
سأبعدها عن دربك وخيالك ، أيها الإنسي المغرور

أأنا مغرور ؟

وكيف أكون مغرورا وقد خلقت من طين ، عاشقا لثرى العروبة ..!!؟

يا رب ..

في زمن قصير أشعر بشعر رأسي كدفاعات صاروخية وجهت نحو الفضاء ..

إنه الخوف بلا شك ..

وللوهلة الأولى أرى شعر رأسي يغزوه المشيب بشكل لافت للنظر ..

لا إله إلا الله ..إنها بداية النهاية ..بلا شك ..

امرأة وأي امرأة أرى ؟

إنها مسالمة ..
أيعقل أن أرى امرأة إنسية هنا ؟ وفي هذا الوقت والليل يداهمني ؟

لقد اعتاد قلبي الحزن ، فبالله عليكم كيف للدموع أن تتفجر كبركان ثائر من عيني ؟

لقد تحجرت الدموع في عيني ، تحجرت ... تحجرت ..

رائحة جميلة تبث في نفسي العشق والجنون ..

إنها امرأة تنادي .. هيا يا بني ... هيا يا مخاوي البيداء ..

إنه عطرك المحبب : مخلوط الإمارات ، وحجر ....

ياااااه ..

إنني كمن أصيب بانفصام الشخصية ..
خوف ورعب .. جنون وعشق ، خيال وواقع ، أمن وخوف ..

أين أنا يا ترى ؟!!..

وأقترب من المرأة بلا هوادة ، بلا خوف ..

وأضع خدي على قدميها .. أرجوك يا خالتي ، يا أمي ..

وبلمسات حنونة على رأسي أذهب في سبات عميق .....

يا ولدي يا ولدي ما بك ؟ أترانا جمعنا حزن مشترك يا ولدي ؟
إنني أعود إلى أيام عروبتنا قبل مائة وثلاثين عاما ..
إنها تستمع لتلاوة نادرة قبل أكثر من مائة وثلاثين عاما ..
حينما سمعتها عادت بي الشجون .
تلاوة للقرآن الكريم قبل أن تخلق أمي وأبي وكيف كانت حياتنا ببساطتها
يا الله !!
http://www.7ozn.net/do.php?img=1211697



خليل عفيفي 06-03-2015 01:41 PM



وحينما استيقظت ، بعد سبات عميق ، وشعور بالأمان كحضن أمي
وجدت آثارا لقدميها ... إنها تلك المرأة العجوز التي قابلتها في بحثي عن المجهول ..

ورقة صغيرة بكلمات عجزت عن أن أقرأها بسهولة ....

تبين لي بأنها لا تجيد القراءة والكتابة كثيرا ، ولكنني استطعت أن أقرأ المضمون ..

لقد تذكرتك يا ولدي حينما قابلتني قبل زمن ، وهذه عيّنة من ماء عروس البحر .

إنه عطر فريد صنعته منه ..

فهنيئا لك بها ، وأسأل الله يا ولدي أن تكون لك ..

ماذا باستطاعتي أن أقول ؟ أين ذهبتِ يا أمي لقد كنت بحاجة إليك ..؟ !!

لقد اعتدت الفراق ، وغياب أعز الناس على قلبي ..

هل هو الخيال ؟

أم أنها الهواجس قد أتت بي إلى هنا ؟

أم أنك جئت لتغذي الأمل الذي بات يخبو نوره ؟!!

عطر جميل برائحة جسد ريم الفلا الذي بت أعشقه وأتنفس به ..!!

أعطرٌ ، أم ماء عادي يا ترى ؟

إنه ماء معطر أذكى أريجا من عطور الدنيا ..

هو الأمل بلا شك جيء به ؛ لأبقى قويا فلا تفتر لي عزيمة ..

سأواصل المسير بشوق ..

وأبدأ بالمسير على الأقدام فترة ليست قصيرة ..

لم يعد باستطاعتي أن أقرأ الدهر ، ولا أميز بين أيام الأسبوع ..

وتقودني خطواتي إلى طريق ضيق ، تتدلى غصون الأشجار على ممراته ، وأعشاش الطيور هنا

وهناك ،صوت خرير الماء يبعث في نفسي البهجة ..

إنها عين ماء ، والمها العربي تذكرني عيناه بريم الفلا ..

إنها تقفز بسرعة البرق .. لم الخوف ؟ فكيف لي أن أسبب لك الأذى ؟ هيا تعالي ..

خطوات قليلة قادتني إلى مكان قريب ، والليل بدأ ينشر عباءته ..

شابة في مقتبل العمر، وشعرها يلتف حول جسدها ، ويغطي عنقها ، وسائر جسدها ..

http://www.7ozn.net/do.php?img=1215359

لم أر في حياتي صورة لامرأة كهذه المرأة ..!!

وكالعادة .. آه يا قلبي الحزين ، لقد اعتدت الرعب ، والحزن ، والمفاجآت ..!!
وأقترب منها بشوق ، فهيئتها تجذبني

ترحب بي ، ونبرات الحزن في صوتها تبث في قلبي الطمأنينة ..والأنس ..

أقترب منها ..فتقول : لا تقترب كثيرا من شعري ، دعه يجف بعد أن استحممت ..

صوتها غريب ! فقبل قليل كان رقيقا ، بدأت أشعر بالخوف ، ..
تكلمني وصدى صوتها يتردد بين الجبال ..

شعرها يغطي وجهها وفمها أيضا ، وعينيها لا أرى منهما إلا البياض ..

هيا ، يبدو أنك مرهق ، متعب ، تعال إلى منزلنا القريب هناك ، ولك الشعور بالراحة ..

وحينما وصلت إلى هناك ، رأيت أطفالا صغارا ، وبعضا من الشبان .. الحمد لله !

يبدو أنها إنسية أيضا ..

لقد هيأت لي حجرة صغيرة ، ومنضدة قرب رأسي ، وإبريقا من الفخار فيه بعض الماء ..

خليل عفيفي 07-03-2015 01:20 PM


لا زال أمامي الكثير ..
فلا زلت بحاجة لأقتل ثمانمائة وثمانين شيطانا ، بعد أن قتلت مائة وعشرين منهم
هذا هو شرط والد الريم ..

في أي مأزق أصبحت يا ترى ؟
وهل تلك عقوبة يا رب ..!!
إنها سنة نبيك وشرعك الكريم ، فلم كل هذا الانتظار والعذاب ؟!!


أعشاب برية أعشقها ..
مركونة في زاوية من زوايا الحجرة ، تأسرني رائحتها ..
إنها الشومر ، والزعتر .. سنوات عديدة لم أتذوقها ..

الحمد لله ..

ها هي الشابة تقرع الباب .. ..
من الطارق ؟

وبصوت خافت :
أنا ...أنا ..
لا ترفع صوتك ، فالأطفال نائمون ....

قلبي يرتعد ، ليس لي على محاورات في آخر الليل ، وأنا ضيف ..
ماذا سيقول عني أهلها وزوجها ، إن فتحت لها الباب في وقت متأخر ؟!..
فرجك يا رب يا رب

يا لحظي البائس دائما ..!!

افتح . افتح يا ضيفنا .

لقد أعددت لك الطعام ، وتأخر إعدادي له فقد جئت متأخرا .

رائحة غريبة بدأت تتسلل ، وعطور غريبة ، ورائحة تختلط برائحة غريبة من اللحم ......
أشعر بالجوع حقا ، ولا يذهب تفكيري إلا إلى أنها ستكرم الضيف بالعشاء ..
..
صباح الخير أيها الضيف .. أعرف أن الوقت متأخر بعد منتصف الليل ..

إنها امرأة رقيقة لكنها لا ترتدي شيئا كما يبدو ، فقط انتشر شعرها المبلل بالماء ، وزيت الزيتون ،

وعطر من الزهور جميل ..

بيدها وعاء من الفخار وبه اللحم ...

أشعر بالارتباك ، قدمت الطعام وجلست بالقرب ..

إنني شديد الحياء أولا ، وشعوري بالخوف كبير مما سيحصل !!

ماذا تريد هذه المرأة ؟!!

ما بك .. لم لا تأكل ؟ ..
حسنا حسنا ..
ولكنني لا أفضل الطعام بوجود أناس قربي وأنا ضيف ..

حسنا ، سأدعك لتناول الطعام الآن ، وسأعود إليك فبيننا كلام كثير يا صديقي ..

صديقي ؟ !!

حسنا ..

لم يعد لي رغبة في تناول الطعام ، وكأن شيئا أغلق بوابة الشهية في قلبي ..

ما هذا الذي أراه ؟ يا ويلي يا ويلي ..

إنه طفل آدمي كما هو ..

يا رب يارب

ماذا أرى ..

سألقي بالوعاء ، وراء النافذة لأرى قصتها قبل أن تأتي ...



خليل عفيفي 21-03-2015 08:08 AM


وحينما وددت إلقاء الوجبة من النافذة ، أصبت بالذهول ، عظام بشرية
وجماجم رجال ونساء وأطفال ..
وبعض من الجثث المتعفنة ، ..
ماذا سأفعل الآن ؟، وماذا سيحل بي ..؟!!
صوت قدميها يعزف لحن الحذر ، وكأنها تسترق السمع ، وتهم بالدخول ...
عطر من الياسمين يتسلل إلى الحجرة ، من بين شقوق الباب ..
سأتظاهر بالنوم حتى يأتي الصباح ..
ولكن الباب يقرع ، إنها تصر على الدخول ..
لا شك بأن لديها نية سوداء ..
وتقرع الباب بقوة هذه المرة ..

افتح الباب ..يكفيك نوما ..

ماذا تريد هذه الفتاة ؟!!
افتح سأقول لك شيئا ..أعدك أن يكون شيئا جميلا ..
وتدخل ، وإذا هي بعروس تجملت ، وتزينت ، وارتدث أجمل ثيابها
لكن شعرها الكثيف ، يغطي وجهها
..
وبقية الشعر صففته فوق رأسها لتشكل به وردة جورية حمراء ..

بدأت أشعر بالاطمئنان ..

وتقترب من النافذة .. لكنني أبعدتها كي لا تشعر بأنني رأيت ما رأيت من النافذة ..

هيا اجلسي هنا ، أهلا ومرحبا بك سيدتي ..

وتبدأ تلامس يدي ، يا للرعب !!

إنني لم أعهد حالة من قبل ، امرأة غريبة ، وفتاة بهذا الشكل تلامس

يدي !!
لكن يدها تذكرني بيد عامل بناء رسم الدهر عليها ما رسم ، وكأنها ورق الزجاج !!

يستحيل أن تثيرني هذه المشاهد ، فخوفي من الله أضعاف خوفي منها ..

فلتفعل بي ما تفعل .. ولكن لن أغضب الله ..

وأتظاهر بالقبول ، وابتسامة صفراء ارتسمت على شفتي ، ومحياي ..
ها هي بدأت تشعر بالراحة ..

سيدتي ..

لم تغطين وجهك الرائع ؟

هل عائلتك تقيم هنا ؟
سيعاقبوننا لو شعر أحدهم أننا في خلوة ..

لا تأبه لشيء ، فلا أحد هنا ، لقد ذهب الجميع في رحلة صيد ولما يحضر أحد منهم بعد
وقد يصلون صباحا ..

هيا لننعم بأجمل ذكريات ..ونتعايش أجمل لحظات العمر ..


ولكن اسمحي لي سيدتي ..

لم تحرميني رؤية وجهك الوضاء ؟

دعك من هذا يا .. يا ..

مخاوي البيداء .. أنا مخاوي البيداء .

مرحبا بك .. مرحبا مخاوي البيداء..

لن ترى وجهي ..فقد لا تحتمل رؤية جمالي ، وستفقد قدرتك على الكلام ..

لقد أعجبت بك ، أعجبت بك ..

أرجوك سيدتي .. لا تلامسي كتفي ، فأنا لا أحتمل أيضا ..

لنبدأ الحديث عن المكان والأشجار الكثيفة سيدتي ، وما قصتك بالتفصيل ؟

يارب ، يارب ..

صرير أسنانها يحيي في قلبي حفلة من الرعب ، على أنغام تراقص نبضات القلب

..حسنا ليس لها مخالب ، وليس لها قوة الانقضاض كنمر جائع ، قد أتمكن من مقاومتها ..

ولكن هؤلاء !! كيف لم يقاومها منهم أحد !

هل سأكون أقوى منهم جميعا ، وبعضهم أصغر مني سنا ، وأقوى بنية ؟!!

خليل عفيفي 26-04-2015 04:24 AM


خليل عفيفي 22-05-2015 01:10 AM

كنت في غيبوبة طيلة الوقت ، لا أدري
أهو جمال تلك الجنية أم قبحها !!
أقسمت أن ستبقى ريم الفلا أميرة الأميرات
لي معك حديث أيتها الجنية

http://www.7ozn.net/do.php?downex=1218874


خليل عفيفي 13-06-2015 11:50 PM


وما حديثك يا مخاوي البيداء ؟


حديثي :

حينما تنتفض أجنحة القلب ، ملقية بأثقالها ، وكدر أيامها في عمق البحار ، وحينما تهاجر غربة
الروح بلا عودة ، وتعود السعادة إلى وطن العشق والجمال ، تتراءى أمام العيون عروبة لطالما تغنى

بها العالم ، فتسابقوا لاقتناء كنوزه ، ومخطوطاته لينطلقوا منها إلى الفضاء بسحرٍ عطّرهُ ثرى
العروبة ..
امرأة من ذهب، و روحها من البشر ..
سيدة من الشرق سحرت الألباب ، ومسحت عن أعين البؤساء كل حزن ، بعطر أنوثتها ، وسحر
عروبتها ..
لها ثغر يحاكي الأقحوان ، وأنفاس تفوح بالريحان والياسمين ..
عبق الخليج يتغنى بها ، وتحت ثراها يزهر الياسمين ..
ولدت في هذا الدنيا فولدت معها السعادة ..تضيق الكلمات عما أود التعبير عنه ، في عباءتها لون
يذكرني بالليل ، وبهجة تذكرني بروعة لقاء المحبوب ..

يتحدثون عن الجمال ، والتقصير في وصفها كان ولا يزال ..
امرأة من حرير ، دعجة العينين ، تسجل عيناها براءة اختراع للجاذبية ,, قبل أن يظهر إسحق نيوتن
بنظرياته..

جاذبية نيوتن تتحدث عن النبات ، فكيف تغيب عنا تلك الجاذبية التي فرضت للعشق قانونا من نوع
آخر ، لأروع الكائنات من البشر ؟!!

ستبقين معي إلى أن تذهب الروح ، فما جاء التخاطر الذي التقيتك فيه لأول وهلة ، إلا هبة من رب
البشر ، فمرحبا برزق الرحمن ..وهدية العلي القدير ،،
كنت أتلذذ بنطق اسمها ، إنها لعمري تغذي الروح بحروفها ، وتنعش الفؤاد بأنفاسها..

بحثت عن أنيس من الطيور ليوصلني إليها ، فضن علي الزمان به ..

توجهت إلى الله العلي القدير أن يمنحني القدرة على محاورتها ..فأرشدني الإله إلى محاورتها بالتخاطر

لأراها عروس البحر ..

كتبت إليها ...

سيدتي المبدعة ، أعتذر عن الدخول لقصرك الخاص ؛ فقد اهتز عرش الرجولة فيّ ، وأصررت على
لقياك هنا ، لتري عروس البحر كما أراها ، فهلا سمحت لي مولاتي بالاطلاع !

كان قلبي يرتجف ، وكان الجميع يناديني بالملك ، وأي ملك يا ترى وأنا من عامة الشعب حينما يزدان
المكان ب ريم الفلا ..!!؟
وتبدأ مسيرة النبض للانتظار ، كما تشتعل انتفاضة في القلب لترشق الصبر ، ويجف الريق حتى تأتي
ونلتقي في القصر الملكي الخاص ..

حينما كنت أرى رسالة منها لا أغامر لفتحها فورا ، بل أترنم بالاطلاع على عنوانها ، فأقبل الحروف
لأشم عطرا يتبدى لي من الفردوس ..

فأسألها عنه...

ليكون عرقها .. لا إله إلا الله ..

وتبدأ رحلة من الجمال وأبدأ بأولى خطواتي نحو الفردوس في الحياة ..

تمنعت في البداية ، بل ورفضت بقوة ، لا طبيعة من الطبع والتظاهر ، لكنها سجيتها ، كان يهيأ إلي
أنها رجل في البداية ،كيف لا ونحن في عالم افتراضي ، ولكنني عشقت هذا الرجل وتمنيته ، لست
شاذا إلى هذه الدرجة ، لكنني سأتحدى نواميس الطبيعة ، فقد عشقتها والله ..

ويسألني الفؤاد :
كيف تثق بامرأة وأنت تعلم النساء وجرائمهن ؟!..

فأصفع خدود الفؤاد ، وأضرب القلب بسكين ، لكنه تحمل وأقر أنني على حق ..

إنها ريم الفلا ..

سنوات مضت وأنا لا أذكر إلا الله ، ورسوله ، وأمي التي بقيت لي من هذه الدنيا ..

كنت أقول لها :

أحب الله ، ورسوله ، وأحبك أنت وأمي ..

سنوات من العمر مرت ، وولت الأحزان مجرد لقائها على الخاص ..

فنتفق بعد محاولات عديدة لنلتقي في الإيميل ومنه للمسنجر ، يا الله !!

حتى الشبكة العنكبوتية ، تتعطر بذكرها ولفظ اسمها :: ريم الفلا !!

وبعد محاولات مضنية ، وسنوات من العمر كنا في جبهة غير متكافئة ، جبهة الحب والعشق ، وجبهة

عدم الخوض في الحب ..

ولا أملك القوة لأفتح لها قلبي ، وبعد محاولات يعلمها الله ، حاولت ريم الفلا من خلالها أن تتعرف كيف يكون الحب ، وكيف يشعر العشاق .. وما معنى الزواج ؟
.. وكيف يكون على حساب طموح فتاة لا يتعدى الدراسة حاليا ؟..

وتمر الأيام لأبث لها شوقي فأقول :

في خاطري كلمة نفسي أقولها :
تقول : توقعتها يوما أن تكون منه فلها أن تشق طريقها إلى أفق بصري ومسامعي
وتبدأ رحلة السعادة إلى يوم الساعة ..
أعاهدك سيدتي وأقسم بربي أن أحبك وأحترمك ، وأن أحترم مواهبك وألا أخونك ، وأن أخاف الله فيك




خليل عفيفي 21-04-2017 11:54 PM

الساعة الآن تجاوزت الواحدة ليلا ، وأصوات الذئاب والضباع تملأ المكان وكأنها تقترب منا ..
إنها في غاية الفرح ، ولا يعرف الخوف إلى قلبها طريقا !!!
ما هذا الذي أعيشه الآن؟
ما بك يا مخاوي البيدا ؟
رجل مثلك يخاف من الوحوش وهو في هذا الحصن المنيع !!؟
رجل يخاف وقربه امرأة جميلة لا تعرف الخوف ؟
لم كل هذا الهلع؟
لا لا لست خائفا ..

أقولها وأقدامي ترتجف تحت ذلك الجسد الذي لم يعد يحملني ..
ما بك ترتعش !!
هل أثارتك أنوثتي ؟
أم أنك لست مطمئنا لوجودي معك ؟

خليل عفيفي 11-12-2017 05:50 AM

ماذا حل بي ، وما الذي أصابني ؟
لعل ذلك القلب يهزني إليها وأنا في هذه اللحظات الرهيبة
ذلك الأمان الذي نبحث عنه ، لا نراه إلا في جزيرة الطهر ، حيث روعة الحياة وبراءة الطبيعة ونقاء
الأسرّة ، وذلك القلب الحنون كقلب أعز من خلقها الله لنا في هذا الوجود..
لطالما بحثنا عنه ، عن ذلك الحب ، لترتوي من ينابيعه زهور قتلها الضيم ، وورود ذبلت فجفت
عروقها ..
نبحث عنه في زمن الضياع ، والقلوب تستصرخ الطبيعة وترقى إلى القمر لتسير بين النجوم ،وتعوم
بين الكواكب ، لعل ذلك الكوكب يِأتي ليكون بلسما للآهات ، وحدا للضياع..
يأسرني ذلك البوح لأعيش بين جماليات الحرف ، وعذوبة التعبير الصادق ، حينما نبحث معا عن ذلك
الأمل الذي كنا نراه مفقودا ..
ولكن يا لروعة ذلك الإحساس ، وعطر الشعور مع أريج العروبة التي تفتن قلبي من بين كل من خلق
الله في هذا الكون من عباءة تعيدني إلى مجد عروبتنا وبهائها ..
فهل يا ترى يقى حلما ؟ أم أن ذلك السراب سيتحول ينبوعا ترتوي منه القلوب التي ظمئت للحب..

لذلك الحب الذي تتزلزل به كل قواميس الحب ..
ليكون حبا من نوع آخر ، نحتضنه ، ويعانق في سماء الأمل روحا كانت في جسد ،أقرب منه إلى
المومياء ..
وتثيرني العبارات فتنساب المعاني من القلب إلى القلب..


خليل عفيفي 17-12-2017 09:00 PM

تتقد في القلب أشواق تفوق حرارة الطبيعة ولهيب الشمس في صحراء الربع الخالي..
أشواق لا تكاد تطفئها الينابيع أو مياه محيطات الكون ولا ثلوج القطب الشمالي..
فهي وإن كانت تشتعل ، وتتوهج ، وتندلع ألسنة نيرانها ، ملتهمة الأخضر واليابس في قلب أصبح فيه الفرح رمادا..
فمن تلك التي تحييه ؟ وأين ذلك الحضن الذي يحتويه!
هل سيبقى سرابا يحسبه الظمآن ماء!
وتبقى القلوب كلها أمل ليصبح ذلك الرماد كائنا تدب في أوصاله الحياة..
بوح مسائي لعروس البحر في قصر التخاطر
الساعة ٦:١٢ دقيقة
١٧ كانون أول ٢٠١٧
وعلى جناح ذلك الطائر ، تأتي رسالة تعبق بأريج عروس البحر وريم الفلا

خليل عفيفي 17-12-2017 09:01 PM

لقد اشتقنا لأحاديث المساء وحكايات نبوحها لعلياء السماء أن ثمة بالقلب شواعر تنبض بالأمل في كل ثانية نقتات بها عمرا في الحياه...
فأولئك الذين بدأوا مسار الحب معنا قد منحونا درسا ما زلنا نحيا بنتاجه.
" الحب لا يدرك أبعادا صنعها البشر فهو عطاء إلهي يغرس وينمو ويحفظ ويصان به "قد يتسلل اليأس قسرا ليسر لنا حديثا نمقته ولكن يأبى القلب والروح أن تلقي له بالا..
أوجه نفسي لخالقي كلما اقتنصت أوقات الاستجابة عند وقع المطر أو عند دنو السحر أن يحفظك ربي ويجمعنا بالخير على رضاه...
ستبقى يا مخاوي البيداء ذلك السيد الذي يتربع على عرش روحي احتواء ونبضا وحبا. .. ربي يحرسك لي ...
شذرات مسائية على وقع المطر
الساعة 7:24 مساء
17 كانون الأول 2017


الساعة الآن 01:28 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية