منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   ملوك الراس لحمر الجزء العشرون (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=20325)

ناجى جوهر 25-10-2014 09:29 PM

ملوك الراس لحمر الجزء العشرون
 


وقعت أحداث هذه الحكاية في عام
1979ميلادية

حكاية رائعة



ملوك الراس لحمر

الجزء العشرون

الجولة السنوية



فتجددت أحزاني, وتضاعفت رغبتي في العودة إلى الديّار
ولم أعد أطيق العيش في هذا العالم العجيب
ولم تغني المغريات عني شيئا أمام إلحاح الشوق والحنين
وقد أثار تقريع أطغآي ذي الجدائل حفيظتي, وأوقد شعلة سخطي
فتبعته وقد بلغ غيظي ذروته, وكنت مصمما على تأديبه
لما إقترف في حقنا من التطاول والإمتنان
فأمتطيت تختي الطائر وأمرته بملاحقته
وحينما إقتربت منه سمعت صوتا مجلجلا يأمرني بالتراجع
فأبيت وحاولت أن أعترض طريقه فإذا بموجة ضوئية مبهرة
تحول بيني وبينه, فأغمضت عيني وإذ تلاشت الموجة أمرت
التخت بمضاعفة سرعته واللحاق بالنائب, وعندما دخل قصر
الحاكم العام كنت أهبط في ساحته, وأقبل عليّ الحراس وأرادوا
إعتقالي فأمرهم الحاكم بمرافقتي إليه
وحين دخلت مكتبه وجدت النائب أطغآي ذا الجدائل في حالة
هيجان تام, وقد إحمّر وجهه وعيناه تقدحان شررا
غير أنّ الحاكم العام تدخّل بحنكة ودهاء أطفأ بها نيران
الغضب المشترك
فطفق النائب أطغآي يعتذر ويبرر هجومه الشرس
علينا بأنه كان حريص على بقائنا بينهم, وأنّه يخشى
علينا غوائل الدهر وتقلبات الزمن, وأنهم قد أحبونا
ولا يمكنهم الإستغناء عنّا
قال حمود بر غبرى:
فتتأثرت بكلامه, وزال ما كان في نفسي من غيظ
وعندما عدت إلى إخوتي البشر وجدتهم مضطربين قلقين
وقبل أن ينفضّ إجتماعنا تلقينا دعوة من الحاكم العام
لمدينة هاشا باشا إلى الخروج معه في جولته التفقديّة السنويّة
وفي اليوم الموعود إجتمعت حشود من الأنوناكي الشقر والرماديين
والبشر والمهجنين في ساحة قصر الحاكم العام
فوجدنا مركبة هائلة جاثمة هناك وما لبثت حاشية القصر
أن أمرونا بالصعود فأذهلتني فخامة المركبة
وما بداخلها من معدات وأجهزة وآلات, ووسائل ترفيه
وعندما قعدت على مقعدى احتواني كما يحتوي المهد الرضيع
ثم إرتفع حتى أدخل رأسي في خوذة زجاجية لطيفة
وظهرت أمامى شاشة عريضة, فإذا بقائد المركبة يشرح لنا
بالتفصيل محطات الرحلة, مظهرا جوانبا من تلك الأماكن
فكنت فاغرا فاي من جمال وروعة ما يمر أمامي من مناظر مبهجة
وما لبث الحاكم العام أن صعد إلينا مع نوابه وحرسه ومرافقيه
وبعد قليل إهتزّت المركبة إهتزازا خفيفا ثم إرتفعت في الجو
فكنت أشاهد مظاهر العمران والرفاهية أينما القيت بصري
وبعد ساعة من الطيران بلّغنا الربان أننا على وشك الهبوط
في مدينة البحوث العلمية
فتأجج فضولي, وطغت رغبتي علي في مشاهدة مختبراتهم ومعاملهم
وعلى مخرج المركبة بُسط أمامنا سجّاد طويل
وعندما وضعنا أرجلنا عليه حملنا حتى أدخلنا قاعة هائلة, فأستقبلنا الرجال الآليون
وتقدّم مني أحدهم وأخذ حقيبة نور وقال: أتبعاني من فضلكما
بينما كنت مترددا بسبب بغضي الرجال الآليين, ولكن نور تبعته فرافقتهما مجبورا
فأدخلنا غرفة رائعة البناء والتصميم ثم ناولني بطاقة وقال:
إذا احتجت إلَّى فأضغط على هذا الزر, فقلت له: لست أحتاج إليك
فقالت له نور: إنّه يمازحك, فانصرف وما لبث أن عاد يدفع عربة
ملىء بالأطعمة والأشربة, فشكرته نور ولم أفعل انا
وبعد صلاة العصر أمرنا بالتأهب لزيارة مختبر الأحياء النباتية
ثم أقبل علينا ذلك الآلي حاملا بدلات عجيبة وطلب منا إرتدائها
وعندما دخلنا قاعة المختبر فوجئت بذلك الكم الهائل من النباتات المتنوعة
والكائنات الحيّة المختلفة الأحجام والأشكال والألوان والصوت
وقد أطربتني الروئح الزكيّة العبقة, ورأيت بذورا بحجم قبضة اليد
في حضّانة زجاجي عملاقة
ثم شاهدت أشجارا تحمل ثلاثة أنواع من الأوراق والأزهار والثمار
وأخرى تشع نورا كأنها فوانيس سحرية
ورأيت أزهارا تدور حول نفسها, فإذا توقّفت تغير لون بتلاتها ومياسمها
ثم تفرز غبارا ذا الوان عديدة, فإذا وقع على الأرض إختفى
وعندما إنتقلنا إلى غرفة أخرى وجدت الألايين يحاولون السيطرة على شجيرة
سوداء الأوراق وقد الجموها بحبال ضوئية غليظة
بينما كانت الشجيرة تقاوم وتضربهم بأغصانها وكأنها ناقة شرود
وعندما سألت عنها قيل لي أنها مستوردة من كوكب زحل
وأنها لم تتكيّف بعد مع البيئة الجديدة
ولمّا سألت عن نفعها قيل لي أنها تنتج بلسما يجدد الخلايا الميتة
فتركتهم وقد القت الشجيرة ببعضهم على الأرض
فأمرت مرافقنا الآلي بنقلنا إلى قسم النباتات المثمرة
فوجدنا مختبرا غاية في السعة, وقد غرست عينات الأشجار
في أحواض ذات سوائل تتغذى منها, وشاهدت شجرة
ذات جذع وأغصان وأوراق وثمار شفافة, وعندما لمستها
تغير لونها فصارت خضرا كلها, فأعجبتني اللعبة
وعندما كررت خطوتي إمتد غصن من أغصانها بإتجاهي
واخذ يطول حتى أمسى على هيئة عصا
فتركت المكان قبل الندم, فضحكت نور والآلي مني
ثم أستدعانا أحد آليي المختبر وأراد أن يرينا مهارته
وحين دنونا منه وضع بضعة نقط من سائل لزج
على شجرة من تلك الأشجار
فأهتزّت إهتزازا خفيفا, ثم أصدرت نغمة موسيقية
وما لبثت أن أزهرت فأثمرت ثمارا تشبه الموز تغطيها حراشف
كحراشف السمك, ثم عادت إلى طبيعتها
وعندما ناولني ثمرة لاحظ إشمئزازي
فقال: أظنّك كرهت الثمرة بسبب الحراشف
قلت: نعم
قال: هذا ما أحاول التخلص منه منذ شهور
فودعناه وأنطلقنا إلى قاعة البحوث الحيوانية
وهناك رأينا من العجائب ما أذهلنا
فهذا آلي يزن أرنبا كأنه نعجة, فبلغ وزنه خمسة وأربعين كيلوجرام
وذاك جمل له أربعة أسنمة يتقابل كل إثنين منها وكأنها مقعد مريح
ورأيت تمساحا لا أسنان له بل منقار ضخم يشبه منقار البجعة
أمّا ما أدهشني حقا فهو إقدامهم على حلب لبوة وهي منصاعة لهم
فشاهدت ذلك الحليب يجري في أنابيب تنتهي بدورق وقد تجمعت
فيه كتل لبنية بيضاء, قال مرافقي إنّها جبن
ورأينا جوادا عربيا يكسو جسده ريش ناعم غزير جدا, وله عرف
ذو فلقتين, وليست له حوافر بل مخالب كمخالب الدب, وينتهي
ذيله بكتله صلبة كأنها قبضة رجل من آل عاد أو من العمالقة
قيل لي إنه يستخدمها في الدفاع عن نفسه
وقبل خروجنا من هناك سمعت من يحدّثني بلغة الأنوناكي
وحين التفت رأيت قردا ممسكا بكتابٍ وقد لبس لباس الأنوناكي الشقر
فشعرت بدوارٍ خفيف, وعندما انتقلنا إلى قسم الحشرات وجدنا دود
قزٍّ بحجم ثمرة النارجيل, وقد نسجنَ كرات ضخمة من الحرير الذهبي اللون
وكان الأنوناكي الشقر قد سلّكوا أصابعا معدنية
طويلة بتلك الكرات, تدور معها وتسحب الخيوط بتأنْ
ثم رأينا أسرابا من الفراشات في بيت زجاجي, فلمّا إقتربنا منها إصطفّت
أمامنا وأخذت ترفر بأجنحتها البديعة الألوان العجيبة الأشكال وكأنها ترحّب بنا
وكان لها حجم خيالي يقارب حجم عصافير الدنيا
ثم حذّرنا مرافقنا الآلي من أننا قد نصاب بالرعب من منظر
البعوض المهجّن والذباب المعدّل جينا, والأفاعي المستنسخة
والديدان التي تشبه الحيات في أشكالها وأحجامها
فلم نقترب من تلك الحضانة
بل إتجهنا إلى حيث الطيور, فما أجمل وأروع ما رأيت!

يتبع إن شاء الله



خليل عفيفي 26-10-2014 01:33 AM

ناجي جوهر أيها العذب
أيها الكاتب القدير
لقد اكتملت الصورة في روايتك
التي سنوثقها هنا في منتديات السلطنة
ف ناجي جوهر ، جوهرة وقلبـــــــــــه
الأبيض العذب الزلال
كفكره النير
دمت معطاء


ناجى جوهر 26-10-2014 11:57 PM



السلام عليكم الأستاذ الشاعر / خليل عفيفي
أسعدك الله دائما وأبدا وزادك شرفا وعلما
فإنك أيها الشهم النبيل تشرّفنا وتسعدنا بآرائك السديدة
وبكلماتك النفيسة, وبمرورك المتألق بهيبة العلم والفهم
فحفظك الله ورعاك, ودمت بخير وهناء وحبور
وتقبل شكري الجزيل على الإهتمام الدائم
وجزاك الله خيرا




نبيل محمد 27-10-2014 12:50 AM

اخي العزيز ناجي جوهر

موضوع رائع وجميل

فصاحب الخلق الرفيع والقلب الطيب والنية الصادقة
يقدم لنا الاجمل والاروع دائما

تحية قلبية جميلة بجمال طرحك

دمت بحفظ الرحمن

عبدالله الراسبي 28-10-2014 03:31 PM


اخي العزيز والقدير ناجي جوهر ما زلنا نقرا لك ما هو جميل
من هذه الروايات الاكثر من رائعه
دام ابداعك الجميل وجهودك المبذوله والملموسه
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم

وهج الروح 28-10-2014 07:02 PM

أسلوب مذهل في روي ما يدور في مخيلتك واسعة
المدى كم يجذبني في منتديات السلطنة اسلوبك المميز
في وصف المواقف بدقة جدا جميلة وكأني أعيش الموقف
ماشاء الله عليك الأحداث تجذبني بشدة ومازلت اترقب البقية
تحياتي لك

ناجى جوهر 31-10-2014 04:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل محمد (المشاركة 237175)
اخي العزيز ناجي جوهر

موضوع رائع وجميل

فصاحب الخلق الرفيع والقلب الطيب والنية الصادقة
يقدم لنا الاجمل والاروع دائما

تحية قلبية جميلة بجمال طرحك

دمت بحفظ الرحمن


أهلا وسهلا بكم أستاذ / نبيل محمد
شرفني مرورك اخي الكريم
تحياتي وتقديري


ناجى جوهر 31-10-2014 04:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الراسبي (المشاركة 237243)

اخي العزيز والقدير ناجي جوهر ما زلنا نقرا لك ما هو جميل
من هذه الروايات الاكثر من رائعه
دام ابداعك الجميل وجهودك المبذوله والملموسه
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم



أهلا وسهلا بكم يا ابا نصر
مروركم شرف
الف شكر اخي العزيز / عبد الله الراسبي
وتقبل تحياتي



ناجى جوهر 31-10-2014 04:27 PM

[center]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وهج الروح (المشاركة 237262)
أسلوب مذهل في روي ما يدور في مخيلتك واسعة
المدى كم يجذبني في منتديات السلطنة اسلوبك المميز
في وصف المواقف بدقة جدا جميلة وكأني أعيش الموقف
ماشاء الله عليك الأحداث تجذبني بشدة ومازلت اترقب البقية
تحياتي لك


ما شاء الله
ما أسعدنا بوجودك أستاذة / وهج الروح
فإنك والله ما شاء لشمعة نابضة بالحكمة
فجزاك الله خيرا
إن كلماتك المنتقاة بعناية وذكاء تعبر عن إمتداد ثقافي
طويل وذائقة متلهفة لتذوق المواقف الغير عادية
أسعدني ويبهجني دائما تفاعلك وتحليلك الجذاب
فلك أسمى آيات الإمتنان
واجمل باقات الورد
وأصدق الأماني
وأرق التحيات


[/center]

زياد الحمداني (( جناح الأسير)) 31-10-2014 06:53 PM



سلسلة من الأحداث المشوقة بكل فنون الأدب المروية بينابيع المعرفة..
والطبيعة التي تستمد آثار الحرف حتى يواكبها ويُثريها ثمارا يانعة لا تفنى مهما تعددت المواسم ..

تميز الجزء ببداية صاخبة مليئة بالإضطراب بين بغبري وآطغاي حتى كان أثر الحاكم الفطن واضحاً لإخماد هذه الفتنة وقبول الدعوة بعد ذلك من البشر أصبح عربون واضح لإستمرارهم في أرضهم والكثير من الجمال وخاصة عند الذهاب بنا إلى المختبر ورؤية ذلك الإبداع من تكوين الأفكار بالنسبة لي فأتحرى مثلا حلب اللبوءة وتسخير مخرجاته كمنتج أجبان أو التمساح ذو المنقار وغيرها من المعطيات المستساغة تبهر دلالة على البعد المعرفي الذي وصلوا إليه مختبريا كتلاعب بالجينات فكرة رائعة أحييك من الأعماق أخي الفريد الأديب القريب من الوجدان أ. ناجي جوهر ..


ننتظر التالي بكل شوق حفظك الله ورعاك..


الساعة الآن 01:35 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية