منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   :: الأفكار لا تتغير بالكرباج :: (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=22012)

غدير طه 21-11-2015 10:18 PM

:: الأفكار لا تتغير بالكرباج ::
 

http://www.swishschool.com/vb/mwaext...4/extra/81.gif

أحيانا يلجأ المربي لأسلوب العتاب المباشر
وتكرار السؤال ليش.. لماذا ولماذا
غافلا عن أثر الأسلوب على المتلقي
وكلما تكرر الخطأ تكرر معه ذات العتب

...


أيمن ذي الاثنى عشر ربيعا كلما انهالت تلك الأسئلة وذلك العتب على أذنيه كلما ازداد عنادا وإصرارا على موقفه
هذا كان في الماضي
لكنها لم تثر في نفسه المقبلة على الحياة إلا التهكم والسخرية
وينهمك في الضحك على نمط خاص به
وحديث نفسه هل تظن بكلامك هذا يا أبي سأفعل كل ما تريد صاغرا؟
هل تحسبني ذلك الأحمق الذي يرجف ويتنازل عن كل شيء كي لا يرى تلك النظرة الثاقبة من عينيك
أبت لم أعد ذلك البائس الذي يطيع ويرضخ لأي شيء وكل شيء
الذي ينام مستيقظ العين والقلب يلقي الجسد فوق الفراش
ويغلق مسامعه عن التهكمات وتأنيب أبي
إلى متى ستعلن دقات الطبول هزيمتي
إلى متى أتوسد شكاياتي
اختفاء اللمسة الحانية والنظرة الرحيمة
رتابة الأيام وكلمات أحرفها تتنهد
جلس أيمن في المطبخ أمامه كأس من الليمون
لفه الصمت أحس أنه لا يستطيع شيئا هذا اليوم
وسيم صافي العينين يفكر أكثر مما يحس
تتسرب حرارة تسري في عروقه يلتقط أنفاسه
واستبدت به الحيرة ..
لطالما أحببتك مثلما لم يحب أحدا ولا سيحب أحد
لو تجرب مرة أن تفهمني أو تتعرف إلى رغباتي واحتياجاتي
أو تنظر لواقعي من خلال عيني لا عينك
إلى ما أحلم إلى ما أريد
_ يا الهي ها قد عاد
أية أوامر سيصدرها هذه المرة؟
رويدا على هونك لا تنفعل: يُحَدِّث شخصا بداخله يريده قويا
يراقب بقعة الضوء المتراقصة من المصباح على السقف
أحس بالبرودة
يعزي خوفه ..ترتسم على شفتيه نصف ابتسامة فقط
تتدافع الذكريات بمخيلته
عاد للوراء سنوات
ألوان العقاب التي ذاقها تتقافز أمامه
كفيلم سينمائي من تلك الأفلام التي تجعلك تنتظر بخوف وحذر ما سيكون فجأة من مفاجآت,

ومشهد الحبل المتين الذي أوثقه من كتفيه إلى قدميه
تماما كما كان يفعل جده لعقاب أبيه إذا ما فقد صوابه
وتلك العصا التي انهالت عليه ضربا لا يعلم كم من الوقت
وكم استمر هذا العذاب
...
صوت التوبيخ يتعالى كالمعتاد
لم يختلف شيء أبدا
يا بليد يا متخلف يا ..
وقتها توقف الزمن مكانه واجما
صوت في دماغ أيمن كيف تترك والدك وحيدا
لا سأذهب لن استسلم هذه المرة
لم يعد ممكنا ..لا أعلم أين سأذهب
أظن أي مكان في العالم خير من هذا
تأبط حقيبته التي أعدها مسبقا
صعد مسرعا على السلم لينتقل عبر نافذة الأمل
لينطلق إلى حياة أخرى أكثر وداعة
...
في اليوم التالي
بلغته وفاة والده وتعالى مجددا صوت العتاب
كيف تركت والدك وهو يستجدي مساعدتك لم تأخذ بيده؟
لم تنقله للمشفى وهو يعاني مرضا فظيعا
أي ابن عاق قاس انت !

ناجى جوهر 22-11-2015 08:02 PM



السلام عليكم أستاذة / أم عبد الله
ما فهمته من القصة يوحي إليّ
بأنّ أيمن فعلا ابن عاق، بل وحاقد
فمجرّد تفكيره في الإنتقام هو عين العقوق
ليس ثمّة مبررات في هذه القصة تقنعني بأنّه على حق
في تركه اباه المريض وحيدا يعاني تباريح المرض المميت
ومهما تراكم الحقد في نفسه فمردّه إلى كونه لم يفهم سبب
العقاب والعتاب الذين ينالهما من يد ولسان ابيه يوميا
ولا أنكر وجود ظلم من طرف الأب في مثل هذه الحالة
ولكن ما ذنب أبٍ غير متعلّم أو أمٍّ محدودة الثقافة
إن لم يحسنا توضيح أخطاء الأبناء التي تستوجب العقاب؟
وهما لا يمتلكان اللغة المناسبة للإقناع وغرس القيم الخيّرة
لو لم يستمر حقد ايمن على أبيه ردحا من الزمن
لكان قد استوعب ما يرمي إليه أبيه، ولعلم أن العقاب إنما
هو تقويم لسلوكه وليس رغبة في أذيّته أو إهانته وإزعاجه
ولكّنه تجاهل مسؤولية أبيه وحرصه على جعله أفضل
وركّز فقط على الألم الذي شعر به في يوم ما
وسبحان الله!
هل يتوقّف شعور الإنسان بالألم أبدا؟
لا شكّ أن أيمن قد أوذي قولا وفعلا من أفرادٍ أخرين
فلماذا لا يحقد عليهم كما حقد على أبيه؟
ولماذا لا يحاول الإنتقام منهم كما أنتقم من أبيه بتركه وحيدا
يعاني المرض القاتل؟
سبحان الله!
وهل تستقيم تربية بدون عقاب؟
وهل هناك عقاب غير مؤلم؟

أبدعت أستاذة / أم عبد الله
ولكنني أختلف معك جذريا في الفكرة
والإختلاف لا يفسد للودّ قضية كما تعلمين أخيّة
فليست ثمّة قدسية للرأي والإجتهاد الشخصي
سعدت جدا جدا بمشاركتك الهامة الهادفة
وأعجبني كثيرا جمال الصياغة وجودة الحبكة
ورقي الأسلوب القصصي الغير تقليدي في سرد الوقائع
والقليل من الحوار قد يخدم القصّة أحيانا
أتمنى منك المزيد في مقبل الأيام بإذن الله
شكر الله لك، ووفقك، وسدد خطاك
وتقبّلــــي تحيّاتـــي
وتقديري البالغ






غدير طه 23-11-2015 10:55 AM

مرحبا بكم سيدي ناجي جوهر
أود إيضاح أمر في البداية
أيمن لم يكن على علم بمرض أبيه أصلا فهو طارئ ومفاجئ
أردت القول أن هذا الموقف نتاج :
تربية متوارثة خطأً تعتمد أسلوب العقاب الجسدي
+ جيل يقتصر هدفه في الحياة الحرية من القيود بأشكالها
والذي وضع غشاوة على الأعين عن جماليات وقيم موجودة
فهو لا يرى الإيجابيات بل تتراكم على عقله صور بشعة
تجعل الصورة الجميلة تغيب قسرا عن ناظريه
وتؤثر على سلوكه
هدف القصة رؤية حقيقية لما يحيطنا ومن نتعامل معه من أشخاص
أن لا نتسرع في الحكم ونتروى في اتخاذ القرار
البطل هنا لم يستخدم سلاح الحوار لم يحاول أن يتفاهم مع أبيه
لماذا يكبت شعوره ويتألم حتى يصل لنقطة الإنفجار
كان من الممكن تجاوز هذه النهاية بتجربة مناقشة الأمر ومنح الفرصة للتغيير
لابد من وجود كوة رحمة في عقل الكبير لم يستغلها الإبن
هناك شيء اسمه "حق" إذا لم يكن بمكانه الصحيح.. يطمس ويقلب الخارطة رأسا على عقب
حق الأب على الإبن الصبر على هفواته, وفن استمالته الذي لا يتقنه اكثر الأبناء
مهما علا مستوى ثقافته وتعليمه
وأيضا حق الإبن في حياة متزنة تحقق له وسط يمكنه من التقدم
تطور ملكاته ومواهبه وسلوكياته لن يكون في بيئة تعج بالمتناقضات
أشكرك أستاذنا الجوهر على استفاضتكم
التي سكبتها أنامل ألماسية يعطيكم العافية يارب

عبدالله الراسبي 24-11-2015 04:26 PM


الاخت الفاضله والقديره الرائعه ام عبدالله نص في غاية الابداع
وسرد جميل جدا ومميز
دام قلمك الرائع
وننتظر جديدك هنا دائما
ودمتي بكل خير وموده اختي الكريمه

غدير طه 30-11-2015 08:15 AM

أستاذي عبدالله الراسبي لك وافر التقدير
سلمت على جميل مرورك بالموضوع
إليك باقات الياسمين والفل والجوري جدا شاكرة

ضوء نص القمر 06-12-2015 10:58 AM

شكرا لما خطه قلمك هنا الاستاذه الفاضله ام عبدالله قصه جميله وهادفه تناولت نقطه مهمه وهي كيفية تربية الاباء لابنائهم ..
بحقيقه استخدام العنف المادي او المعنوي في تربية الابناء ينتج جيل متمرد ساخط على المجتمع وعلى كل من هم حوله جيل يحمل كم من الامراض النفسيه التي تنعكس على المجتمع بشكل سلبي بالواقع ان من يمارسون سياسة العنف والاضطهاد على ابنائهم هم بواقع قد تجرعوا من نفس الكأس بشكل او بآخر من قبل ابائهم وامهاتهم فيعيدوا الكرة على ابنائهم وعلى نفس النهج ...
فعلا الأفكار لاتتغير بالكرباج وان تغيرت فهي ستتغير على نحو تتخذ فيه مسار به كل العثرات والعقبات...
هناك مثل يقال بأنه لو كبر ابنك خاويه...
هذه التربيه كفيله ان تجعل الاب يحتوي ابناءه ويصل بهم الى بر الامان بحيث يقوم سلوكهم بما يتماشى مع نمط الحياه باسلوب سلس يتقبله الابناء وبذلك يحميهم من تقلبات الزمان ومن نغزات الشيطان ومن رفقة السوء ومن افكار تؤدي بهم إلى الهاويه...
نسأل الله العلي العظيم ان يوفق جميع الآباء والامهات والابناء لما فيه الخير ولما يحب ويرضى...
شكرا لما خطه قلمك هنؤا كل الشكر..
ودمت بكل الخير والتقدير...
كنت هنا..
ضوء نص القمر
ع.ق

غدير طه 07-12-2015 11:15 PM

أشكر مروركم استاذتي ضوء نصف القمر
التربية مسؤولية كبيرة شابتها معتقدات وعادات
الطفل مثل عجينة يسهل التعامل معها
على نحو يرضي الله ويرسم لها درب التوفيق
الحياة أساسها التفاهم والتقدير والإحترام مهما اختلفت الأعمار
سعدت بمروركم الجميل اشكركِ


الساعة الآن 03:53 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية