منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   توقيع على جـرس الموت ..؟ (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=14521)

الفرحان بوعزة 15-11-2012 12:29 AM

توقيع على جـرس الموت ..؟
 
... بلا مجداف تغوص في بحر الضياع ، على وجهها رسمت خرائط التيه بألوان مختلفة ، بكثافة يحضر اللون الأحمر على الشفتين .. على الرصيف تداعب فمها وهي تلوك علكة داكنة ، بين الحين والآخـــر تصنع منها فقاعة ، الفقاعة تكبر وتكبر، تبقى مدة خارج شفتيها ، تفرقعها ، من وقعها تنتفض الأجسام .. بدون حرج تصطنع ابتسامة تتحدى بـــها الوجوه ..
تستأنف سيــرها وهي ترفع ثوب جلبابها قليلا فتكشف عن ساق مصقولة . تولد من جسدها لغة .. تتابع ترصد .. تنتظر فعل اللغة المشفرة .. لكنها أصيبت بيأس حاد ، انكمشت روحها داخل جلبابها كحلزون لما يحس بلمسة يـــــد ..
الزمن يُـقصي الزمن ، انزوت إلى درب ضيق ، تتفحص جسدها الناعم ، تلامس خديها ، تتذوق ألوانها من خلال مرآة صغيرة .. تهمس لنفسها : من أنا ..؟
تصمت ، تتنصت على دقات قلبها ، تأخذ نفساً عميقاً وتــقول : هكذا أنا ..؟ لو كنت.. أو كان لي ..؟ مهما يكن ، في سبيل أمي أهــــدم الحيطان ، لا شيء يساوي أمي .. أريدها أن تعيش .. أن تحس بالحياة ..
تبكي وتبكي .. وليس لها إلا البكاء ..
بالأمس مر أمامها ، اعترضها ، ساومها .. لكنها تمنعت وأشاحت بوجهها .. لا تدري لماذا رفضتـه ..؟
عادت إلى بيتها تتجرع مرارة الخيبة ، ترسم على الجدران ماضياً رهيباً ، توزع نظراتها بين جسمها الشاحب وبين جسم أمها الممدد على ســرير متآكل ..
في الغد ، نفس المكان يستقبلها ، ها هو آت .. تأهبت ، استعدت .. تمنت أن ينظر إليها ، أن يشير بأصبعه قبل أن يركب سيارته ويغـــادر ..
اقتربت منه ، همست في أذنه كلاماً ، حدق في وجهها كثيراً .. مر خيط حزين على جبينها ، فاردمها ، صعدت أنفاسها إلى حلقها .. حاولت اعتراضه ، ابتسمت ، تدللت ، مدت يدها لتسلم عليه ..
في ثوان ، كانت الأصفاد تأكل من يديها ..

عبدالله الراسبي 16-11-2012 01:47 AM


اخي العزيز الفرحان بو عزه
تسلم على هذا النص الجميل والرائع
وتقبل تحياتي

yasmeen 16-11-2012 05:18 AM

مرحبا الاخ الاستاذ الفرحان بوعزة
شكرا على مشاركتنا هذه القصة القصيرة

الفرحان بوعزة 16-11-2012 01:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الراسبي (المشاركة 167218)

اخي العزيز الفرحان بو عزه
تسلم على هذا النص الجميل والرائع
وتقبل تحياتي

***********************
شكراً لك أخي عبد الله على اهتمامك وتشجيعك المتميز ، اهتمام أعتز به ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة 16-11-2012 01:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yasmeen (المشاركة 167231)
مرحبا الاخ الاستاذ الفرحان بوعزة
شكرا على مشاركتنا هذه القصة القصيرة

**************************
المبدعة المتألقة .. ياسمين .. تحية طيبة ..
شكراً على قراءتك هذا النص المتواضع ..
اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

سالم الوشاحي 18-11-2012 01:25 AM

أخي العزيز الفرحان بوعزة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييك على هذه القصة الرائعه

والتي تمكنت من خلالها في توظيف

ورسم المعاناة والألم من واقع مأساوي

سرد أنيق وقفلة متمكن يروي قصة آخرى

سجل إعجابي وتقديري العميق

الفرحان بوعزة 18-11-2012 03:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الوشاحي (المشاركة 167383)
أخي العزيز الفرحان بوعزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييك على هذه القصة الرائعه
والتي تمكنت من خلالها في توظيف
ورسم المعاناة والألم من واقع مأساوي
سرد أنيق وقفلة متمكن يروي قصة آخرى
سجل إعجابي وتقديري العميق

*****************************
شكراً لك أخي سالم على تشجيعك .. تشجيع أعتز به ..
شكراً على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ..
كلمة أفتخر بها ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة .. ..

عاشقة الصمت 20-11-2012 12:05 PM

أخي ... الفرحان أبوعزه

سرد رائع ... كاتب متمكن ومختصر رائع

كون دومَ بخير ...

رحيق الكلمات 20-11-2012 07:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة (المشاركة 167136)
... بلا مجداف تغوص في بحر الضياع ، على وجهها رسمت خرائط التيه بألوان مختلفة ، بكثافة يحضر اللون الأحمر على الشفتين .. على الرصيف تداعب فمها وهي تلوك علكة داكنة ، بين الحين والآخـــر تصنع منها فقاعة ، الفقاعة تكبر وتكبر، تبقى مدة خارج شفتيها ، تفرقعها ، من وقعها تنتفض الأجسام .. بدون حرج تصطنع ابتسامة تتحدى بـــها الوجوه ..
تستأنف سيــرها وهي ترفع ثوب جلبابها قليلا فتكشف عن ساق مصقولة . تولد من جسدها لغة .. تتابع ترصد .. تنتظر فعل اللغة المشفرة .. لكنها أصيبت بيأس حاد ، انكمشت روحها داخل جلبابها كحلزون لما يحس بلمسة يـــــد ..
الزمن يُـقصي الزمن ، انزوت إلى درب ضيق ، تتفحص جسدها الناعم ، تلامس خديها ، تتذوق ألوانها من خلال مرآة صغيرة .. تهمس لنفسها : من أنا ..؟
تصمت ، تتنصت على دقات قلبها ، تأخذ نفساً عميقاً وتــقول : هكذا أنا ..؟ لو كنت.. أو كان لي ..؟ مهما يكن ، في سبيل أمي أهــــدم الحيطان ، لا شيء يساوي أمي .. أريدها أن تعيش .. أن تحس بالحياة ..
تبكي وتبكي .. وليس لها إلا البكاء ..
بالأمس مر أمامها ، اعترضها ، ساومها .. لكنها تمنعت وأشاحت بوجهها .. لا تدري لماذا رفضتـه ..؟
عادت إلى بيتها تتجرع مرارة الخيبة ، ترسم على الجدران ماضياً رهيباً ، توزع نظراتها بين جسمها الشاحب وبين جسم أمها الممدد على ســرير متآكل ..
في الغد ، نفس المكان يستقبلها ، ها هو آت .. تأهبت ، استعدت .. تمنت أن ينظر إليها ، أن يشير بأصبعه قبل أن يركب سيارته ويغـــادر ..
اقتربت منه ، همست في أذنه كلاماً ، حدق في وجهها كثيراً .. مر خيط حزين على جبينها ، فاردمها ، صعدت أنفاسها إلى حلقها .. حاولت اعتراضه ، ابتسمت ، تدللت ، مدت يدها لتسلم عليه ..
في ثوان ، كانت الأصفاد تأكل من يديها ..

الفرحان
ايها النسرالمحلق في سماءالقصة القصيرة
تبهرني بأسلوبك الجميل في كل مرة
تناقش قصايا بالغة الحساسيه
باسلوب يخلد الجمال
رائع جدا اشارتك الىالمرآة هنا فهي تعبر كثيرا عن البحث في اعماق النفس لمن ضاعت منهم السنوات
للتصحيه اثمان غاليه قد لا يحتملها البعض

قصة رائعة بحق تحيتي

الفرحان بوعزة 20-11-2012 10:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة الصمت (المشاركة 167625)
أخي ... الفرحان أبوعزه
سرد رائع ... كاتب متمكن ومختصر رائع
كون دومَ بخير ...

*********************************
إشادة أعتز بها أختي الفاضلة والمبدعة المتألقة .. عائشة ..
شكراً على قراءتك لهذا النص المتواضع ، اهتمام أفتخر به ..
مودتي الخالصة .. الفرحان بوعزة ..


الساعة الآن 08:21 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية