منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   ملوك الراس لحمر الجزء السابع عشر (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=20097)

ناجى جوهر 14-09-2014 12:42 AM

ملوك الراس لحمر الجزء السابع عشر
 



وقعت أحداث هذه الحكاية في عام
1979ميلادية

حكاية رائعة



ملوك الراس لحمر


الجزء السابع عشر


اللقاء المرتقب




قال حمود برْ غبْرَى : فأنشغل قلبي, وأنتابتني وسوسة مريعة

وصحت بالقائد: ماذا ننتظر هنا؟ هيا بنا نبحث ونفتّش عنها في كل مكان

لكنه فاجئني بخلوده إلى الأرض بكل سكينة وهدوء

بل إنه أخذ يتبادل التهاني والتبريكات مع جنوده ومن لحق بنا من الرجال

فكدت أصرخ في وجهه لولا وصول بعض إخوتي من البشر

فتركت القائد وأنصرفت إليهم مستنجدا, فلم يلتفتوا إلي ولم يحفلوا

بما أنا فيه من تشوُّشٍ وقلق وإضطراب, وتجاهلوا مناداتي ودعواتي

و سارعوا إلى الأنوناكي الشقر يهنئونهم ويباركون لهم بالنصر

فغضبت أشدّ الغضب, وشعرت بالوحدة, إذ لم يكترث أحد لما انا

فيه من خوف وهواجس على مصير حبيبة قلبي نور, ووقفت وحيدا منزويا

منعزلا منبوذا أفكِّر في طريقة تمكنني من معرفة ما حدث لنور وأسرتها

فقررت أن أستعين بالله ثم بالحاكم العام, وأستدعيت تختي الطائر

وذلك بذكر رمز خاص بعد أن وضعت السوار الإلكتروني في معصمي

وفي ثوانٍ حط التخت أمامي, فوثبت عليه وذكرت وجهتي فطار وأرتفع

ففوجئت بضحكات القوم وهم يلوحون لي مودّعين في سخرية وإزدراء

فأستشطت غضبا, وهممت بالعودة إليهم لآوسعهم سبا وشتما

لكنني إستخسرت إضاعة الوقت, فطار بي التخت وانا في حالة هيجان

فلاحظت تحليق الكثير من التخوت الطائرة بجانبي وهي تحيط بي من كل الجهات

وكان بعض المهجنين والشقر يطيرون أمامي مستفزين, ففقدت صوابي من شدة الغيظ

وحاولت أن أصطدم بهم , لكنهم كانوا يروغون ويفلتون مطلقين ضحكات مستفزّة

فأظلمت الدنيا في عيني, وجن جنوني, ولم أعد أدرك شيئا, وكدت أسقط من على

التخت وقد إنهارت أعصابي, وعندما لاحظ المحيطون بي ذلك تراجعوا وتركوني

فأمرت التخت بحملي إلى المنزل, فلقد أعياني الإنفعال, وغشاني الشؤم والنحس

وما إن حط بي أقبل عليّ الخادمان يهنئاني على السلامة

لكنني لم أحفل بهما, بل دخلت وأرتميت على السرير, وأنخرطت في نوبة صمت

فحاولا مواساتي والتخفيف عني, لكنني كنت في حالة إضطراب نفسي رهيب

لا أعقل شيئا ولا أسمع ما يقولان, فتركاني برهة من الزمن

وعندما سكنت ثورة غضبي, وعادت إلي نفسي, أستدعيتهما

فأقبلا وهما حذران, فقلت لهما:

لقد فقدت حبيبتي نور, ولست أعلم أين هي, وقد خذلني الجميع

ولم يبقى لي سوى الله ثم أنتما, فماذا تريان؟

فنهض أحدهما واقفا وهمّ بالخروج , وكان ظريفا, فقلت له: إلى أين تذهب؟

فمسح على بطنه وقال: سوف آكل أولا يا سيّدي, فأنا لا أحسن

التفكير وأنا جائع, فضحكت وزال عني بعض الغيظ

فقال الخادم الآخر: دعك يا سيّدي من هذا الأحمق, أرى أن

نذهب إلى المرقبة الكبرى, قلت: وما هذه؟

قال: إنه برج كريستال شاهق في أقصى المدينة, وبداخله منظار مكبر ضخم

وحاسوب متطور وشاشة عملاقة وأدوات متطورة, يمكنك من خلالها

تحديد موقع أي فرد في هذه المدينة بإظهار رقمه المدني على الخريطة

ولكن يجب أن ننتظر حتى المساء

في المساء أمتطينا تخوتنا الطائرة التي حطّت بنا في المرقبة

وعندما عرضنا الكود الخاص بحبيبتي نور

أشارت المرقبة إلى وجودها في قصر الحاكم العام, فدهشت وذهلت

وطلبت من رفيقي إعادة ارسال البيانات, فكانت النتيجة ذاتها

فقررت التوجّه إلى هناك لأتأكد, وقد تلفت نفسي من كثرة الهواجس

وعندما هبطنا في ساحة القصر أحاط بنا عدد كبير من الحراس الشقر

فهجموا علينا وكتّفوني ثمَّ حملوني وانا أصرخ وأقاوم وأستغيث

حتى أدخلوني حماما بديع الطراز فريد التصميم, أكاد أرى صورتي

على جدرانه من فرط نظافة جوانبه وأرضيته البيضاء

وما إن أغلقوا علي حتى ظهر ثلاثة رجال آليين ذوي أذرع عديدة

فحملوني وقد خارت قواي وبُحَّ صوتي وغمسوني في حوض ماء معطّر دافىء

وأخذوا يغسلون جسمي ويدلكونه بصابون زكي الرائحة وكأنني طفل صغير

فشعرت بسعادة وإرتياح, وإذ انتهوا من الغسل والتجفيف غاض

ذلك الماء وجفّ الحوض وكأن لم يكن مبللا , فقدّم إلي الآليون

ملابسا مزركشة ذات الوان زاهية أرتديتها, ثم أخذوا يقدمون لي

أدوات زينة رجالية ولوازم مختلفة من أحذية وعطور وسيوف ذهبية

فأرتبت في الأمر, وخشيت أن تكون هذه رشوة أو حيلة خبيثة

لأتخلّى عن حبيبتي نور, ولكنني فضلّت الإنتظار حتى أعرف ما يراد بي

وبعد أن ألبسوني وعمّموني إنفتح الباب ودخل عليّ خادمي

وقد تنظّفا ولبسا ملابسا جميلة, فأمسكت أحدهما من تلابيبه وهززته بعنف

وانا أصرخ فيه: أين كنت أيها الوغد اللعين؟ كيف تركتهم يقبضون علي؟

وفي تلك الأثناء لاحظت الخادم الظريف وهو يفحص الأرض برجليه ضاحكا

فتوجهت نحوه, وقبل أن أمسك به دخل بعض أخوتي البشر

وقد أرتدوا ملابسا زاهية الألوان

وبأيديهم السيوف المزخرفة ومتمنطقين بالمناطق الذهبية الثمينة

فلم أتمالك نفسي وأسرعت إليهم غاضبا ومتسائلا:

ماذا يجري ؟ ما هذا؟ وأين نور؟ أنا أعلم أنها موجودة في هذا القصر

فأجابني أخي سليمان: خير إن شاء الله. إهداء يا حمود

فصرخت في وجهه : وكيف أهداء وانا أجهل مصير نور وأسرتها؟

فقال سليمان: حسنا يا حمود فلتقابل الحاكم العام أولا

فأستسلمت للأمر الواقع فليس بوسعي التمرّد على الجميع

وخرجت مع إخوتي البشر وقد أحاطوا بي

لكنهم كانوا صامتين على الرغم من إلحاحي وكثرة أسئلتي

الأمر الذي الهب شعوري بالإرتياب

وكنت ألاحظ إزدحام الممرات بباقات الورود والزهور. بينما كانت

روائح البخور تنبعث من المباخر العملاقة التي وضعت في الأركان

فأدخلوني الى قاعة قصر الحاكم الكبرى, وكانت مضأة بأنوار خافتة

غير أن الروائح الزكية كانت تفوح في الأرجاء, فزاد تعجبي وإستغرابي

وداخلني الشك والإرتياب وفكرت في الهرب, فلم أعد أثق بأحدٍ

غير أن أحدهم باغتني بقوله: أصبر حمود فإن الصبر من عزم الأمور

وقبل أن أرد عليه قال آخر: هكذا هي الدنيا إن أضحكتك مرة أبكتك مرات

فأظلمت الدنيا في عيني, وأيقنت بحلول مصيبة على حبيبتي نور

وأضطرمت نيران الوهم في صدري وعزمت على الفرار من أيديهم وتفتيش

القصر شِبرا شِبرا بحثا عن نور

فأنتزعت حذائي و شمرت ثيابي, وقبل أن أطلق ساقي للريح أضيئت

أنوار القاعة فجأة وسمعت صيحات الرجال و زغاريد النساء

فأذهلني الموقف وارتعت, ولاحظت وجود أعيان المدينة وكبرائها

مع أعداد غفيرة من المواطنين وقد غصّت القاعة بالحضور من الرجال

والنساء والأطفال الجالسين حول الخوانات والمناضد العامرة

فأرسلت ثيابي وأرتديت حذائي مسرعا وأقبل علي خادمي مبتسمان

ثم قال أحدهما: أتبعنا يا سيدي فتبعتهما وسط تصفيق وتشجيع الحضور,

وانا لا أفهم شيئا, لكنني تماسكت ومشيت معهما نحو المنصّة الرئيسية

وعندما أقتربت من الحاكم العام لمدينة هاشاباشا وقف مرحبا بي وهو يقول:

يا مرحبا بالبطل الهمام أهلا وسهلا بك يا عريس

فتبادرت إلى ذهني عشرات الأسئلة, لكنه باغتني بقوله:

سلّم على عمك يوسف حجة الدين والد عروسك نور

عندئذ كدت أموت سرورا, وأغرورقت عيناي بالدموع

وخشيت أن يكون الأمر مجرّد حلم جميل, وحين رآني خادمي

شارد الذهن مرتبكا قرصني وقال هامسا: تمالك نفسك ياسيدي

فتجلدت و أبتسمت, وحين دنوت من والد نور نهض فاتحا ذراعيه

وهو يقول: أهلا بك أيها البطل, ثم صافحني بحرارة وقال:

أشكرك يا بني على تحرير نور من ربقة ذلك الرمادي المشرك

لولاك لما فكّر احد في إبطال النكاح الباطل شرعا, فشعرت بالحماس

وخطر على قلبي ان أسأله عن حبيبتي نور, لكنه سبقني وقال:

إجلس يا بُني الى جوار عروسك نور

فإلتفت الى حيث أشار فرأيت بدر شعبان يشع نورا على نور

فتوجهت إليها يدفعني الشوق والحنين دفعا

وعندما جلست بجانبها سمعت هتافات الحضور إستحسانا ورضا

وعندما نظرت اليها نسيت كل من حولي, بل نسيتي الدنيا بأسرها

ولم أرفع طرفي عن وجهها الصبوح, وشعرت بسعادة وطمأنينة لم اجدها من قبل

ووددت أن أنثر ما في جعبتي من كلمات الحب والغزل, وان أبث لها ما في قلبي

من لواعج الهوى, وما قاسيت من حزن وخوف وقلق بسبب إختفاءها المريب

غير أن صيحات الحضور أيقظتني

فتداركت نفسي والتزمت الصمت إلى حين وانا أكادت أطير سرورا

بينما كانت نور تبتسم وقد تمكن منها الفرح مخلوطا بالخجل والحياء

فتدخل الحاكم قائلا:

تفضل أيها القاضي وأعقد لحمود بَرْ غَبْرَىْ على نور بنت يوسف حجة الدين

عقدة النكاح على الشريعة المحمدية

فاستدعاني ووالد نور , فلما قمنا بين يديه وقف وصاح:

هل من معارض لهذه الزيجة؟

فعمّ الصمت, ثم أعاد النداء للمرة الثانية فعمّ الصمت

وفي المرة الثالثة وقبل أن يجلس القاضي سمعنا صوتا مرعبا يقول:

نعم انا أعارض هذا الزواج...

يتبع إن شاء الله









وهج الروح 14-09-2014 03:49 AM

احيانا وانا اتصفح كلماتك ما احب افوت ولا حرف ولا فاصلة لروعة نسجك

وطرازك في البوح. والوصف الدقيق ..... وفكرك الي ملي بلوحات وعالم

يعجز الحرف التعبير عنه .....كنت متلهف اعرف التفاصيل وكنت ارتقب البقية

بفارغ الصبر ...... وكاني اعيش بين الشخصيات. حتى كدت اضع نفسي بينها


بحلم يسافر بي الي هذا العالم تمتلك اسلوب ولا اروع في سرد البقية من الاحداث


والجميل أين حين اقرى اقرى وكاني اعيش بكل تفاصيل القصة. ...... ولكن ( يتبع )


تخليني في حالة ادش فيها المنتدى بس عشان اكمل يتبع ...... بجد استاذي جوهر


كلمة ابداع قليلة بحقك وعاد فيني فضول ابي اعرف من. هالشخص الملقوف. الذي

يعارض الزواج يخلي الناس تستانس ....هههههه تحياتي لك

عبدالله الراسبي 15-09-2014 07:14 PM


اخي العزيز والقدير ناجي جوهر نص جميل وسرد رائع يحملنا كل حرف
من حروفه الى متابعة كل حدث
ونحن في شوق دائم لمعرفة الاحداث
جميل اخي بنصوصك الرائعه
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

ناجى جوهر 16-09-2014 12:35 AM



الله الله على أخلاقك الرفيعة أستاذة / وهج الروح
أعجز والله عن الشكر الذي أرضى عنه تجاه
نبل كلماتك وحسن إطراءك وبليغ ثنائك
فجزاك الله عني كل خير
ووفقك وأسعدك
وتقبلي شكري وإمتناني



ناجى جوهر 16-09-2014 12:43 AM

أهلا بالشمعة المنيرة والفنانة المبدعة
أهلا بك أستاذة / سوير الوفية
كم يسعدني مرورك ويبهجني حضورك
فإن لك ذوقا رفيعا ونظرة ثاقبة
فأسعدك ربي وحفظك ورعاك
ولا أخفي فخري بالإنتماء إلى فريق
أدبي رائع ومنتدى راق هو
منتديات السلطنة الأدبية
وتقبلي تحياتي


ناجى جوهر 16-09-2014 12:47 AM




السلام عليكم أخي الشاعر القدير / عبد الله الراسبي
شرفني أخي مرورك وأسعدتني كلماتك الثمينة
فحفظك الله ورعاك ووفقك وسدد خطاك
وتقبل يا أبا نصر تحياتي




الساعة الآن 05:22 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية