في الحادية عشر والنصف صباحا

كان يوم الخميس الموافق

21-07-2011 كنت أجلس وحيده

دون أنيس أو ونيس في مكتبي حيث أن زميلتي والتي أعدها

أختي وصديقتي لم تأتي في ذلك اليوم أشغلت وقتي بكل ما هو

مفيد .وقرأت القرآن ومن ثم تعلمت بعض الكلمات الأنجليزيه

وأتمتت بعض المهام التي كلفني بها مديري ..

أنهيت كل شي ومازال هناك المزيد من الوقت حتي يحين وقت

الساعة الثانية عشر موعد انتهاء عملي يوم الخميس فمازالت

الساعة

الحادية عشر صباحا

ً..

بدأ الملل يتسلل إلي ..

فأمسكت هاتفي وأخذت أقلب فيه وفي تلك الرسائل التي غمرت مع

الأيام وقررت أن أقوم بعمل جرد له ..

اكتشفت وجود رسائل قديمه تعود لسنين لسنه مضت وسنتان

وثلاث ًلأناس

لطالما أحبتهم وتوغلت محبتهم في قلبي كانت

رسائلهم مزيج من كلمات

الحب والشوق والوفاء

وما إلى ذلك من الكلمات الجميلة كنت انظر إليها وفي الوقت ذاته

ارتسمت ابتسامه ساخرة على وجنتيا ..

كانت كل تلك الرسائل ما هي إلا بحر من

((الحب الزائف أو بعض المجاملات ))

كانت رسائل فقط لمجرد الإرسال ..

تساءلت بيني وبين نفسي ..

أين هم الآن ؟؟؟؟؟

قطعوا كل وصال وقاموا بتبديل

(( الأحباب والرفاق))

وأصبحنا في قاموسهم

نسياً منسيا ..

هل كنت مغفلة لأني احتفظت بكل تلك الرسائل التي تعود لأناس

(قساة القلوب ))

هل كنت أعيش على ..ذكراهم؟؟ ..وعلى أمل لقاهم ؟؟

هل كنت حقاً انتظر الصدفة التي تجمعني بهم لتجعلني أراهم ؟؟

لماذا كانت هذه الرسائل هي عالمي الذي كنت أبحر فيه أبحث فيه

عن مرسى ؟؟؟

وتساءلت أيضا :

لما أحتفظ بكل رسائلهم وأذكرهم في كل ليله وكل حين بينما هم

بالكاد

((يذكروني ))

ولا أستبعد أيضا أن يكونوا هم أيضا

نسوني ونسوا

((اسمي ))

...عندها قررت أن أخطو أولى خطواتي في خوض

((

تجربة النسيان))

وقمت على الفور بحذف كل تلك الرسائل كلما حذفت رسالة سادني

ذاك الشعور الجميل بالارتياح كنت أعلم أن بكل رسالة أحذفها هي

بمثابة الدعامة لي لكي أكون أقوى وأقوى بحيث

استطيع النسيان نعم النسيان فإن الله سبحانه وتعالى قد انعم علينا

((

بنعمـــــة النسيـــــان ))

...محوت رسالة تلوى الأخرى لهذه وتلك ووووووو .. واكتفيت

فقط بتلك الرسائل التي تعود

لقلوب أحبتني بصدق في زمن أصبح الحب مشوهاً في القلوب إلا

ما رحم ربي .....

انتهيت من حذف كل تلك الرسائل والتي كانت كعبء كبير على

قلبي وبعد الانتهاء نظرت إلى ساعتي لأجدها....

(((الحادية عشر والنصف صباحاً)))

..

رباه هذا يعني أني استغرقت نصف ساعة لكي أزيل عبأ سنين

من على قلبي ..تأملت الوقت وكأن في هذا الوقت والتوقيت ولدت

إنسانه أخرى

..إنسانه ستبدأ حياه جديدة وستواصل مسيرة البحث ..البحث

عن تلك

(( القلوب الصافية ))

التي حتما موجودة بيننا لكن وبسبب صخب الحياة والضوضاء

والضجيج والازدحام لا نسمعها ولا نراها ..

لكنها مؤكداً هي بيننا هنا وهناك فقط لا تقلقوا ولا تيأسوا فهناك

شعاع نور يأتي كل يوم وبصيص أمل هنا وهناك

...

في ذلك الوقت وعند الساعة الحادية عشر والنصف صباحاً انقشع

الضباب من على قلبي ورأى النور رأى أن الحياة جميله يجب أن


نعيشها بحلوها ومرها ..فلا تحزنوا على ما فات ولا تفكروا

كثيراً..

((من أراد وصل قلبنا وصلناه ومن طلب بعدنا بالهجر زدناه))
.
..هناك دائماً مكسب وخسارة أن كنا خسرنا بمحبتنا لهم الكثير من

سنوات وأيام ذهبت هدر من عمرنا وخسرنا الكثير من مشاعر

صادقه تم استنزافها من نبعها إلى أن جف ذاك النبع وأصبح

جاف .. فهم حتماً خسارتهم أكبر لأنهم لن يجدوا قلوب كقلوبنا

أحبتهم بكل الصدق في زمن زائف ...[COLOR=#222222 t][font=ARIALوألقيت بكل تلك القلوب