|
مغامرات آ أوذي نُف
مغامرات مُزعج ذاته آ أوذي نُف الحلاّق الموهوب التحق آخ تن أي نُف بالصف الأول الإبتدائي عندما بلغ الخامسة عشر من عمره ذلك لأنه لم يحتمل الاستهزاء والإمتهان والسخرية التي يعامله بها الشياطين الصغار كلما دخل المدرسة قبل ذلك وبالكاد أنهى دراسته الثانوية وقد تجاوز سن الشباب ولسوء حظّه لم يجد وظيفة في قريته لتأخر حصوله على الشهادة فضاقت عليه الدنيا بما رحبت, خاصة وأنّه يرى الآخرين يغدون ويروحون إلى وظائفهم, وأنّ ظروف أسرته المالية صعبة للغاية فبذل جهودا جبّارة في الحصول على وظيفة ولم يوفّق ويوم من الأيّام ساقته قدماه إلى محل حلاقة يديره أحد الوافدين وشاهد بأم عينيه النقود المتزاحمة في محفظة الحلاّق, إذ كان الوحيد في القرية, فحسده وقرر أن يفتتح محل حلاقة منافس وقد حاولت أسرته ثنيه عن تنفيذ الفكرة المجنونة إلاّ أنه صمم على رأيه وفعلا أستطاع أن يدشِّن محل حلاقة بالقرب من المسجد الجامع وكان أوّل ضيف يخاطر برأسه عند خاتن ذاته ابن شيخ القرية, وكان غلاما معتوها لاعقل, غير أن الحلاّق الدّعي وجدها فرصة ليتعلم برأس المعتوه أولا, وليبرهن للناس على مهارته وفنّه في الحلاقة وأغرى الغلام ببعض قطع الحلوى فأطالعه وفعلا كان الغلام هادئا وقد إستسلم لمقص وموس خاتن ذاته وفجأة دخلت المحل بقرة سوداء مهجّنة خارت عدّة مرات وعنما سمع الغلام المخبول خوارها ورآها أمامه أصيب بنوبة عصبية وكان ـ يخاف البقر ـ وأضطرب بين يدي الحلاّق الأحمق فوقع هذا على قفاه وأفلت المقص من يده فطار في الهوى ثم إرتدّ من علوٍّ فوقع على رجل الغلام المذعور وأنغرز فيها فصاح صياحا فضيعا متواصلا وقد جُنَّ جنونه, وأخذ يصرخ بذعر خمش وجهه بأظافر كأنها المناجل وقد أحدث وتبوّل في ثيابه وسرعان ما حضر الناس فوجدوا المقصّ قد نفذ من الجانب الآخر ذلك لأن خاتن ذاته كان يحاول إخراجه, بينما كان الغلام المعتوه يعيده إلى مكانه بكلّ قوّته فأنفذه وأغمي عليه والدم يسيل من وجهه ومن قدمه, وقد عضّ خاتن ذاته عضّة متوّحشة لحقت العظم فصرخ المسكين وجلس يبكي مقهورا وعندما دخل أولئك عليهما إرتفعت صيحاتهم وأختلطت الأصوات والهتافات, ذلك لأن أول من دخل عليهما كان رجلا معروفا بحب الظهور مولعا بالشهرة والتدخّل في ما لا يعنيه فأخذ ذلك المنافق يرفع عقيرته بالهتاف والاستغاثة وعندما يسأل عما حصل, يقول بلغته الشحرية: بونه ما تغ يقصد هناك قتلى في الداخل, فيهلع الناس ويزداد ضجيجهم وتوجّهوا جميعا إلى ابن الشيخ, ولم يبالي أحد بخاتن ذاته بل تركوه يعاني وحده من الصدمة والإحراج وأخذوا يظهرون إهتماما وعناية فائقة بابن الشيخ المخبول فكانوا يتشاجرون على حمله, خاصة عندما اقتربوا من دار أبيه وعندما سأل الشيخ عن ملابسات الحادث, قال ذلك المنافق: لقد حاول خاتن ذاته أن يحلق رأس ابنكم النبيه عنوة وعندما قاومه بشجاعة نادرة وقعت المقص من يده وأنغرزت في قدم الفتى, فلم يصدّق الشيخ المنصف روايته. وأمر بحمل الولد إلى المركز الصحّي, وذهب ليطمأن على مواطنه. أمّا خاتن ذاته فقد أغلق المحل إلى الأبد, وأخذ يردد: ذريني للغنى أسعى فاني ....... رأيت الناس شرهم الفقير وأصغرهم وأهونهم عليهم ...... وإن أمسى له كرم وخير يباعد في الندي وتزدريه .......... حليلته وينهره الصغير تتبع إن شاء الله |
أبدعت أخي ناجي ما شاء الله !! القسم حافل بأعمالك الأدبية القصصية لو منحتنا متسعا من الوقت لنطلع ونتابع هذا الجمال ! فمثل هذه الأعمال تستحق المتابعة فعلا .. أدام الله مجدك وعزك .. ها هي الأعمال لو كانت كل خمسة أيام أو أسبوع .. فروايات تستحق المتابعة والرد ـ فلا تحرمنا ذلك العطاء كاتب وأديب وروائي عماني كنار على علم حفظك الله أخي الغالي |
الأستاذ الفاضل ناجي جوهر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميل أن نرى هذه الأحداث في تطوّر مستمر ولعلى الحلاق الموهوب يقف عند هذا الحد من المغامرات هذا ما سنقرأه في الأحداث الجديدة... شكرا على هذا الأثراء المنثور هنا.....بروح مبدع أتقن فن السرد والحكاية تحياتي وجل تقديري |
\ ذريني للغنى أسعى فاني ....... رأيت الناس شرهم الفقير وأصغرهم وأهونهم عليهم ...... وإن أمسى له كرم وخير يباعد في الندي وتزدريه .......... حليلته وينهره الصغير \ قصه جميلة من بدايتها ومشوقه الكاتب المتألق ناجي جوهر سلمت وسلم قلمك |
حفظك الله ورعاكِ أستاذة / ســـويّر سعيد جدا بمرورك العذب ربي يسعدك ويهنيك |
| الساعة الآن 02:21 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir