منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   عقــــوق 4 (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=20611)

ناجى جوهر 08-12-2014 11:04 PM

عقــــوق 4
 



عقــــوق


الجزء الرابع

أبغض الحلال



وأخيرا إهتدت أملٌ إلى التصرف الذي قد يعيد إليها
بعض مشاعر الحب التي كان يتفوّه بها الزوج سابقا
فتمارضت, وإمتنعت عن الأكل والشرب, وهجرت وظيفتها
فما كان من الزوج إلاّ أن قام بالواجب فعرضها على الطبيب
وأمر أفراد الأسرة بخدمتها والإعتناء بها
فشعرت بالإرتياح, وبدأت تتعافى تدريجيا, وفي غضون ثلاثة أيّامٍ
كانت تمارس حياتها المعتادة, غير أنّها أخذت إجازة قصيرة من رب العمل
بهدف الإسترخاء
وعاد الزوج إلى ما كان عليه من نذالة وحقارة وضعة,
وشرع في إستغلالها كسابق عهده, فأحسّت
أمل بالضياع, وكرهت العيش في هذه البيئة الإنتهازية
التي تستغلها لتحقيق أغراض محددة, ولا تعطيها
أهمية أكثر من كونها مصدر دخل مادي, وخادمة تتكفّل
بالكثير من المهام المنزلية, ولم يعد في مقدورها تحمّل هذا التعسّف والإستبداد,
ولم تعد تقبل نظرات الدونية والإحتقار التي يرشقها بها ابناء وبنات زوجها
وأدركت أنّ ذلك الرجل إنّما تزوجها ليتخذ منها ناقة حلوبا تدر عليه مالا
وعلى أسرته خدماتا مجّانيّة
وأن ما كان يتغنى به من مفردات الحبٍ والغزل والعشقِ والغرام والشوق والحنين
إنّما هي وسائل صيادي القلوب الخاوية وأدواتهم الخبيثة الناعمة للإيقاع بالمغفلات
المتمرّدات على أي واقع من أمثال أمل
فأنفجرت ذات يوم في وجه ربة البيت وعيالها, وقد غاب الزوج, فقالت ساخطة:
أيها الجاحدون أهكذا تجازونني على خدماتي لكم؟
الست أغسل ملابسكم وأكنس داركم وأعد طعامكم وأساهم في مصروفاتكم؟
فردّت عليها ربة البيت قائلة: وماذا كنتِ تظنين نفسك جانية من الزواج
من رجل متزوّج وله أولاد وبنات في مثل عمرك؟
أكنت تتوقعين أن يتوّجكِ أميرة على أسرته؟
وأن يدير ظهره لشريكة حياته ولفلذات كبده؟
قالت أمل: كنت أتوقّع أن يعاملني بإنصاف
قالت أم العيال: أو ليس من الإنصاف أن تعملي
أنتِ الشابة المتفرِّغة على إسعاد زوجك وأسرته؟
وأن تساعديه على تربية أولاده وبناته ليحققوا أحلامهم وطموحاتهم؟
أم أنكِ تسعين إلى السيطرة على الرجل ليكون لكِ وحدكِ, ويهملنا نحن من أجل خاطر عيونكِ؟
فأصابت هذه الكلمات الصريحة كبرياء أمل في الصميم ونالت من بقيّة كرامتها
وأيقظتها من الحلم الوردي الذي نسجه خيالها, وأوهتمتها به مشاعرها الثائرة الهائجة
وأغرتها به الكلمات المنمّقة التي كانت تقطر شهدا دوعنيا مصفّى
فأنسحبت إلى غرفتها مهانة محبطة, نادمة آسفة على ضياع زهرة العمر
وتلاشي طموحات الشباب وإنهيار صرح الحياة الزوجية السعيد
ومزّق كبدها الندم على التسبب بخيبة أمل الوالدين والأقربين
ونفور الأخوات وصديقات العمر وزميلات الدراسة
وبعد أن بللت دموعها السرير, سرح خيالها مستعرضا سالف الأيّام
معرجا على مرحلة الطفولة المبكّرة فالمتأخرة
متذكِّرة توجيهات الوالدين وتعليماتهما وإيحاءتهما و تشجيعهما وتعلقهما بالأمل
في ذكاء وفطنة أمل, ولم ينسى خيالها أن يسترجع تلك الكلمات المحفِّزة على
التمِسك بالقيم الدينية والآخلاقية, الحاثة على الجد والإجتهاد
الحاضة على نيل أعلى المستويات العلمية فالعملية والإجتماعية لاحقا إن شاء الله
وضحكت أمل ضحكة المقهور عندما ترأت لها صورتها التي رسمها له والدها
وهي تستلم شهادتها الجامعية يحفّ بها أفراد أسرتها وأقاربها وصديقاتها وزميلاتها
وهم في منتهى الفخر والسعادة, يسمعونها المديح والثناء الجميل مع التهانئ والتبريكات
بينما إصطف المعجبون يهتفون بحياتها ويرددون إسمها
اللامع, يغبطون إصرارها وعزيمتها وثباتها في طلب العلا, وهاهي الفتيات الصغيرات
من بنات المعارف وخلافهن يتهامسن: ليتنا نكون مثل أمل الطموحة القوِّيّة الصابرة
وسريعا ما عادت دموعها تنهمر وقد تخيّلت عريسها يضع
يده في يد والدها وهو يملّكه الملكة الشرعية أمام القاضي, ثم ضحكت وهي تداعب طفلتها
الأولى التي تطلب منها مساعدتها على حل مسألة رياضية
وتحوّلت ضحكتها إلى قهقة عندما توهّمت نفسها تناقش
فارس أحلامها في مشكلة إجتماعية, وتمكّنت من هزيمته بالحجّة والمنطق
لكنها عادت إلى البكاء عندما تذكّرت أنها كانت تحلم فقط
وفي هذه الأثناء عاد ابناء الزوج وبناته من مدارسهم تباعا, وإذ لم يجدوا الغداء جاهزا
فإنهم فجّروا ثورة تمرّد مسلّح بأصوات الإحتجاج وكلمات الإعتراض
ولم يكلّف أي منهم نفسه بالمرور على العمّة أمل لينظر إلى وجهها ويعرف ما بها
لكنّهم أجادوا إشعال حالة السخط والنكد في المنزل
وتمكنوا من إشعارها بقيمتها الحقيقية عندهم والتي لا تتعدى منزلة الخادمة المطيعة لا غير
فثارت أمل على الواقع المزري هذه المرّة, وليس بواقع بهيج كالذي كانت تعيش فيه
ثُمَّ داسته بقدم العقوق
فخرجت إليهم, ووقفت في وسط غرفة الجلوس وقالت بلهجة لم يعهدها سكان المنزل من قبل:
انا لست خادمة لكم ولا خادمة لأبيكم فإن كنت جائعون فلتطبخ لكم أمكم, أما انا فلن أدخل
ذلك المطبخ بعد اليوم, ولن أكنس هذه الدار القذرة ولن ...
فقاطعها صوت أبيهم وقد حضر : ولن أفعل شيئا غير الأكل والنوم. اليس كذلك؟
فردّت بجرأة وغضب: نعم, فماذا ستفعل بي؟
قال مع برودة أعصاب مستفزّة: سأطلّقك
قالت: فطلقني إذا
قال: ليس بهذه البساطة
قالت: وماذا يمنعك؟
قال: يمنعني المهر الذي أمهرتك, والمبالغ التي أنفقت على عرسك وعليكِ
فعندما تعوّضيني عن كل هذه الخسائر, فسوف أطلّقك, والآن رجاء وبلا وقاحة
أذهبي وأعدّي لهولاء الأطفال شيئا يقتل جوعهم
فأمّهم وكما تعلمين في شهورها الأخيرة من الحمل
ولا تستطيع القيام بأعباء المنزل
قالت أمل: لن أعد شيئا ولن أخدمكم بعد اليوم
فنظر إليها الرجل نظرة ذات مغزى, ثم خرج دون ان ينبس ببنت شفة, وسرعان ما عاد
يرافقه رجلان من الجيران, قال لهما:
أرجوكما إشهدا على هذه المرأة, وقال:
أرجوكِ يا حبيبتي دعي العناد والتهوّر, وأعدّي طعاما لهولاء الصبية الجوعى
ونفذي رجائي أتوسّل إليكِ
فقالت أمل قولتها المشهورة: لن أخدمك ولن أخدم أسرتك بعد الآن
فقال لها احد الرجلين: يا بنيّتي تجب عليك طاعة زوجكِ وإلا أعتبرتي ناشزا
فأعادت أمل ردّها السابق وهمّت بالإنصراف
فقال زوجها: إن لم يكن طاعة لي فارحمي هولاء الأطفال الجوعى
فأمهم كما تعلمين غير قادرة على الخدمة وإلاّ لما أضطررنا إلى التوسل إليكِ
لكن أمل إنصرفت غير مبالية بالعاقبة الكارثيّة

يتبع إن شاء الله



سالم الوشاحي 09-12-2014 08:30 AM

الأستاذ الفاضل ناجي جوهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من البديهي بمكان أن تكون تلك هي ردة الزوج

لان الطمع والجشع والإستغلال كانت تختبئ تحت عباءة الحب

والسعادة معه..

وصحوة متأخرة لأمل بعد ماوقع الفأس في الرأس

شكراً لك وسنكون من المتابعين .... دمت بهذا الألق والابداع....راقني المكوث هنا

تحياتي وجل تقديري


سالم سعيد المحيجري 09-12-2014 10:58 AM

أخي ناجي جوهر
قصة جميلة جدا
ورائعة بمحتواها ومضمونها الواقعي
والمعاصر نتمنى لك التوفيق
أخي الكريم وبارك الله فيك

ناجى جوهر 09-12-2014 11:57 PM



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا مرحبا بك أخي الأثير الشاعر القدير / سالم الوشاحي
فإنّ قصور الهمم وإستعجال هطول النعم, يؤدي إلى إتخاذ
مواقف يندم عليها الإنسان فيما بعد.
ويزعجني جدا أن أرى شبابا من ابناء الوطن يعملون كحراس
أو كمراسلين أو سائقين او في وظائف متدنيّة جدا
لا أعيب العمل, فالعمل عبادة, ولكن عمل عن عمل يفرق كثيرا
فالذي يصنع السيارة أهم من الذي يسوقها فقط
ومدير المؤسسة أهم من حارسها, ... وقس على هذا
فلماذا لم يكملوا دراستهم ليكونوا محامين وقضاة وطيارين؟
ما الذي دفعهم للتوّقف بعد حصولهم على الثانوية العامة؟
لو كانت الدراسة تكلّف الأسر مبالغا ضخمة لعذرناهم
لو كانت وزارة التربية والتعليم قد وضعت شروطا تعجيزية لعذرناهم
لو كانت الكتب تباع لعذرناهم, لو كانت المواصلات معدومة لعذرناهم
لكن لا شيء من هذه الأسباب مفروض عليهم
بل على العكس كل أبواب التعليم المجاني مشرعة
والمواصلات متوفرة, بل تمنح الحكومة رواتب لمن يدرس بعد الثانوية
فهولاء الذي تسربوا بعد الثانوية يشعروننا بالغضب والله
الآلاف منه ساطحون باطحون, لا عمل لا دراسة, بل إنحراف
ألا يدركون أن أمتهم بحاجة إلى علماء وعالمات, معلمين ومعلمات؟
أطباء وطبيبات, مهندسون ومهندسات باحثون وباحثات؟
أدباء وشاعرات, إداريون وموجهات ومشرفات على مستويات رفيعة؟
ممرضين وممرضات, مبرمجين ومبرمجات ....الخ
هل ستظل دولتنا تعتمد على الوافدين إلى الأبد؟
إن لم يكن من بين ابنائها من يقوم بهذه الوظائف
فإننا قطعا سنسعين بالأجانب والوافدين على مختلف الأصعدة
هذا ما ينبغي ان يعيه كل مواطن ومواطنة, بلادنا بحاجة إلى المتعلمين
ذكورا وإناثا, فلتصبر قليلا أيها الابن وأيتها الابنة ونل شهادة عالية
الزواج مقدور عليه, لكن التعليم يلزمه إلى الصبر الطويل والكفاح المرير
والعجيب أنّهم يغضبون عندما يكون الوافد هو رئيسهم ومديرهم
في العمل, فهل يصلح الجاهل لإدارة مؤسسة أو دائرة أو مكتب؟
إن ما نعاني منه من فساد وسوء خدمة ناتج عن تولّي غير الأكفاء
مهام أعلى كثير من قدراتهم المتواضعة, فسببوا الفوضى والفشل
والعشوائية والتخبّط والمحسوبية والانتقائية والتحيّز الفئوي
فترتب على ذلك ظلم وفساد إداري وأخلاقي وضياع الأموال والحقوق

حفظك الله ورعاك يا أبا سامي
وتقبل تحياتي


ناجى جوهر 10-12-2014 12:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم سعيد المحيجري (المشاركة 240747)
أخي ناجي جوهر
قصة جميلة جدا
ورائعة بمحتواها ومضمونها الواقعي
والمعاصر نتمنى لك التوفيق
أخي الكريم وبارك الله فيك


وفقك الله وسدد خطاك أخي الأستاذ الشاعر
سالم سعيد المحيجري
تقبل تحياتــــي



رحيق الكلمات 10-12-2014 12:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك اخي ناجي انه ليسعدني ان أجد قصصك الرائعة تمخر بنا معالجة مانراه في حياتنا اليوميه بإسلوب ادبي جميل
هؤلاء استعجلوا القطاف ياأخي فهذه النتيجة متابعون معك

خليل عفيفي 10-12-2014 02:58 PM

ناجي جوهر
أيها الأديب الفذ
كم تغمرنا السعادة ونحن نرى بيننا كاتبا وأديبا وقاصا وروائيا
نعتز بروعة وجوده ببيننا!!
فهنيئا لنا بك

ناجى جوهر 12-12-2014 12:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيق الكلمات (المشاركة 240850)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك اخي ناجي انه ليسعدني ان أجد قصصك الرائعة تمخر بنا معالجة مانراه في حياتنا اليوميه بإسلوب ادبي جميل
هؤلاء استعجلوا القطاف ياأخي فهذه النتيجة متابعون معك




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا الف أهلا وسهلا وبكِ أستاذة / رحيق الكلمات
سعيد والله بتواجدك وبتفاعلك الذي إفتقدنا
شكرا لك أستاذة / رحيق الكلمات
ونأمل أن نقرأ لكِ قريبا
تحياتـي




ناجى جوهر 12-12-2014 12:39 AM

[CENTER]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عفيفي (المشاركة 240873)
ناجي جوهر
أيها الأديب الفذ
كم تغمرنا السعادة ونحن نرى بيننا كاتبا وأديبا وقاصا وروائيا
نعتز بروعة وجوده ببيننا!!
فهنيئا لنا بك



حفظك الله ورعاك أيها الشهم النبيل
شرّفني تواجدك أستاذ / خليل عفيفي
تقبل تحياتي



نبيل محمد 12-12-2014 11:16 AM


ايها الاديب الاريب ناجي جوهر

الأشكال هنا والأصول كاللغة، والشخصيات، والزمان والمكان والحدث؛
يربط بينها طائفة من التقنيات كالسرد والوصف والحبكة والصراع

وعاد الزوج إلى ما كان عليه من نذالة وحقارة وضعة،
وشرع في استغلالها كسابق عهده، فأحسّت
أمل بالضياع، وكرهت العيش في هذه البيئة الانتهازية
التي تستغلها لتحقيق أغراض محددة، ولا تعطيها
أهمية أكثر من كونها مصدر دخل مادي، وخادمة تتكفّل
بالكثير من المهام المنزلية، ولم يعد في مقدورها تحمّل هذا التعسّف والاستبداد،
ولم تعد تقبل نظرات الدونية والاحتقار التي يرشقها بها ابناء وبنات زوجها
وأدركت أنّ ذلك الرجل إنّما تزوجها ليتخذ منها ناقة حلوبا تدر عليه مالا
وعلى أسرته خدمات مجّانيّة


وهنا يا سيدي دعني استوقف ذلك الزوج
الذي يأبى المروءة والشهامة لأقول له



ليس هكذا هم الازواج

ان صفات الزوج الصالح:

مستقيم على طاعة الله تعالى استقامة جادة يهتم فيها بالمظهر والمخبر
حسن الخلق، هين لين قريب سهل، حديثه عذب كلامه حلو،
لا يعرف السب ولا الشتم ولا الالفاظ النابية ولا الوجه المكفهر
مجتهد في طلب العلم، يعلم ويأخذ بيد زوجته يحببها فيه ،قدوة حسنة،
قوله يوافق عمله، وعمله يوافق قوله، يضرب بأسهم كثيرة في كل انواع العبادات وما وسعه ذلك
يعرف كيف يعامل زوجته وكيف يكسبها ويؤدى حقوقها كلها باقتدار ومودة وحب
يعاونها قدر استطاعته ويكون لها الزوج والاخ والاب والابن،
يقف بجوارها في الشدائد ويقدر مشاعرها، لا يحملها ما لا تطيق،
لا ينهرها امام اطفالها ولا في خلوتهما .
يعرف لمنهج تربية اولاده الطريق والتطبيق،
ويعلم كيف يربى الأولاد ويعطيهم جزءا من وقته لذلك ولا ينساهم
رجل المشاعر والمودة والرحمة ليس جافا في اسلوبه او حديثه
وانما الفاظ الحب والمودة تعرف طريق لسانه
فدائما يسمع زوجته ما يسرها ويحببه اليها من الكلام الطيب الجميل
تقبل تحياتي وتقديري
حفظكم الله ورعاكم


الساعة الآن 06:22 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية