منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   غموض (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=22147)

زهرة السوسن 21-01-2016 12:05 PM

غموض
 
ذات مرة زرت المصرف؛ الذي اعتدت إيداع نقودي فيه، وفي كل مرة أدخل فيها إلى المصرف كنت أشعر بالسعادة والسرور، طبعا ليس من أجل المال، ولكن لأنني كنت أستمتع بمنظر كبار السن وهم يتجاذبون أطراف الحديث فيما بينهم، فبعضهم يتميز بروح الدعابة، وبعضهم يتميز بالصبر الجميل، وآخرون يتقدمون سواهم لدواع كثيرة، وفي هذه المرة، كنت أجلس في آخر زاوية هناك، وكنت أسترق السمع لحكاياتهم اللذيذة، فجذب انتباهي صوت أحدهم وهو يصيح فيهم: ياجماعة الخير، سأروي لكم حكاية حدثت في الماضي البعيد، وبدأوا ينصتون بشغف، وبدأ الرجل يسرد القصة بأسلوب رائع وجميل، مع تغيير في نبرات الصوت وبلغة منظمة مرتبة، وكأنه تخرج في إحدى الجامعات، كنت أعرف هذه القصة، وكنت أطلب من أمي أن تحكيها لي مرارا وتكرارا عندما كنت صغيرة.
تتمثل هذه القصة في أن هناك امرأة كبيرة في السن، رغب عنها وحيدها وألقى بها في الصحراء، وجاءها ثلاثة من الملائكة وطلبوا منها ماء، فجادت عليهم، فدعا لها كل واحد منهم بدعوة مباركة، وتحققت الدعوات، وزارها ولدها بعد حين ليجدها في أحسن حال، وأنعم بال.
كنت أتابع القصة باهتمام كبير وهو يحكيها بنفس طويل وكأننا في حضرة الحكواتي، الذي كان يطرب الجميع بحكايات أبو زيد الهلالي وعنترة بن شداد، عندما أنهى الرجل القصة، بدأ ينتقد الفتى في القصة، ويوبخ ويقرع كل من تسول له نفسه أن يعق والديه، ومن كان لهم الفضل في تربيته، والحدب عليه في هذه الأثناء كنت أبذل مجهودا كبيرا، لأعاين الرجل الذي كان يحكي القصة لكثرة الجمع، وخشية أن يظن بي ظان الظنون، وفعلا تمكنت من رؤية الرجل ، وهنا كانت المفاجأة، فقد بدا هذا الرجل في ثياب رثة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وكان إزاره متدليا على الأرض، ويلبس عمامة عفى عليها الدهر، وبدت لحيته كبيرة وكثيفة غير مرتبة، والأدهى من ذلك، أنه كان حافي القدمين، شعرت بالأسى والحزن الشديدين ، وتسرت في جسدي قشعريرة عجيبة وأنا أحدث نفسي قائلة: لعل هذا الرجل يشكو من عقوق أبنائه؛ لذلك كان يحكي هذه القصة،و خرجت من المصرف وعلامة استفهام كبيرة تدور في رأسي حول هذا الرجل المسن.
تمت بحمدالله
بقلمي، أم عمر

عبدالله الراسبي 24-01-2016 07:13 PM


الاخت الفاضله والقديره الرائعه عائشه الفزاريه قصه رائعه جدا
ونص يحكي عن الواقع الذي نعيشه
دام سردك الرائع والمميز
وننتظر جديدك هنا دائما
ودمتي بكل خير وموده اختي الكريمه

زهرة السوسن 24-01-2016 10:54 PM

إنما تطيب الكلمات، بطيب قرائها، وسعة أفكارهم، ولا أجدك إلا واحدا منهم، بوركت أخي الجليل، عبدالله الراسبي.

أبو مسلم الصلتي 28-01-2016 12:15 PM

نعم .... عقوق الوالدين ونكران حقوقهم أصبحت ظاهرة منتشرة في مجتمعنا
ولا يستبعد ان هذا الرجل ممن عقه أولاده .. بعد أن أفنى عمره في رعايتهم ...

أختي العزيزة عائشة الفزارية
بورك قلمك ..ودمت بخير
،،،

زهرة السوسن 29-01-2016 11:35 AM

الفاضل: أبو مسلم الصلتي، لكلماتك وقع جميل على النفس ، دمت بخير، مع وافر الاحترام والتقدير.

ناجى جوهر 31-01-2016 09:37 PM



السلام عليكم أستاذة / عائشة الفزاريّة
شكرا لك على التطرّق إلى هذه الكارثة التي حلّت
على بعض الأسر، وأقصد فقد التراحم والترابط
حتى مع أقرب الناس وأولاهم بالرعاية والإهتمام
ومردّ هذا الإنحراف إلى طغيان التفكير المادي البحت
على عقول وقلوب الناس، فأصبح التعامل مبني على
أسس تجاريّة بحتة، فمن لا ينفعني ماديا فلا صلة لي به
والعياذ بالله، تجاهل تام للقيم الأخلاقية، والمبادي
الإنسانية، حتى وصل الأمر بعضهم إلى عقوق الوالدين
ومتأكد أنا من أن خطوتهم الأولى كانت الإبتعاد عن الأقارب
رويدا رويدا، مفضّلين عليهم أناسا نافعين ماديا ودعائيا
وهكذا، فمن لن أربح من علاقتي به شيئا ملموسا أحذفه
من حياتي، ولا يدرك المرء أنّه منجرّ إلى الهاوية
إلا حين تنهار ملكته المالية والدعائية بقدرة قادر
وكأن المال هو ضمان أكيد لسعادة الدارين
ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم
أجدد شكري لك الأخت
الشاعرة / عائشة الفزارية
وتقبّلي تحيّاتي
ونتظر جديدك
بإذن الله


سالم سعيد المحيجري 31-01-2016 11:44 PM

قصة جميلة
تقبلي مروري هنا

وفقك ربي

زهرة السوسن 01-02-2016 11:46 AM

أخي الجليل: ناجي جوهر، تتمتع بفكر مستنير، ونظرة ثاقبة، وتفاعل مع قضايا الإنسان في هذا العالم، وفقك الله تعالى، وبورك فيك.

زهرة السوسن 01-02-2016 11:47 AM

أسعدني مرورك، أخي سالم، وزاد كتاباتي ثراء، تقبل عاطر شكري.

أمواج 01-02-2016 12:34 PM

عائشة الغالية

لكِ كل التحايا علي القصة الرائعة فهي تحمل رسالة أيضاً رائعة

جميل أن يمتلك القلم كل الرسائل المفيدة

عقوق الوالدين

وهو من لا يعطف عليهم لو بكلمة جميلة ، والعاق والديهِ هو عاق لنفسهِ لأنّهُ يظلمها ويعجّل

في عذابهِ بالدنيا والآخرة .

ما أجمل أن تكون راضي لوالديك ففيها سعادة غامرةْ لا توصف وإحساس تجعل

من حياتك أكثر راحة ومتعة مع الجلوس إلى والديك ،


الساعة الآن 09:24 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية