منتديات السلطنة الأدبية - كـل يــوم يسألنـي أيـن هـم ؟؟ (2)

رابط الجزء الاول

http://www.alsultanah.com/vb/showthr...808#post256808

" الجزء الثاني "

وكما توقعت بدا بطرح السؤال الأول ...

أين ذاك الرجل المسن الذي كان يمشي كل يوم حافي القدمين من إمام منزلكم وكان يرعى الأغنام مازلت أتذكره فقد كان لا يترك فرض حتى وهو في أشد مرضه إلا وذهب إليه ليصليه في هذا المسجد ؟؟؟

فأجبته بصوت حزين : هذا الرجل قد فارق الحياة منذ سنين عديدة

فقال بدهشة وكأني أخبره هذا الخبر لأول مره :
مااااات ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!

يالا هذا الخبر المحزن .

،و ظل يتلفت برأسه يمينا، وشمالا، وكأنه يبحث عن شئ ما ،وأنا أستعد للسؤال الثاني والذي حفظته عن ظهر قلب لكني كنت اعلم أنه لن يسألني حتى أبادر أنا بسؤاله عن سبب تلفته يمين وشمال ،

فسألته عما تبحث ؟؟؟

قال :عن منزل ذلك الراعي فعلى ما أذكر كان منزل صغير به حظيرة يجمع بها أغنامه بعد يوم شاق ، كنت أذكر ان جميع من كانوا بالجوار من منزله كانوا يتذمرون من تلك الرائحة الكريهة التي تنبعث من أغنامه مع كل هبة ريح هذا غير تلك الحشرات كالبعوض ،وغيرها التي كانت مصدرها تلك الزريبه أين هو ذاك المنزل ؟؟؟!!

لقد كان رغم بساطته إلا أنه كان مميز بتلك البساطة، وبطيب من يسكنوه، وبتلك الحيوانات الأليفة التي كانت دائما تحيط بمنزله في كل نهار أو مساء

أين هو يا ضوء هذا المنزل فانا لا أجد أثر له أين هو ؟؟؟

فأشرت إلى منزل فاخر من طابقين وقلت له :

هذا هو المنزل الذي تبحث عنه ..

،وقد كان المنزل يلمع بتلك الأصباغ الجميلة ،وقطع الرخام فنظر إلي وكأنه يقول في قرار نفسه :

أتهزأين بي يا فتاه ؟؟؟!!!

ورغم ذلك لم يناقشني واكتفى بقول :

..((سبحان من يغير ولا يتغير ))..

وواصل المسير بجانبي ثم التفت إلى منزلنا، ومنزل بقية الجيران ثم قال:

لمن هذا البيوت؟؟؟ إنها ليست بغريبة علي؟؟؟!!!، نعم أنا أعرفها هي نفسها لكن ألبستموها ثياب أخرى زاهية، وجميله ..

أعتقد هذا منزلكم يا ضوء أليس كذلك ؟؟؟؟؟

وأنا أشير برأسي نعم ..

ثم يكمل وهذا منزل فلان وهذا منزل فلان وهذه الأرض كانت فاضيه فمبالها أصبحت حديقة لهذا المنزل ؟؟؟!!!

فأجابته : لقداشترى جارنا هذه الأرض، وجعلها حديقة لأبنائه .

ثم قال : هذا المسجد نعم المسجد لم يتغير كثيرا نفس اللون الذي عهدته لم يتغير وإن كان هناك تجدد بالصباغ لكن هو نفس اللون ، مازلت أذكر ساحته الخلفية ،والتي تكون في رمضان مكتظة بشتى أنواع الطعام الذين يجلبوه الرجال ،وأطفالهم ..

ثم ردد : الأطفال ..الأطفال ..

أين هم لقد كنت أذكر أن أمام كل منزل من هذه المنازل أطفال يلهون ،ويلعبون فمنهم من كان يلعب بالكورة ومنهم من كان يلعب بالكرات الزجاجية الصغيرة ،والتي كانت تدحرج وتستقر داخل تلك الحفرة الصغيرة التي كان تحفرها يد أحد منهم .

ثم توقف فجأة وظل ينظر إلى المكان وكأنه يسترجع الذكريات ..

ضحكات الأطفال ،ومشاكسات الصبيان، وضربهم لبعضهم البعض ،وتذكر ايظا أولئك المشاكسين الذين كانوا يحفرون حفره ليست بعميقة ،ويملؤها بماء ثم يغطوها بورقه صحيفة، ويضعوا عليها بعض التراب حتى تكون مصيدة للمارة المساكين ،

ثم نظر إلي بحزن ومن ثم قال :

أين هم يا ضوء أين هم أولئك الأطفال المشاكسين أين ذهبت الأماكن التي كانوا يلهون، ويلعبون فيها؟؟؟!!!!!

كان يحدثني وكأن عيناه غفلت للحظه ليجد كل شئ أمامه تغير بلمح البصر الأطفال أصبحوا رجال ،وأماكن لعبهم صارت مرصوصة عليها حجارة حمراء ما يسمى .

.((الأنتر لوك ))..
الشارع الغير المعبد أصبح معبد ، وكانت على الرصيف الأحمر تقف سيارات كثيرة استوقفته كل تلك السيارات التي تقف أمام المنازل مع سكون غريب فقد كان هذا الشارع بالماضي ملئ بالأطفال التي كانت تلعب أمام منازلهم ،وكان كل واحد منهم معه تلك اللعبة والتي كانت عباره عن سيارة صغيره يحركوها بجهاز ، وكان الأكبر منهم لديهم دراجات هوائيه كانت بمثابة سيارتهم في ذلك الوقت، اليوم أصبحت تلك اللعب حقيقة ،وأصبحت سيارة حقيقية تتحرك ببترول ..

كنت انظر إليه وهو ينظر إلى التغير الكبير الذي حصل كانت عيناه تغرغر بها دمع الحنين، والذكريات الجميلة وقف كل منا مكانه نسترجع الذكريات معاً حتى خانتني
..((دمعتي))..
ونزلت ،وحتى لا يشعر بها واصلت المسير ..،وبعد أن استيقظ من شرود الذهن ،وتنبه لخطواتي التي تمضي قدما لحق بي

يتبع....