منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   سذاجات لاذعة (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=9002)

مريم 10-09-2011 12:49 AM

سذاجات لاذعة
 
طاولت قامتي قامة أمي ، تماماً كما حلمتُ دائماً ، لم يعد يفصلُ بين قامتينا كفي الصغير يمدُّ الأصابع الخمس على المسافة الحلم بين رأسي ورأس أمي ولم تعد كذلك أيدي الكبار تشيرُ إليّ لأخرج كلما بدأت أحاديث الكبار ، تركَ إخوتي النجوى فيما بينهم وأصبحت كل الأحاديث علانية على مسمع ومرأى الفتاة الصغيرة ، فتمردت الصغيرة التي كُنتها وبمشهديه تراجيدية محبكة فكّت قيود الكلمة التي كانت تضعها داخل دوامة من الخطوط الحمراء ، فأرغم إخوتها على مناداتها باسمها عوضاً عن الاسم الذي كانت تكره وباتت تشتاقُ إليه اليوم .
داعبت الأيام ملامح الوجوه وثمة صور جديدة تعكسها المرايا ، تشبهُ صور الأمس وستشبهُ صور الغد لكنها للتو مختلفة قليلاً .
تعيد الصغيرة ترتيب الآمال / الأحلام للمرة الألف في حكاياتها الطويلة التي تسردها قبل النوم ، تتغير قوائم الأمنيات مع الأيام وتتغير الأولويات من الآمال كذلك تجاه العالم والعروبة والذات وتبقى سمة واحدة توصمها للأبد ، تلك السذاجة الطاغية حدَّ الغباء.
غادرنا بعض الأصدقاء ، وظلت أرواحهم تستوطنُ الروح ، تباغتنا صورهم كل ليلة ، ابتساماتهم تضئ الليالي الموجعة وصلواتهم تدفئ رحلة الأيام نحو ذلك الحلم الذي غادروه ؛ لينعموا بجوار الرب وبقينا وشقاوتنا نحرسه ليلاً ونهُش على خطواتهِ صباحاً .
تمددت الصغيرة ذات يوم على تلة الرمل ، زحف الشفق الأحمر خلسة واحمرت وجنة السماء ، تنبهت العصافير للوقت فتراكضت إلى أعشاشها . تُقاوم أذنيّ الصغيرة رغبتها بالانضمام إلى الصغار اللذين كانوا يملئون الساحة ضجيجاً ، أحدهم يعصب عينيه ويقوده حدسه للاستدلال على الأجساد الصغيرة المتقافزة بين الردهات ، يضحكوا ، هي تقاوم ، سأبقى لأكتشف السر ، كيف تبدلُ السماء ثيابها خِفيةَ عن الآخرين وهي ها هنا أعلانا لا تغيب ؟!
هُزم كل الصغار أمام قوة حدس الطفل المعصوبِ العينين ، تعالت الضحكات وجولة أخرى ستبدأ وهي تشعر بالملل ، السماء ساكنة إلا من زحفِ غيمة لجوار أخرى لتنعم بالقرب ورفرفة جناحيّ طائر ظل المسير ، وتصرُ الصغيرة على مقاومة الملل ، تلهيها الغيمات ، تلكَ تشبهُ طفل يحمل بالونه كبيرة ... لا بل يحمل شجرة خفتت أصوات الصغار ، نامت الطفلة ، وخلعتِ السماء رداء الزرقة وتوشحت تدريجياً بالسواد مستأذنةً الشمس ليتقدم القمر إلى منصة السماء .
من أخبر الصغيرة من قبل بأن الأموات يقطنون الأعلى ؟!
فكلما همت بالذنوب ، غضتِ الطرف عن السماء ، فهنالكَ من سيراها !
كانت أصغر عمراً وأقل غباءً تريد أن تثبت بأن للقمر إخوة وأخوات ، كانت ليلة مقمرة والقمر مزهواً على صدر السماء ، اتصلت بصديقتها التي تقطنُ مدينة بعيدة ، أقسمت الصديقة أن القمر على صدر سماؤهم كذلك .
السماء ظلت الآية والأيقونة المقدسة ، قالت لصديقتها ذات يوم :
الرب حفظ السماء في الأعلى خوفاً عليها من تدنيس العباد ، لذا هي بلا حدود ، الحدود في الأرضِ فقط حيثُ عربدة البشر .
كانت تجري ذات يوم خلف أخيها الذي خطف لوح الشوكولاتة من بين يديها ، تعثرت ، واختفى الشقي عن مرأى عينيها ، تألمت ، ونظرت إلى السماء ، أقسمت بعد ذلك لأمها بأنها سمعت تأوه الجدة لذا سجلت بعد ذلك في كراستها الآتي :
هنالك الراقدون في الأعلى يتأملون مسرحنا دائماً ؛ لذا علينا أن نحسن الصنيع .
لم تؤمن يوماً بأن المقبرة تضمُ من تُحب ، لا يمكن للأرواح أن تُخنق في الأسفل واثقة هي من أن أرواح من تُحب تحلق حيثُ مطلق الزرقة .

سالم الوشاحي 10-09-2011 06:24 AM

الأخت الفاضله مريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نص جميل وقصة راقيه

ولكن عذرا سينقل للقصه القصيرة

ننتظر جديدك وبكل شوق


الساعة الآن 10:11 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية