يسعدني أن أرد على أسئلتك أخي ابراهيم وسامحني للإختصار

أنا أوافقك الرأي أن شعراء الفصحى ينقصهم البروز الإعلامي بسبب كما أظن أن وسائل الإعلام يهيمن على معظمها شبابٌ حديثوا السن والتجربة وقد تشربوا حب الشعر الشعبي واعتادوا عليه حتى أصبح هو السمة الغالبة على إنتاجهم الأدبي كما أنهم يشعرون برفع الكلفة بينهم وبين قرنائهم من شعراء الشعر الشعبي بينما نجد هذه الكلفة واضحة عندما يتعامل الشخص مع من هو مختلف عنه في الذوق والانتماء الفني ولا يخفى عليك ما يتمتع به الشعر الشعبي من المرونة وقربه من ذائقة العامة فهو لغة التخاطب اليوم التي يفهمها كل الناس
لهذا السبب تجد الشعر الفصيح وكأنه محصور في فئة معينة قد تكون ثقافتها في اللغة العربية أعمق وأشمل من الفئات الأخرى
ولو أردت المقارنة بيننا نحن العمانيين وأشقائنا في الدول المجاورة لوجدت أن أرضية الشعر الفصيح لدينا هي الأصلب وأن رياضه هي الأخصب وأنه لا يزال له رواده وله عشاقه ومحبوه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي محمد الراسبي لا أجد الكلمات التي أتمنى ان ارد بها على تحيتك الطيبة لهذا أعذرني اذا أقتصرت على كلمة حياك الله ووفقك للخير كل الخير سؤالك عن جيلنا الشعراء وهل كنا نجلس جلسات شعريه،

جيلنا لم تتح له فرصة التواصل والتقارب هذه المتاحه اليوم ولا تجد تلك الكثرة من الشعراء في قريه او مدينه واحده والذكريات نعم جميلة لكنها ممزوجه بالتعب والمشقه فكل ضروره من ضرورات الحياه لا تنال ألا بالجهد والكد لان كل شي يعتمد على الطاقة الجسديه كل شي يعمل باليد او بالعضلات الأخرى

كنا نجلس جلسات صفاء ومسامره بستمرار في مجتمع تسوده الشفافيه والأمانه والنزاة وقبلها العفويه اللا محدوده اما طريقة تبادل القصائد والأشعار فالوسيله الأفضل كانت الرسائل المكتوبه في الأوراق حيث يتم تبادلها دائمآ بين هذا الشاعر وذاك
اما سؤالك هل هناك أمسيات شعريه فأقول لك ليست بهذا الشكل الذي تراه لأن نعم جلسات السمر هي أمسيات شعريه لكنها في نطاق ضيق في دأئرة المجتمع المحدود قد تكون في مجلس عام او في الهواء الطلق او في منزل احد ابناء المجتمع لكنها عفويه وتلقائيه وليست بهذا الشكل المنضم والمعقد في آن معآ.
يحدث ان تستمر تلك الأمسيات الى وقت متأخر من الليل تقال فيها العديد من القصائد والمراديد بمختلف أشكالها اما سؤالك هل يوجد من يستمع للشاعر قديمآ فنعم كان الشعر ولا يزال وسيبقى الى ما شاء الله لصيقآ بالناس حبيبآ الى قلوبهم نجيآ لأرواحهم متغلغلن في وجدانهم لهذا فقد كان حيث ما يوجد شاعر يلتف حوله الناس يقربونه من أنفسهم ويستمعون اليه بشغف بالغ اما كيف يوصل الشاعر كلمته فهي تصل عبر الناس أنفسهم اي انهم يتناقلون أخبار الشاعر وقصائده حتى يشتهر أمره وتعلو مكانته
معضم الأبناء لديهم ميل للشعر وشغفآ به لكن لم يضهر منهم من يبدع الشعر حتى الأن

كل الفنون الشعريه قريبه مني ومحببه الى نفسي اما اذا خيرتني بين الفصحى والدارجه فأقول لك اني أجدني في الفصحى أكثر من الدارجه وقد يكون ذالك عائدآ الى قرآتي الأوليه في اللغة واصولها وأدابها وأشعار الفحول الأقدمين الذين أرى صورهم ماثلتن امامي حيث ما ذهبت .

أعذرني على الأختصار وتقبل شكري وأحترامي وعاطر تحياتي .

ردا على سؤالك الأول يا فاطمة أقول:
المسابقات على عدة مستويات منها المحلية ومنها الإقليمية أو العالمية وفي تحكيمنا للمسابقات التي حكمنا فيها كانت الطريقة تختلف من وقت لآخر وكنا لا نرى الأسماء مطلقاً وإنما نحكم على القصيدة بواسطة ررقم سري يضعه منسق المسابقة ولا يكشف للجنة التحكيم كما أنه لا توجد نسبة لأصوات الجماهير أو للرسائل النصية القصيرة كما يحدث الآن في المسابقات التي ترعاها القنوات التجارية وأنا أتحفظ كثيراً على المسابات من هذا النوع فهي في نظري تنقصها العدالة والحرفة حيث تغلّب المصلحة المادية فتؤثر فيها الأصوات العشوائية التي تأتي من قبل أنصار هذا الشاعر أو ذاك وما من شك أن العدالة نسبية في كثير من شؤون الحياة ومنها الشعر وأنوي عندما تسند إلي مهمة التحكيم في مسابقة ما أن أخترع طريقة تخدم الحقيقة وتنصف الشعر الأصيل والشاعر المبدع.
قد تسألين ما هي هذه الطريقة ؛ فأجيبك أن الشعر ليس مادة تكال أو توزن وإنما هو فن راقٍ يجب التعامل معه على شاكلته ومستواه. والوسائل التي ينبغي أن يستخدمها الناقد أو الحكم تنبع عبقريتها من عبقريته هو ولن يعدم الحكم القدير الوسيلة التي يختبر بها جوهر النصوص المعروضة أمامه وبهذا أظنأنني أجبت على سؤالك الأول والثاني.

شريعة الزواج هي قصيدة مطولة كانت الحاجة ماسة إليها في حينها وهي شبه مسرحية باللغة العربية الفصحى ومن الشعر العمودي وقد أفسحت فيها المجال للأطراف المختلفة لكي تبدي رأيها وتدافع عنه حيث اشتملت هذه الأطراف على شاب في مقتبل العمر يريد الزواج من ابنة عمه والعم يوافق ويرى أن هذا الشاب هو الزوج المثالي لابنته لكنه يشط عليه في المهر فيطلب آلافاً مؤلفة لا يستطيع الشاب أن يدفعها ، فيشكوه للقاضي والقاضي يحيله إلى الوالي ، والوالي لا يستطيع أن يفعل شيئاً لثني العم عن مطلبه وتتطور الأمور لتتدخل أطراف أخرى حتى يفكر الشاب في اللجوء إلى الزواج بأجنبية ، هنا يكون للشاعر رأي مخالف لهذا ؛ فينهى الشاب عن زواج الأجنبيات ويحظه على المثابرة والإلحاح في طلبه والإستعانة بالبنت مشيرا عليها برفض أي خطيب آخر لكي يضغط على أبيها ويجبره أن يتنازل عن غلوه في طلب مهر فاحش.
هذه لمحة عن شريعة الزواج وإذا أردتي المزيد أتشرف بالإجابة..

وحياك الله..

ما أجمل الإزعاج بالشعر
بديهي أن محاولات الإنسان الأولى قد لا تكون بالمستوى المطلوب من النضج والكمال وانا لست استثنا‘ من هذاالبديهي فقد كتبت أشياء لو قدر لي ان أراها لضحكت كثيرا من غبائي وضآلة معرفتي لكن الحمد لله الذي اعطاني من نعمة النسيان ما لم يعط احدا مثلي فقد نسيت والله كل تلك المحاولات إلا ما ندر
ولقد اسفت جدا اان من بين الذي نسيته وضاع من شعري قصيدة بدأت إنشاءها حين أعطينا الأوامر
لأول مرة بالتحرك هن معسكرنا في نزوى إلى جبال ظفار عن طريق البر وكانت القصيدة مؤثرة جدا أرخت قيها لرحيلنا وتحركنا مرحلة مرحلة وذكرت معظم المناطق التي مررنا عليها او بتنا أوأقلنا أو استرحنا فيها كما ذكرت فيها بعض من استشهدوا من الزملاء وكانت طويلة ومهمة في موضوعها الذي تحدثت عنه كما أنها يمكن أن تعد البداية الحقبقية لمحاولاتي في هذا التخبط الجميل والمتعب الذي نسميه شعرا

ذلك عن البدايات اما قولك صف لنا شخصية سالم الكلباني الأدبية فأجيبك أن هذا ليس بيدي بل هو متروك للقراء وخاصة انتم النابهون الطموحون الناظرون إلى الجمال بعين المعجب المتفائل
هذا ما سمح يه الوقت الآن وأعدك بعودة للإجابة إن شاء الله محييا فيك هذا الطموح والتطلع إلى غد هشرق بعونه تعالى

كم انت رائع يا هيثم
الذي عايش العقود الماضية من الزمن لا شك أنه سيعرف ويعترف بوجود نقلة كييرة في الشعر العماني بنوعيه الفصيح والشعبي ورغم أن عمان لم تصل إلى درجة النضوب الكامل لنبع الأدب والثقافة كما هو الحال في دول كثيرة لكنها عانت من جفاف مضن أضر بها كثيرا وأثر على إسهامها الحضاري تأثيرا بالغا إلا أنها عادت بعد إنهاك شديد لتأخذ مكانها الطبيعي بين الدول المنتجة والمصدرة للثقافة لكن ونقولها بصدق أننا لم نتمكن حتى اللحظة من إيجاد مدرسة شعرية عمانية مستقلة فمعظم المبدعين من الزملاء الشعراء بهرهم التفدم الذي حصل في الدول الشقيقة المجاورة فراحوا يتأثرون بكل ما يصدر عنها ومنه الشعر
هذا باختصار يا أخي هيثم وأهلا بك وبأسئلتك المثرية في أي وقت

أهلا وسهلا بشاعرنا الكريم وبالأب الحنون ابو يحي
جميلة هي قصيدتك التي يزخر بها كتاب اللغة العربية في الثانوية لك تحيتي