منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   النثر والخواطر (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   ♥ رِسالةُ اليَم لـ رُوحِ أُمـﮯ »• (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=17820)

مَــلآذ ‘! 29-07-2013 01:56 PM

♥ رِسالةُ اليَم لـ رُوحِ أُمـﮯ »•
 




أُمي صغِيرتُكِ مُتعبة ..


مآ عدت أقوى على التحمُلِ أكثر !



خُذيني لحُضنِك الحنون وخبِئيني عنهُم ..



لملِمي شظاياي المكسُورة من وقعِ الجرآح ..



أحتاجُكِ أمي أحتاجُك !




طِفلتُك : الغضّة النقية ما عادت تُجيد سِوى الصَمت ..



وتِلك التي تذكُرينهآ تُداعب قهقهاتِ الفجر بين ثُغرِها
ماتت يـ حناياي ماتت ..!
ماتت يـ حناياي ماتت ..!
ماتت يـ حناياي ماتت ..!



قتلُوا بِي الحُلم يـ أُمي والطفولة والسَعادة والحيآة !
قتلونِي بلا أي رحمة ..



أُمي يـ نبضَ الطمأنينةِ بِي أرجُوكِ ضعِي راحتيكِ
على عينآي لتغُمض أجفاني ولا أرى أطيافهُم تتراءى لي !




أتعلَمِين أنني أفتقِدكِ حقاً حينما كُنت أفزعُ ليلاً من صوتِ الكِلاب
أناديكِ وتهرعِين لِي :




- صغيرتِي ما بِك أتراهُ كابُوس يُفزِعُك ؟



- لا يا أُمي ولكِنني أخافُ نُباح الكِلاب أسمعهُ خلف نافَذتِي ..



- لا تترُكيني أمي أرجوكِ ابقِ هُنآ ..



- أنا هُنا يا عزيزتي لن أرحل عنكِ فلتخلُدي للنومِ الآن
أغمِضي عينيكِ واحلمِي أشياءاً جميلة
إلى أن تغفو أهدابُكِ




وتَشُدين على يدي بكفيكِ الدافِئين وترتِلين على رأسي المُعوذات
لـ يطمئِن قلبي وأنآم بعُمقٍ أتنفسُ عطركِ الفريد
الذي لا أجد له أي مثيل !




أجل يا أٌمي لا زلتُ أخافُ الكلاب !
لم يتغير شيء سِوى أنني أحِن للمسةِ يديكِ
وهي تمسحُ عن رأسي الهموم لـ أنام ..



أمي طفلتُك البريئَة الطاهرة : هاهِي تذبلُ شيئاً فشيء أمام تِلك الصدمآت ..
كـ زهرةٍ ربيعيةٍ عصفت بِها برودة النسيم
وارتجفت الروح بين أطرافِها ..



لم أعُد تِلك الفتاة الصآبرة التي هتف الجميعُ ذآت يومٍ بفرح
بأنني أقوى من المَرض وسأتعدى تِلك المراحِل
لأنني قويةٌ فِعلاً وقوتِي وصبري لم أتعلمُهما إلا منكِ
أما بالنسبةِ لعزمي فأبي الوحيد الذي
لا زلتُ أستمده مِنه بفخر !



كُنت أجهلُ سبب ثِقة الجميعِ بي حينهآ لأنني لم ألحظ على
نفسي ما قالوه ! ولكِنني أيقنته بعد حِين حينما سمِعت الطبيب
يهمِس لأبي : إبنتُكم من المَرضى النادرِين الذين يتخطًون
مراحِل المرض بهذه السُهولة ويستجيبون مع العِلاج
بإرادةٍ قوية ! أحييكَ على عزمِ إبنتِك ومعنوياتِها ساعدنا ذلِك
في علاجِها كثيراً بينما سيساعِدها فِي الشِفاء بسرعة بإذن الله ..



صدقيني ما عُدت كـ تلك أبداً !



أُمي .. أحضني جسدِي المُنهك ولـ أنسى تعبي بين
أنفاسِك نبضكِ ودِفء همسِك ..
أبقيني بعيدة عن كُل شيء



ما عُدت أريد رُؤيةَ أحد ولا الحديثَ مع أحد
ولا حتى لمحَ ظِلالهم .. أريد البقاء معكِ أنت فقط
كُوني لـ طفلتَك الهادئة ملاذاً يقيني من كُل تِلك الأوهامِ الصاخبة ..



فضجيج البشرِ يُفزعني حقاً !
أعيديني لـ رحمكِ المُظلم لأختبئ به !



فلا شيء يستحقُ أن نعِيش من أجلهِ سِواكِ



صدقيني يا أُمي أنني ميتة .. ميتةٌ



أعيدني بأحشائِك لأحيا من جديد ..
بدون أي وجع أو نصب ..
لأحيا الطفولة بوقتٍ أصبح النُضجُ فيه مُبرراً للألم !
أُمي .. لملميني بصمتٍ لأعيشَ بين مُروجكِ وردةً أرجوانيةً
وكوني لي الشَوك الذي يحميني .. لأشعر بالأمان ..



وإن تعثرتُ يوماً أمسِكي أصابعِي لأقف
كما كنت تفعلين حينما نعودُ من البُستان كُل مساء ..



فأنا لا زلتُ تلك الطفلة التي تبكِي إن رحلتِ عنها
وهِي نائمة لتستيقظَ ولا تراكِ بقربها
فتبحثُ عنكِ كـ تائِه وسطَ الرمضاء !



وما إن تلقاكِ تنسابُ برقةٍ وتسدل
جسدها بحُضنك وتشكِي لكِ بأنها فقدتكِ !



كُنت أفعلُها دوماً .. وألقاكِ دوماً



ولكِني هذه المرة : أضعتُكِ ولا زلتُ أبحثُ عنكِ
ولا أجدك إلا فيّ نبضاً متوجعاً .. عليلاً ..
تنبجِس معه الذِكرياتُ ببطىء قاتِل ..




ولا زالت تِلك الأفواه تُناديك بصرخاتٍ خرساء



وأنتي من يومها لا تُجيدين سِوى الإختباء



رُغم أنني لا أذكر بيوم رحيلِك أنني لعبتُ
الغميضة ليقينٍ بي



بأنكِ تربحين دائِماً ..



سأُلقي بنفسي في اليم لأراكِ ولا تخافِي ولا تحزني



إن الله معي



فإن رحلتِ أنتِ فهو حيّ لا يموت أما بالنسبةِ للغميضة



فيجدر بي إخبارُك أنني أيضاً مفقودة بها



ولم يجدني أحدٌ إلى الآن !




٭




لـ أُمي جنةُ الأرض بدآخلي ..



لـ روحٍ تعيشُ لـ تغمُرني عطفاً



أُحبكِ



مع مودتي : ابنتك
!

آلاء 29-07-2013 04:07 PM

ملاذ..!!

حرفٌ ثَمِلٌ بالأَلَم .. حرفكِ جميل وسلس .. استطاعَ أن يلامس شغاف القلوب

أعجبني بشدة

بوركتِ

رحيق الكلمات 29-07-2013 05:20 PM

نزف
حزين
ياعزيزتي
ولكنه
عذب
راقي
تعبيراته
غاية في العذوبه
وفكرته
متقنه
هادئه
معبره
هذا
ماأستطيع
ان اسميه
الأدب
الصادق
يخرج
من القلب
ليلامس القلوب
بورك قلمك غاليتي
وأبعد الله عنك كل هم

فاطمة حميد ( إغتراب ) 29-07-2013 05:46 PM

ملاذ.......

نص به غصة به وجع به ألم به إحتياج ....أشتياق ....حزن ....فقد

نص به حلم ....أمنية ....إلحاح ....نص به وبه وبه الشي الكثير والجميل

أعجبني أخيتي الغالية تعبير جميل وسرد رائع

كونِ بخير يالغالية

ربي يحفظك ويسعدك

عبدالله الراسبي 29-07-2013 05:51 PM


الاخت الفاضله ملاذ نص جميل جدا ورائع وهكذا هي الحياه
تسلمي على هذا البوح الراقي والجميل
ودمتي بكل خير وموده
وتقبلي تحياتي

وحيد المسكري 29-07-2013 06:41 PM

ملاذ
لامست كلماتك القلوب
بارك الله فيك
نص جميل

ضي 30-07-2013 12:01 AM

يااااااااااااااااااااااه يا ملاذ اي حزن يسكن هذا القلب
واي ألم يسكن بين اضلاعك...
مؤلم بصدق ما اقرأه هنا ...
مبدعه رغم الحزن الذي يكتسي جنبات النص...
كوني بخير غاليتي ...

سالم الوشاحي 30-07-2013 05:53 AM

كاتبتنا القديره مَــلآذ ‘!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رغم بعثرة الألم اللآبد خلف حرفك ..إلا أنها هزت شيئاً ما بداخلي ...

لكِ اسلوب جميل تتقنين من خلاله رسم البوح

لينصت الصمت ويتعثر الحرف شكرا وثناءاً

سجلي إعجابي وتقديري العميق

وهج الروح 30-07-2013 06:55 AM

فإن رحلتِ أنتِ فهو حيّ لا يموت أما بالنسبةِ للغميضة



فيجدر بي إخبارُك أنني أيضاً مفقودة بها



ولم يجدني أحدٌ إلى الآن !





مولم ان يسكن الالم انفاسج ....... حروف مبكية باكية لا تخلو من الصور التي يحياها الكثيرين


حين يهربون من واقع قاسي مؤلم ........ غياب اطهر من وجد ع الكون لهو زلازل يهز اركاننا


عنوة ........... ايتها الرائعة ملاذ ....... حروفج رغم حزنها الا انها حكاية قد اثقلت حرفي ........


همسات حزينة وعبارات تهز الوجدان ......... لقلبج الفرح الدي تبحثين عنه .........

كمال عميره 30-07-2013 04:44 PM

ملاذ.........
ايتها المبدعه.....
لصرختك المترامية الظلال هنا.........وجع الإبتداء والإنتهاء.......
لحرفك الذي يلامس في حزنه حلكة الليالي في وجع الأزمنه......سلخ السياط وهي تلهب الأقمار....
أتساءل عن قدرتك الفضيعة على التحمل......؟؟
ربما هي ما يجعلك نابضة بكل ما فيك من حرقة الأسئله........
لكنها الحياة يا ملاذ.............
علينا ربما في دواليبها ان نكون أكثر قساوة.........كي نضمن فقط قدرة البقاء.........ولو واقفين على نزيف جراحاتنا...
حرفك حزين.............وواقعي العربي اكثر حزنا........فكيف بربك يمكنني مقاومة كل هذا الحزن....
كيف يا ملاذ....؟؟
وكل شيئ صار سوادا في سواد......
يبدو الامر متناقضا.......لكنني اشكر قدرتك على طعن اللغة.........كي تعطينا كل هذا النزيف الحاد.......
علّ الصباحات في رحلة المشانق.......تأخذنا إلى قيلولة دائمه........
لك الله يا ملاذ......................ورمضان كريم


الساعة الآن 03:49 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية