منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   بطاقة الدخول لتنفيذ الشرط السابع (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=21121)

خليل عفيفي 07-03-2015 08:54 PM

بطاقة الدخول لتنفيذ الشرط السابع
 


سُمِح لي بمغادرة الحاجز إلى ذلك العالم :
وأبدأ بالمسير .

http://www.7ozn.net/do.php?img=1213588

المسافة بعيدة ، ويشترط الشياطين ، أن تكون رحلتي في ربوع الصحراء سيرا على الأقدام ..

الشمس تعلن المغيب ، وأرى محيا ريم الفلا يظهر من بين الجبال ، كلمح البصر ،لا شك أن قلبها
الحاني يحرسني ..

الساعة الآن ترسل لمعان عقاربها على شاطئ الرحيل ، وعقارب الزمن تسابق العمر ..

ويبدأ الظلام يخيم على المكان ، وأصوات الوحوش المرعبة تملأ المكان .. ..

ففي صالة الانتظار لم تقدم لي أي وجبة من الطعام ، كان اليوم طويلا ، بدأت أشعر بالوحشة
في المكان فعلا ، وصوت نعيب الغربان ، أتشاءم منه ، وهي ترفرف حولي مرحبة بضيف يخترق
الحواجز ..

أشجار صحراوية تنتشر هنا وهناك ، وجيوش من الهواجس تحاصرني ، يمنة ويسرة ، ويحيط بي

الرعب من كل جانب ..

ما ذلك الخيال الأسود هناك ؟

لا أكاد أصدق ما أرى !!

هل هو الجوع الذي جعل أمعائي تعقد اجتماعا لها ، أم أن عصافير قلبي وهي تزقزق ، تمسك ريشة

فنان لترسم هذا المشهد !!

سأقترب منه ، فقد رزقت من السماء ..

إنه خَرُوف صغير من الضأْن ، لا شك أن راعي أغنام كان هنا وبقي هذا الحمل ...

المكان لا يسمح لي أن أقوم بإعداد وجبة العشاء ، ولم أفكر للحظة بكونه حراما ، أو حلالا
أو حتى غنيمة ،لكنه الجوع ، فقد أوشكت على الهلاك ..ولا بد أنه الرزق من رب السماء ..

سأحمله على ظهري إلى مكان آمن ، بعيد عن أنظار الوحوش ، وعن أنوفها ، فهي بلا شك تشم
رائحة الدماء ، وأخشى أن أكون أنا وغنيمتي فريسة لها ..

وزنه خفيف ، فهل يكون كافيا ليسد الجوع ؟

لكن ، الحمد لله ، فهو وجبة ستهدئ غضب معدتي علي قليلا ..

يا الله ! ما هذا ؟
أرى رجلي الخروف تنزلان على ظهري أولا بأول ، فهل سيسقط ؟ أم أن شيئا ما يحدث ؟

لا زالت رجلاه تأخذان بالازدياد طولا ، وهما على وشك أن تصلا الأرض بعد أن كانتا
إلى وسط ظهري ،،،، ..

واصلت المسير ، وإذا بكهف صغير مظلم ، أسمع فيه أصواتا غريبة ..

بسم الله الرحمن الرحيم ...

إنهم يتحدثون عن قصتي بالتفصيل ، وأنني أحمله على ظهري إليهم ..

نظرت إلى الحمل خلسة ، ويا للمفاجأة !!
نظرت إليه ، ويا للمفاجأة !! إنه جني تمثل لي بتلك الهيئة لشعوري الشديد بالجوع ....

رجلاه الطويلتان وصلتا إلى الأرض ، ويداه القصيرتان لا زالتا قصيرتين ..
شيء مريب حقا ..

وحينما اقتربت من الكهف ، لكون الطريق ضيقا جدا كـ (سيق) البتراء ، ولا مجال
للعودة أبدا ، نزل الحمل الصغير ، واختفى ، لأرى خياله يدخل الكهف ، وصوت الضحك هناك يذكرني

بطائرة نفاثة لها مليون محرك ، لقد صعقت فعلا ..

ألهذه الدرجة كنت سخيفا ، أم أنها أحلام اليقظة !!

ماذا سأفعل الآن ؟ فقد استهتر بي ذلك الجني ، والشيطان المتمرد لأكون ركوبا له ...

الآن فقدت كل شيء ، وجبة العشاء ، والسخرية من موقف أصابني كهذا ..

سأنتقم منكم أيها الشياطين ...

ولكن لن أجلب الضرر لنفسي ، فهم يمتلكون من القوة ، مالا يمتلك إنسان بسيط مثلي ..

كيف سأجمع هؤلاء الشياطين مرة واحدة لأقضي عليهم ..؟

أظن أنني أتقن المُكاء (الصفير) بالفم والشفتين ، أو بأطراف الأصابع ..
نعم أجيده فعلا ....

امتلأت رعبا وخوفا ، وأخذت بالمكاء والصفير ..
إني أرى الشياطين بالعشرات ، يا إلهي !!

كيف يتسع كهف كهذا ، لهذه الأعداد ؟

أفاع ، وكلاب ، وقطط سوداء !

أشاهد هذا الموقف وأستمر بالمكاء ..
ها هم قد بدأوا بالرقص والغناء وأنا مستمر في المكاء ..
يخيل إلي أنني قد سيطرت عليهم ، فهم يحبون الغناء ، والمكاء ، والرقص ..
لقد كنت بارعا في أداء الخطة ..

والآن أيها الشياطين حان وقت الانتقام منكم :

ماذا سأفعل الآن ؟
لقد طلب مني والد ريم الفلا

أن أقتل 1000 شيطان ، وقد تكون مسألة يسهل علي تحقيقها
ولكن متى ، وكيف لي أن أقتلهم ؟

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وأقرأ المعـــــــــــــــــــــوذات ..
يا رب يا رب .. إنها قدرتك .

رائحة نتنة تتصاعد مع تلك الأدخنة ، وتشتعل النيران في الشياطين ، بقي كبيرهم

وذلك الشيطان التافه ، الذي سخرني ركوبا له . لقد نجيا بريشهما

ولا زالا متخفيين في الكهف ..ويصعب علي الدخول ..

فأنا كلي ذهول مما حصل .

وأمام إعجاز آيات الله الكريمة.....

العدد مائة وعشرون شيطانا ..
الحمد لله الحمد لله

بقي 880 شيطانا أسأل الله أن يعينني على القضاء عليهم ..
إنها قدرة الله
الصوت ينتهي فجأة والكهف يظلم ، وخيالات الشياطين
تنسحب بسرعة لتحلق وتطير بعـــــــــــــــــــــــــيدا
الحمد لله ..
أصبح بإمكاني الآن مواصلة المسير ..
ولكنني لا زلت منهكا من التعب ، والإرهاق ، والجوع .. لم أعد أحتمل ..
ما ذلك الذي يسير ويختفي في جحر ؟
سأتابع مهما كان الأمر ..

يا للهول !!
ثلاثة أرانب حوصرت في هذا المكان .. سأكون حذرا جدا هذه المرة ..

إنها أرانب مسالمة ، لونها أبيض ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..يا رب

لم تبد الأرانب أية مقاومة ، فلا مجال للهرب ، وقد أغلقت الجحر بيدي

لم أحب أكل الأرانب أبدا ، لذلك قد يكون هذا دليلا على أنها أرانب وليست شياطين

والشياطين كما أعتقد لا تتشكل بهذه الصورة ..

الحطب كثير ، وخيرات الله وفيرة ، فلم الخوف والجزع ؟
وأنتهي من تناول العشاء ..

الساعة الآن الثانية عشرة منتصف الليل ..

أشعر بالنعاس ، سأنام حتى يشرق الصباح ..
ولكن لا بد من اختيار مكان آمن .. فالرحلة أمامي طويلة ، والمغامرة خطيرة بلا شك ..
لا بد أن الطريق مليء بالمفاجآت ..
أسأل الله أن ييسر الأمر ، ويسهل الدرب ..




وهج الروح 07-03-2015 11:05 PM

لا أعلم خوي خليل وانا إقراء تلك الحروف

شعرت بخوف ما هل بالفعل هذا حلم أم أنه

واقع تحياه أن كان كذلك كان الله في عونك

حروف مثقلة وأحداث جدا مرعبة عشت التفاصيل

بكل كلمة خرجت هنا ،،، تخيلت المكان وعشت الحدث

بكل ما تعني الكلمة من معنى ،،، بعض السطور تحياها

لقوة حضورها وكأنك أحد أفراد القصة التي رويت ،،،



سأكون بالقرب فحضورك هنا حضور


مختلف ،،، جدا شي مرعب.

أمواج 08-03-2015 01:17 AM

الفاضل خليل عفيفي

صاحب القلم المُتقن ،،

قصة من الخيال كانت أم من الواقع فهي تحمل في طياتها كاتب متمكن في أختيار المعاني القوية

لي سؤال أستاذي خليل

هل الحالة النفسية مؤثرة في سرد الأحداث

لكَ كل التقدير والأحترام

سالم الوشاحي 08-03-2015 04:07 PM

الأستاذ خليل عفيفي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بأمانة لديك أسلوب يجذب القارئ حتى آخر الأنفاس

بورك هذا السرد الذي ينطلق بالجمال واللغة المتينة

نص ثري وقصة مدهشة .....لاهنت أيها النبيل

تحياتي وجل تقديري

خليل عفيفي 08-03-2015 05:01 PM

الأخت القديرة :
وهج الروح

بعض مما عندكم ..
نحاول أن نبوح بمشاعرنا كما تخرج الآه من قلوبنا

فبالشعر تارة ، وبالنثرة تارة أخرى ، كما بالقصة ، نعبر عما يجول في قلوبنا

وعلى الرغم مما لمستِه من رعب هنا ، فجميل أن نحياه

جميل أن نبعثره في حروفنا لنطرده من قلوبنا

أهلا بروعة المرور

وشكرا لمن قام بتثبيت هذا النص المتواضع


خليل عفيفي 08-03-2015 05:09 PM


الأخت الراقية ، والكاتبة المتميزة : أمواج

الجميل حينما يعقد الكاتب مقارنة معنوية بين الواقع والخيال

فكثيرا ما مررنا بأحداث كتلك ، أو بأحداث مشابهة لها ؛ لنأخذ نفسا عميقا في النهاية ..

وبالنسبة لسؤالك :

هل الحالة النفسية مؤثرة في سرد الأحداث ؟

بكل تأكيد - حسب رأيي المتواضع - فمن خلال نسيج هذه القصة ..

تجعلنا الحالة النفسية في بحر من التهيؤات ، وتقودنا التأملات

لنصنع شيئا يفجر بركانا من الثورة على القهر

أهلا بك وبروعة تعبيرك

أبو مسلم الصلتي 11-03-2015 08:50 AM

أخي العزيز خليل عفيفي
كنت هنا أتصفح هذا الجمال
قصة مؤثرة تنطبق مع بعض المواقف الحياتية التي نعيشها في عالمنا ...
فعلا كما قلت أستاذي إنه بوح ينفس عما بداخلنا من كبت وأحزان نعايشها ونعيشها
ونسال الله أن يفرج الكروب وأن تنعم الدروب بالأمن والأمان ....
دمت بود

نبيل محمد 11-03-2015 07:47 PM

الأديب الأريب خليل عفيفي

حقيقة الأمر أنها قصة بمعناها المطلق
فقد شملت كل الألوان السردية والحكائية
وهي ذات جذور متوغلة في عمق الأدب الراقي،
ورصيداً ضخماً من الإبداع المتميز فالذائقة الفنية تلقي ألوانها
القابلة للتجديد وفق السياق العام للتطور الذي نشهده
في المقدمة والعقدة والحل أو لحظة التنوير، كما أن
عناصرها مكتملة كالشخصية والحدث والبيئة ـ الزمان والمكان ـ
والأهـداف. المنطقية القدرية " العاقلة "
فالعملية الإبداعية لا تقتصر في نجاحاتها على أساليب دون غيرها، سواء كانت هذه
الأساليب تقليدية أو تجريبية،فلقد توفر الصدق الفني إلى جانب إشراقة الأسلوب وقدرته على
تفجير الأسئلة في ضمير المتلقي، حيث يمكن الحكم للعمل الإبداعي لا عليه.
فنحن أمام عمل إبداعي متكامل، تم تشكيله وفق رؤية جديدة ومتطورة
لا يملك المتلقي حيالها إلا الإعجاب.
ابدعت ايها الاديب

خليل عفيفي 13-03-2015 07:02 PM

الأخ ، والأستاذ ، والشاعر القدير :

سالم الوشاحي


ما دمنا في هذا الصرح ، فقمين بنا أن نتلمس الإبداع
فقد كنتم لنا مدرسة في الشعر

ومنارة في الأدب وروائع التعبير

لنعمل معا بروح الفريق الواحد

بتلكم الدافعية التي أوجدتْها فينا

حكمتكم وخلقكم الجم

أدام الله مجدك أيها الراقي

خليل عفيفي 13-03-2015 07:05 PM


أخي العزيز أبو مسلم الصلتي

حينما تأسرنا الحروف في كل قسم وفي كل فن شعري وأدبي

نرى لك لمسات وبصمات لا تزول في كافة الأقسام

فمن شاعريتك الجميلة نرسم لوحات في النثر

كما تستفزنا شاعريتك تماما

أهلا بمرور ليس كأي مرور


الساعة الآن 08:28 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية