منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   مساحة بيضاء (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=32)
-   -   لنتأمل سورة الفرقان آيه 45 (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=20538)

مملكة الطموح 29-11-2014 12:11 AM

لنتأمل سورة الفرقان آيه 45
 
{45} أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْس عَلَيْهِ دَلِيلًا "

مِنْ هُنَا شَرَعَ سُبْحَانه وَتَعَالَى فِي بَيَان الْأَدِلَّة الدَّالَّة عَلَى وُجُوده وَقُدْرَته التَّامَّة عَلَى خَلْق الْأَشْيَاء الْمُخْتَلِفَة وَالْمُتَضَادَّة فَقَالَ تَعَالَى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبّك كَيْف مَدَّ الظِّلّ " ؟ قَالَ اِبْن عَبَّاس وَابْن عُمَر وَأَبُو الْعَالِيَة وَأَبُو مَالِك وَمَسْرُوق وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالنَّخَعِيّ وَالضَّحَّاك وَالْحَسَن وَقَتَادَة : هُوَ مَا بَيْن طُلُوع الْفَجْر إِلَى طُلُوع الشَّمْس " وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا " أَيْ دَائِمًا لَا يَزُول كَمَا قَالَ تَعَالَى : " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّه عَلَيْكُمْ اللَّيْل سَرْمَدًا " الْآيَات وَقَوْله تَعَالَى : " ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْس عَلَيْهِ دَلِيلًا " أَيْ لَوْلَا أَنَّ الشَّمْس تَطْلُع عَلَيْهِ لَمَا عُرِفَ فَإِنَّ الضِّدّ لَا يُعْرَف إِلَّا بِضِدِّهِ . وَقَالَ قَتَادَة وَالسُّدِّيّ دَلِيلًا تَتْلُوهُ وَتَتْبَعهُ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَيْهِ كُلّه .

الآيه تخبرنا أن من الظل لم يكن من المفترض أن يتواجد في الفترة ما بين الفجر إلـى طلوع الشمس، ولكن الله مّده بحيث نعيش هذه المعجزة كل صباح وكل مساء أيضاً..ولكن ماذا سيحدث لو جعل الله هذا الظل ساكنا في قوله: { وَلَوْ شاءَ لـجَعَلَهُ ساكِناً } “يقول: ولو شاء لـجعله دائماً لا يزول، مـمدوداً لا تذهبه الشمس، ولا تنقصه“.، وبمعنى آخر، فإن منطقة معينة من الأرض ستبقى في فترة الظل الى الأبد بينما تبقى منطقة في النهار وأخرى منغمسة بالليل وإلى الأبد أيضاً! وهذا من عظيم رحمة الله بنا

“.. ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً”

تفسير الرازي في قوله تعالى “… وكما أن المهتدي يهتدي بالهادي والدليل ويلازمه، فكذا الأظلال كأنها مهتدية وملازمة للأضواء فلهذا جعل الشمس دليلاً عليها … قلنا: الظل ليس عدماً محضاً، بل هو أضواء مخلوطة بظلم”.

استشهد تعالى في هذه الآية الكريمة بظاهرتين علميتين ما كان لإنسان أن يتطرق لهما وخصوصاً قبل ما يزيد عن 1400 عام، فالأولى؛ ألا وهي مد الظل، إذ لا يمكن التطرق اليها دون وسائل السفر الحديثة والثانية يعتبرها العلماء أحد المقومات الرئيسية لكوكب يصلح للحياة.

سالم الوشاحي 29-11-2014 09:05 AM

الأستاذة الفاضلة مملكة الطموح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لهذه التأملات القرآنية ...شكراً لهذه العبر والدروس .. وهذا مانحتاجه في حياتنا

اليومية... التذكير ثم التكير فالتذكير...

وسورة الفرقان تحمل من عظم قدرة الله الدلائل الكثيرة والبراهين النيرة

تدل على تفرد الله عزوجل بالألوهية ... فسبحانك ماعبدناك حق عبادتك ...

اللهم إجعل هذا العمل في موازين الحسنات

جزيل شكري وعميق أمتناني

خليل عفيفي 30-11-2014 01:37 AM

الأستاذة الراقية مملكة الطموح
ليتنا دائما نستظل بظل هذا الألق ، وهذه القطوف الدانية من جميل التعبير فيما اخترت لنا
سبحان الله !!
يا أيها الذين آمنوا إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا ، لا تنفذون إلا بسلطان"
صدق الله العظيم
تحد له أبعاده الكبيرة ، وإنها قدرة أخرى من قدرات الخالق عز وجل .
احترامي لك سيدتي

نبيل محمد 30-11-2014 02:01 AM

http://im90.gulfup.com/A26wMj.png

الآستاذة القديرة مملكة الطموح

هناك تفسير اخر وفي نفس السياق : الظل الذي نتحدث عنه ونشاهده وهو ظل الأجسام على الأرض حين طلوع الشمس ولكنه يتحدث عن أمرين رديفين
لبعضهما متشابهين الأول هو:الليل

: فالليل حقيقة هو ظل الجزء الذي تضيئه الشمس ، فهو ليس ظلام بل ظل والظل هو احد نواتج الضوء فحين تضيء الشمس نصف الأرض فإن ظل هذا النصف يمتد ليغطي كل الجزء المعاكس فيصير ظلاما ولكنه في الحقيقة ليس ظلاما محضا بل ظلا به شيء من الضوء ، ونعلم بلا شك أن الظل درجات منه ظل الأشياء في وقت النهار تكون الأشياء تحت هذا الظل مرئية وقد يكون حالكا وأكثر اسوداداً كدواخل المباني وفي الجزء الآخر من الأرض ولذلك فالظل الذي يظهر في النهار ليس بظل ممتد بل محدود بعكس الليل الذي هو ظل ممتد يغطي مساحة كبيرة.

والثاني هوالكسوف:

وهو ظل الجزء المضاء من القمر الممتد والمتسع ليغطي ما يلي الأرض من القمر وينعكس ظله على جزء من الأرض التي قدر الله لها أن يأتي القمر بينها وبين ضياء الشمس فأصبح هذا الظلام العارض ظلا واقعا على جزء من الأرض ومساحته أكبر من مساحة القمر نفسه لذلك يقول الله (مــدّ) الظل وهو ظل على نصف القمر المظلم وظل على ما يلي القمر من الأرض مما يقع عليه الكسوف.
فلو شاء الله لأوقف حركة الأرض فيبقى الليل سرمدا على نصف الأرض ويبقى النهار دائما على النصف الآخر فتفسد حياة البشر والمخلوقات ، ولو أوقف القمر بين الأرض والشمس لاختفت الشمس عن جزء من الأرض وأصبحت هذه الظاهرة المخيفة ابدية

فالظل الممدود أيضا مذكور في الجنة فلا شمس ظاهرة في الجنة بل نور بدون حرارة شمس لذلك فالإنسان لا يضحى في الجنة لأنه لا تحرقه الشمس لانتفاء الحاجة لوجودها أساسا ، (ثم جعلنا الشمس عليه دليلا) أي يستدل على وجوده برؤياها والشعور بضيائها وحرارتها وهنا يكرس المفهوم أن الظل وهو (كالليل والكسوف ) ما هما إلا من نواتج ضياء الشمس فوجودهما يدلنا على مكان الشمس وضوئها وضوء الشمس يدلنا على الظل ومكانه (ليلا أو كسوفا أو ظلا بسيطا]

(وهو تعالى أعلم )

المعذره على الاطاله لكن الموضوع يستحق اكثر من ذلك
كل الشكر والتقدير لك اختي

مملكة الطموح 30-11-2014 08:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الوشاحي (المشاركة 239809)
الأستاذة الفاضلة مملكة الطموح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لهذه التأملات القرآنية ...شكراً لهذه العبر والدروس .. وهذا مانحتاجه في حياتنا

اليومية... التذكير ثم التكير فالتذكير...

وسورة الفرقان تحمل من عظم قدرة الله الدلائل الكثيرة والبراهين النيرة

تدل على تفرد الله عزوجل بالألوهية ... فسبحانك ماعبدناك حق عبادتك ...

اللهم إجعل هذا العمل في موازين الحسنات

جزيل شكري وعميق أمتناني

وعليك تباريك الله وأمانه سيدي..
بالفعل ان سورة الفرقان حوت دلالئل كونيه وشواهد من واقع الإنسان ليستدل بها على عظمة الله ووجوده..

طاب لي تجوالك هنا...موفق حيث سريت

مملكة الطموح 30-11-2014 08:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عفيفي (المشاركة 239862)
الأستاذة الراقية مملكة الطموح
ليتنا دائما نستظل بظل هذا الألق ، وهذه القطوف الدانية من جميل التعبير فيما اخترت لنا
سبحان الله !!
يا أيها الذين آمنوا إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا ، لا تنفذون إلا بسلطان"
صدق الله العظيم
تحد له أبعاده الكبيرة ، وإنها قدرة أخرى من قدرات الخالق عز وجل .
احترامي لك سيدتي

لك العفو والتقدير على هذا وأسأل الرحمن أن يسعدنا بهذا القرآن ..

رضينا بالله ربا وخالقا ومبدعا في هذا الكون..

طاب لي تجوالك..

مملكة الطموح 30-11-2014 08:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل محمد (المشاركة 239863)
http://im90.gulfup.com/a26wmj.png

الآستاذة القديرة مملكة الطموح

هناك تفسير اخر وفي نفس السياق : الظل الذي نتحدث عنه ونشاهده وهو ظل الأجسام على الأرض حين طلوع الشمس ولكنه يتحدث عن أمرين رديفين
لبعضهما متشابهين الأول هو:الليل

: فالليل حقيقة هو ظل الجزء الذي تضيئه الشمس ، فهو ليس ظلام بل ظل والظل هو احد نواتج الضوء فحين تضيء الشمس نصف الأرض فإن ظل هذا النصف يمتد ليغطي كل الجزء المعاكس فيصير ظلاما ولكنه في الحقيقة ليس ظلاما محضا بل ظلا به شيء من الضوء ، ونعلم بلا شك أن الظل درجات منه ظل الأشياء في وقت النهار تكون الأشياء تحت هذا الظل مرئية وقد يكون حالكا وأكثر اسوداداً كدواخل المباني وفي الجزء الآخر من الأرض ولذلك فالظل الذي يظهر في النهار ليس بظل ممتد بل محدود بعكس الليل الذي هو ظل ممتد يغطي مساحة كبيرة.

والثاني هوالكسوف:

وهو ظل الجزء المضاء من القمر الممتد والمتسع ليغطي ما يلي الأرض من القمر وينعكس ظله على جزء من الأرض التي قدر الله لها أن يأتي القمر بينها وبين ضياء الشمس فأصبح هذا الظلام العارض ظلا واقعا على جزء من الأرض ومساحته أكبر من مساحة القمر نفسه لذلك يقول الله (مــدّ) الظل وهو ظل على نصف القمر المظلم وظل على ما يلي القمر من الأرض مما يقع عليه الكسوف.
فلو شاء الله لأوقف حركة الأرض فيبقى الليل سرمدا على نصف الأرض ويبقى النهار دائما على النصف الآخر فتفسد حياة البشر والمخلوقات ، ولو أوقف القمر بين الأرض والشمس لاختفت الشمس عن جزء من الأرض وأصبحت هذه الظاهرة المخيفة ابدية

فالظل الممدود أيضا مذكور في الجنة فلا شمس ظاهرة في الجنة بل نور بدون حرارة شمس لذلك فالإنسان لا يضحى في الجنة لأنه لا تحرقه الشمس لانتفاء الحاجة لوجودها أساسا ، (ثم جعلنا الشمس عليه دليلا) أي يستدل على وجوده برؤياها والشعور بضيائها وحرارتها وهنا يكرس المفهوم أن الظل وهو (كالليل والكسوف ) ما هما إلا من نواتج ضياء الشمس فوجودهما يدلنا على مكان الشمس وضوئها وضوء الشمس يدلنا على الظل ومكانه (ليلا أو كسوفا أو ظلا بسيطا]

(وهو تعالى أعلم )

المعذره على الاطاله لكن الموضوع يستحق اكثر من ذلك
كل الشكر والتقدير لك اختي

أستاذي نبيل..

رائع ما جلبت هنا وأراه تفسيرا منطقيا للآيه مثل تلك الاضافات تثري النقاش وتوسع المدارك وتجعلنا في بحث دائم لفهم التفاسير..
لم تطل بل ابدعت فإستمتعنا بما ورد من تفاسير مرادفه أضافت من فهمنا للآيه..


الساعة الآن 07:15 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية