منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   رياح التغيير الجزء الخامس (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=21600)

ناجى جوهر 17-06-2015 02:11 PM

رياح التغيير الجزء الخامس
 



رياح التغيير




الجزء الخامس

الجريمة


قلت: كلا والله، ما أروم سوى العيش مع من أحب قلبي.
وكثر الجدال، وطال المقال. فلمّا يئسوا من إستجابتي تبرأوا منـي، وتخلوا عني
وطردوني من المنزل، فعشت مع جدتي لأمي، وأنتظرت إقدام حبيب الروح على
طلب يدي لكنه لم يفعل، بل واضب على إقناعي بأنّه يحبّني، وأستمرّ في خداعي
والتلاعب بمشاعري، وإيهامي بالحب، حتى تمكّن من نيل وطره الخبيث، بعد أن
فقدت الرقيب، والحارس والمرشد، فجدتي لا تستطيع مراقبتي ليل نهار
فلبيت دعوته الشيطانية لثقتي فيه، ولأني متأكدة من حبّه ووفائه لي
ولم أتخيّل أو أتوقّع مطلقا أن يغدر بي وينكث العهود والمواثيق.
وبعد أن نال بغيته، ولوّث شرفي أخذ يتباعد عنّي تدريجيا، ويظهر الجانب القبيح
من شخصيته، وشرع في إفتعال المشاكل والمنغصات ليجد مبررا لهجري
وكنت متشبّثة به، فلقد منحته كتفي حتى أوغل في إستغلالي، ورجوته أن يسترني
لكنه لم يلن ولم يرحم ولم يرق له قلب، فبكيت أمامه، وتوسّلت
إليه أن يصوّب خطاءه، وأن لا يرميني في التهلكة والعار والفضيحة
فلم يخشع له قلب، ولم تدمع له عين، بل رفسني رفس البغال
وعلا صوته وهو يهدني بالفضيحة ما لم أبتعد عنه، ثم أعلن صراحة
تخليه عني، وقال لي بالحرف الواحد:
لست أتزوج من باعت أهلها لأجل نزوة عابرة
فوقع كلامه عليّ وقوع الصاعقة على تل من زجاج
وتعلم أنه لا يخفى سوى الذي لم يحدث، فما أسرع ما علم
والدي وإخوتي بما فعلت!
فما كان منهم سوى معاقبتي بالجلد والسب واللعن
أمّا الذئب الذي افترسني فلم يتعرّضوا له بسوء، وهذا من أعجب
الأمور، إذ كان ينبغي أن يحاسبوه ويعاقبوه على التغرير بي، فلم يفعلوا.
ولم أسلم من أذى وإحتقار وإمتهان الناس، فكنت غرضا لكل من يرغب
في التطاول والسخرية، وماتت جدّتي حزنا وعارا، وبقيت وحيدة، عندئذ
أطبقت علي المتاعب من كل جانب، وبات الذين لا يجرأون على الدنو من الدار
يطرقون الباب عشية وضحاها. لا لشيء غير إرهابي وإذلالي وتخويفي
وتشجّع السفهاء على التعرّض لي في الطرقات، وإسماعي بذي القول وأرذله
بل إنّهم يحصبوني كلّما مررت بهم، بينما كانت النساء والفتيات
يلعنني ويشمتن فيّ، ويقذفنني بالرذيلة، والله يعلم أن بينهن الأسواء مني
فأنا إنّما لدغت من حيث أمِنت، ولم أسعى إلى الرذيلة بإرادتي
ولم تتكرر غلطتي مطلقا. غير أن الناس إنّما تتجرأ على من لا قوّة له
كما قال الشاعر:
تعدو الذئابُ على من لا كلابَ له ::: وتتقي مربضَ المستنفرِ الحامي
وتمادى الجميع في إيذائي بعد أن رأوا خذلان أسرتي وإمتناعهم
عن إيوائي وجمايتي، فكانت أيّامي ولياليي عذابا وذلا ومهانة
فتطايرت أحلامي، وتبعثرت آلامي، ولم يعد قلبي يعرف الألم من شدّة ما لاقيت
وتجمّدت عواطفي فكنت أقسى من الحجر الأصم، وطفقت أفكّر بالإنتقام
لشرفي الذي أضعت، ولإخلاصي الذي بذّرت، فهداني العدو المبين
إلى مكيدة نفّذتها بنجاحٍ تام، فأمسى الذئب مقبورا، وكان قد أفشى
الأسرار إلى بعضهم، فوقعت في قبضة العدالة، ولم يقف إلى جانبي غير
هذا الرجل الذي يقف أمامك، فقد علم بما فعله بي الخبيث وأدرك أنني مظلومة
فأستمات في الدفاع عني وحمايتي ورعايتي، وتصدّى للسفهاء والأنذال والحقيرات
ولا زلت حتى اللحظة أجهل دوافعه إلى نجدتي وإغاثتي وإنقاذي ...
بل إنّه عاهدني على التلاقي في الغابة لكي نبدأ حياة جديدة معا، وهذا ما تم،
عقب تبريره جريمتي أمام القضاء، الذي حكم علي بدفع الدية إلى ولي المقتول.
غير أن دوام الحال من المحال.
فقال صاحب الوجه الصبوح: إنّا لله وإنّا إليه راجعون
فإنّ قصتك هي قصّة الآلاف من الفتيات اللائي عبدن عواطفهن
ولم يحكّمن عقولهن، وأنجرفن خلف رغباتهن والأوهام، وأنسقن إلى
الضلال بفعل الكلمات المعسولة، والوعود الزائفة. والعروض المغرية
فتدخل العاشق قائلا: ليس الحب بجريمة، ولا العشق معصية
ولكن ينبغي التثبّت من نيّة الحبيب، والتأكد من سلامة طويّته
ويتحتّم الحرص الشديد على تفويت الفرص أمام نزغات الشيطان

يتبع إن شاء الله



وهج الروح 17-06-2015 04:32 PM

موجع موجع موجع حد الأنين وموت الرجولة


حين تساق باسم الحب لانسانة كان عيبها أنها

حملت حبا صادقا لشخص لا يمد بالرجولة بأي

صلة نعم هي مذنبة وذنبها لا يستر ولكن الذنب

العظم أن يتخلى أشباه الرجال عن رجولتهم وتناسى

كم تدين تدان..... مؤلم لحد الذي يجب فيها محاسبة

كل شخص اجرم بأسمى عاطفة تسكن الروح والتخلى

اليوم لا يقف عن حدود سلب أعز ما تملك الأنثى ولكن


قصة هزت أرواح وماهي إلا مثال لفتيات كثر غاب عنهن

الأمان والغيرة وقلة الحيلة '''' لا توجد روح لم تذنب وتابتت

من ذنبها حين اغرقت في بحور الندم وان كان الوقت متأخرا

وتناسى من باع رجولته بأن القدر ولكل فعلة ردة فعل


كنت هنا استاذي ناجي فعذرا فإن لا أحمل إلا

القهر نحو رجل باع رجولته وأصبح في فئة


أشباه الرجال.

سالم الوشاحي 17-06-2015 04:39 PM

الأستاذ الفاضل والقاص المبدع ناجي جوهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أجدت التعمق في السرد واظهرت الجانب الإنساني الذي يقع

فيه بعض فتيات هذا الجييل وهو الإنسياق خلف المغريات والكلمات والوعود الواهية بعفوية

وحسن نية دون الإدارك للعواقب القادمة والتفكير ملياً ....

شكراً لك على هذا الإثراء الطيب والقصة التي تحاكي الواقع بشفافية .

سلم البنان والفكر المتقد ...تحياتي وجل تقديري

عبدالله الراسبي 17-06-2015 08:38 PM


اخي العزيز والقدير الرائع ناجي جوهر قصه جميله جدا ورائعه
وسرد مميز وراقي
دام قلمك المبدع والجميل
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم

ناجى جوهر 17-06-2015 10:18 PM






السلام
عليكم أستاذة / وهــج الـــروح
تفاعلك المثري زاد يغني عن الكثير من الكلمات المنمّقة
فليس بخافٍ تبحرّك في النص وسبرك غور الأحداث
وأراكِ قد أنحزتِ بكل ثقلكِ إلى حواء، وتجاهلتِ
مثالبها التي أوقعتها على قارعة طريق السوء
وللإنصاف فلا يقع الذنب برمّته على رأس آدم
إذ انها هيأت المسرح برعونتها وإندفاعها وهوسها العقيم
لا أبرئه من الذنب، بل هو من يتحمّل الجزء الأعظم
فلقد خطط ودبّر وحاك خيوط المؤآمرة ليحظى بمتعة زائلة
ولكنها شريكة في كل المراحل بمحض إرادتها، وكامل رغبتها
ففضّلت الحب على طاعة ولي الأمر
ورغبت بالغرام عوضا عن صلة الرحم
وعاندت وكابرت حين توجّب عليها السمع والطاعة.
إنها حكاية متكررة تمتّ للواقع فعلا بأعمق الصلات
ولكن بني آدم وحواء هكذا لا يردعهم سوى الألم
الف شكر على التفاعل الجميل
وتقبّلي فائق إحترامي
ومبروك عليكم رمضان البر والإحسان







ناجى جوهر 17-06-2015 10:29 PM



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا ومرحبا بك أخي الحبيب / سالم الوشاحي
فإنّ التطرّق إلى المشاكل الإجتماعية واجب على
كل قلم يمكنه التعبير عن آلام أو آمال بني وطنه
ووفقا لما هو طافٍ على سطح الواقع من مشاكل
عاطفية لا تختلف كثيرا عما جاء في هذا النص
أحببت أن أساهم في نبش جرح دام بغرض علاجه
إذ أن وسائل الإغراء والإغواء تعددت وبّسِّطت
أمام كل سقيم نفس يبحث عن الملذات
وليس ثمّة عاصم أثبت من هدى الله
فنسأل الله الهداية لكل ضالٍ
شكرا أبا سامي
وتقبّل تحيّاتي



ناجى جوهر 17-06-2015 10:38 PM



حفظك الله ورعاك أخي الحبيب
الشاعر القدير والملهم / عبد الله الراسبي
شرّفني مرورك وتفاعلك الجميل مع أحداث
النص، وأعتقد أن الموضوع له صدى قوي على
أرض الواقع، إذ أن قصص الحب والعشق والغرام
تعد بالألآف، وبالطبع ليس كل المحبين صادقين أوفياء
دام ظلك أبا نصر
وتقبّل تحيّاتي



وهج الروح 17-06-2015 11:26 PM

اسمحلي اتواجد مرة أخرى استاذي ناجي



انا لم ابراها من فعلتها لانها كانت جزء من ما حدث

ولكني أقع كل اللوم على الرجل الذي يجب أن يتمتع

بالرجولة وبما أنه يعرف يكف يتحكم في المواقف

لقوامته ومكانته وقوته التي كان المفترض به أن

يضع من يحبها ويرضى بالقيام مثل هذه الفعلة

مع من أحبها ان كان صادق في محبته ''' وكان

يجب عليه معالجة جرمه دون التخلي عن رجولته

في لحظة ضعف دمر فيها كيان أنثى فهي مجموعة

عواطف وبحر لا يعلمه سر البعض وان كان يردد

والمعترف به بأن / كيدهن عظيم ولو اني أرى الرجال

والبعض منهم كيدهم أكثر بكثير منهن بعض الأوقات

'''انا لم انحاز للانثى وهي مذنبة ولكن اللوم يقع

على من يصف نفسه بالرجولة.




عذرا استاذي ناجي لعودتي مرة أخرى

أمواج 18-06-2015 01:28 AM

الفاضل ناجي جوهر

بعيداً عن مضمون القصة

أنتَ أخي ناجي تمتلك قدرة علي الإقناع في كتاباتك سرد رائع لقصة مؤلمة

الخطيئة خطيئة هي ذاتها بغض النظر عن ظروفها

الأثنان محور القضية والأثنان لايغتفر لهما هذا الفعل

إن كان هو رجلاً ويعتبر أن أرتكاب هذا الأمر لايعيبه لأنه رجل هذا قمة الغباء وكذلك هذه الفتاة

أدخلت أجمل وأطهر كلمة ( الحب ) تحت هذا الفعل الفاحش لاوالله لايغتفر لهم إلا إذا تابوا ورجعوا

إلي عقولهم وربهم

فهم متناسين ان لكل خطيئة مرتكبة طرفان مسؤولان

عن وقوعها فلا دخان من دون نار ولامطر بلا وجود سحاب

( أعتذر عن لغتي فقد أستفزني رد فعل الشاب وكذلك الفتاة )

ولكن هذا الأستفزاز يحسب لك أخي ناجي لصدق وجمال حرفك


ناجى جوهر 18-06-2015 11:52 PM



تشرّفت بعودتكّ أستاذة / وهــج الــروح
بل سعدت والله شاهد أيّما سعادة
فمثل هذا التفاعل والنقاش مطلوب ومندوب
والمنتدى ساحة أدبية هادفة
وليس ثمّة ما هو أهم من مناقشة مشاكل المجتمع وهمومه
فلا بأس عليك، وأتمنى دوام تفاعل الجميع.
ومرحبا بك وبجهودك المباركة
ولا ضير أبدا في تناول القضايا الهامة بالنقاش
فشكرا لك كل الشكر، وجزاك الله خيرا.


ثم عودا على بدء أقول:
من الواضح أنّه لم يكن يحبّها, أو ربّما أحبها لغرض
في نفس يعقوب سهلّت له بلوغه.
ولا أبيح له أبدا مثل هذا التجرّد والانسلاخ من القيم
وفي ذات الوقت أطالبها بالتحرّز والسمع والطاعة لوليها.
وفعلا هو فاقد الرجولة تماما، وإلاّ لما غدر بمن أحبّه.


شكرا لك أستاذة / وهــج الـــروح
وأرحّب بتفاعلك الموضوعي الرائع
وتقبّلي أجمل تحيّاتــــي
وأصدق أمنياتــــي





الساعة الآن 01:11 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية