منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   بين الطفـــــــــولة......... واليـقـظة (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=20411)

نبيل محمد 11-11-2014 11:21 PM

بين الطفـــــــــولة......... واليـقـظة
 




بين الطفـــــــــولة......... واليـقـظة

غناء في باحة المنزل ، صبيان في عمر الورود يلعبون ، وعلى طبل من جالون بلاستيكي، كانوا يعزفون ، دون سلم أو نوتة موسيقية ظلوا يتمتمون بأهازيج تصاحبهم آلاتهم الموسيقية الفريدة من نوعها ،عصي يقرعون بها الجدران ، وآخرون يصفقون بأكفهم .
بإمكانهم في هذا العمر أن يزوجوا من يريدون كأن تتزوج البنت وتلد بعد دقائق من العرس فارسا،من القماش أو الورق
لا يشق له غبار..

http://im63.gulfup.com/seSKG4.gif

وفي غرفتي شرفة تطل على شاطئ البحر الأزرق فيها صور حبيبتي قد أتلفت الرطوبة بعضا منها ، وقريبا من غرفة أمي التى اختزل وليدها كل اللغات في البكاء وبسرعة البرق، أتت إليه متوسلة بلغة لا توجد إلا في لحن أمي بسيمفونية حنانها الرهيب فهو لم يتعلم الصبر بعد مثلها.


فجأة صمت الجميع ، وغادرت خيوط الشمس معلنة الوداع ..
حان وقت النوم ... تلك هي أوامر أبي ، إلا صنبور الماء لم يأبه بقي ينزف نقاطا من الماء ، التي أثارت كنه الوقت بإيقاع موزون مستغلة عتمة الليل وسكونه...

وضعت أمي فانوس الزيت وسط الغرفة ، وألسنة اللهب تتراقص مع النسيم الواهن والذى يدخل من النافذة ، ومعه يرقص ظلي على الحائط الطيني ، يمتد أنفي حتى الركن بل تنحني مع الركن وكأنها تريد أن تشم أيا من حلوى أمي التي تخفيها


وفي الليل تخرج مني ذاكرتي، كدخان الفانوس المتصاعد ويجعلني أحب الشعر، أحب الكتابة أكثر من كل الأشياء
أمي حريصة علي وأنا حريص على رغبتي أود أن أطير واحلق وأدخل المقابر وأتكلم مع العصافير وأنام مع جذور الأشجار وأمي تريدني مجرد مهندس، محاط بالآلات، يملأ أذنيه الضجيج

أمي ....

إن كنت تحبينني ، ارجعي لي طفولتي : فالعيش مع الكبار

يلزمه محارب .

عبدالله الراسبي 12-11-2014 06:52 PM


اخي العزيز والقدير الرائع نبيل محمد نص جميل جدا ورائع
فقد استمتعنا كثيرا بقرائته
دام قلمك المبدع
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم

ناجى جوهر 12-11-2014 08:33 PM







الله الله

نسيج فريد من السرد المحبوك بلغة الإيجاز القابل
لتعدد التأويلات من جهة القارىء والناقد
وهذه ميزة الكاتب الفطن القادر على وضع المعاني
الكبيرة في الجمل المقتضبة والأحرف قصيرة المدى
إنها رحلة في عالم البرأة والصخب والإندفاع
ومرحلة تشكّل الشخصية, وتكوين الذات
ثم نبهر بمنظر الغروب من النافذة الجنوبية المطلة
على المحيط الأزرق الهادىء مؤقتا
وتتسلل مخيلاتنا مع خيوط وهج المسرجة والفانوس
لنستقبل صوت الوالد الآمر الناهي بكل حزم وجديّة
وما أجمله من تصوير لتلك القطرات الفضية
المنسابة من فم الصنبور المتراخي وكانه في وسن
لكن أحلامنا ليست تتحقق دائما
شكرا جزيل فيلسوف المنتدى
الأستاذ / نبيل محمد
وتقبّل تحياتي




نبيل محمد 13-11-2014 06:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الراسبي (المشاركة 238518)

اخي العزيز والقدير الرائع نبيل محمد نص جميل جدا ورائع
فقد استمتعنا كثيرا بقرائته
دام قلمك المبدع
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم


الاستاذ القدير عبد الله الراسبي

ما الابداع الى بمرورك المشرف لنا

الاطفال
ما اعذب قلوبهم الطاهرة الصافية النقية
هم لايحملون الكره لايعرفون الحقد
الابتسامة لا تفارقهم ابدا حياتهم بسيطة
بنظره إلى أعينهم نترجم معنى البراءة
ما أروعه من معنى يذيب قلوبنا

لك التحايا معطرة بالفل والياسمين

خليل عفيفي 13-11-2014 03:24 PM

نبيل محمد
حينما نقرأ هذا النص النثري ، تتأرجح بنا الأفكار بأرجوحة
في روضة من رياض الإبداع
وبين الطفولة واليقظة هوة أراها حملتنا عبر أثير التعبير الراقي
قبل أن تسقط منا الأمنيات ... وتتبخر الآمال .....

لقد كانت عباراتك لوحة بحد ذاتها قبل أن تتوجها بصورة جميلة
أعادت إلينا أيام الصفاء والبراءة ، بما تحملــــــــــــــه من أبعاد
لا نعلم الكثير عنها إلا حينما يكون كاتبها نبيلا ..
وأنت نبيل الذي تسعدنا كتاباته

زياد الحمداني (( جناح الأسير)) 13-11-2014 10:20 PM

وضعت أمي فانوس الزيت وسط الغرفة ، وألسنة اللهب تتراقص مع النسيم الواهن والذى يدخل من النافذة ، ومعه يرقص ظلي على الحائط الطيني ، يمتد أنفي حتى الركن بل تنحني مع الركن وكأنها تريد أن تشم أيا من حلوى أمي التي تخفيها


رائع أخي النبيل الكاتب أ. نبيل محمد..


نسجت سرداً قصصياً أمتزجت معهُ مفرداتِ توهجك وبصمتُك النثرية بارك الله فيك ..


أستمتعت كثيرا في قراءتها..

سالم الوشاحي 14-11-2014 01:34 PM

أخي الغالي نبيل محمد

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته

بين الطفولة........واليقظة أمتزجت روائع الأدب

وارتمت في أحضان الإبداع ....

سرد أنيق واحداث نصبت من البراءة تسلسل فريد

دمت ودام قلمك السامق مع إنتظار الجديد

تحياتي وجل تقديري

نبيل محمد 14-11-2014 05:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عفيفي (المشاركة 238611)
نبيل محمد
حينما نقرأ هذا النص النثري ، تتأرجح بنا الأفكار بأرجوحة
في روضة من رياض الإبداع
وبين الطفولة واليقظة هوة أراها حملتنا عبر أثير التعبير الراقي
قبل أن تسقط منا الأمنيات ... وتتبخر الآمال .....

لقد كانت عباراتك لوحة بحد ذاتها قبل أن تتوجها بصورة جميلة
أعادت إلينا أيام الصفاء والبراءة ، بما تحملــــــــــــــه من أبعاد
لا نعلم الكثير عنها إلا حينما يكون كاتبها نبيلا ..
وأنت نبيل الذي تسعدنا كتاباته


الفاضل خليل عفيفي

البراءة هي الفطرة و النقاوة الداخلية الموجوده في القلب ...
بها نتصرف بتلقائية لا رسمية ولا حدود لا تعصب و لا تصنيف !!

البراءة لا تحرمنا من الفراسة والفطنه بل تجملنا بذكاء روحي خفي يفتقده الكثير ....

لك مني التحايا اعطرها

نبيل محمد 15-11-2014 12:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجى جوهر (المشاركة 238521)






الله الله

نسيج فريد من السرد المحبوك بلغة الإيجاز القابل
لتعدد التأويلات من جهة القارىء والناقد
وهذه ميزة الكاتب الفطن القادر على وضع المعاني
الكبيرة في الجمل المقتضبة والأحرف قصيرة المدى
إنها رحلة في عالم البرأة والصخب والإندفاع
ومرحلة تشكّل الشخصية, وتكوين الذات
ثم نبهر بمنظر الغروب من النافذة الجنوبية المطلة
على المحيط الأزرق الهادىء مؤقتا
وتتسلل مخيلاتنا مع خيوط وهج المسرجة والفانوس
لنستقبل صوت الوالد الآمر الناهي بكل حزم وجديّة
وما أجمله من تصوير لتلك القطرات الفضية
المنسابة من فم الصنبور المتراخي وكانه في وسن
لكن أحلامنا ليست تتحقق دائما
شكرا جزيل فيلسوف المنتدى
الأستاذ / نبيل محمد
وتقبّل تحياتي




الاستاذ ناجي جوهر

بارك الله فيك على هذا الرد الجميل
والذي جاء كشهادة اعتز بها
من كاتب جليل اعتز به
فشكرا جزيلا من أعماق قلوبنا لكل حرف كتبتموه ولكل صورة امتعتمونا بها

الاديب ناجي

ان البراءة صفه نادره في عالم النضوج وقد وهبت للأطفال
ولو وجدت هذه الصفة الماسيه في اشخاص ناضجين لن يشعروا بمراره في حياتهم ابدا

أسعدني مرورك وحضورك الطيب
دمت بالف خير

نبيل محمد 16-11-2014 12:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد الحمداني (( جناح الأسير)) (المشاركة 238682)
وضعت أمي فانوس الزيت وسط الغرفة ، وألسنة اللهب تتراقص مع النسيم الواهن والذى يدخل من النافذة ، ومعه يرقص ظلي على الحائط الطيني ، يمتد أنفي حتى الركن بل تنحني مع الركن وكأنها تريد أن تشم أيا من حلوى أمي التي تخفيها


رائع أخي النبيل الكاتب أ. نبيل محمد..


نسجت سرداً قصصياً أمتزجت معهُ مفرداتِ توهجك وبصمتُك النثرية بارك الله فيك ..


أستمتعت كثيرا في قراءتها..

الاستاذ زياد الحمداني (( جناح الأسير))

أيها الشامخ في فضاء الفكر والأدب أقف اجلالا لسمو كلماتكم

عرفانا مني لشخصكم الكريم

جزيل الشكر
وعظيم الامتنان
على المرور الراقي
وتقبل تحياتي


الساعة الآن 11:36 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية