منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   وَلاَتَ السَّاعَةُ سَاعَةَ مَنْدَمٍ (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=13998)

منى سيف 22-09-2012 01:48 PM

وَلاَتَ السَّاعَةُ سَاعَةَ مَنْدَمٍ
 
علق بصره متابعا مباراة فريقه المفضل . كانت مشاعره تتقلب بين كل كرِّة وفرِّة ، وكأن ما يتقاذفه اللاعبون فؤاده وليس الكرة !!
في لحظة حاسمة وهجمة مرتدة لمرمى فريق الخصم ، قام من مكانه جامعا أصابع كفيه ملوحا بها لأعلى وأسفل ، هاتفا بحماسة ضاغطا على أسنانه " هيا هيا .. جول ، جول ، جول " إلا أن قدم ابنه الصغير تعثرت بسلك التلفاز فحجب عن ناظره ما حصل !
ثارت براكين غضبه وركل ابنه على بطنه قائلا " فصلته فصل الله روحك عن جسدك "
وأسرع للسلك بيدٍ ترجف ليعرف ما فاته . إذ بصوت الجمهور وصفيره يرج المكان وظهر على الجهة اليسرى من القناة النتيجة المتقدمة للفريق. عض على أصابعه حانقا غاضبا فقد ضاعت عليه نشوة الفرح برؤية الهدف ... !
وبقي يشاهد ولسانه لا يكف سبا ودعوات على ابنه حتى انقضت المباراة والحسرة تكوي فؤاده .
أغلق التلفاز ، ونظر باتجاه ابنه الذي جمد جسده وسط الغرفة .
قام إليه وركله بخفةٍ على قعر رجله ..
" تنام مرتاحا وقد ضيعت عليَّ متعة المشاهدة "
ركله أخرى .
" قم لن أهنئك النوم مثلما لم تهنئني رؤية الهدف "
لسعته برودة رجل ابنه على أطراف أصابعه
جثى الأب على قدميه وقلَّب ابنه يتحسس أنفاسه ، فوجده فاغر الفاه شاخص البصر ساكن الأنفاس .. !!
هزه بشدة فلم يكن لهزاته أثر على جسمه النحيل ، وضع رأسه على صدره يستشعر دقات قلبه. جحظت عيناه وأطلق صرخة دوى لها المكان .. !
تذكر الركلة التي سددها على بطنه ، تذكر دعواته عليه !
ضمه إلى صدره بقوة وفاضت عيناه دمعا بلل بها شعر صغيره .. وناجاه بحرقة //


بُنَيَّ رَجْوتُكَ
تُجِيبَ نِدائي
بُنَيَّ طَلَبْتُكَ
تَسَدُّ بُكائِي
فإنَّ رَحِيلُكَ
نَبْعُ شَقائي
وإنَّ غِيابَكَ
أمَرُّ القَضَاءِ
فمَنْ لي بَعْدُكَ ؟
يُنيرُ سَمائي
وَمَنْ ذا بَعْدُكَ ؟
رَهينُ الحَشاءِ؟
بُنَيَّ دَعوتُكَ
حَقَّقْ رَجائِي
وغَرِّد بِصَوْتٌكَ
تَمْحو بَلائي
بُنَيَّ سُكوتٌكَ
وَقودُ فََنائي
بُنَيَّ رَجْوتُكَ
تُجِيبَ نِدائي
بُنَيَّ طَلَبْتُكَ
تَرِدُ رِثائي


سالم الوشاحي 22-09-2012 02:15 PM

الأخت الفاضله منى سيف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةٍ ارحب بك في منتديات السلطنة الأدبية وفي قسم

القصة القصيره تحديداً .

قصة رائعه وركلة غضب لن يفيق منها الأب طول العمر

تصويرك متميز للأحداث بمشاهد مؤلمة

تجيدين الرسم بأنامل الإبداع

سجلي إعجابي وتقديري.

منى سيف 22-09-2012 04:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الوشاحي (المشاركة 161150)
الأخت الفاضله منى سيف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةٍ ارحب بك في منتديات السلطنة الأدبية وفي قسم

القصة القصيره تحديداً .

قصة رائعه وركلة غضب لن يفيق منها الأب طول العمر

تصويرك متميز للأحداث بمشاهد مؤلمة

تجيدين الرسم بأنامل الإبداع

سجلي إعجابي وتقديري.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وشكرا على ترحيبك وإطرائك
بارك الله فيك أخي

رمزي 22-09-2012 10:02 PM

ما شاء الله جميل جداً،،
قصة معبرة تحكي واقعا مريراً وإن كانت الأحداث قد تختلف إلا أن الكل يشترك في كون أبطال القصة أصحاب نفوس خسيسة والله المستعان،،
شكراً جزيلا سيدتي،،

يزيد فاضلي 22-09-2012 10:29 PM

.../...
 
...بضعَة عشرَ سطراً هي هذه المأساة ( الدرامية ) التي تثيرُ في القلب مواجعَ تجمعُ بين غصة الألم وحرقة الأسف العميق..!!

بضعة عشر سطراً-أختي البديعة الكريمة الوافدة منى...-يَطويها القارئ على عَجَل في مبناها،بَيْدَ أنها في الفحوى-وهذا هو الأهم-تحملُ من العِبَر والعِظاتِ والمغازي ما يستوقفُ الحليمَ والعاقلَ والفيلسوفَ زمَناً ودَهْراً كيْما يتعلمُ ويستوعبُ الدرسَ جيِّداً...!!!

أقصوصة قصيرة..هي هذه التي احتوَتْ لقطة ًمستوحاة ًمن صميم واقعنا الاجتماعي والأخلاقي والسلوكي والحضاري...وقبل هذا وذاك ؛ مستوحاة من صميم الأزمة الراهنة التي تكادُ تعصِفُ بحبل الوصل المقدس بين ( الأبوة ) و ( البنوة ) وما ينبغي للأولى من تبـِعَاتٍ عُظمَى تجاه الثانية في زمَنٍ تهاوتْ فيه القِيَمُ وانهارتِ المبادئُ-أو تكادُ-وانفلتَ العِيَارُ الطائشُ يُصيبُ هذه الوشائجَ العظيمة في مَقتلٍ..وراحَ الحنانُ الأبوي..وراحتِ المرحمة الأبوية تشكو إلى بارئها وتجأرُ لهُ ظلـْمَ ذلك الأب-إنْ ساغَ لنا وسميناهُ أباً-وتشكو له سخرية العالم التي آلَتْ إليها الأحوالُ حينَ غدتِ الأبوة رهينة َالطيْش..والهذيَان..والتهستر..والنرفانا..والجنون..!! وإلا فما معنى أن يَقصِلَ أبٌ زهرة أبوَّتِه-هكذا ببساطةٍ وبرودةٍ-لأنه فاتَ عليه في لحظةِ سَفـَهٍ و ( لعِبٍ ) أن يَرَى جلداً منفوخاً،يستقرُّ في شبكةِ المرمى التليدة...!!!!!

وسَواءٌ-أختي الكريمة-أكانتْ قصة هذا الأب البائس مع فلذةِ كبدهِ حقيقة ًوواقِعاً أو أنها من بناتِ أفكاركِ النيِّرَةِ لم تبارح الخيَالَ والافتراضَ،فإن ذلكَ لن يَنفي أبداً-وما يجرؤ أحدٌ أن ينفي-أنها لقطة تراجيدية تحْكي للأسف الشديد واقعاً مزريًّا،يُعبِّرُ عن وجود تلك اللوثاتِ الفكرية والعاطفية والسلوكية التي تغطي عِلاقاتِ كثير من الآباء بأبنائهم..وتكشفُ عن مَدَى التيه الشرعي والأخلاقي الذي نعاني منه بسبب الضغط الحضاري الوافد وبسبب الجفاف والعَوَز العاطفي الرهيب اللذيْن سَحَقـَا فينا أرَجَ الرقةِ والمرحمة العائلية وقتلاَ في أعماقنا تلكَ الأنوار التي ورثناها عن نبينا وسلفِنا الصالح...

نعَمْ واللهِ...(( ندِمَ البُغاة ولاَتَ ساعة مَندَم.... )) كما قالَ شاعرُنا الحكيمُ...وخيْرٌ من ذلكَ قولُ اللهِ عز وجَلَّ (( ولاَتَ حينَ مَناص ))...

ما أضعَفَ الإنسانَ وأسخفـَه حينما تنهزمُ أساريرُهُ-بما تحملُ من فِطرةٍ وجـِبـِلـَّةٍ قويمة-أمامَ ترَّهَاتِ الحياةِ ومَساخِرها الهَزلـَــى لمجردِ أن يستجيبَ لرغبةِ الإثارة في لحظةِ طيْش..!!!

هلْ هو الاستخفاف والاستتفاه في كل شيءٍ..ولكل شيءٍ..؟؟!!!

أمْ هو الزمنُ الأغبرُ الذي تعقلنَ فيه الجنونُ والانفلاتُ،فصارَا هما العَزاءَ والسلوى الطبيعية عن اختفاء الحكمة الجميلة من جواهر الحقائق والأشياء..؟؟!!!

أم هو العَوَجُ في ذواتِنا،وإنما فقط هو الهروب دائماً للأمام بإلقاء اللائمة على الزمن،والزمنُ منها بريئٌ على النحو الذي عَناهُ الشاعرُ :

يقولون : الزمانُ به فسَـــادٌ ** وهم فسَدوا وما فسَدَ الزمَانُ..!!!

أم إنه هذه التساؤلاتِ جميعاً..؟؟؟!!!!!!!!!!!!!

في كل الأحوال-سيدتي الكريمة الأصيلة-لقد كتبتِ..وعبَّرْتِ..فكان المشهدُ الدراماتيكي تراجيديَا،حُقَّ علينا جميعاً أن نقفَ عندها بالقراءة..والتأمل..والتمعن...والاستعبار والاتعاظ...

(( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ))..صدقَ اللهُ العظيم...

راقني-أختي الكريمة-أسلوبُكِ القصصي المسترسل العذب الهادئ الجميل،الواضح في حيْثياته،البديع في عناصره الفنية والعَرضية والسردية والوصفية...

مرحباً بكِ بيننا..ودمتِ لنا قلمَاً أصيلاً هادفاً...

رحيق الكلمات 23-09-2012 10:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى سيف (المشاركة 161145)
علق بصره متابعا مباراة فريقه المفضل . كانت مشاعره تتقلب بين كل كرِّة وفرِّة ، وكأن ما يتقاذفه اللاعبون فؤاده وليس الكرة !!
في لحظة حاسمة وهجمة مرتدة لمرمى فريق الخصم ، قام من مكانه جامعا أصابع كفيه ملوحا بها لأعلى وأسفل ، هاتفا بحماسة ضاغطا على أسنانه " هيا هيا .. جول ، جول ، جول " إلا أن قدم ابنه الصغير تعثرت بسلك التلفاز فحجب عن ناظره ما حصل !
ثارت براكين غضبه وركل ابنه على بطنه قائلا " فصلته فصل الله روحك عن جسدك "
وأسرع للسلك بيدٍ ترجف ليعرف ما فاته . إذ بصوت الجمهور وصفيره يرج المكان وظهر على الجهة اليسرى من القناة النتيجة المتقدمة للفريق. عض على أصابعه حانقا غاضبا فقد ضاعت عليه نشوة الفرح برؤية الهدف ... !
وبقي يشاهد ولسانه لا يكف سبا ودعوات على ابنه حتى انقضت المباراة والحسرة تكوي فؤاده .
أغلق التلفاز ، ونظر باتجاه ابنه الذي جمد جسده وسط الغرفة .
قام إليه وركله بخفةٍ على قعر رجله ..
" تنام مرتاحا وقد ضيعت عليَّ متعة المشاهدة "
ركله أخرى .
" قم لن أهنئك النوم مثلما لم تهنئني رؤية الهدف "
لسعته برودة رجل ابنه على أطراف أصابعه
جثى الأب على قدميه وقلَّب ابنه يتحسس أنفاسه ، فوجده فاغر الفاه شاخص البصر ساكن الأنفاس .. !!
هزه بشدة فلم يكن لهزاته أثر على جسمه النحيل ، وضع رأسه على صدره يستشعر دقات قلبه. جحظت عيناه وأطلق صرخة دوى لها المكان .. !
تذكر الركلة التي سددها على بطنه ، تذكر دعواته عليه !
ضمه إلى صدره بقوة وفاضت عيناه دمعا بلل بها شعر صغيره .. وناجاه بحرقة //


بُنَيَّ رَجْوتُكَ
تُجِيبَ نِدائي
بُنَيَّ طَلَبْتُكَ
تَسَدُّ بُكائِي
فإنَّ رَحِيلُكَ
نَبْعُ شَقائي
وإنَّ غِيابَكَ
أمَرُّ القَضَاءِ
فمَنْ لي بَعْدُكَ ؟
يُنيرُ سَمائي
وَمَنْ ذا بَعْدُكَ ؟
رَهينُ الحَشاءِ؟
بُنَيَّ دَعوتُكَ
حَقَّقْ رَجائِي
وغَرِّد بِصَوْتٌكَ
تَمْحو بَلائي
بُنَيَّ سُكوتٌكَ
وَقودُ فََنائي
بُنَيَّ رَجْوتُكَ
تُجِيبَ نِدائي
بُنَيَّ طَلَبْتُكَ
تَرِدُ رِثائي


اهلا بكِ ايتها الرائعة بيننا هنا في هذا الصرح الجميل
وشكرا لكِ لقبولك دعوتي المتواضعة
قصتك اكثر من رائعة
لامست الجانب الإنساني وعرضته بإسلوب فائق الجمال
نعم هذا هو الحال اخيتي منى
هذا حال الكثير من الآباء والأمهات الذين لا يعرفون قيمة ماأنعم الله به عليهم
قصتك بها تناغم جميل وسلس يشد القارئ
بورك حضورك بيننا وننتظر جديدك

منى سيف 24-09-2012 06:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمزي (المشاركة 161178)
ما شاء الله جميل جداً،،
قصة معبرة تحكي واقعا مريراً وإن كانت الأحداث قد تختلف إلا أن الكل يشترك في كون أبطال القصة أصحاب نفوس خسيسة والله المستعان،،
شكراً جزيلا سيدتي،،

شكرا على المرور البهي أخي
بارك الله فيك

منى سيف 24-09-2012 06:16 PM

الاستاذ الفاضل يزيد
قرأت .. وعقبت.. فأبدعت وتفوقت على ما كتبت
سرني حظورك ومرورك هنا
وازداد طرحي ألقا
دمت بخير أخي

منى سيف 24-09-2012 06:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيق الكلمات (المشاركة 161213)
اهلا بكِ ايتها الرائعة بيننا هنا في هذا الصرح الجميل
وشكرا لكِ لقبولك دعوتي المتواضعة
قصتك اكثر من رائعة
لامست الجانب الإنساني وعرضته بإسلوب فائق الجمال
نعم هذا هو الحال اخيتي منى
هذا حال الكثير من الآباء والأمهات الذين لا يعرفون قيمة ماأنعم الله به عليهم
قصتك بها تناغم جميل وسلس يشد القارئ
بورك حضورك بيننا وننتظر جديدك

العزيزة رحيق
أشكرك بداية على الدعوة الكريمة لصرح الحرف هذا

ثم على مرورك وإطرائك الجميل على ما كتبت
تقديري لشخصك الكريم أخيتي

أمل فكر 26-09-2012 07:58 AM

السلام عليكم

نص مذيل برثاء أوصل لنا إحساس الألم والحسرة والندم،،


كلمات الإطراء لا توفي الخفة الإبداعية والسلاسة في النص،
جميل النص السردي القصير وجميلة أسطر الرثاء،
ما شاء الله قدرة رائع، وفقتي أختي ودمتِ في عطاء أكثر..
و واصلي العطاء هاهنا؛ فهذا يسعدنا كقراء ومتابعون لكل مبدع

تقديري :)


الساعة الآن 02:03 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية