منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   قصه قصيره : لفته .. الى الحاره القديمة (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=10396)

عمر حامد 01-01-2012 01:08 PM

قصه قصيره : لفته .. الى الحاره القديمة
 
كُنتُ لا أزالُ في الرابعة عشر من العُمر عِندما لاصَق بيتُنا عائلةٌ من الجنسيةِ المصرية .. جاءوا ضيوفا على حارتنا
الجميله.. كُنتُ وأبناءُ حارتنا لا نُشركُ أيًّا كان للعبِ معنا، وخصوصا في كرة القدم حيثُ أنشأنا فريقا صغيــــرا
وعلقنا عليهِ آمالا للوصوف لكأس العالم !.


الضيوف الجُدد كان لديهم ابن في سِننا اسمـهُ حماده» .. وسُبحـان الله .. كـان (ليس مهضوما) .. لم نرتح لهُ من
اول ولهه .. كان سمينا وأضخم منا .. ملامح وجهُهُ تدلُّ على الشر والخُبثِ معا .. عندما زارنا المرّه الاولى الى الملعب
كُنا قد بدأنا اللعب .. حماده لم يستــأذن حتى .. وإنما دخل هكذا عُنوه .. وأخـذَ يتبحبحُ خلف الكُره وما ان وصلها ..
حتى ركلها (بكل عبط) واتجهت قويّه خـارج المرمـى!.. وقفنا كُلـنا مذهـولين .. إلا ان حمدان سفنجه» وكان اقوانا
تصدى لهُ زاعقا (اييييه اييييه طلع برع) .. لم يُعرهُ حماده اهتمام وقال له: (غور يا بني هات الكووووره .. غوووووور)!!..
فاشتبك الاثنان ... وعلمتُ انها نهاية حماده .. فحمــدان سفنجــه كان بطلا في ساحات الوغى .. وما ان اشتبكا ..
رأينا لم نتوقعه .. فقد كان حمدان سفنجه ساقطا على الارض .. وحماده جاثما على بطنه يُذيقهُ وابلا من اللكماتِ
المصريه!! عندها فقط تدخلَ راشد وَر وَر» ..وركل حماده على ظهره بكل قوّه .. فزعق حماده زعقةً خُفنا منها ونحنُ
في صخبٍ وضحك .. وأخذ يتبحبحُ خلف راشد ور ور وهو يصيح به : (تعالا يا ابن الكلب)!.. فجرينا كلنا خلف حماده
هناك من ينغدهُ .. وهناك من يُداعبه وحمــاده يبكــي من الحنق وبدأ يتوقف ويترنح ليأخذ انفاسه ُوكانت خدودهُ قد
توهجت باللون الاحمر .. ودموعهُ لا تتــــوقف .. عندها خرجت ام حماده بالصدفه وشاهدت المشهد .. فجائتنا تجري ..
فأطلقنا سيقاننا للريح .. فوصلــت ابنها وأخذ تدعو علينا وتشتمنا شتما لم نسمعهُ من قبل .. ونحن ُ نردُ عليها
بالتعيق والتصفير!!!.. فعـوقبنا كُلنـا من أهالينا بأن منعونا باللفب في الملعب .. لأن الملعب كان مُقابل بيت حماده
وقد انتظرنا طويلا الى ان سافروا!!.


..في يومٍ ما .. كان قِطٌّ من قطط عُمان الأصيله يسكن بيتنــا .. وكان شابًّا وسيمــا على ما يبدو في عالم القطط ..
وقد اطلقتُ عليه اسم (نصيب) ..! سمعتهُ يتوعد لقطٍّ ما فنظرتُ مــن الشبّاك فإذا بهِ يُلاعب بذيلهِ ويقف مُتسمرا
ينظُر الى اعلــى الجــدار .. وقد تأهــب لشــيء ما .. وما ان نظرتُ الى أعلى الجدار .. حتى نظرتُ قطّة شيرازيةً جميلةً ..
.. القط الشيرازي هو الاخر قد نفش شعـرهُ مُهــددا لنصيــب!! .. فسمعــتُ صوت حماده يقول : (تعالي يو لولي..
ما تيالله يا لولي) !! فعرفتُ انها له! فقفزت لولي الى حمـاده .. فنويتُ بِها شرّا مُستطيرا! ..
في صباح اليوم التالي اخبرتُ جميع اصحــابي عن القطــه لولي .. فتـوعدوها شرًّآ! كُنـا لا نزالُ اطفالا .. وتفكيرُنا كان
محدودا .. اما انا بعد رجوعى من المدرسه .. رأيتُ لولي تدخل بيتنا .. وهي تتدلل .. فأشرتُ اليها وغريتُها ببعض السمك
وما ان دخلت الى المطبخ حتى اغلقتُ عليها الباب .. عندها بحثتُ عن نصيب!! بوجدتهُ مُتسلقيا على غُصن الفُرصاده
بحملتُها فجأه .. فاستيقظَ بصعوبه وكأنهُ يقول : (تو ذا مو فيه !) .. فدخلتُ الى المطبخ .. ورميتُ به بجنب لولي!! وقلت
في نفسي .. : (سيقتلها نصيبٌ الان!) .. الا ان نصيبا سوّد الله شِدغيه .. أخذ يدورُ حواليها ويُلامس ذيلها .. ويلتفُّ عليها
لاعقا شاربيه بلسانه!!! وهي ترد عليها بدلع (مياااااو) !. ..


وما ان مرّت ايامٌّ قلائلٌ حتى حملت لولي!! الغريب والمضحك ان حماده كان سعيدا ..!! أذكرُ يوما ان رأى حمدان سفنجه
لولي قادمه وبطهنا يحملُ اطفالا .. هم ابناء نصيب بلا شك! .. فأراد ان يرميها بحجر .. فنهيناهُ .. لأن بها قططا صغيره..
مع مرور الوقت .. ولدت لولي .. 4 من الجراء الصغار.. كان واحدا منهم يشبه نصيب بالضبط! .. وكان نصيب لا يُفارقهم..
ولا يفارقها .. الا انهُ كذالك (نصيب) كانت لديه مشاكل حساسه مع حماده على ما يبدو! .. فكان يكرهه .. لقد قرأتُ في
عيني نصيب الحب والغرام! .. لقد سحرتهُ لولي واصابتهُ في مقتل ..!

بعد ان قوي عود الجراء الصغار .. في ليلةٍ سمعتُ حماده يبكي ويصرخ!! قُلت في نفسي (اخيرا حماده ضربوه حيّانه)!! نعم
فقد تكونت لدي فكره ان المصريين لا يضربون ابنائهم .. جريت الى فوق سطح منزلنا وأخذتُ استرق النظر الى بيت حماده..
لعلي اشفي غليلي برؤيتي له يُضرب .. وما ان نظرت .. حتى بدا لي المشهد : (كانت ام حماده تحاول تهدئة ابنها الذي كان
يبكي بحرقه .. وكانت لولي .. مُستلقيةً بجانبهما مُخرجةً لسانها الى الخارج وحَبلٌ يطوق رقبتها!!) ..!!! فقلت في نفسي:
(سويوها الكلاب ..!! الله يقرعهم) .. نزلتُ سريعا ودخلت الى غُرفتي حتى لا تُوجّهُ الي اصابع الاتهام ..!!


بعدها .. هام نصيبٌ على وجهه .. ينظُرُ الي بحزن!! .. لقد شهد مقتل لولي!! لقد فعلها حمدان سفنجه! .. انني لا ازالُ
اتذكر اليوم الاخير لنصيب .. عندما رميتُ له سمكة صيمه وتجاهلها !! الصيمه بالذات لا يمكن للقطط ان تُكابر عليها
إلا ان نصيب تجاهلني انا والصيمه .. ونظر الي نظرة طويله .. ثُم.. ثم غادر .. لا ادري الى أين ! ..

ومن بعدها غادر حماده ..


ورجع لنا استاد الحاره (ملعبنا) ..

وغادرت تلك الايام ..

ولا يزالُ احفادُ نصيب ولولي الى اليوم .. في حارتنا ..


تسرقُ الاسماك في النهار ..

وتتغازلُ في المساء ..

يملأن سِكك حارتنا صخبا وحُبا وشقاوه ..

نبيلة مهدي 01-01-2012 01:34 PM

أهلا أخي العزيز
عمر حامد..

يسعدني أن أكون هنا قصة جميلة أستمتعت و أنا أقراءها
سلمت يمناك أيها العطر..
حتما أنتظر منك كل جديد و بكل شوق

كن دائما بالقرب

موفق لك كل الاحترام و التقدير

سالم الوشاحي 01-01-2012 01:49 PM

أخي العزيز عمر حامد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة طريفه ظريفه أسعدتنا بها

بارك الله فيك على هذا التواصل

تقبل مروري المتواضع من هنا

وارجوا أن أقراء لك قصصاً آخرى


عبدالله الراسبي 01-01-2012 06:26 PM


الاخ العزيز عمر حامد يسلم قلمك الرائع على هذه القصه الجميله والرائعه والى الامام وننتظر جديدك بكل شوق تقبل تحياتي

خليل عفيفي 01-01-2012 08:13 PM

عمر حامد
أخي الراقي
كنت متميزا في السرد
وفي تسلسل أحداث النص
كما كنت موضوعيا تصوغ القصة بحكمة
ترضي جميع الأذواق

عاشقة الصمت 02-01-2012 10:23 PM

أخي العزيز

لقد سطر قلمك كلمات كلها براءه

أنتظر:rolleyes: الجديد بكل شوق

تحياتي لقلمك المبدع

زهرة النوير 04-01-2012 11:57 PM

ياسلام ماأستمعت من زمان بقصة مشوقة كهذه

شكرا لك وأتمنى لك التميز والتوفيق

عمر حامد 08-01-2012 08:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيلة مهدي (المشاركة 116793)
أهلا أخي العزيز
عمر حامد..

يسعدني أن أكون هنا قصة جميلة أستمتعت و أنا أقراءها
سلمت يمناك أيها العطر..
حتما أنتظر منك كل جديد و بكل شوق

كن دائما بالقرب

موفق لك كل الاحترام و التقدير

اهلا نبيله ..

يُسعدني مرورك أيتها الكريمه :) .. كوني في القرب

رحيق الكلمات 08-01-2012 11:34 AM

قصة جميلة اخي العزيز استمتعت وأنا أقرأها
تحيتي


الساعة الآن 12:59 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية