منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   ذات صباح (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=22218)

زهرة السوسن 02-03-2016 09:57 AM

ذات صباح
 
أشرق الصباح ذات يوم، حاملا معه قصة جديدة، من قصص الحياة العديدة، عندما عاد سالم إلى منزله، كانت الأم والأختان الحاضرتان، في فرح شديد، بعد أن طرده والده؛ لكثرة ما يرد من شكاو ضده، الأب نفسه، مدمن خمر لا يرجى له صلاحا، بعد أن كان موظفا برتبة عسكرية مرموقة، أصبح كالعاجز في بيته، لا يملك إلا اختلاق شجارات لا تكاد تنتهي بينه وبين أفراد أسرته، حتى إنهم اعتزلوه، تاركينه في زاوية محددة من المنزل؛ اتقاء لشره المتأجج.
عندما دخل سالم المنزل، وجد أختيه وأمه يتناولن طعام الإفطار، فاستقبلنه بالحفاوة والترحاب، مشفقات على حاله جراء كثرة ظلم الأب له ونفيه عن أفراد أسرته الطيبين، مع عدم وجود مسوغ حقيقي، يستدعي كل هذا.
شرعت أخته الكبرى، بإعداد فطيرة تشرح بها فؤاد أخيها المطرود، وكانوا يتجاذبون أطراف الحديث في أمن وأمان، جاهلين ما يخبئه القدر لهم في تلك اللحظات الحاسمة، وهم في أوج التفاعل والانسجام، دخل عليهم الأب متقلدا سلاح الجريمة، والشرر يتطاير من عينيه، مزبدا مرعدا، وهو يرى فلذة كبده بن أفراد أسرته، بعد أن طرده، وألقى به على قارعة الطريق، ولم تكن المرة الأولى التي يطرده فيها، فما كان منه إلا أن بادره بطلق ناري غادر من بندقيته، التي كان يحتفظ بها في زاويته الخاصة، فأصابه في مقتل، ممزقا أحشاءه، وما زالت فطيرته في يده، في حضرة أمه وأختيه، سقطت الأم مغشيا عليها، وظلت الفتاتان تتصارخان، حتى اجتمع عليهم الجيران، محاولين إسعاف المصاب عبثا، حيث توفي في الطريق إلى المستشفى، وهو يردد لقد سامحت أبي وعفوت عنه، فازدادت أمور الأب سوءا على سوء، وأيقن بالعقاب والقصاص، ولكن بعد كل هذا عفت زوجه وأولاده ذكورا وإناثا عن الأب الذي تنكر لهم في أحلك أيام حياتهم؛ حتى يعيش متجرعا كؤوس المرارة ، إلى دهر الداهرين. منبوذا من أسرته.

بقلمي: أم عمر

هيثم العيسائي 02-03-2016 10:52 AM




مشهد يتكرر بين المجتمعات وللأسف الشديد عند ينعدم الإحساس بكل معنى الرحمة أو بكل معنى فلذة كبده سالم

نسأل الله الرحمة والعافية


لك التحية هنا سيدتي


كان هنا هيثم

زهرة السوسن 02-03-2016 02:42 PM

أرحب بك أخي الجليل: هيثم العيسائي، أجمل ترحيب، كمتصفح يتمتع بذوق رفيع، وثقافة متنوعة، لك كل التقدير والاحترام.

سالم سعيد المحيجري 03-03-2016 12:39 AM

الله الله الله

قصة مؤثرة جدا جدا

إبداع من كاتبة مميزة

نتمنى لك التوفيق ودمتي بكل خير

الشاعرة عائشة الفزارية.

زهرة السوسن 05-03-2016 12:42 AM

لك كل الشكر والتقدير، أخي صاحب الذوق الرفيع، سالم المحيجري، بكم يبدع القلم.

ناجى جوهر 05-03-2016 10:05 PM



يا إلهي
ما أبشعها من جريمة!
يا له من والد قاس وظالم!
لم يشرق صبحٌ ذلك اليوم على المسكين
الهذا الحد تبلغ القسوة في الإنسان؟

مهما كان سبب الخلاف بينهما فالأمر لا يستدعي
إزهاق روح، فكيف والروح هي روح ابنه فلذة كبده
اتراه كان تحت تاثير المسكر؟ أم كان واعيا لجريمته؟
لا أظنّه إلاّ كان فاقدا لكل شىء في تلك اللحظة
عدِم لإنسانيته والعقل والرشد والحوّاس
أعوذ بالله من هكذا مصير ونهاية

أبدعت أستاذة / عائشة الفزارية
وزاد تألق المنتدى بمساهماتك الرائعة
فلك الثناء العاطر والشكر الجزيل
والأمنيات السعيدة المباركة الطيّبة
الف شكر الأستاذة الشاعرة / أمُّ عُمَرْ
وتقبّلـــي تحيّاتـــــي



زهرة السوسن 06-03-2016 09:35 AM

أهلا وسهلا بطلة أخينا الكريم: ناجي جوهر، صاحب الإثراء الدائم للنص الأدبي، ويؤسفني أخي الكريم أن أقول لك: إن هذه القصة حقيقية، وكثيرا ما شاهدت هذا الشاب المسكين وهو يأتي آويا إلى بيت خاله كلما طرد من المنزل، فما زال في حل ومرتحل، حتى استقر في باطن الأرض.


الساعة الآن 07:16 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية