منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   ملوك الراس لحمر الجزء الثالث عشر (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=19840)

ناجى جوهر 03-08-2014 11:19 PM

ملوك الراس لحمر الجزء الثالث عشر
 



وقعت أحداث هذه الحكاية في عام
1979 ميلادية


حكاية رائعة


ملخص ما سبق

أختطف الرماديون سفينة حمود برغبرى وهبطوا بها إلى العالم السفلي
وهناك وجد البشر المختطفون مدنا عامرة يسكنها أجناس
من الأنوناكي والرماديين وغيرهم, وهم على درجة عالية من الرقي
والتحضر , ويمتلكون المعادن والأحجار الكريمة
ويبرعون في الصناعات والتقنية , ويدين الشقر
بدين الإسلام ,والحرب مستعرة بينهم وبين الرماديين
وقد خاض حمود عدة مغامرات, ووقع في كثير من المتاعب
وهو حاليا يرقد في إحدى مستشفيات الأنوناكي الشقر
الذين يشبهون البشر كثير.


ملوك الراس لحمر

الجزء الثالث عشر

الحاكم العام


قال حمود برغبرى:

طفق الممرض في تمرير جهاز كشف الجراثيم على بدني

وعندما وصل إلى رجلي تواصلت ذبذباته دون إنقطاع


عندئذ نظر إليّ الممرضون ورأوني حافيا, فأمتعضوا وأسِفوا

ووضعوني على السرير فورا, وتركوا قدمي مدليتان

وقال أحدهم معاتبا: أخطأت يا سيدي خطاءا جسيما

فلقد لوثت الغرفة بمجموعة هائلة من الجراثيم.

ثم جلبوا مطهرات ومعقمات مسحوا بها أرضية الغرفة

فقلت في نفسي: يا إلهي ما أنظفهم وألطفهم!

كيف لو رأوا المستشفيات التي تعج بالصراصير؟

وكيف لو رأوا الممرضين وهم يعنفون المرضى؟

وكيف لو رأوا الأطباء يلعبون العاب الموبيل

في وقت العمل؟

وكيف لو رأوا الفساد المستشري في المصالح الحكومية؟

و عندما هم الممرضون بالانصراف سألت أحدهم:

عن إسم الفتاة الآدمية التي كانت تحدثني

فقال: نور . إسمها نور يا سيدي

قلت: إسم على مسمى , ثم طلبت منه استدعائها

فما لبث أن عاد بخفي حنين و قال معتذرا:

آسف يا سيدي لقد انصرفت الانسة نور منذ ساعة

فشعرت بالغضب على من تسبب في ابعادها

و أخذت أسب وألعن كرداس وانا في منتهى الغيظ

ثم تذكّرت الرسالة التي أحملها , فأقتربت من البلورة وقلت:

أريد أن أخرج يا طويل العمر

فأرسلت شعاعا أحمرا نحو الباب ففتح

وخرجت بعد أن أرتديت حذائي

فرأيت الأطباء والممرضين في حركة وعمل جادّ

وعندما شاهدتني ممرضة خارجا أقبلت علي مبتسمة

وقالت: كان بإمكانك الضغط على المفتاح الموجود

على السرير لكنت أتيت إليك , فهل تشكو بأسا؟

قلت : لا .ولكنني أرغب في مغادرة المستشفى

فأقعدتني على كرسي , ثم إستدعت طبيبا سمح

لي بالمغادرة بعد أن عاينني

وقبل أن أ×رج عدت إلى الممرضة وسألتها

عن الآنسة نور . أين تسكن؟

وكيف يمكنني التواصل معها؟

فقالت لي: إنها تسكن في الجانب الغربي من المدينة

ثم أمدتني برمز أذكره متى رغبت في محادثة الآنسة

فشكرتها وأنصرفت.

وعند بوابة المستشفى ذكرت رموز التخت الطائر الخاص بي

فما لبث أن حط أمامي , فأمتطيته وذكرت له وجهتي

فهبط في ساحة قصر الحاكم العام لمدينة هاشاباشا.

فأحاط بي الحراس وفتشوني وسألوني عن بغيتي

فذكرت لهم انني أحمل رسالة , فأصطحبني ثلاثة منهم

حتى أدخلوني إلى منسق الحاكم العام

فرحب بي وأقعدني على كرسيا مريحا , وبالغ في إكرامي

وأخذ يماطلني ويطيل الحديث معي ليعرف سرّ الرسالة

إلا أنني أبديت له إنزعاجي , فخشي أن أفضحه

فأدخلني إلى الحاكم العام بعد أن أستأذنه

فهالني جلال مكتبه وجمال غرفته

ووقفت فاغرا فاي , مدهوش مشدود إلى روعة المكان

ومعجزات التقنية التي يمتلكها الأنوناكي الشقر

فلقد كان المكتب مضىء بأجمعه جدرانه وسقفه

وأرضيته وأبوابه ونوافذه

تتسلل إليه هبات النسيم وقد رشّحت من الأتربة والغبار

وكان العطر ينبعث من زواياه , وعندما كنت أرفع قدمي

تأتي من بعدي آلة تقوم بتنظيف الأرضية الرخامية حيث مررت

ووجدت الحاكم قائما يتحدّث إلى آلة تقوم بكتابة كلامه

بينما تشع في جدران المكتب عدة شاشات كبيرة

يشاهد من خلالها مكاتب وزرائه , ويسمع أحاديثهم

فيعرف نشاطاتهم اليومية بالمشاهدة والسماع.

فغفلت عن القاء التحية لما أصابني من إنبهار وحيرة

فسمعت من يقول: وعليكم السلام سيد حمود

فأنتبهت والتفت إلي ملقي التحية فإذا به الحاكم العام

فزادت حيرتي وأشتعل فضولي , ولم أصدّق ما تراه عيناي

إنه شاب في مقتبل العمر , وسيم قسيم بهي المحيا

تسبق إلى النفس هيبته وإلى القلب محبته

فشعرت بالإرتباك , وهربت الكلمات من طرف

لساني وانا الملسون الشهير حمود برْغبْرى

فبادرني الحاكم العام بإبتسامة خفف بها من ذهولني

ورحب بي قائلا: أهلا وسهلا بك يا سيد حمود

تفضّل وأسترح

وما إن جلست حتى تقدم وجلس على مقعد يقابلني

ثم قال: لعلك مندهش لكون الحاكم العام شاب

صغير السن وليس بشيخ كبير؟

فقلت له: نعم يا سيدي

لقد قابلت نائبك السيد أطغاي ذا الجدائل

ولم أتوقّع أن تكون أنت أصغر منه سنا

قال: لقد أختارني الأنوناكي حاكما لكوني

أكثرهم علما ومعرفة , فلقد درست العلوم السياسية

في عالمنا هذا , ثم بعثت إلى مدينة أعظم من مدينتنا لإستكمال تعليمي

فأنهيت دراستي في وقت قياسي وبمعدل ممتاز

وكذلك درست علوم الشريعة الإسلامية على يد

ثلة من كبار علماء البشر وأنت تعرف قرتنا على التشكل

فنلت درجة محدِث وانا لم أبلغ العشرين سنة من عمري

ثم عملت مع الحاكم السابق وتدرجت في الوظائف

حتى أصبحت نائب الحاكم العام

فهذه هي المؤهلات التي أختارني الشقر على أساسها

وليس على أساس قبلي أو عشائري أو وراثي

والآن ماذا لديك؟

فقصصت عليه قصتي منذ اختطف الرماديون سفينتنا

ثم ناولته رسالة المهجّن.

فشكرني وأستدعى من رافقني إلى منزلي.

وما إن دخلت داري حتى إستقبلني الخادمان الأنوناكي

وقدّما لي كل ما أحتاج إليه من طعام وشراب

إلا أنني لم المس شيئا , إذ كنت حزينا حائرا

فلمّا شاهدا حالتي , جلسا إلى جواري وشرعا يحدثاني

ويقصان علي القصص ويرويان الطرف إلا أن كل ذلك لم

يخرجني من الكآبة التي تملكت قلبي

فسألني أحدهما وكان ودودا: أهناك ما يضايقك يا سيدي؟

فلم أجبه

فقال الخادم الآخر وكان ظريفا: إنها فتيكه أيها المجنون.

اليس كذلك يا سيدي؟

عندها لم أتمالك نفسي , فضحكت حتى بكيت

فقال الخادم الظريف: إذا فلنخطبها لك يا سيدي

ما دمت تحبها إلى هذه الدرجة

فعاودتني نوبة الضحك , وقد خف عني بعض الضجر

فقلت له: إنها ليست فتيكة أيها الأحمق

فبادرني متسائلا: فمن هي؟ من هي يا سيدي؟

أرجوك قل لي من هي؟ هيا هيا أخبرني ...

فأسكته زميله بوضع يده على فمه

فأخذ ينظر إليّ بعينين جاحظتين ويدافع أخاه لكي يتكلّم

فزادني ذلك الموقف سرورا وأخذت أضحك وأضحك

وقد أنزح همّي , وحل مكانه سرور عظيم

يتبع إن شاء الله تعالى



عبدالله الراسبي 03-08-2014 11:29 PM


اخي العزيز والقدير ناجي جوهر قصه جميله جدا ورائعه
تسلم على هذا النص الرائع
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

خليل عفيفي 04-08-2014 02:40 AM

ستبقى ثقافتك كتابا نقيا بيدي أخي ناجي جوهر
مكتبة زاخرة بكافة أصناف العلم والأدب
جوزيت كل خير
متابعون لما تنثر علينا

سالم الوشاحي 04-08-2014 05:21 AM

أخي الغالي ناجي جوهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جسّد النص الذي أمامنا روحاً من الثقافة والأدب بكل انسيابية وصدق

لله درك سيدي....

يسعدني دوماً المرور من حيث جمال الكلم وروعة الوصف

ولم يبقى لنا إلا أن نقول كن هكذا دوماً سنكون إن شاء الله هنا

تحياتي وجل تقديري.

ناجى جوهر 05-08-2014 10:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الراسبي (المشاركة 229773)

اخي العزيز والقدير ناجي جوهر قصه جميله جدا ورائعه
تسلم على هذا النص الرائع
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي



السلام عليكم أخي الشاعر القدير / عبد الله الراسبي
سرني مرورك الرائع
فتقبل شكري وتقديري



ناجى جوهر 05-08-2014 10:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عفيفي (المشاركة 229800)
ستبقى ثقافتك كتابا نقيا بيدي أخي ناجي جوهر
مكتبة زاخرة بكافة أصناف العلم والأدب
جوزيت كل خير
متابعون لما تنثر علينا



جزاك الله عنا كل خير أستاذ / خليل عفيفي
فلقد كنت ولا زلت الموجه والمرشد والناصح الأمين
فلك عظيم الشكر
وجزيل الإمتنان
حفظك الله ورعاك أستاذ / خليل عفيفي
وتقبل تحياتي



ناجى جوهر 05-08-2014 11:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الوشاحي (المشاركة 229809)
أخي الغالي ناجي جوهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جسّد النص الذي أمامنا روحاً من الثقافة والأدب بكل انسيابية وصدق

لله درك سيدي....

يسعدني دوماً المرور من حيث جمال الكلم وروعة الوصف

ولم يبقى لنا إلا أن نقول كن هكذا دوماً سنكون إن شاء الله هنا

تحياتي وجل تقديري.



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حماك الله دائما أخي الأثير / سالم الوشاحي
فإن أي مقال أكتبه لن يفي بمقدار الشكر
والإمتنان اللذين أحملها لكم
فعسى ربي يسعدك دائما وأبدا يا ابا سامي
وأرجو ان تتقبل تحياتي



ناجى جوهر 05-08-2014 11:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوير (المشاركة 229904)
يسعدني العودة من جديد بين روائع وجمال ماتضعه هنا
سلمت الأيادي استاذنا الفاضل والكاتب المتألق ناجي جوهر
والله يعطيك العافيه
\




تسلمي أستاذة / ســــوير
تسلمي يا وفية
تسلمي يا مبدعة
وأهلا وسهلا بك
وعسى ربي يسعدك
وتقبلي تحياتي



زياد الحمداني (( جناح الأسير)) 06-08-2014 05:43 PM

من هي؟

أستاذنا الراقي ناجي جوهر تشويق مذهل أتابع السرد حتى النهاية حتى وصلت إلى من هي وتوقفت فجأة السرد الرائع حتى الحاضرين مع حمود بغبري بما فيهم انا تتطلعت افكارهم لمعرفتها والحوا عليك تخبرهم وتخبرني من هي ولكن الجزء التالي كفيل بذلك..


اخي تسلب الخيال والبنان من لُبه..


وهذه السلسلة الخالدة أكررها لابد من تجسيدها سيناريوهاتٍ سينمائية هنيئا لنا بهذا العمق الأدبي بارك الله فيك اخي النبيل..

ناجى جوهر 10-08-2014 11:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد الحمداني (( جناح الأسير)) (المشاركة 230073)
من هي؟

أستاذنا الراقي ناجي جوهر تشويق مذهل أتابع السرد حتى النهاية حتى وصلت إلى من هي وتوقفت فجأة السرد الرائع حتى الحاضرين مع حمود بغبري بما فيهم انا تتطلعت افكارهم لمعرفتها والحوا عليك تخبرهم وتخبرني من هي ولكن الجزء التالي كفيل بذلك..


اخي تسلب الخيال والبنان من لُبه..


وهذه السلسلة الخالدة أكررها لابد من تجسيدها سيناريوهاتٍ سينمائية هنيئا لنا بهذا العمق الأدبي بارك الله فيك اخي النبيل..


الف شكر أخي زياد الحمداني
لا عدمنا تواجدك الفعال
تقبل أجمل التحايا


الساعة الآن 08:30 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية