منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   رياح التغيير الجزء الثالث (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=21476)

ناجى جوهر 19-05-2015 12:03 AM

رياح التغيير الجزء الثالث
 




رياح التغيير



الجزء الثالث

النفاذ


ومع بزوغ كل فجرٍ جديد، يكتشفان مدخلا سرّيا إلى السعادة، فكانا كفرسي
رهان، يتواثبان في تفانٍ وغبطة وإجتهاد، لفتح ذلك الباب أمام شقيق الروح
فإذا بلغ الشروق مرحلة الإفصاح عن كل خافٍ، إنطلقا على صهوتي جوادين
أصيلين من خيول العشاق، فقطعا الفيافي المقفرة في غمضة عين القلِق.
وعلى بوّابة الواقع، ينتظران كبقيّة البشر نصيبهما من الحلوى التي توزعها
الأيّام والليالي، بإمرٍ من القدير. ثمّ يعودان عاجلا إلى القصر المنيف.
وفي ذلك اليوم الضبابي، لم يكن في خلد أي منهما أن صُرّة الحلويات ستفرغ
يوما ما، وأن نصيبهما من الحنظل ينتظرهما. ولو علما ذلك لتناصحا
على الأقل، حتى يتجلّدا لتحمل مرارة العلقم.
لكنهما أقبلا على البوابة فرحين، تسبقهما الأماني، فحدث ما لم يكن في حسبانهما
إذ تلقيّا جرّة فخّارية حُبلى بما تكتئب منه النفوس، وتصطلي الأكباد، وتنفطر القلوب
وتتسمم الأبدان، وتثور المخاوف إلى درجة الهلع.
فرفضا إستلامها، وأمتنعا عن حملها، وأستعارا كل الفاظ الرفض
والإحجام عن قبول نصيبهما المكتوب لهما منذ الآزال.
وقد ظنّا أن إحتجاجهما على خط سير القدر سيغير المصير المحتوم
فتفننا في الإعراب عن الاستياء، وبالغا في الشجب.
فقال الموكل على توزيع العطايا: أنظرا في وجوه الناس، وأقراءا ما رسمت الأقدار عليها
فإن عثرتما على وجه لم تصفعه يد الألم، ولم تذب نضارته دمعة الشجن
فعودا إلي لأبدل جرّة الشقى بزير هناء مقيم. فخرجا لا يلويان على شيء.
فلمّا كانا في بعض الطرقات، ناداهما من شرفة قصرٍ فخم رجل وسيمٍ
بهيّ المحيّا، تبدو عليه أمارات السعادة، وعلامات السرور.
وقال لهما وقد أدرك سبب عجلتهما: هلما إلى رجاءا. فلدي ما تبحثان عنه.
فأسرعا، وصعدا إليه، تحذوهما الأمال في أن يكون ذو الوجه
الصبوح فأل خير، فعلى ما يبدو لم تلفح خدوده نيران العسر مطلقا.
فطفقا يجريان وقد طغت عليهما الفرحة بوجود المنقذ.
كان ذو الوجه الصبوح يستحثّهما على الإسراع في الوصول إليه
وفعلا لفياه حيث يجلس. فكانت المفاجأة
نعم إنه مليح الوجه، وسيم أنيق، لكن نصف جسده مشلول
فتوقفا عن الجري، وهمّا بالإنصراف، فقال الوسيم:
مهلا مهلا إنكما لم تقراءا غير عنوان واحد فقط من عناوين الشقى.
فبهتا، وتجرعتا غصتي رعب مرّة، ونظرا إلى بعضهماـ فلم يمهلهما
بل أمر من أقعدهما أمامه قسرا، ثم قال:
لقد كنت مثلكما تماما. عضّني البؤس، وأمضني البلاءـ ثم رأيت يسرا ونعيما
وحين أيقنت أن لا زوال، هاجمتني النائبات بلا رحمة.
قالت وقد لبست رداء قحة بغيض: إنّك لم تكابد مثلما كابدت أنا.
قال العاشق: وماذا رأيت أنتٍ مقارنة بما مرّ بي؟
فقال المشلول: لست أعلم بما مررتما. ولكنني ولدت يتيما
ثم تيتّمت مرة أخرى في عمر الثالثة عشر. فتولاّني عمُّ ظلوم
إستولى على تركة والدي، وزوجني من ابنة له غصبا. وعندما هويها
ابن وجيه أجبرني على تطليقها. ثم طردني من بلادي، ولم يعطني شيئا من حقّي
وفي الغربة عملت بيدي، حتى تمكّنت من بناء منزل، فتزوّجت من امرأة فاضلة
ولدت لي جملة من البنين والبنات.
فحسدني بعضهم، وقدّم ضدي بلاغات كاذبة، فحبست ظلما.
وأصابني الكساح لقلة الحركة. وعندما إمتنع أبنائي عن زيارتي، وسألت عنهم
قيل لي أنّ أكبرهم قد أصابته عين فجنّ، فهجم ليلة على أمّه وإخوته فذبحهم
كما تذبح الأغنام. فقبض عليه وأعدم في ساحة الإعدامات.
فلمّا أوشكت على الانهيار أفرج عني، وحملت إلى داري. فكنت أزحف
لقضاء حوائجي، وذات ليلة سمعت طرقا على الباب، فزحفت إلى أن فتحت،
فإذا بما لم يكن يخطر على قلبي مطلقا.
إنّها ابنتي عمّي وطليقتي. فلمّا رأتني على تلك الهيئة أمرت خدمها بحملي،
ثم قصّت عليّ قصة أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع ....

يتبع إن شاء الله




وهج الروح 19-05-2015 12:35 AM

جزء جرني إلى مواقف كثيرة عشتها

حين كنت انظر إلى البعض وهم يعيشون

السعادة حتى تقربت من البعض وادركت


بأن لم يخلق بشر على وجه الأرض لم يذق من


مرارة الأيام ' جزء يا استاذي ناجي يبعثرنا حد


الحمدلله والتفكر والرضا وكان السعادة مجرد


ساعات والعمر عقاربها ' بالفعل جزء

احتوا الشي الكثير في رحلتهم وكان


الطريق لا زال في أوله ' تبهرني كلما


مررت أتصفح حروفك التي لا تمل


وتكتب من فكر واسع وفكر يبدع في


هذا العالم /ساكون بالقرب وكلي لهفة

لمعرفة الأحداث.




تحياتي

سالم الوشاحي 19-05-2015 10:38 AM

الأستاذ الفاضل ناجي جوهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ومهما توالت النكبات والصعاب فــ لن يغلب عسر يسرين سيأتي الفرج من الله

عاجلاً أم آجلا ....هكذا هي الحياة متناقضة إلى درجة الألم تارة وإلى الفرح تارة آخرى .

أستاذي ... لغتك الجميلة وأسلوبك المشوق يجعلنا في شوق لجديدك دائما

لك الود والتقدير والاحترام

ناجى جوهر 20-05-2015 01:09 AM



ابنتي الغالية / وهــــج الـــروح
وهل الحياة غير رحلة إبتلاء وإمتحان؟
حتى ما نجد فيه لذة أومتعة, أو فرح وسرور!
ما هو إلاّ أداة من أدوات الإختبار، أنكفر أم نشكر؟
في هذا الجزء والتالي له، أحاول بإذن الله أن أثبت لبعض
الممتعضين من قسوة الظروف، وسواد الأيّام، ومرارة الحياة ونكدها
أن لا أحد قد صفت له الدنيا مطلقا، إلاّ من أراد الله له الشقى الأبدي
فمن لم يذق العناء في الصغر، ذاقه في الشباب أو في المشيب
أو ربّما متع، لكي لا تكون له حجة،عندما يلقى الخالق العظيم
أشكر سعة إطلاعك
وعمـــيق تفكيرك
وجــودة تحلـيلك
وتقبّلي تحيّاتي
وأمنياتـــــــي



ناجى جوهر 20-05-2015 01:14 AM



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بكم يا أبا سامي
أشكرك جزيل الشكر على المرور المشرق
وعلى الثناء المغدق سعادة وسرورا
ويشرفني تفاعلك مع القصة الرمزية
رياح التغيير
وأتمنى من العلي القدير أن يعينني
على إتمام ما بدأت في نسجه من خيوط
وأسأله وهو الكريم المنان أن يمنّ عليك
بتمام ودوام الصحة والعافية
وتقبّل تحيّاتي



صالح السنيدي 20-05-2015 11:45 AM

الأستاذ /ناجي جوهر
 
كل ما تحمله هذه الحروف من إبداع ونسق فكري عالي
انسجام رااقي أيها المبهر .

لسلامي لهذا الحرف السامي النقي

فعلا أنت فذ

تحياتي

ناجى جوهر 24-05-2015 07:56 PM




السلام
عليكم الأستاذ الشاعر / صالح السنيدي
أشكرك سيّدي على هذا الحضور المتألق
والتفاعل الراقي والملفت
وتقبّل تحيّاتي



أبو مسلم الصلتي 26-05-2015 08:47 AM

رائع أخي العزيز ناجي جوهر
أتمنى لك دوام التوفيق ،،،،

ناجى جوهر 27-05-2015 10:25 PM




أهلا ومرحبا بك أخي الشاعر المجيد / أبو مسلم الصلتي
الف شكر على المرور والتفاعل
وتقبل تحيّاتي



سالم سعيد المحيجري 27-05-2015 10:32 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخي ناجي جوهر نص شيق بمحتواه
إبداع يبدعه فنان بلمسه تجعلك مركزا
عندما تقرأ للنص نتمنى لك التوفيق

دمت بألف خير.


الساعة الآن 08:11 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية