الأحلام دائما تأخذني لها ..وكلي ثقة بأن كل قارئ لقصيدتي قد مر بقصتي وعاشها مثلي ...

مني لكم ....


......................................................................................................


هذا أنا وأين أنت ..سؤال تسأله الأماكن من دهر.......

سؤال تسأله البلابل والشعوب جميعهم من بدو طيبة والحضر..

سؤال يسأله الطبيب لما زارني والجسم نار يستعر..

خلف الحديد تركتني ..أطلقت تعدو راحلا مني كماء منصهر..

هنا السعادة في خطر...

هنا الحنين يلفني والعشق في صمت الحقيقة يحتضر..

هنا الحنان وقد أضحى شهيدا في ميادين السهر...

فأين أنت ؟؟ وأين أنت وأين أنت...

لقد تركت مدامعا تبكيك من هول الضياع على لحن الوتر..

بعد الجهاد تحولت أرضي وسلبت دولتي..

فأشحت عنها وجهتي ..واطلت في تسبيحتي فعساي أهوي في مطار..

فالحزن أضحى موطنا والبؤس صار الجار والجار,,

والشوك كالمتعبد البوذي في محراب أناتي سجد..

والليل يعبث بالهوى .. والنجم يغمز للشجر من فوق غيمات البرد..

والقمر يهمس في أسا لليل في كبد السماء ..

ما بين جوزاء وميزان وطيات الصحاري والبلد..

شوق يضم الكون في عنف ويرمي بالهوى رمي النرد..

فلربما يستيقظ العربي يوما منتصر..

ولربما تتحقق الأحلام طوعا لينتصر القدر..

فالكون يبكي والشجر ..والليل في حضن المساء .. يئن آنات الضجر..

فوق التراب يلوذ من أبكى العنادل والسمر..

واحات من شجر النخيل .. رمان ولوز وكرمات العنب..

والتين والزيتون بين براثن الباغي العنيد المغتصب..

فأين أنتم يا عرب؟؟

وحبيبتي من دار شمعون المبجل تنتحب..

بجلتمو شمعون يا نسل البطولة والنسب..

وتركتم القدس الحبيبة تشتكي وصوتَم للطرب...

أين النجاة وتاجنا في الأنس يلهو ويمتهن الشجب...

كلفتمو الأغراب حملا للدفاع عن الحقوق ألا يحلو العجب؟؟

للذئب صرنا نعجة وحقولنا ملئى بالكنوز وبالزيوت وبالذهب..

والفقر بين قصورنا كالنمل يكدح في تعب...

وتناثرت أيتامنا بين الزقاق وفي الطريق المغترب...

صرنا طوائف من هنا وهناك يجمعنا النسب..

صرنا نشجع مذهبا ونبجل الهمجي نبني المنتخب..

أضحت بلادي ملعبا للحرب بين فحولها والكل يهتف للشغب..

أين زئير القسورة..أين الرماح الغائرة ..كيف الطريق إلى البطولة والأعاجم ثائرة؟؟؟

يا قدس يا أقصى الديار الحائرة...

الأرض تستتر الجباه وليست سافرة...

واليوم دوما يومنا ..بغداد والأهواز والشام الحبيبة في بحارك مبحرة ..

للنصر نبني صرحنا وغدا نعود لرشدنا ونصون نهج نبينا..نحن البلاغة والأدب..

فالخوف منا يرتعب ..والحرب نكسر ضلعها ونقذفها سهاما من شهب..

وحبيبتي تشتاق لي ..فأرحل طالبا يدها لأسجد بين أقصاها وقبتها فما أحلى السفر...

والليل يرقب وصلنا ..والسعد رفرف حولنا ..والكل ينتعل الشواطىء فوق جسر ونهر..

كون يعج سعادة ..والكل ينشد حامدا مولاه ...هل من مدكر؟؟

ونعود نسأل قادما .. يا صاحبي هل في الدنا ظلم لينتحر القمر؟؟؟



مودتي ....

علي محمد الشحي...