مدرسة الأم
 

مدرسة الأم

في صيف عام 93 وفي مدينة اسطنبول التركية كان الضابط أحمد اوغلو ينهي التدريبات الاخيرة إستعدادا لحفل التخريج
وقد أبلغت إدارة المعسكر أحمد وزملائه الخرجين بأنه يحق لكل خريج أن يحضر زوجته أو أمه تشاهد حفل تخرجه.
ابلغ احمدامه بالحفل وطلب منها الحضور فرحت الام بذلك وقالت لقد مكثت سنين انتظر هذا الحدث الكبير. واستعدت له.
في يوم التخريج حضراهالي الخرجين وحضرت أم احمد والسعادة تغمرها وقد تم ابلاغها بأن احمد اخذ مرتبت الشرف.
كان ترتيب مقاعد الزوار يعتمد على تفوق الخريج ولأن احمد احرز مرتبت الشرف الأولى فقدتم وضع ام احمد في الصف الأول .
حضر اللواء مكين يلز قائد القوات التركية في اسطنبول لتخريج الضباط وجلس في منصت التشريف بساحة الميدان وعندما بدا العرض لاحظ وجود إمرة محجبة في وسط الحضور فقام من مكانه وأمر بتوقيف العرض وذهب الى المرأة المتحجبة فإذا هي ام احمد فأمر بأخراجها من منصة التشريف لأنها محجبة
حاولت ام احمد في اللواء وقالت له بأن أبنها مع الخرجين وانها تنتظر هذا اليوم منذ عشرين سنه. فقد ربت احمد لهذا اليوم العظيم فرفض قالت ام احمد لقد ربيت أحمد على الصدق والأمانة والإخلاص والوفاء فلماذا تحرمني من أن ارى ثمرة تربيتي ؟!
وقدحاول احد الضبط المدربين والذين يعرفون احمد ثني اللواء مكين عن قراره وابلغه بأن احمد من افضل الخرجين وهذه أمه امرأة كبير في السن وبأن ابنها قد أحرز مرتبت الشرف الأولى فعفو عنها .
لكن اللواء كان يكره الاسلام ويحارب كل مظاهر الاسلام فقال أنني اطبق تعاليم العلمانية في تركيا ولن نسمح للإسلام بالتواجد في منصات الشرف . ثم أمر بأخراجها فتم اخراج أم احمد وهي تبكي وتم وضعها خارج المعسكر .
لم يكن أحمد يدري بالذي حدث .
وعند أنتها الحفل كان احمد يبحث عن امه حتى يعطيها الهدية فابلغته احدى الحاضرات بأنه قد تم طرد أمه من الحفل وبأنها خارج المعسكر.
اسرع أحمد الى خارج المعسكر يبحث عن امه فوجدها جالسة تبكي فقام بضمها وتقبيل يديها فقال لها لابأس عليك
فقالت له امه لقد طردني القائد امام الناس وقد ترجيته لكنه رفض .
قلت له ان احمد فلذت كبدي وليس لي احد في الدنيا غيره ارجو منك ان تسامحني هذه المرة . وانا اعرف خالتك فقد كانت تسكن قريبا منا وهي امرة طيبه. فنهرني وقال انت من حزب اربكان . وقام بطردي واخراجي من العرض .فلم استطع ان اشاهدك وانت تتخرج يابوني .
فقال احمد.
اسمعي يا أمي .
أقسم لك بالله العظيم أن اسعى جاهدا الى تغيير هذا النظام البغيض الذي يحارب الاسلام والمسلمين وسيأتي اليوم الذي اثأر لك منه .
قرر احمد ان يلتحق بحزب الرفاه الاسلامي . وانخرط في صفوف الشباب الاسلامي فقام الحزب بدعمه والاهتمام به.
بعد ثمان سنين تم تعيين أحمد عميدا في الجيش التركي في اسطنبول وفي 2010 عين اردوغان احمد خلافا للواء مكين يلز الذي طرد امه. وسار احمد قائداً للجيش التركي في اسطنبول .
عندما حدث الانقلاب العسكري الفاشل في 2016 كان اللواء احمد اغلو هو من ابلغ الرئيس اردوغان بالإنقلاب وأمن له الطريق الى اسطنبول وكشف مخطط الجيش التركي وأفاشل الانقلااب .
كان سبب الانقلاب هو نجاح الاسلاميين في تركيا بالنهوض بالشعب التركي الى مصاف الدول العظمى .بعد ان ارسوا مبادئ العدالة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية غاظين الطرف عن الطائفية أو العرقية او الطبقة وقد أعادوا الإسلام الى الحياة العامة وأعادوا تعليم اللغة العربية ومبادئ الدين الى المدارس مما اغاض اعدائهم .اعداء الإسلام.

وهكذا رأينا كيف أستطاع احمد أن يحدد الهدف ويسعى إليه بكل ما اوتي من حزم وقوة . وجاهد لمحاربة الفساد وأعداء الإسلام وكيف انه أنقذ تركيا بل والعالم الإسلامي كله من السقوط وأعاد الإسلام الى قمة الهرم السياسي.

إن تلك القيم والمبادئ لم تخلق في احمد ولم يكتسبها من ثكنات الجيش أوالعمانية البقيضه. بل تعلمها واستسقاها وطبقها من المدرسة الاولى . مدرسة الأم .

الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا
أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق

الأم روض إن تــعـهـده الـحـيـا
بــالــري أورق أيــمــا إيـــراق


محمدالكثيري 2016.8.12

هذه القصة من وحي وخيال الكاتب وأي تشابه في الاسماء أو الصفات لايمت للواقع بصله

أستاذي
شكراً لمرورك الكريم
وملاحظاتك القيمة التي نقتبس منها النور
تقبل تحياتي الصادقة. والسلام

قصة جميلة تنم عن غيرة فذة على الإسلام وأهله، قائمة على التناص التاريخي، حفظك الله أخي محمد الكثيري.

استاذتي
شكراً لمرورك الكريم
هذا قليل من كثيركم
تقبلي تحياتي الصادقة. والسلام