منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   سليم في حضرة الوزير (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=22519)

محمد الفاضل 06-08-2016 10:52 PM

سليم في حضرة الوزير
 
سليم في حضرة الوزير – محمد الفاضل

تحلق عدد من أهالي القرية المنسية حول سليم وهم يتدافعون بحماس ، حرص على تدوين كل احتياجات الأهالي وصياغتها بأسلوبه المميز ، كان أوفرهم حظا فقد أكمل تعليمه الإبتدائي ، ناهيك عن ذكائه المتوقد وخطه الجميل بشهادة الجميع ، انهمرت عليه الطلبات مثل زخات المطر ، بدا متململا ولكنه آل على نفسه أن ينقل الرسائل بأمانة وصدق . شرع بالكتابة وهو في حالة حبور وترقب ، غدا سوف يمتع ناظريه برؤية الوزير الذي تكرم ووافق عل زيارة قريتهم عشية الانتخابات برغم مشاغله الجمة وحجم الأعباء الملقاة عل عاتقه ، هو الأقرب إلى نبض الشارع كما يبدو في التلفاز عند زياراته التفقدية الموزعة على خارطة الوطن .

سليم من أشد معجبيه ، هو ابن قريتهم ، ولطالما أسبغ عليه صفات جمة وأطنب في وصف ورعه وحبه للشعب ، ونزاهته التي هي فوق الشبهات ، حتى أنه رفعه إلى مصاف الأنبياء ، تحولت القرية إلى خلية نحل وكل منشغل بأمر ما ، هذا يعلق صور ابن القرية البار وذاك يزين دكانه بلافتات كتب فوقها عبارات ترحيب ، وآخر يعلق الزينة مع الأعلام .

في ذلك الصباح الربيعي المشرق اصطف الأهالي وتوزعوا عند مدخل القرية وقد ارتدوا ثياب العيد ، تصدر المشهد الوجهاء مع مختار القرية ، يرافقهم سليم وهو ينوء بحمل العرائض والظلامات التي قام بكتابتها أمس. حبست الأنفاس واشرأبت وتطاولت الأعناق فقد لاح موكب الوزير ، تحف به السيارات الفارهة التي تنهب الطريق الريفي مخلفة سحابة من الغبار ، تعالت الزغاريد وصدحت الأصوات بهتافات تدرب عليها الجميع مساء البارحة تحت إشراف سليم ، ونحرت الأغنام احتفاءا بوصول ابن الشعب البار .

تسابق الأهالي نحو السيارة وكل يمني النفس بلثم يد الوزير ونيل شرف مصافحته ، استنفر طاقم الحماية وبدأوا بتفريق وإبعاد الأهالي ، في تلك الأثناء كان الوزير يلوح بيده لجموع المحتشدين وهم يتدافعون بحماس ، اقترب سليم من السيارة وهو يحمل هموم الأهالي وهم بلثم يد الوزير ، مد الوزير يده باشمئزاز متصنعا الود حيث طبع سليم قبلة فوق يده ولم ينس أن يسلمه الأمانة التي كلف بها ، تجهم وجه الوزير وشعر بالتقزز ، أومأ لمرافقه ، فناوله المناديل المعطرة ومسح يده بقرف ظاهر وهو يتمتم :
- رائحة ذلك الفلاح تفوح بروث البقر وفضلات الدجاج !

- ولكن ، يا سيادة الوزير ، ماذا أفعل بكل تلك الأوراق ؟ سأل مرافق الوزير .

- تخلص منها ، تصرف ! ارمها في أقرب سلة مهملات ، أجاب الوزير ، ويحهم ! كيف يتجرأون ؟ هؤلاء الفلاحون لا يشبعون... أردف قائلا .

السويد – 6/ 8 / 2016

ناجى جوهر 08-08-2016 11:22 PM




أهلا بقلم المظلومين وصوت المعذّبين الأستاذ محمّد الفاضل
تشرّفت بمصافحة ابداعكم الجديد، وليس بمصافحة يد الوزير
والظاهر إن تزكيّة المتغلّبين إلى مصاف الأنبياء والرسل عليهم السلام
صارت آلية مقبولة في ديار المسلمين، والله المستعان على ما يصف المطبّلون
ولكن من الروعة والعجب أن يصل ذلك الوزير الرائش إلى القرية فعلا
إنّه لمتواضع، بل رحيم. لقد خيّل إليّ أن موكبه سيثير الغبار في أنحاء القرية
وهو يتجاوزها إلى موقع آخر. ولكن يبدو أنه قرر إمتهان أهله وذويه
سبحان الله هذا من ابناء تلك القرية وكان ذلك عطفه ورحمته بها
فكيف بمن لايمتّ لها بصلة، لااراه إلاّ آمرا بمعاقبة سليم على وقاحته
أبدعت أستاذ محمّد الفاضل
فتقبّل تحيّاتي







محمد الفاضل 09-08-2016 07:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجى جوهر (المشاركة 260343)



أهلا بقلم المظلومين وصوت المعذّبين الأستاذ محمّد الفاضل
تشرّفت بمصافحة ابداعكم الجديد، وليس بمصافحة يد الوزير
والظاهر إن تزكيّة المتغلّبين إلى مصاف الأنبياء والرسل عليهم السلام
صارت آلية مقبولة في ديار المسلمين، والله المستعان على ما يصف المطبّلون
ولكن من الروعة والعجب أن يصل ذلك الوزير الرائش إلى القرية فعلا
إنّه لمتواضع، بل رحيم. لقد خيّل إليّ أن موكبه سيثير الغبار في أنحاء القرية
وهو يتجاوزها إلى موقع آخر. ولكن يبدو أنه قرر إمتهان أهله وذويه
سبحان الله هذا من ابناء تلك القرية وكان ذلك عطفه ورحمته بها
فكيف بمن لايمتّ لها بصلة، لااراه إلاّ آمرا بمعاقبة سليم على وقاحته
أبدعت أستاذ محمّد الفاضل
فتقبّل تحيّاتي







الصديق العزيز والأستاذ القدير ناجي
شكري بعدد قطرات المطر
سلمت
محبتي مع باقة ورد


الساعة الآن 02:26 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية