منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   الشعر الفصيح (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   "فيت" (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=3436)

يوسف الكمالي 15-06-2010 11:34 PM

"فيت"
 
.. قُلْ لَهُمْ عُوفِيتُ..

http://www.youm7.com/images/NewsPics...2008298636.jpg

10 : 1 صباحًًا

9 / 6 / 2010م
الأربعاء


اجْلَدْ فُدِيتَ.. وَقُلْ لَنا: عوفِيتُ
لا يَنْخُرَنَّ جِبالَ سَعْدِكَ فِيتُ

وَطَنِي.. سَمِعْتُكَ والفَضَا مَكْبُوتُ
تَبْكِي.. وَكُلُّ السَّامِعِينَ سُكُوتُ

فَرَكَضْتُ أبْحَثُ عَنْكَ.. إذْ قَعَدَ الدُّجَى
حتَّى تبادى دونَ جِسْمِيَ حُوتُ

وَطَنِي.. أبي.. وابْنِي.. وَكُلَّ عشيرَتِي
يَا خَيْرَ فَجْرٍ خانَهُ التَّوْقِيتُ ..

أبْصَرْتُ دمْعَكَ.. يَوْمَ غاصَ بِهِ السَّنا
وأنا.. على دَمْعِ الْحَبِيبِ أموتُ

فَفَتَحتُ بابَ الذِّكْرَياتِ كأنَّنِي
حَجَرٌ كَرِيمٌ ضَيْفُهُ التَّفْتِيتُ

بالأمْسِ.. (جونو) جالَ في أجوائِنا
فَكَأنَّهُ لِرَخائِها .. تابوتُ!

أسَرَ السَّما بِسَحَابِهِ.. فسرى العَمَى
فِي الأرْضِ.. حَتَّى ضَلَّ عَنْها الْقُوتُ

أغْوَى الْبِحارَ بِعَصْفِهِ فأثارَها
ضِدَّّ الْقُرى.. والْغارِقاتُ بُيوتُ!

وتلاطمت أمْوَاجُهُ فكأنما
جالوت جابه جندَه طالُوتُ!

دَفَنَ الْوَرَى بِحَياتِها.. تَحْتَ الثَّرى
ماذا ذرى لِمَمَاتِها الْعِفْرِيتُ؟(1)

قَدْ ماتَ جونو.. لا صلاةَ عليهِ.. لا!
ماتَ الْمُمِيتُ.. الْمُفْسِدُ.. الْمَمْقُوتُ

فالْحَمْدُ للَّهِ اسْتَجابَ دُعاءَنا
مَنْ لَيْسَ يُدْعَى بَعْده طاغُوتُ

وَطَنِي ابْتَسِمْ.. تسْرَحْ بِمَرآكَ المنى
فالطَّيْرُ حلَّقَ.. واسْتَفاقَ التُّوتُ!

وتَشابَكَتْ أيْدِي بَنِيكَ.. كأنَّها
بِدواكَ أعْشابَ الشِّفاءِ تبيتُ

وسَمِعْتُ هَمْسَكَ في الغَدِيرِ وقد جَرَتْ
فيهِ الحياةُ وثوْبُها ياقوتُ

ورأيْتُ وَجْهَكَ في الْهِلالِ تَكَحَّلَتْ
أنْظارُهُ.. وبدا عليْهِ الصِّيتُ

وَعَبِقْتُ رَوْحَكَ مِنْ بساتِينِ الْهَوى
فهوى عَلَيَّ مِنَ الهَوا هاروتُ!

سِحْرٌ.. عمانُ إذا انْتَشَيْتُ عبيرَها
نُفِخَ الْحُبورُ بداخِلي وحَيِيتُ

بِكْرٌ.. عَنِ الدَّانِي تَعِفُّ بِنَفْسِها
وعلى الثُّرَيَّا مَجْدُها مَنْحُوتُ!

وُلِدَتْ.. إذِ التَّاريخُ يولَدُ جَدُّهُ
لكِّنهُ سَيَمُوتُ قبْلَ تموتُ!

نَحنُ الْعُمانِيُّونَ سدٌّ دُونَها
ما فاتَهُ كَرْبٌ.. ولا سَيَفُوتُ!

فاهْدأ.. دياري لنْ يمسَّ بهاءَها
(جونو).. ألا يا مَوْطِني.. أو (فِيتُ)

إنِّي سَمِعْتُكَ.. والْفَضا الْمَكْبُوتُ
تبْكِي وَكُلُّ السَّامِعِينَ سُكُوتُ

ورأيْتُ دَمْعَكَ يومَ غاصَ بهِ السَّنا
فغرِقتُ.. حتَّى كِدْتُّ فيهِ أموتُ

وسألْتُ عنْكَ.. فقيلَ (فيتُ) أعلَّهُ
فاجْلَدْ –فُدِيتَ- وَقُل لَهُمْ: عُوفِيتُ!



نوره البادي 15-06-2010 11:45 PM

ما شاء الله عليك أخي .... مُبدع

سالم الوشاحي 16-06-2010 12:33 AM

وَطَنِي.. أبي.. وابْنِي.. وَكُلَّ عشيرَتِي
يَا خَيْرَ فَجْرٍ خانَهُ التَّوْقِيتُ ..

أبْصَرْتُ دمْعَكَ.. يَوْمَ غاصَ بِهِ السَّنا
وأنا.. على دَمْعِ الْحَبِيبِ أموتُ

وأنا أمر صامتاً
فالصمت في حق الجمال ......)

فاطــ (محمد) ــمة عبدالله 16-06-2010 12:54 AM

وُلِدَتْ.. إذِ التَّاريخُ يولَدُ جَدُّهُ
لكِّنهُ سَيَمُوتُ قبْلَ تموتُ!

نَحنُ الْعُمانِيُّونَ سدٌّ دُونَها
ما فاتَهُ كَرْبٌ.. ولا سَيَفُوتُ!

____________________

مبدع يا يوسف الكمالي ..

راقت لي حد الإدمان ...

سلمت وسلم هذا الجمال ...

بالتوفيق ان شاءالله

نبيلة مهدي 16-06-2010 06:57 AM

ما شاء الله أخي العزيز
يوسف الكمالي..
رائع رائع أنت و مبدع..
كلمات جميلة..
سلمت و دام قلمك رائع دائما..

كن بخير

carpenter 16-06-2010 07:43 AM

اخي العزيز

وتلاطمت أمْوَاجُهُ فكأنما
جالوت جابه جندَه طالُوتُ!

ان دل على شي يدل على تمكن من الشاعر بالشعر لازلت تضئ بقوافيك دهاليز المنتدى اخي.

كل الود والاحترام لك ولأمثالك .

سمو الكعبي 17-06-2010 01:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف الكمالي (المشاركة 37152)
.. قُلْ لَهُمْ عُوفِيتُ..

http://www.youm7.com/images/newspics...2008298636.jpg

10 : 1 صباحًًا

9 / 6 / 2010م
الأربعاء


اجْلَدْ فُدِيتَ.. وَقُلْ لَنا: عوفِيتُ
لا يَنْخُرَنَّ جِبالَ سَعْدِكَ فِيتُط


وَطَنِي.. سَمِعْتُكَ والفَضَا مَكْبُوتُ
تَبْكِي.. وَكُلُّ السَّامِعِينَ سُكُوتُ

فَرَكَضْتُ أبْحَثُ عَنْكَ.. إذْ قَعَدَ الدُّجَى
حتَّى تبادى دونَ جِسْمِيَ حُوتُ

وَطَنِي.. أبي.. وابْنِي.. وَكُلَّ عشيرَتِي
يَا خَيْرَ فَجْرٍ خانَهُ التَّوْقِيتُ ..

أبْصَرْتُ دمْعَكَ.. يَوْمَ غاصَ بِهِ السَّنا
وأنا.. على دَمْعِ الْحَبِيبِ أموتُ

فَفَتَحتُ بابَ الذِّكْرَياتِ كأنَّنِي
حَجَرٌ كَرِيمٌ ضَيْفُهُ التَّفْتِيتُ

بالأمْسِ.. (جونو) جالَ في أجوائِنا
فَكَأنَّهُ لِرَخائِها .. تابوتُ!

أسَرَ السَّما بِسَحَابِهِ.. فسرى العَمَى
فِي الأرْضِ.. حَتَّى ضَلَّ عَنْها الْقُوتُ

أغْوَى الْبِحارَ بِعَصْفِهِ فأثارَها
ضِدَّّ الْقُرى.. والْغارِقاتُ بُيوتُ!

وتلاطمت أمْوَاجُهُ فكأنما
جالوت جابه جندَه طالُوتُ!

دَفَنَ الْوَرَى بِحَياتِها.. تَحْتَ الثَّرى
ماذا ذرى لِمَمَاتِها الْعِفْرِيتُ؟(1)

قَدْ ماتَ جونو.. لا صلاةَ عليهِ.. لا!
ماتَ الْمُمِيتُ.. الْمُفْسِدُ.. الْمَمْقُوتُ

فالْحَمْدُ للَّهِ اسْتَجابَ دُعاءَنا
مَنْ لَيْسَ يُدْعَى بَعْده طاغُوتُ

وَطَنِي ابْتَسِمْ.. تسْرَحْ بِمَرآكَ المنى
فالطَّيْرُ حلَّقَ.. واسْتَفاقَ التُّوتُ!

وتَشابَكَتْ أيْدِي بَنِيكَ.. كأنَّها
بِدواكَ أعْشابَ الشِّفاءِ تبيتُ

وسَمِعْتُ هَمْسَكَ في الغَدِيرِ وقد جَرَتْ
فيهِ الحياةُ وثوْبُها ياقوتُ

ورأيْتُ وَجْهَكَ في الْهِلالِ تَكَحَّلَتْ
أنْظارُهُ.. وبدا عليْهِ الصِّيتُ

وَعَبِقْتُ رَوْحَكَ مِنْ بساتِينِ الْهَوى
فهوى عَلَيَّ مِنَ الهَوا هاروتُ!

سِحْرٌ.. عمانُ إذا انْتَشَيْتُ عبيرَها
نُفِخَ الْحُبورُ بداخِلي وحَيِيتُ

بِكْرٌ.. عَنِ الدَّانِي تَعِفُّ بِنَفْسِها
وعلى الثُّرَيَّا مَجْدُها مَنْحُوتُ!

وُلِدَتْ.. إذِ التَّاريخُ يولَدُ جَدُّهُ
لكِّنهُ سَيَمُوتُ قبْلَ تموتُ!

نَحنُ الْعُمانِيُّونَ سدٌّ دُونَها
ما فاتَهُ كَرْبٌ.. ولا سَيَفُوتُ!

فاهْدأ.. دياري لنْ يمسَّ بهاءَها
(جونو).. ألا يا مَوْطِني.. أو (فِيتُ)

إنِّي سَمِعْتُكَ.. والْفَضا الْمَكْبُوتُ
تبْكِي وَكُلُّ السَّامِعِينَ سُكُوتُ

ورأيْتُ دَمْعَكَ يومَ غاصَ بهِ السَّنا
فغرِقتُ.. حتَّى كِدْتُّ فيهِ أموتُ

وسألْتُ عنْكَ.. فقيلَ (فيتُ) أعلَّهُ
فاجْلَدْ –فُدِيتَ- وَقُل لَهُمْ: عُوفِيتُ!



الشاعر الأريب:
لله درك ليس أي شاعر يستطيع أن يصف ويصور ما قلت صور غريبة وتراكيب عجيبة فيها من الخفة أما القافية فتائية يَفْرِقُ منها الشعراء في حين لم يتهيبها ابن الكمالي .
تحياتي لك أدبية وشعرية بحجم روعة شعرك.

محمود النبهاني 17-06-2010 10:34 AM

ماأروعك
أجدت فأفدت
ونظمت فشجيت
نسأل الله أن يرحمنا ويغفر لنا خطايانا



السعدية 17-06-2010 07:55 PM

قصيــــــــــــــدة أكثر من رائعة اخي...
بووركت .. لك احترااااااااااامي وتقديري..

الحبي الواعده 17-06-2010 11:25 PM

قصيدة بمنتهى الروعة

تسلم هذي الأنااااما الي أبدعت ف الكتااااابة

ويسلم هذاااا اللساااان الي نطق بهذي القصيدة الأكثر من روعة

لو لاااا تذوقكــــــــــــــ لشعر مااا استطعت كتااااابة مثل هذي الأبياااات الجميلة

تقبل مررروووري الجميل


الساعة الآن 06:13 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية