منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   :: عدنان ولبابة :: (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=22284)

غدير طه 09-04-2016 12:54 AM

:: عدنان ولبابة ::
 
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.n...9d219984bf5935

يحكى في مكان صخب أن تناثرت أوراق الورد
وفراشات تطايرت تتراقص على ندى الربيع الزاهي
وكأن سرب الطيور في عرس الحورية الجميلة, كتيبة
إذ يداعبها الأمير في مملكة الزهور

لبابة _العروس
على كرسي فخم جلست
وقف الجميع
رقص موسيقى تصفيق ..التقاط أنفاس
تنظر إلى النافذة وانعكاس الأضواء على الزجاج المصقول وآثار معزوفة السماء الماطرة,
بحفيفِ نقرات صوته العذب
تلتقي نظرتها بعيني
رفيقة الدراسة
تبتسم بلطف فائق
ترفع يدها بالتحية ترسل قبله من بعيد
لمستُ في محياها رمقة حزن خفية
انتابتني رعشة, شعور يهز الكيان
غريبة هذه النظرة لم أعهدها من تلك الصبية المرحة
التي تملأ الوجود حياة بوجودها
ِلمَ في تلك الليلة بالذات؟
تأملتها مليا اعجبت وانبهرت بجمالها الأخاذ
جمال العروس بنت البلد
وقفت بمواجهتها صافحتها بحرارة عانقتها بقوة
قدمت لها مباركة لطيفة
غطت نصف وجهها بطرحتها الأنيقة
شكرتني وتبسمت وأومأت بخجل سارحة
بفكرة وليدة داهمتها عنوة حال جهازها لهذا اليوم
تحينتُ الفرصة سألتها عرفت السبب
أصل الحكاية أمنية غالية أن تشهد أمها زفافها أردتها بقربي
لكنه القدر وكيف ذهبت من عالمنا فجأة منذ عام
..هي تسكن قلبي
*هكذا تمتمت
يجري حبها في عروقي أسمع تغريدها وغناءها
صوتها يرافقني صورتها لا تفارقني
لكنها اليوم لا ترافقني عرسي
يآالله
عبق ذكرى محياها الملائكي يدب بنفسي التفاؤل
رشفات من الحياة كالماء النقي
مسحت على وجهها بكفي برفق وقلت:
يرحل الأحبة للأبد وأبعاد الموت تلاحقنا
وصورة عذبة تومض ترتسم من الذكريات أينما رتعنا تتجسد
لتكن إذن ذكرى جميلة وأناس أحببنا يرافقوننا يشاركونا سعادتنا والفرح
يسعدون لأجلنا
يغيبون بحضور في أذهاننا
ربما أكثر من وقت تواجدهم في حياتنا
حبل الوصل بيننا وبينهم لا ينقطع
القلب يحزن والعين تبكي فتشتاق الارواح
امطر اللهم تراب قبورهم من سحائب رحمتك
واسعد اوقاتهم واحلل علينا من مساكب دعواتهم لنا ومحبتهم
التي غمرونا بها
أحيانا يخفت بريق البهجة ركام الحزن الدفين
نجمة الحفل تشد يدها على باقة الورود البيضاء بقوة
اليوم تنتقلين لحياة مختلفة وطريق سعيد برفقة الحبيب
سحرً خطف قلبها العاشق
هي وهو
كما ترى انسجام تفكير ..توافق مشاعر
كان شرطها_ المرأة ليست للحبس في البيت
لا لقص الحرية
لم تخلق للاعمال المنزلية فحسب
في سجن حِيك ليكون مجازا مملكتها
ولا لتحمل أخلاق بالية متعصبة متخلفة خلاصتها:
آخرتك لبيت الزوجية إيا كان ما عملت او تعلمت
منظومة المجتمع المثالي البئيس النمطي والمعاق والمتنمق أو المستعار
والذي يجرف العلاقة للنهاية للهاوية للخلاف لا
..
هي اليوم في قمة سعادتها سويا ورفيق عمرها
الذي ملك روحها وانتماءها وذكرياتها واحترامها
نحو المستقبل
...
عدنان_العريس
صاحب النصيب
يتفهم.. لم يؤمن يوما بذوبان الآخر
يعجبني الطموح والإنطلاق يا جميلة
هي تراها جوهرة من جواهر الفهم لديه
الحياة يا رفيقي فاتنة.. مرهونة بإرادتنا
عانقت الصورة احتضن ذراعها ..فتح لها باب السيارة المزينة
بطيب خاطر نقود زورق الأحلام بدون قيود السلاسل وإن كانت من الزهر
فقط ثمار أينعت ودعوة مستجابة

قصة عدنان ولبابة
بقلمي والتصميم
* غدير طه
تقديري ""

ناجى جوهر 09-04-2016 09:58 PM




جميلة جدا الرسالة التي تضمّنتها القصة
إنّ روعة السرد لا تقلّ أبدا عن روعة التصميم

والممتع حقا هو التوظيف السليم للمفردات الحيّة
والميّتة على حد سواء للعتبير عن الرفاهية والشقى
فالحياة لا تستحق هذا المسمّى
حتى تتعرّض لذبذبات الطرفين المتناقضين
فمن لم تصله نار الأحزان فليس بحي
ومن لم يغتبط بما وهبه الله من نعم
ولم يشكر ويحمد فليس بحي

شكرا أستاذة غدير طه
وتقبّلي تحياتيّ



غدير طه 10-04-2016 05:35 AM


أينما وجد الحب ..وجدت الحياة
أحيانا يكون الواقع أقسى من الأمنيات
مجرد ذكرى وما فات يتبخر لكنها تبقى في صندوق العقل تداعب القلب احايينه
ربما هي طفولة تسكن النفس مهما تقدم العمر
تثبت استمرار احتياجنا للكبار
يرافقه التفاؤل بمستقبل سعيد مع من نحب
لك احترامي وتقديري أستاذ ناجي جوهر

زهرة السوسن 18-04-2016 10:49 AM

ف
فكرة رائعة، وقصة زاهية بجماليات التعبير وحسن سبك الالفاظ، ومتانة اللغة، شاعت فيها أنفاسك الطيبة، وفشت فيها قناعاتك الراقية، بأهمية المرأة، وحقوقها المطلقة، فما كانت المراة يوما ملك يمين لزوجها، إنما الحب والألفة، وأن تكون المراة سكنا للرجل، ليسكن إليها، فلا غنى له عنها، وإلا عاش ناقصا؛ حيث كانت المرأة بضعة من الرجل، عندما خلقت من ضلعه، ومعا يصنعان الحياة الهانئة السعيدة، دمت بخير ومودة.

غدير طه 19-04-2016 04:29 AM

من الردود الراقية كما عهدناكم استاذة عائشة الفزارية
رعاك الله كم اسعدتني بتعقيبك
المرأة في المجتمع العربي تكابد في سبيل العيش
وتحقيق التوازن بين امنياتها, احلامها, مخططها للمستقبل وبين "النصيب"
الذي احيانا يكون عكس كل توقعاتها وارادتها
ما يدفعها لتقديم التنازلات لاجل الاستمرار فقط
ما يجعل الحياة بطعم مختلف ليته يتوقف لدى نقطة شغل البيت
لكنه يتعداها للكثير مما لا يعد من صفات النبلاء
وتصبر لاجل اولادها لاجل اسرتها
لا لأجلها أو احتراما لذاتها وكيانها
مرور احترمه اخيتي الغاليه ""


الساعة الآن 02:41 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية