منذ سنوات مضت أستأجرت عائلة هندية مسلمة أحدى بيوت حارتنا

عندهم بنت إسمها راضية في تلك الفترة ظننتها تؤام الروح

خلال أشهر بسيطة فهمت كيف أترجم لأمي ماذا تقول راضية

وهي تترجم لأمها ماأقول لم نكن نفترق الإ عند النوم

وأي فراق فقد كنت أنام في بيتهم بعض الليالي

يفرح والدها بمرافقتي لها ويقول لي كلما رآني

كلم راضية عربي كلم راضية سيم سيم قرآن

عام ونيف كنت أرى راضية كل يوم

وذات يوم رحلوا

لم أودعها لأني كنت في بيت جدتي طلبت مني المبيت عندها

كنت قد رأيت في الأيام السابقة أستعداد عائلة راضية للإنتقال إلى مسقط

أهدتني قبل ذلك

بطاقة جميلة مزخرفة بريش ملون على شكل طاؤوس

هدية رمزية بسيطة ولكنها معنويا كانت تعني لي الكثير

أخذتها مني إحدى البغيضات قائلةً (الله حلوة حلوة عطيني إياها وإنتزعتها من يدي عنوة)

لم تبقى لي أي ذكرى ملموسة من راضية ولا شئ

سوى ذكريات جميلة

ذاكرتي ملئ بكامل التفاصيل وكيف لي أن أنسى أحدى اللحظات

لحظات المرح وحتى الزعل والتساكش

لحظات رحلت كما رحلت راضية

يااااااااااااااااااااااه كم أفتقدتك يا راضية

بهيئتها الهادئة دوما تأتي في مخيلتي

بإبتسامتها الطيبة وشعرها البني الناعم وتلك الحركة المجنونة عندما تلوح برأسها لتبعده عن عينيها

وبحنانها العجيب نحو أختها الصغيرة ياا لذلك الأدب والأخلاق الرفيعة اللتي حببتني بها

صديقتي لن أنساك

ولا أعتقد إنك ستنسيني هناااااااك هناك خلف المحيط أو لا أعرف أي أنت ؟؟

لا أعرف حية ترزقين أنتِِ أم ميتة

لا أعرف عنك شيئاً

لكن أدعوا الرحمن أن ألتقي بكَ في جنان الفردوس .......... حيث يجتمع المتحابون في الله .