منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   رياح التغيير الجزء الأوّل (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=21387)

ناجى جوهر 27-04-2015 10:54 PM

رياح التغيير الجزء الأوّل
 





قصة طـــــــويلة




رياح التغيير




الجزء الأوّل


اللقاء العاصف




في اللحظة التي التقيا فيها
كانت أشجار تلك الغابة الإستوائية
العملاقة المتشابكة الأغصان تقذف أوراقها الذابلة بجنونٍ وعنف
وقد أصيبت الرياح بالإضطراب فهي تعصف في غضب مشتعل
بينما ظهرت كتل السحاب كسلاسل جبال من الفحم
تتخللها شهبٌ وصواعقُ محرقة تزيد من عذاب الغابة وأنينها
وقد إختنقت بالزهومة والغازات المنبعثة من أحشائها
والسماء المكفهّرة فاغرة فاهها تصب الماء الآسن بلا إنقطاع
مهيّجة التربة التي رفضت إبتلاع ذلك الدرن فتحول إلى مستنقعاتٍ عفنة
وليس ثمة أثر لكائن حي من سكّان الغابات سوى الحشرات الطائرة
ذلك وفق الطنين والأزيز, فالوحوش متحصّنة بعرائنها
والطيور أغلقت عليها أعشاشها
وما لا يملك جحرا أو وكرا فقد هجر الغابة
وثوى إلى أسوار المدينة وخرائبها يحتمي بجدرانها
فإنّ قطقطة المطر ودردرتها, وزِّيزاء الجن و نقيق الضفادع
وصرير الجنادب وهزيم الرعد لم تدع لسامعها ذرة شجاعة
فكان البشر جميعا هاجعون رغبة ورهبة ما عدا هذين العاشقين
اللذين لم يكن لقاؤهما مصادفة, بل قد له خططا منذ سنوات
وشأت الأقدار أن يجتمعا على هذا النحو الذي لم يكن غريب عليهما
فأحداث حياة كل منهما أكثر صخبا وأشد قسوة من العاصفة الممطرة
أمّا هي فقد ذاقت علقم الظلم وشمّت رائحة النحس منذ عهد الصبا
وعرفت معنى التعسّف والتسلّط على أيدي الأقربين مبكّرا
وعايشت أصنافا من الكيد والبغي وضع لمساتها بعض الحاسدين
وهولا يقلّ عنها شقاءا , فلقد محت ملامح شخصيّته عجلة الحقد
وداست على أحلامه ثيران الغيرة, وقطعت علاقته بالغد خناجر الغدر
وسبحان عالم الغيب والشهادة الذي لا ينسى أحدا
فقد قيّض سبحانه وتعالى لهما فرصة التلاقي
فتشاكيا وتناجيا, وتعاتبا وتجاملا, وتخاصما وتصالحا
وتغازلا وتمازحا, وتنافرا وتوافقا
وأبتسما وتجهّما, وبكيا وضحكا, وفرحا وحزنا معاً
متجاهلان العواصف والرعود, متناسيان غير الله كل ما في الوجود
لم ترهبهما الظلمة, ولم تزعجهما العزلة, ولم تخضعهما السطوة
ولم يأبها ولم يلتفتا إلى القلاقل والمنغّصات
كانا كروحٍ واحدة في جسدين إثنين
ينطق بما على لسانها, وتقول ما همّ بقوله
وكلّما أمعنت الأعاصير في غيّها إقتربا من بعضهما أكثر
حتى باتا قوب قوس أو أدنى من الإنصهار في بوتقة بدنية واحدة
وعند هذه المرحلة من التوافق والإنسجام يصعب الفراق أو يستحيل
لقد وجد فيها فضائلا تكاد تنسخ من على كوكب الأرض
الصدق الطهر البراءة الحياء اللطف الكرم الرحمة الإيثار
قيم مجتمعة في قلبها النقي الخفّاق بحب الخير

يتبع إن شاء الله




أمواج 28-04-2015 01:50 AM

الفاضل ناجي جوهر

أولاً أشكر حرفك الذي ينقلنا معه إلي عالم الأدب الراقي

هناك في تفاصيل المعاني هو مايجذبني إلي متصفحك

أبحث في نصوصك عن معاني جديده

وهنا لاأسترسل في الكلمات فقط بل أنسخ النص وأضع خطوط حمراء عن مفردات المعاني التي

منحت النص التألق




في اللحظة التي التقيا فيها
كانت أشجار تلك الغابة الإستوائية
العملاقة المتشابكة الأغصان تقذف أوراقها الذابلة بجنونٍ وعنف
وقد أصيبت الرياح بالإضطراب فهي تعصف في غضب مشتعل
بينما ظهرت كتل السحاب كسلاسل جبال من الفحم
تتخللها شهبٌ وصواعقُ محرقة تزيد من عذاب الغابة وأنينها
وقد إختنقت بالزهومة والغازات المنبعثة من أحشائها
والسماء المكفهّرة فاغرة فاهها تصب الماء الآسن بلا إنقطاع
مهيّجة التربة التي رفضت إبتلاع ذلك الدرن فتحول إلى مستنقعاتٍ عفنة
وليس ثمة أثر لكائن حي من سكّان الغابات سوى الحشرات الطائرة
ذلك وفق الطنين والأزيز, فالوحوش متحصّنة بعرائنها
والطيور أغلقت عليها أعشاشها
وما لا يملك جحرا أو وكرا فقد هجر الغابة
وثوى إلى أسوار المدينة وخرائبها يحتمي بجدرانها
فإنّ قطقطة المطر ودردرتها, وزِّيزاء الجن و نقيق الضفادع
وصرير الجنادب وهزيم الرعد لم تدع
لسامعها ذرة شجاعة
فكان البشر جميعا هاجعون رغبة ورهبة ما عدا هذين العاشقين
اللذين لم يكن لقاؤهما مصادفة, بل قد له خططا منذ سنوات
وشأت الأقدار أن يجتمعا على هذا النحو الذي لم يكن غريب عليهما
فأحداث حياة كل منهما أكثر صخبا وأشد قسوة من العاصفة الممطرة
أمّا هي فقد ذاقت علقم الظلم وشمّت رائحة النحس منذ عهد الصبا
وعرفت معنى التعسّف والتسلّط على أيدي الأقربين مبكّرا
وعايشت أصنافا من الكيد والبغي وضع لمساتها بعض الحاسدين
وهولا يقلّ عنها شقاءا , فلقد محت ملامح شخصيّته عجلة الحقد
وداست على أحلامه ثيران الغيرة, وقطعت علاقته بالغد خناجر الغدر
وسبحان عالم الغيب والشهادة الذي لا ينسى أحدا
فقد قيّض سبحانه وتعالى لهما فرصة التلاقي
فتشاكيا وتناجيا, وتعاتبا وتجاملا, وتخاصما وتصالحا
وتغازلا وتمازحا, وتنافرا وتوافقا
وأبتسما وتجهّما, وبكيا وضحكا, وفرحا وحزنا معاً
متجاهلان العواصف والرعود, متناسيان غير الله كل ما في الوجود
لم ترهبهما الظلمة, ولم تزعجهما العزلة, ولم تخضعهما السطوة
ولم يأبها ولم يلتفتا إلى القلاقل والمنغّصات
كانا كروحٍ واحدة في جسدين إثنين
ينطق بما على لسانها, وتقول ما همّ بقوله
وكلّما أمعنت الأعاصير في غيّها إقتربا من بعضهما أكثر
حتى باتا قوب قوس أو أدنى من الإنصهار في بوتقة بدنية واحدة
وعند هذه المرحلة من التوافق والإنسجام يصعب الفراق أو يستحيل
لقد وجد فيها فضائلا تكاد تنسخ من على كوكب الأرض
الصدق الطهر البراءة الحياء اللطف الكرم الرحمة الإيثار
قيم مجتمعة في قلبها النقي الخفّاق بحب الخير

عبدالله الراسبي 28-04-2015 04:28 PM


اخي العزيز والقدير الرائع ناجي جوهر نص جميل جدا ورائع
وسرد طيب وجميل
ونحن في شوف لمعرفة الاحداث القادمه
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم

ناجى جوهر 28-04-2015 10:45 PM


حفظك الله ورعاكِ أستاذة / أمواج
وأشكرك جزيل الشكر على الرد والتعليق البديع
وتقبلي كل الإحترام والتقدير





ناجى جوهر 28-04-2015 10:47 PM



أهلا ومرحبا بك أخي الشاعر القدير / عبدالله الراسبي
يسعدني جدا هذا الثناء العاطر والتفاعل الجميل
فتقبل تحياتي



وهج الروح 29-04-2015 11:22 AM

ما انتهى من قراءة قصة متميزة

إلا أخوض في أخرى تفوق فكرا

وقوة في المعنى وصياغة الأحداث

بدقة متناهية وتاخذك الأحداث في

شوق أكثر لتكملة البقية دون كلل

احيك استاذي ناجي على اسلوبك

الملفت بالفعل في القصة أكثر من

مفردات قوية جميلة متفرد ووصف

دقيق ماشاء الله أعجبتني الكثير من


الصور / سأكون في القرب لارتشف


روعة حضورك / تحياتي

ناجى جوهر 30-04-2015 12:25 AM



حيّاك الله أستاذة / وهـــج الـــــروح
شكرا لك على روعة الكلمات وبراعة التعبير
وأهلا وسهلا بكِ أينما حللت
وتقبلي تحيّاتي





ضوء نص القمر 03-05-2015 10:53 AM

سبحان الله لقد لفتني مصطلحات جديده إكتسبتها هنا وهي تقريبا ما أشارت إليه الأستاذه أمواج .

الاستاذ ناجي أنت مكسب كبير للأدب العربي وفخرا لسلطنه .

بخصوص القصه رغم غموض السطور في نوع العلاقه التي تجمع بين البطلين إلا أن ماشدني حقاً في هذا النص الباذخ هذه الجمله:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متجاهلان العواصف والرعود, متناسيان غير الله كل ما في الوجود
لم ترهبهما الظلمة, ولم تزعجهما العزلة, ولم تخضعهما السطوة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رغم الظروف القاسية التي طوقت حالهم إلا أن هذه الظروف لم تقطع حبالهم مع الله ولم يكونوا كالذين نسوا الله فنسيهم ..
إشارة جميله ورائعه من الكاتب ..
بأنه مهما كانت الظروف ضدنا
معنويه أو ماديه

نفسيه أو جسديه

أن لا نيأس من رحمة الله وأن نتمسك بحبل الله وأن لا ننساه ونذكره في كل وقت وفي كل حين
وفي السر والعلن .

حتماً هناك المزيد من الإبدااع
ننتظر التكملة بفارغ الصبر
كنت هنا..
ضوء نص القمر
ع.ق

ناجى جوهر 04-05-2015 10:23 PM



صانك القدير أستاذة / ضوء نص القمر
أثلجت صدري وأسعدتي خاطري بهذا الإطراء الأنيق
وشهادتك وكلماتك العاطرة مدعاة فخر وسرور عظيمين
وبخصوص رمزية القصة فأرى من وجهة نظري أن لكلٍ
أن يغنى على ليلاه, وليس في ذلك ضير أو نشاز
فتوافق البشر على رؤية موحدة غاية لا تدرك كرضاهم جميعا
ويشرفني جدا تلقي وجهات النظر المختلفة والمتوافقة مع رؤيتي
الشخصية لمعنى ما كتبت أو تفسيره أو إحالته إلى وجهة مختلفة
فليس يضر العمل الأدبي إختلاف الآراء التحليلة
وقد عنيت بالغابة على سبيل المثال كوكب الأرض
وأعتقد أن العواصف ترمز دائما إلى المتاعب
على هذا النحو يصبح التحليل أسهل علي
عموما ابنتي الفاضلة والمميزة النشطة ما شاء الله
الأستاذة / ضوء نص القمر
فإن القصة أشترك معي في كتابتها قلم مثقف رائع
وسوف بإذن الله أشير إلى إسهاماته في حينها
سعيد جدا جدا بتفاعل المبدعة / ضوء نص القمر
فقلمها وفكرها بكل أمانة نقطة مضيئة وهاجة في
منتديات السلطنة الأدبية
لا تفيء الكلمات بشكرك والثناء على جهودك
فأرجو أن تتقبّلي تحياتي وتقديري العظيمين.



ضي 09-05-2015 12:16 PM

اخوي ناجي جوهر كنور يتألق في قسم القصة...
انت تستحق اكثر من انك مبدع...
قصة جميله بالفعل عبارات كان تحكي حجم فكرك النير ...
وابداعك اللامحدود في السرد
وتوظيف الكلمة ...
متألق اخوي ناجي...
دمت بخير..


الساعة الآن 01:47 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية