منتديات السلطنة الأدبية - مغامرات مُزعج ذاته سباق الهُجن

مغامرات مزعج ذاته

سباق الهجن

http://www.3rbz.com/uploads/71e2c01735681.jpg

سمع مزعج ذاته عن الجوائز القيّمة التي يحصدها مربو البوش
من سباقات الهجن
فقرر أن يستثمر مبلغا من المال في هذا المجال، وفعلا تحصّل له مراده
وصار يملك بكرتين وقعود من إبل السباقٍ الأصيلة في عمر ثلاث سنوات
وقام شخصيا بالإشراف على تغذية وتضمير الهجن في مزرعته الخاصة
وبعد أن تأكد من سلامة وتجاوب وقدرة هجنه على المشاركة في السباقات
المحليّة والدوليّة، قام بتقديم أوراقه إلى الجهات المختصّة، وحصل على
التعليمات والإرشادات وجدولا بمواعيد السباق.

وحثّ المدربّين على حُسن الإستعداد للمشاركة في السباق التمهيدي
وفعلا أحرزت بكرته سَتْمَه المركز الرابع، بينما أتى القعود صَاعَرْ والبكرة
رمّاحة ضمن العشرة الأولى، فتهلل وجهه، وأمل خيرا
وقام مع معاونوه بمضاعفة الجهود، وتركيز التدريبات، وتنويع التغذية
ففاز صَاعَرْ بالمركز الثاني في السباق الكبير، وجاءت النوق في مراكز
متقدّمة أيضا، وشارك بهجنه في سباقات الدول المجاورة، ففاز بعدّة
القاب وكؤوس وشهادات تقدير وجوائز نقدية ضخمة
فجُن جنونه وأندفعت مطامعه تشير عليه بإتّخاذ إجراءٍ يضمن له المراكز
الثلاثة الأولى في سباق التحدّي.
وعندما عرض على المدرّبين تلك الفكرة نصحوه بعدم التورّط والمغامرة
بمستقبل هجنه الأصايل، ورغّبوه بمواصلة التدريب على نفس الرتم مع
الإستفادة من كل جديد بهذا الخصوص
فأظهر لهم السمع والطاعة، وأضمر في نفسه إضافة بعض الهرمونات
والمنشِّطات إلى تغذية الهجن دون أن يشعر به المدرِّبون، وهكذا قام يخلط
تلك المواد في وجبات خاصة يقدّمها للإبل على غفلة من المعاونين.
وتلك العناصر الكيميائية تعطي قوة ونشاطا لفترة وجيزة، ثم يخلفها وهن
شديد، ولها مضاعفات قاتلة إذ أسرف في إستعمالها.
وكلّنا يعلم حرص مزعج ذاته وجشعه وولعه بالمغامرة والمخاطرة والمجازفة.

وبعد أشهرٍ تلقّى دعوة من هيئة سباقات الهجن للمشاركة في
سباق التحدّي، وفعلا تجاوزت هجنه إختبارات المنشطات، بعد أن رشىى
بعض ضعاف النفوس، وقبلت مشاركته
وفي اليوم الموعود جلس مُزعج ذاته إلى جانب رئيس الهيئة بصفته مربي
هُجن ناجح وصاحب مراكز وإنجازات مبهرة في السباقات الماضية،
ومع رصاصة البدء إنطلقت الهجن تسابق الريح، وشاهد الناس صَاعَرْ يشقّ
الغبار متقدِّما بقيّة الهجن كأنّه عاصفة الحزم، فعلت الهتافات والتكبيرات
وما كاد يقطع ثُلثَ مسافة المضمار حتى بدأ يضعف ويبطئ من حركته
ولكن رمّاحة لفتت نظر الناس بسرعتها الخارقة التي لا تجاريها غير سرعة
أختها سَتْمَهْ، وقد إبتعدتا عن الهجن المنافسةِ بعدا شاسعا، ومرّت الهُجن الأخرى
بصَاعَرْ الذي برك وسط المضمار، ثم تمدد على الأرض، وما لبث أن شوهد يصارع الموت

http://www.3rbz.com/uploads/2a9a5d7e494f2.jpg

فلم يلتفت إليه غير مزعج ذاته ومعاونوه، فالجميع منصرف بقلبه وبصره إلى
الهجن التي تجاوزت سَتْمَهْ ورمّاحة اللتين شرعتا بالخبب عوضا عن العدو
في حركة دراماتيكة لا يعلم سببها غير مّزعج ذاته.
وعندما لاحظ معاونوه الفشل الذي منيت به البكرتين بعد كارثة القعود
نظروا إليه جميعا نظرة إستنكار، فأنشد متحسرا:

وَكُنْتُ كَفاقىءٍ عَيْنَيْهِ عَمْداً ::: فَأصْبَحَ مَا يُضِيءُ لَهُ النّهَارُ

يتبع إن شاء الله