الحساب عند الله
 

**الحساب عند الله **
قصة الطبيب الحمصي الدكتور اليان الحمصي .
قالت لي أمي : يا اليان اليوم عطلتك وماعندك مدرسة روح لبيت خالك أبو داوود وجيب شوية ورق توت حتى إحشي ماتبقى من الحشوة .
كانت الأم تجهز اليبرق (( ورق العنب )) للغداء حين انتهى الورق
وبقيت الحشوة ،.
ذهبت إلى بيت خالي أبو داوود ،فوجدت امرأة خالي ومعها بدوية
موشومة بوجهها ،وعلى أنفها خزام ، وبعد أن ألقيت التحية ،قلت لامرأة
خالي أرسلتني أمي حوش ورق توت للحشوة ،فردت اطلع على الشجرة
((وكانت الشجرة في صحن الدار )) وحوش قد مابدك ، وفعلا ً تسلقت الشجرة وبدأت أقطف الأوراق ،وامرأة خالي تتحدث مع البدوية .
كنت أنتقل من غصن إلى آخر بخفة ورشاقة ، وبينما أنا أنتقل وضعت قدمي دون أن أنظر ،فهويت من الأعلى ، وصرت أصرخ من الألم وأبكي ، فهرعت امرأة خالي لتحملني إلى غرفة الضيوف ، والبدوية تخفف عنها لا تخافي . فحصت البدوية يدي اليمنى التي كنت أتألم منها : وقالت لامرأة خالي فيها كسر واضح هاتي الماء الساخن والبيض والطحين لأعمل جبيرة وأحضرت امرأة خالي ماطلبته تلك البدوية ،ووضعت الجبيرة على يدي وربطتها برباط من عنقي ، وهدأ الوجع قليلا ً ، وبعد قليل جاء خالي أبو داوود وشرحت له امرأة خالي القصة ،فالتفتُّ إليه وقلت له : خالي حاسبها فقالت البدوية : عيب يا ابني الحساب عند الله ، عند الله مابيضيع أجر ، وسألت خالي من أين معرفتكم بهذه البدوية ؟ فقال : شريكتنا بالغنم .وأخذني خالي إلى البيت ، ومضت الأيام فتعافيت تماماً ،وتابعت دراستي وكنت من المتفوقين ، فبعد النجاح في الثانوية العامة دخلت فرع الطب البشري ، واختصيت بطب العيون ، وبدأت العمل في عيادتي بحمص ،
وقد تعاقدت مع الحكومة لمعاينة مرضى العيون وعلاجهم في أكثر من مركز صحي، وفي عام 1935 بينما كنت أعالج في المركز الصحي في محردة سألت :
من بقي من المرضى فقالوا لي : عجوز بدوية فقلت : أدخلوها
دخلت تلك البدوية وألقت السلام وقالت : عيوني يا حكيم ما عاد شوف فيهن ،كانت مصابة (( بمرض الماء الأزرق)) الساد الأزرق ،
فحصتها وقلت لها بدك عملية ، ردت : اعملها
قلت لها : بتكلفك كتير ، وهون مافي أجهزة بدك تروحي لعندي إلى حمص .
قالت : اعطيني العنوان بروح .
قلت : معك تدفعي أجرة العملية ؟
قالت اعملها والحساب عند الله ، عند الله ما بيضيع أجر ياحكيم .
وسألتها هل تعرفين أحداً في حمص فقالت :
بيت أبو داوود شركاتي بالغنم .
عادت بي الذاكرة إلى تلك البدوية التي كانت مع امرأة خالي يوم سقطت من أعلى الشجرة ، والكلمات نفسها التي ترددها اليوم :الحساب عند الله ،عند الله ما بيضيع أجر .
وفعلا ً أخذتها معي إلى حمص ، وأجريت لها العملية ، وأنا أردد وأقول :
سبحان الله مين كان بيعرف إنو اليد التي جبرتها هذه البدوية هي التي ستعيد لعينيها نعمة النظر. صحيح الحساب عند الله وعند الله مابيضيع أجر.
بتصرف : مفيد نبزو

شكراً جزيلاً أخي أبو سامي لكم تحيات مفيد نبزو والله يقدرنا نبذر بذور الخير من أجل محصول الخير .

أشكركــــــــــ أخي وصديقي مفيد ع هذي القصة الجميلة

يعطيكــــــــــــــــــ ربي ألف عااااافية

أعجبتني وأدخلت السرور في قلبي هذي القصة الجميلة

تقبل مررروووري الغااااوي

ولك تحياتي
 

أخي وصديقي الحبي الواعدة تقبل تحياتي ومودتي بكل صدق ووفاء .

الأخت نبيلة مهدي مرورك يسرني ،وكلماتك تزيدني تواصلا ً شكراً لك ولكلماتك الطيبة .

ولك شكري أخي طه حسين ودمت بخير ،والله يعطيك العافية والصحة .

وأدامك الله .

والحســــــــــــاب عند الله..

كلما نقرأ مثل هذه القصص يزيد اليقين فعلاً بأن كل شيء عند الله بحساب، والله لا يضيع أجراً.

والحمد لله.

شكراً..