منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   سلّامة وذيل العجوز (3) (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=21048)

ناجى جوهر 25-02-2015 01:18 AM

سلّامة وذيل العجوز (3)
 



حكاية شعبيّة


سلّامة وذيل العجوز

(3)


القصر الزجاجي




زجاج, عالي الأسوار مرتفع الأبواب والنوافذ
تستحيل على من بداخله رؤية وسماع من بالخارج
تعزل فيه الأميرة, لا تختلط بالناس ولا تراهم
ولا تسمعهم ولا تعرف عن المجتمع والبيئة شيئا
خوفا عليها من الأمراض المعدية ومن السحرة الخبثاء
ومن عيون الحسّاد والحاقدين.
ووضع في القصر كل ما يسر خاطرها ويبهج نفسها ويفرح قلبها
ويشغل بالها ووقتها, لكي لا تفكّر في الخروج منه أبدا
فكانت الحديقة واسعة وفي منتهى الروعة والجمال
غرست فيها أغرب الشجيرات وأندى الورود وأنضر الأزهار
تكثر فيها أرقّ الفراشات
وأزهي العصافير وأندر الأطيار, وأجمل الخيول الأصيلة
وفيها حوض سباحة مترامي الأطراف, فعاشت سلاّمة في ذلك القصر,
تخدمها وتشرف عليها مجموعة من الوصيفات أمرهن الملك بإخفاء حقيقة العالم الخارجي عنها
وكلّفهن بمنعها من الخروج أو النظر أو الإستماع إلى ما وراء الأسوار
أمّا والدتها فتأتي لإرضاعها ثم تنصرف, فإذا طلبت منها الذهاب معها إعتذرت إليها
وأدّعت أن لا شيء أجمل ولا أفضل مما هي فيه فتسكت مرغمة
ونفسها تهفو إلى رؤية الأطفال من سنها و اللعب معهم.
وتفننت الوصيفات في صرف تفكيرها عما بالخارج, فشبّت
وهي تجهل وجود حياة مختلفة عما الفت وعرفت
إذ لا ترى سوى وجهي والديها ووجوه الوصيفات, ولا تسمع غير أصواتهن
وعندما كبرت أرسل إليها المعلمات والمربيات والمدربات
فتعلمت العلوم ومارست فنون الفروسية, وحلت الألغاز الصعبة
وسمعت الحكايات العجيبة, وكان والداها يزورانها بين فترة وأخرى
لكنّهما لا يصطحبانها أبدا خارج القصر. فشعرت بالكآبة
وسيطر عليها الفضول والرغبة في الخروج من ذلك القفص الزجاجي
وتمنّت رؤية الشمس والقمر, وتعطّشت لشمّ النسيم
والجري في الغابة والسباحة في النهر والتسوق من المحلات التجارية
وممارسة حياتها الطبيعية
وتخيّلت أشكال الناس والوانهم التي سمعت عنها من المعلمات
وظلّت الأميرة تشعر بالوحدة والعزلة والفراغ, وأرادت أن تخرج من القصر
لتختلط بالآخرين ولتتعرف على الكون, وتنظر إلى العالم
فإذا عبّرت عن أمنياتها هذه وجدت التثبيط والتهويل من قبل الوصيفات
وجوبهت بالتخويف والترهيب من جانب والدها
فتنسى أو تتناسى الأمر حتى حين
فلمّا إشتد ولعها بالخروج فقدت السيطرة على نفسها ف...

نكمل غدا إن شاء الله



وهج الروح 25-02-2015 04:38 AM

لا زالت الأحداث جميلة وسردها
بنهاية تشويقية تجعلني دائمة المكوث
هنا... حين نصف شي ولا نراه يكن غاية
لا يمكن التراجع عنها.... جميل سأكون بالقرب.

سالم الوشاحي 25-02-2015 11:42 AM

الأستاذ الفاضل ناجي جوهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مهما أستاطاع الملك أن يجعل كل الزوايا ضيقة إلا أن مشيئة الله فوق

كل ذلك مهما فعل ....وللأحداث تشويق أكثر سنكون لها من المتابعين

دمت برقئ دائم ايها لنبيل

تحياتي وجل تقديري

ضي 25-02-2015 04:57 PM

أسلوب القصص المشوق اخي ناجي يجعلنا من المتتبعين لحرفك ...
رائع انت اخوي ناجي ...
في انتظار ما تبقى ..
لك التحية...

ناجى جوهر 25-02-2015 11:53 PM




أهلا بالروعة والتميّز
إن شاء الله معا على الخير والتميّز
تسلمي وهــج الـــروح



ناجى جوهر 25-02-2015 11:58 PM



أهلا وسهلا بك أخي الشاعر / سالم الوشاحي
ونعم صحيح أخي الفاضل من الصعب جدا تقييد
الحريات وحبس المشاعر والتحكّم بها
وسنرى كيف تنتفض سلاّمة على سجانها
تسلم يا أبا سامي على المداخلة الرائعة
وتقبّل تحياتـــي



ناجى جوهر 26-02-2015 12:03 AM



الف هلا بك أستاذة / ضـــيّ
يسرّني جدا متابعتك أحداث هذه الحكاية العجائبية
وآمل أن تجدي بعض الحكمة والعبرة والمتعة
والأشعار البديعة والمواقف المختلفة
تشرّفت بمتابعتك أختي المباركة
تحيّاتـــي





الساعة الآن 02:58 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية