\


إعداد:عبدالرحمن أحمد أمين،صلاح جابر

بعض القوافل حين ترحل لا تترك أبداً خلفها أثر ولا يشعر بها أحد متى مرت أو متى رحلت وبعض القوافل حين ترحل كالجبال حين تهتز - تهتز لها الأرض...

الراحلون كل يوم هم كُثر بعضهم كقطرة الماء حين تسقط لا تسمع لها صوت وبعضهم يرحل كالاشجار واقفةً...

رغم صعوبة الموت ووحشتة وقسوتة في خطف الأحبة،لكن بعض الموت يأتي كلوحةٍ رُسمت فهل هناك أروع من أن يأتي الموت بعد أن تودع كل من تعرفهم وتحبهم...

هل هناك اسمى من أن تلوح لهم بيدك لترسم على حالك النسيان خطّاً لا ينمحي،وهل هناك أقسى من أن تموت بعد أن تتوج جهدك فالحياة فتحصدجائزة عملك ثم تبتسم بالفوز وتترك ابتسامتك لنا دون أن نفهمها...

هكذا رحل سعيد بن شطيط الوهيبي أشطر وأبرز مضمر عرفته دنيا الهجن في مشهد درامي يعجز أي مؤلف عن كتابتة لكن القدر عرف كيف يكتبة ويلونة بكل مافي الدراما من حزناً وألم...

لقبناه بالشاطر لإنه كان الأشطر بين أقرانه فكان يعجزنا بما يفعلة ويحققة لكن حين جاء الموت رفع له الموت ليس مسلّماً وإنما ملوحاً لنا بسلام ليترك من خلفة تاريخاً طويلاً ولحظة لا تنمحي أبداً...

فبكيناه وبكته الآبل معنا فها هي كل صباح تبحث هنا وهناك،تتسمع خطوات أقدامة تنظر فالوجوه عنه تسأل عن يدة التي كانت تمسح على ظهورها لكنه غاب ولن يعد...

حين قدم سعيد بن شطيط الوهيبي من ولاية المضيبي في سلطنة عمان يبحث عن مكاناً لموهبته في عالم الهجن كان يعرف أن في الامارات معقل الهجن وسباقاته وأن في الامارات سيجد لموهبته مكان وقد كان،فبدأ في عزب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان(حفظه الله)...


راعياً ومضمراً مكتشفاً وسط خبايا وأسرار الأبل،ثم تتفجر موهبته كمضمر شاطر في عام 2003 حين تولى "سلهودة" لشيخ خليفة (حفظه الله) وأكتسح بها كأس اللقايا...

يومها لم يسأل الناس عن سلهودة بقدر ما سألوا عن بن شطيط الذي عرف كيف يقودها إلى هذا الفوز ومن يومها لم يغب سعيد بن شطيط الوهيبي عن منصة التتويج أبداً وفي كل عام يحصد كأساً أو اثنين...

وحين انتقل إلى هجن الرئاسة تمكن في عام واحد أن يحصد 7جوائز مرة واحده تنوعت بين اللقايا واليذاع والثنايا والكبار في مقدرة عجيبة على التنوع والقيادة...

كما فعل في عام 2006 بالظبي وفتنة ونهب وعلاج واختيار وهملولة ولافية،وفي كل عام كان يفتح امامنا سعيد بن شطيط الوهيبي كنوز هجن الرئاسة ويخرج لنا اسماً جديداً ينتزع به كأساً وسيفاً وشداد...

في عام 2007 قدم مع أدنوك وشقراء وفتنة موسماً رائعاً إنتزع بهن كأسين فاللقايا وشوط البيرق المثير وفي الموسم الذي تلاه قدم نهب وأنتزع بها سيف الختام مع أدنوك بكأس اليذاع وفي عام 2009 قدم نهب فحصل بها على سيف ختامي دولة قطر بالشحانية وشامي وسيف الختامي بالوثبة ولإن عمله أفعال قاد أفعال أيضاً إلى سيف الختامي...

وكرر الإنجاز في العام الذي تلاه بالظبي وكأس اللقايا والياسات بالشلفة الذهبية في دولة قطر وشديدة بشلفة آخرى في قطر أيضاً...

ثم يقترب سعيد بن شطيط الوهيبي من النهاية وفي عام 2011 قدم وأحداً من مواسمه القوية التي بها كأنه يعرف انه يودع الحياة فحقق 7جوائز كبيرة من خلال نهب الصغرى والظبي والظفرة وهملولة وملبي ومصدع والمارد حصل بهم ومعهم على سيوف وكوؤس...

فاللقايا واليذاع والزمول وفي إنجاز لا يحققة إلا بن شطيط في موسم واحد ليضيفها إلى هجن الرئاسة التي ظل منتمئاً لها بمحبة وإخلاص...

ثم جاء العام الذي بعده لن نراه عام 2012 وفي ختامي المرموم الذي بدء به موسم سباقات الهجن فحصل مع جسيورة على كأس اللقايا المفتوح ثم مع الشاهينية على كأس الثنايا وأكتفى بهذا القدر...

ومع أن الموسم لا يزال فيه بقية لكن العمر لم يعد فيه بقية فترك عصاه ورحل في هدوء عجيب مثل شخصيته تماماً...

في حفل الختام الخاص بتسليم جوائز ختامي المرموم حضر سعيد بن شطيط الوهيبي الحفل،طاف على الجميع دون أن يعرف انه الوداع الأخير أو كأنه كان يعرف فمثل هؤلاء الناس يرون ما لانراه...

كان فرحاً باشاً ليس بالانتصارات وحدها بل بكل ماقدم عبر السنوات لطوال،انتصارات كثيرة بدون حساب للسباقات الصغار أنجاز قلما يتكرر...

كان على منصة التتويج روحاً ترفرف في سعادة وإن بدت عللا قسمات وجه بل على وجوه الحاضرين أحزان الفراق...

نزل سعيد بن شطيط الوهيبي من على المنصة وفي يده كأسي الأنتصار وكأس الحياة لم يكن بينهما فقد فاض...

انتهى الحفل وقيلت له كل كلمات الوداع لم يكن أحداً يدري أنه الوداع الذي ليس بعده لقاء...

الغريب أن سعيد قبل ان يرحل طاف على إبله كلها وودعها صافحها قبلها ربّت على اسنامها نظرت إليه بإستغراب كأنها لا تعرف لكنها شعرت فأمتنعت عن الطعام وأنتظرت كي يأتيها كما كان يفعل كل صباح...

فجاء ملبي حزيناً ودمعت عيون نهب وبكته أفعال وجاءها الخبر لقد كان هنا لكنه الآن رحل



الفيديو:

*الجزء الاول*
*الجزء الثاني*
*الجزء الثالث*
*الجزء الرابع*
*الجزء الخامس*