منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   مغامرات نصيب فاطمة في الروضة (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=22702)

ناجى جوهر 04-10-2016 09:06 PM

مغامرات نصيب فاطمة في الروضة
 





مغامرات نصيب



(المزعج ذاته)





فاطمة في الروضة

http://up.harajgulf.com/do.php?img=1146042


حملت الطفلة فاطمة عن والدها نصيب صفة العناد
إضافة إلى ما يتمتّع به الطفل في هذه المرحلة العمرية*
من نزعة إلى إثبات الذات بكثرة الحركة والتمرّد على المعاملة القاسية
وسرعة النمّو اللغوي، غير أنّها وقعت ضحية أسلوبين متعارضين من التربية
ففي الوقت الذي يحاول فيه نصيب إجبارها على فهم وتطبيق القيم الأخلاقية
كانت جَنه أمّها تدللها دلالا مفرطا ولا تحرمها من أي شيء يعنّ لها دون تمييز
ولم يراعي والداها حاجتها إلى التوجيه الرفيق والتدرّج في تعليم القيم والمبادئ
الأخلاقية بالإيحاء والقدوة لحسنة والتوجيه الذكي بقدر حاجتها إلى الحنان والتشجيع
والعطف والتغذية، بل كان نصيب يتجهّم في وجهها وربّما عاقبها بدنيا إذا أراد تنبيهها
إلى خطاء ما، بينما كانت جنه صمّاء خرساء، فلا تسمع الطفلة منها توجيها ولا إرشادا
كذلك لا تلتفت تلك الأمُّ إلى الفاظ بنتها ولا إلى كلماتها الدالة على حاجات نفسية واجتماعية
بل كانت تضحك ضحكة بلهاء إذا سمعت منها بعض العبارات والكلمات العجيبة والملفتة
فنشأت لدى البنت ميول عدوانية ردا على عنف نصيب وجهله في أصول التربية
وبرزت رغبتها في إمتلاك كل شيء والإستحواذ عليه بالسرقة أو بالبكاء نتيجة تدليل
الأم جَنَهْ وتفريطها في كبح نزوات الطفلة قبل ان تكتسب صفة الطمع والعدوانيّة
وكبرت فاطمة بنت نصيب طفلة مدلّلة شرسة مستبدّة عنيدة إلى درجة الإنحراف
ولا شك أنّ هذه المشاكل التربوية ستعوق عمليّة تعليمها ما لم يتم حلّها سريعا
وفي أوّل يومٍ لها في الروضة رافقها معظم أفراد أسرتها بداعي تشجيعها على
التكيّف مع البيئة الدراسية، رافقها والداها وجدّتاها مَي ثَل وسَلْ مَه، وحاولت
مديرة الروضة أن تصرف الجمع الغفير من الآباء والأمهات الذين حضروا مع عيالهم
بل شاركوهم الوقوف في طابور الروضة الصباحيّ، وكأنهم سيشهدون زفّة شعبيّة
أو عرضيا عسكريا. فشلت المديرة وأعضاء هيئة التدريس في إقناع المرافقين بالانصراف
بل اقتنع بعضهم بحجّة تشجيع الأطفال على الانتظام والاستمرار متغافلين عن تأثر الأطفال
الآخرين الذين لم يحضر معهم أولياؤهم، ومع أن المناهج التربويّة الحديثة
تتضمّن الكثير من الأنشطة البدنية والعقلية والإنفعالية والاجتماعية التي تثير وتعزّز رغبة
الأطفال في التعلّم وتشوّقهم وتحفّزهم على مواصلة الدراسة إلاّ أن الأمهات الحاضرات
وقفن حجر عثرة أمام المربيات برفض الخروج من الفصول، والإصرار على الجلوس بجانب
عيالهن على مقاعد الدرس، بل إن بعضهن أمسكن بالأقلام والكرّاسات وقمن بتلون الأشكال
ووصل الخطوط وغيرها من الآنشطة والتدريبات وكأنهن من يتعلّم وليس الأطفال
ولم تتمكّن المعلمات من تنفيذ برنامجهن التربوي في ظل وجود أولئك في الفصول
وفي الروضة عموما، وأقتصر دور فاطمة بنت نصيب ذلك اليوم على عضّ عددٍ من الأطفال
ومحاولة سلب ممتلكات آخرين، وتعطيل الفصل برمّته، ثم ختمت يومها بأداء وصلة طويلة
من البكاء الهيستيري والتشنّج عندما اقتربت منها معلّمة الروضة ووجّهت ملاحظاتها إليها
غير أن كتيبة المساندة والدعم وفرقة الدفاع المدني لم يعجبها محاولة المعلّمة تقويم سلوك
الطفلة الشرسة، فـثارت ...

يتبع إن شاء الله.

* ـ مرحلة الطفولة المبكّرة
(2 ـ 5)




زهرة السوسن 06-10-2016 10:19 AM

أحسنت التشخيص، ووضع اليد على الجرح، وإنها لحقيقة مرة، كم عطلت من مواهب وقدرات، وكم دمرت من كيان، وكم ساهمت بشكل أو بآخر في القضاء عوالم من الطفولة البريئة، فالتربية ليست مجرد أمر ونهي، وإنما هي فن من الفنون، وإزعاج الطفل بكل هؤلاء في موقف يتطلب الثقة بالنفس، والانطلاق في حرية، ظاهرة عجيبة، وتصور غير مدروس بعناية، نسأل الله السلامة، كفيت ووفيت، أستاذنا الرائع: ناجي جوهر.

ناجى جوهر 08-10-2016 12:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة


عائشة الفزارية;261156
أحسنت التشخيص، ووضع اليد على الجرح، وإنها لحقيقة مرة، كم عطلت من مواهب وقدرات، وكم دمرت من كيان، وكم ساهمت بشكل أو بآخر في القضاء عوالم من الطفولة البريئة، فالتربية ليست مجرد أمر ونهي، وإنما هي فن من الفنون، وإزعاج الطفل بكل هؤلاء في موقف يتطلب الثقة بالنفس، والانطلاق في حرية، ظاهرة عجيبة، وتصور غير مدروس بعناية، نسأل الله السلامة، كفيت ووفيت، أستاذنا الرائع: ناجي جوهر.

احسن الله إليك أخيّتي الشاعرة أمّ عمر
وما اروع هذه العبارة:

فالتربية ليست مجرد أمر ونهي، وإنما هي فن من الفنون

ولكن للأسف تقوم التربية حاليا على اسلوبين فقط
يا امّا التساهل والإفراط والتهاون
أو الغلوّ في التشديد والكبت والحرمان
اما الوسطية التي نادى بها الاسلام واسس التربية الحديثة
فلا يتبعها إلاّ من اراد الله به وبعياله خيرا.
أشكرك أختي الأستاذة الشاعرة المجيدة
عائشة الفزاريّة أم عمر على الإثراء
وتقبّلي وافر احترامي
وتحيّاتي


ناجى جوهر 11-10-2016 09:22 PM









مغامرات نصيب




(المزعج ذاته)




فاطمة في الروضة



الرابطة




http://up.harajgulf.com/do.php?img=1166808

ثارت عاصفة الحزم بقيادة مَي ثَل وسَلْ مَهْ ضد معلّمة الروضة

واسمعتاها ما يندى له الجبين من الفاظ الإستهانة والتحقير والتهكّم

وقالت مَي ثَل غاضبة: أوه أوه والله لا شبعانه, انتي معلّمه ولا شرطيّه؟

وقالت سَلْ مَهْ: وراش بتزعّقين؟ فاطما بتّي جاسّه مأدبه، هذينا همّه المربّغين

واشارت بيدها إلى الأطفال الباكين، وما إن رأى طفل اصابع الاتّهام تشير إليه

حتى انفجر باكيا، فبكى الذي يجلس بجواره، وانتقلت عدوى البكاء

إلى الصف باكمله، وارتفعت مناحة في الفصل سمعها القاصي والداني

بينما وقفت مَي ثَل وسَلْ مَهْ تصرخان في وجوه الأطفال المرعوبين

وارتفعت الأصوات حتى سمعتها بعض الأمهات المرابطات خارج الروضة

فأقبلن كالصواعق المرسلة وقد استعرن حميّة الجاهليّة، ونسين أنّهن في

مؤسسة تربوية، وحين وصل بعضهن إلى مشارف الفصل سمعن المعلمّة

تقول: لو سمحتن خرجن من الصف

فردّت عليها مَي ثَل مستخفّة: ورى هذي روضة أوبش؟

وما شي معلمّات غيرش انتي؟ بليس بغى يتعلّم معش

وقالت جّنَهْ: آني با بلّغ الاداره عنّش

وجلس نصيب إلى جوار فاطمه يواسيها ويخفّف عنها الم جرح المشاعر!

وقبل أن تخرج رابطة فاطمة بنت نصيب دخل الفوج الأول من الأمهات

المرابطات وتوجّهن إلى عيالهن الباكين، فأشار معظهم إلى مَي ثَل وسَلْ مَهْ

فاقبلن عليهن مستنكرات، وسألتهن إحداهن بحدّة وغلظة:

وانتن ايش جلّسكن مع الجهّال والمعلّمة؟

فارتبكن ولم يسعفهن الحال، وتلعثمت جَنَه وهي تقول: أصلو فاطما بتّي

http://up.harajgulf.com/do.php?img=1166807

فقاطعتها تلك المرأة الشرسة: ما حد في الصف غير فاطما بتّش الدلّوعه

فلم تطق مَي ثَل صبرا، وهبّت واقفة وقالت مزمّجرة: وانتي ايش يخصّش؟

الروضة حقّوتش منشان تنذّلين بالناس؟

فانبرت لها امرأة أخرى ذات بسطة في الجسم والذراعين، ولم تقل شيئا

لكنّها توجّهت مباشرة إلى كرسي قريب ...

عندها شعر نصيب بقربِ وقوع كارثة، فخرج من الفصل وهو ينشد:


وإذا ترى الثعبــــــــان ينفث ســــــُمَّه ******* فاسأله من ذي بالسموم حَشـَـــاكَ

واسأله كيف تعيش يا ثعبـــــــــــــــان ******** تحبا وهذا السم يملأُ فـَـــــــــــاكَ



يتبع إن شاء الله





زهرة السوسن 12-10-2016 08:58 AM

موقف طريف، برد من حرارة الموقف بندى الظرافة، فانساقت القلوب إليه وسكنت له الأرواح، ولا يخفى عليك أستاذي القدير أهمية الأسلوب الساخر في علاج ومدارسة الكثير من أدواء المجتمع، وهذا ما يعرف بأسلوب السخرية الاجتماعية التي تضفي على النص أجواء من المرح اللذيذ، وفقت أيها المبدع الأصيل.

أبو مسلم الصلتي 12-10-2016 12:16 PM

قصة مثيرة فعلا بالتصرفات المزعجة
والتي هي لاشك غير تربوية ...
دمت بخير أخي العزيز ناجي جوهر
تقبل تحياتي وخالص تقديري

ناجى جوهر 12-10-2016 11:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة الفزارية (المشاركة 261252)
موقف طريف، برد من حرارة الموقف بندى الظرافة، فانساقت القلوب إليه وسكنت له الأرواح، ولا يخفى عليك أستاذي القدير أهمية الأسلوب الساخر في علاج ومدارسة الكثير من أدواء المجتمع، وهذا ما يعرف بأسلوب السخرية الاجتماعية التي تضفي على النص أجواء من المرح اللذيذ، وفقت أيها المبدع الأصيل.


أهلا وسهلا بكِ أخيّة أستاذة عائشة الفزاريّة
قيل في الأثر أو ربمّا هو حديث: روّحوا عن القلوب
ساعة بعد ساعة فإنها تكلّ، أو كما قيل
وأحببت أن اضفي لمسة مرح على مغامرات نصيب
لكنّني قليل ما أنجح، فالهدف محاربة السلبيات
والمواقف الواردة في النص قد تقترب من الواقع
أو ربّما كانت على تلك الصورة منذ عقود.
أشكرك يا أمُ عمر
حفظك الله واسعدك دائما وابدا
وتقبّلي تحيّاتي




ناجى جوهر 12-10-2016 11:28 PM





أهلا وسهلا بك أخي الشاعر القدير
ابو مسلم الصلتي
من الجميل جدا أن يشارك التربويون في هذا
الموضوع التربوي، واعتقد أن هناك من يعاني
من مثل تلك التصرفات المتخلّفة

وإنّما نحاول تسليط الضوء على بعض القضايا
بحثا عن مخارج علمية راقية طلبا للرقيّ
تقبّل تحيّاتي
وشكري





ناجى جوهر 14-11-2016 01:27 PM

مغامرات نصيب فاطمة في الروضة حصّة الالعاب
 




مغامرات نصيب



(المزعج ذاته)



فاطمة في الروضة



حصّة الالعاب

https://up.harajgulf.com/do.php?img=1261613
فانبرت امرأة أخرى ذات بسطة في الجسم، غليظة الذراعين، كالحة الوجه
مفرّقة الأسنان، حمراء الشعر، تبدو عليها علامات الشر وسيما العداونيين
لكنّها لم تقل شيئا، بل توجّهت مباشرة إلى كرسي قريب، وقبل أن تصل إليه
انقضّت عليها سَلْ مَهْ، وامسكت بيدها وسألتها منتهرة:
ايش با تسوّين بالكرسي؟
فأجابتها المرأة ببرودة واندهاش: ورى ايش يسوّون الناس بالكراسي؟
واردفت قائلة في سخرية وتهكّم: جسّي عليه. ما شي غيرو
انعدمين الكراسي، سهجه
في هذه اللحظات قرع الجرس معلنا عن استراحة قصيرة، فكانت بنت نصيب
أوّل من خرج برفقة الحماية
رغما عن المعلّمة التي ارادت تعويد الأطفال على النظام
وافترشت فاطمة القاع في احد الممرّات مع أمّها وجدّتيها
واخرجن من تحت العباءات اكياسا مملوءة بالأطعمة المنزلية
وبعد برهة خرجت المعلّمات من فصولهن يتبعهن الأطفال في طابور طويل
وهم يرّدّدون هذا الحديث الشريف
بطريقة إنشاديه سعيدة وقد غمرهم الفرح والحيويّة:
(يا غلام سمِّ الله ::: وكل بيمينك ::: وكُلْ مما يليك)
رواه الإمام البخاري
فقالت سَلْ مَهْ: ويحُه ويحُه، والليش هذا الاستعراض العسكري، وضحكت
وقالت مَيْ ثَلْ متهكّمة: يي يي أمبا قمرتوا
وحينما شاهدت الطفلة ذلك الاحتفال البسيط هبّت واقفة وارادت الانضمام
إلى زملائها وزميلاتها وقد غمرها الحماس، فمنعتها جدّتيها وجلست حزينة
وفي حصّة النشاط الخارجي لم تشارك رفاقها تنفيذا لمشورة الرابطة
ولكنّها وقفت تراقب لأطفال الآخرين وهم مبتهجين صاخبين، فإذا وصلت
الكرة إليها أخذتها واعطتها إحدى جدّتيها، فلا يجرؤ أحدٌ على مخاطبتهما
ثمّ إنّها ورابطتها استولن على الارجوحتين الكبريين، وطردن من كان حولها
من الأطفال، وقمن بتبادل الادوار وهن يضحكن ويصرخن في نشوة عجيبة
وكانت جميع الامهات والمرافقات قد غادرن الروضة بعد الفسحة
وحينما شاهدت المعلّمة تلك الصفاقة وسمعت أطفالها يبكون، اقبلت
على الرابطة ثائرة، ولكنّها استندت إلى فضيلة الحلم وهي تحاول اقناع
الرابطة بمغادرة الروضة، وفعلا نجح الاسلوب الحواري في حل المشكلة
وفي اليوم التالي وعندما قامت المعلّمة بمراجعة أنشطة الأطفال المنزلية
وجدت فاطمة قد أنجزت نشاطاتها الكتابية بمهارة فائقة، فعلمت أن أحدهم
قد أدى العمل نيابة عنها، وفي نهاية اليوم الدراسي أعطتها غلافا وقالت
لها: عطي أمِّش هذا المظروف، وقولي لها المعلّمة بتشكرك وبتقول لش
أنتِ شاطرة، وعندما فتحت جَنَهْ المظروف وجدت فيه قطعة نعنع بعود
فشعرت بالخجل
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1261660
بينما استغرق نصيب في نوبة ضحك هيستيري
ثم قال ساخرا: لا تتدخل فيما لا يعنيك فينالك ما لا يرضيك

يتبع إن شاء الله



زهرة السوسن 17-11-2016 11:37 PM

جميل، أستاذنا الأنيق ذوقا، ناجي جوهر، أحسنت التعبير عن الصفاقة، وفراغ القلب، وسطحية الفكر، عند أمثال هؤلاء النساء. أحييك على هذا النفس الطويل، والإبداع الجميل. فعساك في خير حال، وأنعم بال، تقديري واحترامي


الساعة الآن 01:44 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية