منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   النقد والكتابات الأدبية والسينمائية (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   قراءة النقدية الأولى لقصيدة ((ريم الفلا)) للشاعر خليل عفيفي (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=19732)

زياد الحمداني (( جناح الأسير)) 12-07-2014 03:52 AM

قراءة النقدية الأولى لقصيدة ((ريم الفلا)) للشاعر خليل عفيفي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


يسرني بكل اعتزاز وما يُمليهِ الحدسِ من جواز ، أن تكون هذه الإطلالة بداية البداية لتتبع النصوص الأدبية وبيان جمالياتها وما تخفيه من إبهار بجميع ادوات النقد البناء ..

كما يتسنى بأول جولة في هذا الصدد أن نفتتح القرآءة الأولى بنصٍ راقٍ جميل يستحق الإمضاء عليه وتحديق الضوء عليه وتفنيده ، قصيدة الشاعر الرائع خليل عفيفي (( ريم الفلا )) نبحر بموجز معانيها ومبانيها استئناساً واستئذاناً منه ...


القصيدة كاملة..


ريم الفــــــــــــــــلا


"يالله يلّلــــي من ترجـــــّـاك ما خاب"
يا عالــــــــــــــمٍ بهموم قلب خفــــّيــه
ترحم خليلٍ بالفيافـــي له احبــــــــــاب
بعـوج المحانـــي منزلتهـــــــم عليـــّه
من يوم شفتــــه والفــــلا ريحها طاب
سبحان من ســـــــــواه رب البريـــــّه
يالريم فيك من الحـــــــلا شــــيّ جذاب
عذبٍ قــــراحٍ والعذوبــــه سخيــــــــّه
طيفك سباني والقمـــر بالســــما غاب
بدر الليالي يشتــــــكي مـــن أسيّـــــه
فقت السنا حتى سنا سهيل وشهــــاب
النور بــــــــادي والشمــــس مختفيـّه
معــــذور مــــن هو للمــــزايين طلاب
ريم الفلا بالحيــــل فـــــاقت سميــــّه
لك منطـــقٍ والريـــق شهد ورضاب
والطيب والترحاب طبـــع وسجيـّــه
مجنونهــا يا صاحبــــي جنّ ما تاب
يا ويل من هو شاف جتـــه المنيــّه
الزين غالب والحــــــلا فيـــك غلاّب
يا حــــــظّ عينٍ دوم قـــربك حظيـــّه
ازهر الامل في خافقي وهو الاسباب
سبحان رب الكون!ما شفـــــت زيّه
يا شيب عيني لو تماديت بغيـــــاب
عيــّا الدوا القاه بالصيــــــــــدليـــّه
كلك محاسن ما شفت شي ينعــــاب
لو انك جفيتي اليوم ما طب ليــــّه
انشد عليك الله يا بنت الاطـــــــياب
لا تعلنيها يوم حســــــــــره عليـــّه
لو اجمع اوصاف العذارى والانساب
ما غيرك لدربي بلاقـــــــى خويــــّه
أو جن بنات البـــــاديه يمي اسراب
عيني بسواك يالحبيبـــــه عميــــّه
أو جن بنات الشام من كل الاصواب
ما اقبل بديلك بالحشا لي هويــــــّه
أوّاه يا قلبٍ جريــحٍ ومنصـــــــــاب
من جور رسم في حدوده خطيــــــّه
انــــا الغريب وخافقي اليوم قد ذاب
تبلاه من جور الليــــالي بليــــّــــه
انشــــد عليك الله يكفيني اعـــــذاب
بســــك حبيب القلب صد وأذيـــــــّه
الشاهد الله بالوصـــــف الشعر شاب
كل القصايد بالوصـــــف لك عصيـّه



أولا: لا يخفى على المتتبع أن القصيدة نبطية ...

ثانيا: عدد ابياتها إحدى وعشرين بيتاً

ثالثاً : شرح موجز للقصيدة...

هنا الشاعر العزيز يُلقي ظِلالِ مشاعره الجياشة المتأصل في غرض شعري واضح تخلل الأبيات وهو النسيب والأوضح الغزل المسترسل أعماق وروح القصيد فالشاعر يصف من خصت لها هذه الجماليات بداية بعنوان القصيدة ريم الفلا ..

معنى ريم :الغزال

والفلا :البر

و يعني غزال البر

معظم الابيات انسابت لتروي باقة من التشبيهات والاستعارات الجميلة التي استساغها المتتبع وهذه العبقرية في نسج ذلك الخيال ووضعه كفكرة مترابطة بالأخرى بحيث من ناحية التورية يستطيع المتلقي فهم المبنى بأكثر من معنى...

وهذه عينة تصور ذلك الجمال الفريد ...


طيفك سباني والقمـــر بالســــما غاب
بدر الليالي يشتــــــكي مـــن أسيّـــــه

فقت السنا حتى سنا سهيل وشهــــاب
النور بــــــــادي والشمــــس مختفيـّه


ظلها قد أسره ببزوغها غاب القمر بما أنها حلت محله ...

لذلك تراه يشكو فراقه ..


وهنا الاستعارات الرائعة في البيت التالي ، فيصور الشاعر ان ريم الفلا قد غلب حسنها الضوء الخافت ((السنا)) حتى نور نجمة سهيل و ((شهاب)) اجسام نارية متوهجة تسقط في الغلاف الجوي للأرض..

وذلك النور الذي طغى على جميع هذه الأنوار بما فيها القمر والبدر ونجمة سهيل والشمس تتبدد بوجودها ..

والقي جمال هذا المعنى والوصف (( الشمس مختفية)) أي زالت وغابت الشمس بما بها من اثر توهجي أمام هذا السنا الوضيء ، فما اجمله من تصوير عميق...


لعل اجتهادي المتواضع قد اجاد ولو القليل من الإيضاح والأستيضاح ، بأمانة ابيات نالت استحساناً وأبهرت المتلقي ..

فإلى هنا تتوقف الإضاءة والمجال مفتوح للجميع في التلذذ بجمال النص بارك الله فيكم إلى عودة جديدة في قرآءةٍ أخرى من صرح منتدانا الراقي برواده...


سالم الوشاحي 12-07-2014 01:36 PM

الأستاذ الفاضل زياد الحمداني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان نص الشاعر الكبير خليل عفيفي زاخر بالصور الشعرية التي

تجذب النفس وتطربها وهي تحلق في الفضاءات الجميلة.

قراءة رائعه وتنم عن فكر واعي وقلم راقئ

وفقك الله أستاذ أزياد ونفع بك

ولا تحرمنا من مثل هذه الفرائد والفوائد .

ويستحق نص الأستاذ خليل عفيفي هذه القراءة الطيبه

سجل إعجابي وتقديري العميق

زياد الحمداني (( جناح الأسير)) 15-07-2014 10:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الوشاحي (المشاركة 228386)
الأستاذ الفاضل زياد الحمداني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان نص الشاعر الكبير خليل عفيفي زاخر بالصور الشعرية التي

تجذب النفس وتطربها وهي تحلق في الفضاءات الجميلة.

قراءة رائعه وتنم عن فكر واعي وقلم راقئ

وفقك الله أستاذ أزياد ونفع بك

ولا تحرمنا من مثل هذه الفرائد والفوائد .

ويستحق نص الأستاذ خليل عفيفي هذه القراءة الطيبه

سجل إعجابي وتقديري العميق


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...


أخي العزيز القريب من الوجدان الشاعر أ. سالم الوشاحي....

دائماً أخي ما تجودُ بهذا الكرم النبيلِ الذي يستلهم المرء منه الشيء الكثير حفظك الله ورعاك وعافاك من القلب إلى القلب...

ومن الجميل والرآئع تذوق نص راقي كصاحبهِ وكما ذكرت سيدي الأصيل أن ابياتهِ العذبة تجذب النفس وتتصاعد قُدماً لأجلِ تفنيدِ كلِ حرفٍ منها بما لها من رسوخ بجميعِ مستوياتها الأدبية ...


.

خليل عفيفي 16-07-2014 02:23 AM

الأنيق ، والشاعر الراقي ، والكاتب الأديب ، الأريب ، والقريب إلى القلب :
زياد الحمداني
تتبخر الكلمات ، وتنضب المعاني ، وتجف التعابير ، حينما أرى شاعرا فذا مثلك يلقي الضوء على نص
متواضع ، لأذكر لحظات نسجه .
إلا أنني كنت في رحلة بين الفيافي ، وفي أعماق صحراء الربع الخالي ، .. لأرى ريما حقيقيا يمر من
أمامي ، وبسرعة يجفل كعادته ، فيستفزني لمطاردته ؛ حبا فقط في روعته التي أودعها الله فيه ..

وتبدأ القصة الحقيقية ، فتنتابني الحيرة ، والقلق .
يقولون هناك تشبيه بلاغي مقلوب ، فبمن أشبه من ؟
فجاء البيت الأول ، وقد انتابتني مشاعر جياشة ، فاضت بي، لتذكرني بحورية البحر (عروس البحر) ..

فجاءت الكلمات ،والمفردات ،لأدونها في الهاتف في البيداء التي كنت ، ولا زلت أعشقها ، وكم تمنيت
والله أن يكون بيتي من الشعر هناك للأبد..!!
أخي زياد ، هناك أبيات أخرى لم أضمنها في النص ، فريم الفلا فعلا تستحق الوصف وتستحق التعبير ،
كما أنك تستحق التقدير

واسمح لي أن أضيف هنا :

شفته انا جنيت والعقل قد غاب **يا ويل حظي من مصاب ورزيه
يـ طموحي يللي كسر اعناق ورقاب**من نطرة فوق الثريا عليّه
ريم عشقته وصفق القلب باعجاب**يا ليت ربي لو جمعنا سويه
عزاه يا قلب تعنى ولا طاب**ميت حزن تنعاه كــــــــل البريه
فاقد حنان الحب يا عز الاحباب**محروم من بسمة شفاه طريه
مكثور خير اللي يجيني بالكتاب**يبشر خفوقي وللبشاره هديه
يا رب يا من للمخاليق وهاب**ارزق خليلك من رحمتك شويه


أخي زياد :
لقد فاق اختيارك لهذا النص جمال القصيدة ، فتعبيرك وامتلاكك لأدوات النقد البناء ، ما هو إلا تكريم
لشاعر لا زال يعوم ببطء في الشاعرية ، أمام روعة تعبيرك وشاعريتك ونقدك الذي أضفى على
النص جمالا لم أره من قبل .
لقد سبرت أعماق المشاعر ، وأجدت الوصف والتعبير ، وكأنك كنت قريبا مني ، وهذا ما يؤكد أنك في
القلب تقيم وستبقى ..
لله درك أخي الغالي زياد !!
كل التقدير لهذه الشهادة التي ستبقى وسام ، عز ونيشان فخار

ناجى جوهر 16-07-2014 03:16 AM



إختيار موفق أستاذ / زياد الحمداني
وتحليل راقي لطيف إذ لا نقد فيه ولا تجريح
بل إظهار مواطن الجمال اللغوي والفني والموسيقي
وقد لفت إنتباهي ميل الشاعر الأستاذ / خليل عفيفي
إلى إعتماد وإستخدام اللهجة البدوية
ليضفي على القصيدة طابع ونكهة البداوة الصريحة
فها هو يحلف ويقسم قائلا :

انشــــد عليك الله يكفيني اعـــــذاب

بســــك حبيب القلب صد وأذيـــــــّه


من الواضح مدى تعلّق الشاعر بريم الفلا , الذي بالغ
في وصف محاسنه , ونشر فضائله
ليبرر تعلقه وعشقه وهيامه بهذا الريم :

يالريم فيك من الحـــــــلا شــــيّ جذاب

عذبٍ قــــراحٍ والعذوبــــه سخيــــــــّه
و

لك منطـــقٍ والريـــق شهد ورضاب

والطيب والترحاب طبـــع وسجيـّــه


وغيرها كثير
لكن الشاعر لا يعاتب ريم الفلا على
الإبتعاد
والتجنّي والجفا بل يستعطفه ويترجاه ويتملّقه
خوفا على قلبه من الإنفطار وعلى حبه
من الإندثار وعلى عشقه من الفشل
ويطلب من الريم ترك الصد والهجر الذين
يؤذيان المحب ويعذّبانه وسببان شقاءه
شكرا لك أستاذ / زياد الحمداني
على هذه الفكرة الرائعة , وعلى التحليل
الجميل المبسّط
والشكر موصول إلى الشاعر
الأستاذ / خليل عفيفي
وتقبلا تحياتي



مملكة الطموح 16-07-2014 04:15 AM

جل الشكر على اختيارك سيدي فقد وفقت بها فقد استوقفتني أبياتها كثيرا وأنا لست ناقده ولم أدرس النقد بعد واتمنى أن أتتلمذ على يديكم أساتذتي ولكنني أهوى الشعر وجماله وتذهلني الصور وترابط المفردات وهذا ما أوليت له اهتماما هنا حيث البيئة البدوية وضعت مسرحا لأجمل الأحداث فهناك يتربى القلب على أروع صوره..

مبارك سيدي خليل نصك هذا واختيار سيدي زياد له..


إليك ذائقتي في القصيده..

*رائعة هي البداية كيف لا؟ والشكوى هنا موجهة لله هو خير العارفين والافضل لمسار الشكوى حيث لا يخيب امل الظانين حسنا به والبداية توحي بإنة ثمة خطب في قادم الابيات وهذا هو الجميل وعنصر التشويق في روعة البيت (1).

جمال البيت الثاني اوضح جزءا مما بدأ به البيت (1) حيث عرف القارئ بمنزلة وعلو مكانة الاحباب في قلب الشاعر

*التدرج المنطقي في الابيات واضح وذلك من خلال اكمال السرد والتفصيل بما فعلة احباب الشاعر حيث جعلوا للفلا طيبا ورائحة زكية بوجودهم فية بحضور ذكراهم بها والذي سجل حمدا لله ختم به روعه النهاية فلا شئ افضل من الحمدلله على وجود الاحباب والخلان....

*هنا ادركنا ما تملكة الريم وهو سر تلك المكانة التي حظيت بها عند الشاعر ففيها الحلا والعذوبة السخيه
*اكمل بعدها الشاعر مسيرة التفصيل حيث رسم صورة الطيف الخيالي الذي اسر الشاعروكان مبررا لغياب القمر وهذه صورة موفقه حيث اختزنت الجمال وأجلته في الآن ذاته (فلسفة)...

*النداء بلفظ الريم وهو اسم الغزال كان له دور في تناغم الحس الإيقاعي لهذا البيت حيث أننا ندرك ما للغزال من مكانه في جنان معظمنا فهي تمثل الجمال وروح الفلا والرشاقة والخفة والسرعه وأعاد بي هذا البيت لهنيهات عدة إلى الشعر القديم بأبياته حين قال بأنك شمس والملوك كواكب ولكنك غيرت الصورة وظل المعنى بجماله وعالي حسه..

*تضاد وقع فنية حسه هنا فعلى العاده نحن لا نحبذ الطلب ولكن في هذا الوضع أعذرنا الطالب حيث كان بغية مقصده المزايين ومن ثم اكمل البيت بشطر الثاني من سابقه ليؤكد ما احتلته الريم في ذات الشاعر...

*عودة المدح والدخول في تفاصيله مجددا من حيث أن لها منطقية وسجيه طيبه ورحابه
*في هذا البيت تمن من الشاعر بأن يكون بينه وبين الريم سبيل للتواصل واللقيا كالقرب والأنساب وبعدها عاد ليكمل الحديث عن تأثير الريم عليه بالجنون...

*وبعدها غبطة تتبعها تفسير لمن حظي بقرب ومشاهدة الريم وتمن وكأن لسان حاله يقول ليتني كنت مكانهم فأنعم برؤيتها

*جميلة الصورة المرسومه في أفق الشاعر حيث ما يكون الأقرب إلى الجمال دائما هو الزهر والورد وهنا الصورة موفقه حقا فمن قرأ هذا البيت شعر بعودة الأمل ونموه لدى الشاعر من تأثيرالريم..

*صورة حزينه لربما دب فينا الأسى منذ رأينا مفردة الغياب بها وتتابعت الصورة والحكاية بالدواء والصيدليه لنعي حجم الغياب ليتحول بعدها إلى داء...

* العودة لذكرالمحاسن من حين لآخر له دلالته الخاصة التي تكونت في نفس الشاعر الذي لا يمل ذكرالريم وتأثيرها وعمد إلى رؤية البعد والجفا المستقبلية التي ربما تحصل و تسجل عندها ميلاد حسرة على الشاعر ...

*هنا عجز محمود أورده الشاعر في الأبيات ليعلن بعدها أن العذارى والأقارب لم تصل لأحدهن مكانة الأخوة وأن الحور وبنات الباديه لم يجعلن لعينيه منطقا لتحل الريم وتعود للعين بصيرتها فهنا بعد شفائي وبعد غزلي...

*الهوية تكونت لدى الشاعر بوجودها فلم يعد لبنات الشام وغيرهن ارتباط للهوية وهنا عمق بالتأصل وامتداد الجذور وشرف بإنتمائها..

*هنا رجاء سيكون محمود النتيجة بإذن الله كون الشاعر انشد الله فيه فما خاب من توكل عليه بأن لا يكون للقسوة مسار ومخطط في قادم الأيام

*الشعر بما يحمله من رقي في الوصف والمعنى بالفعل قد يشيب أحيانا حين يعجز من أن تكون الصورة فائقة الوصف وكذا القصيد وبيته تتلو آيات العجز ذاتها بل ربما تتمرد وتعصي...

دمت رائعا راقيا في سماوات الحرف واراضيين الشعر وثوابته...

زياد الحمداني (( جناح الأسير)) 17-07-2014 09:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عفيفي (المشاركة 228730)
الأنيق ، والشاعر الراقي ، والكاتب الأديب ، الأريب ، والقريب إلى القلب :
زياد الحمداني
تتبخر الكلمات ، وتنضب المعاني ، وتجف التعابير ، حينما أرى شاعرا فذا مثلك يلقي الضوء على نص
متواضع ، لأذكر لحظات نسجه .
إلا أنني كنت في رحلة بين الفيافي ، وفي أعماق صحراء الربع الخالي ، .. لأرى ريما حقيقيا يمر من
أمامي ، وبسرعة يجفل كعادته ، فيستفزني لمطاردته ؛ حبا فقط في روعته التي أودعها الله فيه ..

وتبدأ القصة الحقيقية ، فتنتابني الحيرة ، والقلق .
يقولون هناك تشبيه بلاغي مقلوب ، فبمن أشبه من ؟
فجاء البيت الأول ، وقد انتابتني مشاعر جياشة ، فاضت بي، لتذكرني بحورية البحر (عروس البحر) ..

فجاءت الكلمات ،والمفردات ،لأدونها في الهاتف في البيداء التي كنت ، ولا زلت أعشقها ، وكم تمنيت
والله أن يكون بيتي من الشعر هناك للأبد..!!
أخي زياد ، هناك أبيات أخرى لم أضمنها في النص ، فريم الفلا فعلا تستحق الوصف وتستحق التعبير ،
كما أنك تستحق التقدير

واسمح لي أن أضيف هنا :

شفته انا جنيت والعقل قد غاب **يا ويل حظي من مصاب ورزيه
يـ طموحي يللي كسر اعناق ورقاب**من نطرة فوق الثريا عليّه
ريم عشقته وصفق القلب باعجاب**يا ليت ربي لو جمعنا سويه
عزاه يا قلب تعنى ولا طاب**ميت حزن تنعاه كــــــــل البريه
فاقد حنان الحب يا عز الاحباب**محروم من بسمة شفاه طريه
مكثور خير اللي يجيني بالكتاب**يبشر خفوقي وللبشاره هديه
يا رب يا من للمخاليق وهاب**ارزق خليلك من رحمتك شويه


أخي زياد :
لقد فاق اختيارك لهذا النص جمال القصيدة ، فتعبيرك وامتلاكك لأدوات النقد البناء ، ما هو إلا تكريم
لشاعر لا زال يعوم ببطء في الشاعرية ، أمام روعة تعبيرك وشاعريتك ونقدك الذي أضفى على
النص جمالا لم أره من قبل .
لقد سبرت أعماق المشاعر ، وأجدت الوصف والتعبير ، وكأنك كنت قريبا مني ، وهذا ما يؤكد أنك في
القلب تقيم وستبقى ..
لله درك أخي الغالي زياد !!
كل التقدير لهذه الشهادة التي ستبقى وسام ، عز ونيشان فخار



أخي العزيز القريب من الوجدان الشاعر أ. خليل عفيفي...


من الجميل أن تشترك القلوب في عزفِ المعاني الخلابة التي تُبحر من خلالها الأفكار بكل رُقي إلى التفاعل مع نص مفعم بالحياة بل بكل صدق استشعرهُ الجميع بما بهِ من معالم بديعة تتيح لنا الاستفادة منها والحمدلله الذي حبانا بنعمةٍ جليلة من خلالها تكون جميع افكارنا قريبة من بعضنا ذلك إن دل على ترسخ الهِبة التي حُصِرت أو أختصها المولى لفئة من البشر يتصورون المحيط المتعايش معه ويفندونه بتصور لا يتخيلهُ الإنسان بفطرته لذلك أجد اننا نكتسب الكثير من الفحوى من خلال تبادل الافكار البناءة والتعلم من الجميع ..


كما شرفني اخي الأصيل أن أنال هذه الشامخة واستعرضها بما أتيح لي من اجتهاد بارك الله فيك ومن هنا اخي الرائع المجال متاح للجميع لأختيار أي نص يضمه منتدانا من اقلامه الراقية ويستعرضها في هذا الإطار الأدبي جزاك الله خيرا..

زياد الحمداني (( جناح الأسير)) 17-07-2014 10:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجى جوهر (المشاركة 228733)


إختيار موفق أستاذ / زياد الحمداني
وتحليل راقي لطيف إذ لا نقد فيه ولا تجريح
بل إظهار مواطن الجمال اللغوي والفني والموسيقي
وقد لفت إنتباهي ميل الشاعر الأستاذ / خليل عفيفي
إلى إعتماد وإستخدام اللهجة البدوية
ليضفي على القصيدة طابع ونكهة البداوة الصريحة
فها هو يحلف ويقسم قائلا :

انشــــد عليك الله يكفيني اعـــــذاب

بســــك حبيب القلب صد وأذيـــــــّه


من الواضح مدى تعلّق الشاعر بريم الفلا , الذي بالغ
في وصف محاسنه , ونشر فضائله
ليبرر تعلقه وعشقه وهيامه بهذا الريم :

يالريم فيك من الحـــــــلا شــــيّ جذاب

عذبٍ قــــراحٍ والعذوبــــه سخيــــــــّه
و

لك منطـــقٍ والريـــق شهد ورضاب

والطيب والترحاب طبـــع وسجيـّــه


وغيرها كثير
لكن الشاعر لا يعاتب ريم الفلا على
الإبتعاد
والتجنّي والجفا بل يستعطفه ويترجاه ويتملّقه
خوفا على قلبه من الإنفطار وعلى حبه
من الإندثار وعلى عشقه من الفشل
ويطلب من الريم ترك الصد والهجر الذين
يؤذيان المحب ويعذّبانه وسببان شقاءه
شكرا لك أستاذ / زياد الحمداني
على هذه الفكرة الرائعة , وعلى التحليل
الجميل المبسّط
والشكر موصول إلى الشاعر
الأستاذ / خليل عفيفي
وتقبلا تحياتي





مرحباً بك يا زهرةَ الصدقِ تاجاً في رؤوسِ العازفين....


أخي الجليل الأديب القريب من الوجدان... أ. ناجي جوهر...


أبعاد رؤيتك الثاقبة تنال ما تستحوذه من استنباطٍ دقيق لكل معاني ومباني الطرح الأنيق ، فهنا ما شاء الله ظهرت ملامح النقد البناء نستشعر ابجدياتِ جمالها منك في سياقٍ رائع تبارك الله ...

ونص شاعرنا القدير به مفردات تستحق المكوث بين عتباتها وإظهار جمالياتها ما شاء الله...


ننتظر منك اخي العزيز المزيد من التحليل المنفرد الذي تطربنا من خلاله في قراءات قادمة إن شاء الله واكررها مرارا اخي المجال مفتوح للجميع في إنتقاء أي عملٍ أدبي موجود وعرضه في إطارٍ نقدي نجتمع من خلاله وتتقارب وجهات النظر ونستفيد من الجميع بارك الله فيك اخي الأصيل...

زياد الحمداني (( جناح الأسير)) 17-07-2014 10:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الطموح (المشاركة 228746)
جل الشكر على اختيارك سيدي فقد وفقت بها فقد استوقفتني أبياتها كثيرا وأنا لست ناقده ولم أدرس النقد بعد واتمنى أن أتتلمذ على يديكم أساتذتي ولكنني أهوى الشعر وجماله وتذهلني الصور وترابط المفردات وهذا ما أوليت له اهتماما هنا حيث البيئة البدوية وضعت مسرحا لأجمل الأحداث فهناك يتربى القلب على أروع صوره..

مبارك سيدي خليل نصك هذا واختيار سيدي زياد له..


إليك ذائقتي في القصيده..

*رائعة هي البداية كيف لا؟ والشكوى هنا موجهة لله هو خير العارفين والافضل لمسار الشكوى حيث لا يخيب امل الظانين حسنا به والبداية توحي بإنة ثمة خطب في قادم الابيات وهذا هو الجميل وعنصر التشويق في روعة البيت (1).

جمال البيت الثاني اوضح جزءا مما بدأ به البيت (1) حيث عرف القارئ بمنزلة وعلو مكانة الاحباب في قلب الشاعر

*التدرج المنطقي في الابيات واضح وذلك من خلال اكمال السرد والتفصيل بما فعلة احباب الشاعر حيث جعلوا للفلا طيبا ورائحة زكية بوجودهم فية بحضور ذكراهم بها والذي سجل حمدا لله ختم به روعه النهاية فلا شئ افضل من الحمدلله على وجود الاحباب والخلان....

*هنا ادركنا ما تملكة الريم وهو سر تلك المكانة التي حظيت بها عند الشاعر ففيها الحلا والعذوبة السخيه
*اكمل بعدها الشاعر مسيرة التفصيل حيث رسم صورة الطيف الخيالي الذي اسر الشاعروكان مبررا لغياب القمر وهذه صورة موفقه حيث اختزنت الجمال وأجلته في الآن ذاته (فلسفة)...

*النداء بلفظ الريم وهو اسم الغزال كان له دور في تناغم الحس الإيقاعي لهذا البيت حيث أننا ندرك ما للغزال من مكانه في جنان معظمنا فهي تمثل الجمال وروح الفلا والرشاقة والخفة والسرعه وأعاد بي هذا البيت لهنيهات عدة إلى الشعر القديم بأبياته حين قال بأنك شمس والملوك كواكب ولكنك غيرت الصورة وظل المعنى بجماله وعالي حسه..

*تضاد وقع فنية حسه هنا فعلى العاده نحن لا نحبذ الطلب ولكن في هذا الوضع أعذرنا الطالب حيث كان بغية مقصده المزايين ومن ثم اكمل البيت بشطر الثاني من سابقه ليؤكد ما احتلته الريم في ذات الشاعر...

*عودة المدح والدخول في تفاصيله مجددا من حيث أن لها منطقية وسجيه طيبه ورحابه
*في هذا البيت تمن من الشاعر بأن يكون بينه وبين الريم سبيل للتواصل واللقيا كالقرب والأنساب وبعدها عاد ليكمل الحديث عن تأثير الريم عليه بالجنون...

*وبعدها غبطة تتبعها تفسير لمن حظي بقرب ومشاهدة الريم وتمن وكأن لسان حاله يقول ليتني كنت مكانهم فأنعم برؤيتها

*جميلة الصورة المرسومه في أفق الشاعر حيث ما يكون الأقرب إلى الجمال دائما هو الزهر والورد وهنا الصورة موفقه حقا فمن قرأ هذا البيت شعر بعودة الأمل ونموه لدى الشاعر من تأثيرالريم..

*صورة حزينه لربما دب فينا الأسى منذ رأينا مفردة الغياب بها وتتابعت الصورة والحكاية بالدواء والصيدليه لنعي حجم الغياب ليتحول بعدها إلى داء...

* العودة لذكرالمحاسن من حين لآخر له دلالته الخاصة التي تكونت في نفس الشاعر الذي لا يمل ذكرالريم وتأثيرها وعمد إلى رؤية البعد والجفا المستقبلية التي ربما تحصل و تسجل عندها ميلاد حسرة على الشاعر ...

*هنا عجز محمود أورده الشاعر في الأبيات ليعلن بعدها أن العذارى والأقارب لم تصل لأحدهن مكانة الأخوة وأن الحور وبنات الباديه لم يجعلن لعينيه منطقا لتحل الريم وتعود للعين بصيرتها فهنا بعد شفائي وبعد غزلي...

*الهوية تكونت لدى الشاعر بوجودها فلم يعد لبنات الشام وغيرهن ارتباط للهوية وهنا عمق بالتأصل وامتداد الجذور وشرف بإنتمائها..

*هنا رجاء سيكون محمود النتيجة بإذن الله كون الشاعر انشد الله فيه فما خاب من توكل عليه بأن لا يكون للقسوة مسار ومخطط في قادم الأيام

*الشعر بما يحمله من رقي في الوصف والمعنى بالفعل قد يشيب أحيانا حين يعجز من أن تكون الصورة فائقة الوصف وكذا القصيد وبيته تتلو آيات العجز ذاتها بل ربما تتمرد وتعصي...

دمت رائعا راقيا في سماوات الحرف واراضيين الشعر وثوابته...


سيدتي الراقية أ. مملكة الطموح.....



ما شاء الله سرني هذا التعمق التفاعلي في إطار إستعراض جمالياتِ نصِ شاعرنا العزيز القدير خليل عفيفي ...

تذوقك المتسلسل المنساب ليصف روعة الأبيات المُنسابة فقد بينتِ الكثير من الجماليات التي سعدتُ وانا اتصفحها مفردةً مفردة تبارك الله نحن هنا نستفد الرقي من ما نُضح هُنا ....

وكما يسرني في أعمالٍ قادمة رؤيةِ فيضِ تفنيدك المُبهر بما يحملهُ من فكرٍ بنّاءٍ راقي. والمجال مفتوح اختي الكريمة في إختيار باقاتِ الأعمال الأدبية التي يختزلها المنتدى الكريم برآئديه واستعراضها في هذه البوابة لما يتيح تبادل الفكر البناء المُثمر الذي من خلاله يفيد الجميع جزاك الله خيرا ...


الساعة الآن 09:10 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية