ألا يا عين نُوحي قد أتى حبّ أدياري
وبالعبرات أحْضني شوق أسواري

وأسأل عنك الركب هل يخبرونني
بأخبار داري هلْ بكى قلب أطياري؟

أيا ريح هل أرسلت حبّي وأشواقي
أيا شطّ هل بلّغت فياض أزهاري؟

أفي البعْد السلام يا أرض أحلامي
وبالقرب منك صرخة القلب يا داري

وبالأمس كنت أرسم الفجر بين ذك
رياتي بأقلامي نقشٌ فأحجاري

نثرتُ على كفّ الثّرى برعم الورد
سألتك هل بقى قدورٌ على ناري؟

فقدتُ صهيل خيل الصافنات في
فيافيك، صدح حذوها كخواطري

وبين حواريك المساكن أجدادي
بلون الرّمال حولها نخل أعشاري

وجود الكريم يا دياري بظيفه
كجود السّحاب في سيولٍ وأبحري

ألا يا رواسي هل فقدتِ طفولتي
لعمرك لا تبوح أعماق أسراري

عزائي بغربتي بالليل السواد قد
بدى لمح أوجهٍ ببدر السرى هجري

ألا يا دار هل عدَدْت أيّام أسفاري
لأحمل في هواك شوقًا وأعذاري

أعانق حضن دمع أهلي وأصحابي
ألا يا زمان هل شهدْت لقيا داري

وكن كالأسير بين أحضان أدياري
أذلُ وفالرحيل كالطير أحراري

كتبتُ على الأصداف صدق مشاعري
بها لن تكون بين طيّات أسراري

جلست على أبواب داري وأفراحي
أنادي بأنْ تظلّ يا أرض أحراري